مصر فتحت بأسباب استراتيجية بحتة:
السبب الحقيقي وراء فتح المسلمين لمصر

أسامة عبد الرحمن Ýí 2006-10-06


بسم الله الرحمن الرحيم
يجزم القرآنين بأن المسلمين قد فتحوا مصر بغية ظلم أهلها والإعتداء عليهم وسلبهم خيرات بلادهم وهذا رأي الدكتور أحمد صبحي منصور والذي نشر منذ فترة طويلة على موقع (عرب تايمز) http://www.arabtimes.com في مقال بعنوان (عمر ماذا تبقى منه) بل وفيه أيضا إنكار لمعنى الجهاد في كل الفتوحات الإسلامية وأن المسلمين قد اعتدوا وفرضوا الحرب على جميع من قاتلوهم ابتداءا من الروم وليس انتهاءا بالكرد والترك وآل ساسان وأنهم عندما دخلوا مصر فاتحين طردوا رومها واستعبدوا أقباطها وعاملوهم على أنهم مجرد مواطنين من الدرجة الثانية ، لقد اعتمد الدكتور منصور على المنطق العقلي فقط في تتبع الروايات وتحليلها وتوظيفها من أجل اثبات أن المسلمين دخلوا مصر وظلموا أهلها وسلبوا الأقباط خيرات بلادهم ومن هذه الروايات التي وظفها الدكتور منصور لأثبات ما يقول قصة القبطي الذي سبق ابن عمر بن العاص في سباق للخيل فاشتكاه للخليفة عمر فقام عمر بمعاقبة عمرو بجنس ما افتراه على القبطي المظلوم.


تحليليا كان بالإمكان أن أقتنع بمثل هذا الكلام ، ولكن عقلي من النوع الذي لا يهدأ أبدا إلا إذا توصل إلى الحقيقة.
لنستخدم المنطق .....
من أجل ماذا ؟؟؟؟
من أجل أن تثبت عكس ما نشره الدكتور منصور في ذلك المقال...
لبدأ أولا بالسبب الحقيقي وراء فتح مصر ....
قائد عسكري سيقول لك بكل تأكيد : لقد فتح المسلمون الشام إبعادا لخطر الروم(وهذا ما سأتناوله في مقال لاحق ) وطردوهم فلجأوا إلى مستعمرتهم الثانية ، وهي مصر والكل يعلم أن مصر والشام كل منهما بوابة للأخرى ولا تستطيع قوة المحافظة على أمنها في حال استطاعت أن تحتل أحدى الارضين (الشام ومصر) مادامت بقايا القوة الأخرى موجودة في الأرض الأخرى ، فبالنسبة للمسلمين ما كانت الشام لتؤمن لولا مصر وما كانت مصر لتؤمن لولا الشام ، فلم ينتظر المسلمون من الروم أن يرصوا صفوفهم ويعاودا الهجوم على الشام لاستردادها فبادروا هم بذلك.
أي أن القائد العسكري قد أوضح سببا استراتيجيا بحتا دعا المسلمين إلى فتح مصر.

أما لو سألت رجلا وقع لسنين عدة تحت الظلم والإضطهاد من قبل جهة معينة وكان على الحق وأرادوا إثنائه عنه ، وانتصر من بعد ضلمه سيقول لو كنت مكان المسلمين لفعلت ما فعلوا من أجل أن أحرر الأقباط الذين وقعوا تحت نير الإحتلال الروماني لسنين عديدة ، فقد ذاقوا الأمرين مما ذقت ، وقد ورد بالفعل أن عمر بن العاص قد أثر على الخليفة عمر بن الخطاب بأن شرح له وضع الأقباط المزري تحت الإحتلال الروماني حتى أثار رغبة فيه لفتح مصر وتحرير أهلها ومعاملتهم المعاملة الإنسانية التي يحض عليها الدين الحنيف ، وحسبما ورد في تاريخ السلف هنالك قصة بينت أن موقف عمر الشافق الراغب في تحرير مصر وليس طرد الاحتلال منها ليستقر احتلال آخر ، فبعد تأثره رحمه الله بما أسمعه إياه عمر بن العاص ، أمره بالزحف نحو مصر في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار دونما أخذ مشورة أصحابه ، فلما علموا أشاروا على عمر بأن فتح مصر وهي معقل الروم فيه خطر أيما خطر عل الجبش الإسلامي الزاحف نحوها فلما أقتنع ارسل لعمر بن العاص من يعيده وجيشه فعاد الرسول وقال أن عمرو قد بلغ مصر بالفعل ولم يعد له مجال للتراجع ، فلم يزد عل القول (ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) والقصة ليست كما وردت بحذافير أحداثها بل فقط بالمعنى

وفتح عمر بن العاص مصر وما كان من الأقباط الذين سمعوا عن الدين الجديد إلا أن يساعدوا عمرا في الفتح ، وبعد جلاء الروم قام عمرو بحكم مصر واسترفق بأهلها أيما استرفاق (وليس استرقاق) ولم يعد يقسوا عليهم بالضرائب وكان يستهين في جبايه خراج الأرض وجمع الجزية وحتى أن عمر اتهمه بالتقصير وقال له أن ما يرسله له غير ما كان الرومان يجمعونه من الأقباط وخاف رحمه الله من أن يكون عمرو قد استأثر لنفسه ببعض ما يجبي وليس هذا تشكيكا من عمر بإخلاص عمرو فقد ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك على زكاة أرض عمان بل هو مجرد ممارسة الحاكم لواجبات وظيفته ، فأسر عمر أن يعرف أن بعض ما يجبى من الأقباط يعاد إليهم بما قام به عمرو من إصلاحات وإعادة إعمار للبلاد

وأمر آخر أود أن اوضحه عما قد رواه المنطق ، هو أن الشعب المصري شعب أبي ذو عزة وكرامة وأنفة ولا يرضى بالذل والهوان وطالما طرد الكثير من المحتلين الذين يأتونه من أجل اسنتزاف خيرات أهله ، إلا الإسلام فقد حول الشعب المصري أرضه وكيانه معقلا من معاقل الإسلام والدفاع عنها فمن مصر خرج الجيش بقيادة بني أيوب ليحرر المقدسات التي سلبها الصليبيون ومن مصر خرج من تصدى لقوة المغول العاتية ومن مصر خرج من حفظ بيضة الدين القيم على مر العصور ، أفهل يعقل أن يسكن الدين القيم عقول المصريين ويأسر قلوبهم وهو دين أهله ظالمون .
ليس هذا من كلامي ، بل هو ما رواه المنطق
فلك الحديث أيها القارئ الذكي لتخبرنا عما حدثك عنه المنطق؟؟
للتعليقات والمناقشات راسلني على



usamafa_1010@gawab.com


 

اجمالي القراءات 4144

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عبداللطيف سعيد     في   الإثنين ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[98]

ليس قرآنا

الأخ الفاضل كانب المقال
ان فتح مصر والهدف منه لم يأت فى القرآن الكريم وهو بهذ يعتبر قضية تاريخية وليست قضية دينية فلماذا التعميم فى الحكم, فحقائق القرآن الكريم حقائق ثابتتة وقطعية أما الحقائق التاريخية فهى ظنيةالثبوت حسبما جاء عنه فى المصادر التاريخية وقوة الباحث فى استخلاص الحدث التاريخى .
وهو فى النهاية وجهة نظر شخصية وليست دينية، اما الدين( القرآن ) فهو شيئ آخر

2   تعليق بواسطة   أسامة عبد الرحمن     في   الجمعة ٢٧ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[433]

لم يكن سوى استخدام للمنطق

إلى AMAL hop الأمر لا يحتاج إلى أن نعتي بصفات قاذعة (قاذعة لدرجة أنك تخجلين من ذكرها) ولكنني أدعوك إلى استخدام المنطق ليس إلا ...
ولي كلمة أعتز بها أريد أن أقولها لك ألا وهي (إياك والهوى)
وأنا أجيد الإنجليزية على أيه حال فإن أردتي تعليمي كيف أقول الحقيقة فلا بأس بذلك ، فقط أدخلي إلى صفحتي واتركي لي رسالة خاصة أو تعليقا

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-14
مقالات منشورة : 2
اجمالي القراءات : 31,275
تعليقات له : 66
تعليقات عليه : 59
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين