مفهوم الطهارة في القرآن

سامر إسلامبولي Ýí 2007-06-19


إن مفهوم الطهارة هو واحد أينما أتى ، ولكن إسقاط ذلك المفهوم على الواقع يختلف حسب اختلاف الواقع المعني بالطهارة ؛ فطهارة النفس ، ليست مثل طهارة الجسم!ومن هذا الوجه ظهر لمفهوم الطهارة صور واستخدامات لا متناهية في الواقع .
فعلى ماذا تدل الطهارة مفهوماً ؟

المزيد مثل هذا المقال :

الطهارة : من (طهر) الطاء والهاء والراء . فما هي دلالة أصوات هذه الأحرف ؟
ط : صوت يدل على دفع وسط متوقف .
هـ : صوت يدل على تأرجح خفيف .
ر : صوت يدل على تكرار .
واجتماع هذه الأصوات على ترتيب كلمة (طهر) تفيد عملية الدفع الوسط مع تأرجحه بصورة خفيفة، وتكرار هذه العملية .
هذا مفهوم كلمة (طهر) بصورة فيزيائية دون إسقاط على أي حدث .
ولنر كيف تحقق هذا المفهوم في الاستخدامات الاجتماعية والمعيشية للناس:
قال تعالى : [ وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ] الأنفال 11
وقال : [ وثيابك فطهر ] المدثر 4
وقال : [ فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ] البقرة 222
وقال : [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] المائدة 6
وقال : [ وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً ] الفرقان 48
الملاحظ من النصوص السابقة أن الماء هو مادة تتم بواسطة عملية ا لتطهير [ ليطهركم به ] فهو مادة يحمل صفة الطهور [ ماءً طهورا ] ؛ واستخدام هذا الماء لعملية تطهير الشيء مثل الثياب مثلا [ وثيابك فطهر ] تقتضي وضع هذا الثوب في الماء ودفعه بصورة وسط مؤرجحة وتكرار هذه العملية . وهذه الصورة واضحة ومعلومة للناس في حياتهم العملية أثناء قيامهم بعملية غسل الثياب للحصول على طهارتها .
فنصل إلى أن كلمة الطهارة إن أتت متعلقة بشيء مادي فيقصد بها عملية التطهير المقترن بإزالة الخبث أي كان نوعه سواء أكان جراثيماً أم قاذورات ، ويتم استخدام المادة المطهرة المناسبة للحدث مثل النار أو الماء أو المواد المعقمة.
وبالنسبة لموضوعنا الذي نحن بصدده فالمادة المطهرة المقصدوة للحصول على طهارة الجسم أو الثياب هي الماء ابتداءً . [ ليطهركم به ] .
وظهر من خلال هذا الاستخدام لكلمة الطهارة ، مصطلح [ الطهارة المادية ] .
ونأتي لاستخدام آخر لكلمة الطهارة في الواقع :
قال تعالى [ أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ] النمل 56
وقال : [ فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر ] المجادلة 12
وقال : [ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ] الأحزاب 33
الملاحظ من استخدام كلمة الطهارة في النصوص المذكورة أنها غير متعلقة بالماء ؛ وإنما متعلقة بالمفاهيم وما ينبثق منها من سلوك على أرض الواقع . انظر إلى قوله تعالى على لسان قوم لوط عندما وصفوا المؤمنين الذين ابتعدوا عن ممارسة الفاحشة سلوكاً [ إنهم أناس يتطهرون ] بمعنى أنهم ناس ابتعدوا عن ممارسة الفاحشة ودفعوا أنفسهم نحو الالتزام بالفضيلة والأخلاق ، وتعهدوا أنفسهم على الالتزام بذلك من خلال نهي النفس عن الهوى بصورة مستمرة ، لأن النفس أمارة بالسوء وهذا يقتضي عملية الأرجحة في استمرار عملية الدفع والالتزام بالفضيلة، وعدم التوقف عن هذه العملية أبداً ،وهذا دلالة صوت حرف (الراء) ؛ وكذلك قوله تعالى : [ فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر ] فالطهارة المقصودة في النص هي طهارة النفس لا الجسم .
ومن هذا الاستخدام القرآني لكلمة الطهارة ، ظهر مصطلح [ الطهارة المعنوية ] ويقصد بها طهارة النفس مفاهيماً وسلوكاً . لذا كان المؤمن طاهراً بصورة دائمة [ سبحان الله إن المؤمن لا ينجس ] فالمؤمن طاهر ، ولا يخرج سلوك منه إلا طاهراً وطيباً .
فالنجاسة كلمة تقابل الطهارة المعنوية فقط دون الطهارة المادية . انظر إلى استخدام كلمة النجاسة في القرآن [ إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ] التوبة 28
فالمشرك نجس من حيث المفاهيم والسلوك الذي ينبثق من شركه [ ضرر وأذى وإفساد في البيئة والمجتمع ] فالإنسان النجس : هو الإنسان المفسد في الأرض ، الذي لا يُؤمن على نفس، ولا على عرض، ولا على مال ؛ ويتبع النجس أتباعه الأقل شأناً منه وهم النسُّون .
فالنجس هو المفسد الذي يمارس سلوكه بقوة ، والنس التابع له .
ومن هذا الوجه ظهر في الاستخدام العربي كلمة [ الأنجاس ] وهم قطاع الطرق المفسدون في الأرض !.
لذا لا يصح استخدام كلمة ( نجاسة ) مقابل الطهارة المادية ، نحو أن يقول الإنسان المؤمن عن نفسه إن كان في حالة الجنابة أو الحيض وما شابه ذلك أنه نجساً !. وليقل : إني على غير طهارة للشيء المعني بالطهارة نحو إقامة الصلاة ، أو تناول الطعام أو القيام بعمل جراحي بالنسبة للأطباء ....الخ ويقوم بعملية التطهير المتعلقة بعمله .
أما إطلاق كلمة النجاسة على المواد مثل البراز والبول وغير ذلك ، فأيضاً خطأ ؛ وينبغي استخدام الكلمة المناسبة لهذه الأشياء وهي كلمة ( الخبث ) وهي أيضاً تطلق في القرآن على صورتين :أحدها متعلق بالأشياء المادية مثل قوله تعالى : [ ويحرم عليهم الخبائث ] فأي مادة قذرة ووسخة ويترتب عليها الضرر والإفساد فهي خبيثة مثل الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير ؛ وذلك وصف لازم لهم في النص القرآني ، أما ما لم ينص عليه القرآن فصفة الخبث فيه راجعة إلى طبيعته ويدور الحكم على استمرار صفة الخبث أو زوالها مثل الأنعام إن تم علفها بعلف عضوي أو قاذورات فتصير خبيثة ، ويحرم أكلها حتى تعلف طاهراً وتتخلص من خبثها فترجع صفة الطهارة لها مثل الأبقار والأغنام المجنونة التي تم علفها بالأِشياء العضوية . فلا يصح استخدام كلمة ( نجس ) على الدم ، وإنما هو شيء خبيث من الناحية الغذائية والصحية ، ولا علاقة له بصحة أداء الصلاة أبداً في حال أصاب الإنسان منه شيئاً على جسمه أو ثوبه ، فهو من الخبائث التي ينبغي عدم تناوله طعاماً ،وتطهير الجسم أو الثوب منه من باب النظافة ليس أكثر .
أما الصورة الثانية لاستخدام كلمة (الخبث) فهي في قوله تعالى [ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ]النور 26 وقوله [ ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ] الأنبياء 74 وهي خبث معنوي متعلق بالسلوك الفاحش والمفسد في الأرض .
والسؤال الذي يفرض ذاته بعد تلك الدراسة هو : هل يوجد غسل بالماء لكامل جسم الإنسان الذي صار في حالة جنابة أو محيض أو لامس النساء ؟
بعد أن عرفنا أن الطهارة تستخدم في القرآن على وجهين :
1- طهارة معنوية متعلقة بإزالة النجاسة السلوكية .
2- طهارة مادية متعلقة بإزالة الخبث الذي يصيب جسم الإنسان أو ثوبه .
والطهارة المادية لجسم الإنسان ( النظافة ) هي شيء فطري ، فعملية إزالة الخبث بعد قضاء الحاجة ( التغوط أو التبول ) لا يحتاج إلى تشريع إلهي يتلى إلى يوم الدين ، لأن القرآن ليس من طبيعته تشريع ما هو تحصيل حاصل . فيترك ذلك إلى فطرة الإنسان ، فالإنسان الفطري يزيل الخبث الذي يعلق بجسمه من أثر خروج الفضلات منه نحو العرق والقيح أو الدم من المجروح و الوسخ والبصاق إضافة إلى أثر البراز أو البول وما شابه ذلك ،من تنظيف الأسنان واللسان وإزالة الشعر النابت على الإبطين أو على العانة، فكل ذلك سلوكيات فطرية يقوم الإنسان بالتطهر منها ؛ وأي تقصير في أحدها أو إهماله هو نكوص عن الفطرة وتشويه لها ، وسوف يدفع ثمن ذلك التقصير والإهمال من صحته العامة ، والازدراء الاجتماعي لسلوكه. ولا يصح أن يقول الإنسان أن ترك ذلك هو فطرة ، والطهارة منه مدنية وثقافة ؛ فترك ذلك هو رجوع إلى الحياة البهيمية والتوحش ، والحياة البدائية ، وليس ذلك صفة الإنسان الفطري.
والذي أريد أن أصل إليه هو أن القرآن لم ينص على تشريع الطهارة المادية المتعلقة بالسلوك الفطري ، وإنما نص على طهارة مادية متعلقة بسلوك تعبدي شعائري الذي هو إقامة الصلاة ،قال تعالى :
[ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ] المائدة 6
فالنص واضح في طلب عملية حصول الطهارة المادية ، وذلك شرط لإقامة الصلاة فقط لا غير، ودلالة حرف ( إذا ) هي لحتمية حصول ما بعده ، بخلاف دلالة حرف ( إن ) الذي يفيد الاحتمالية . وكلمة ( آمنوا ) من آمن وهي فعل رباعي أصلها [ أَأْمن ] على وزن [أسلم ] وتدل على قيام الفعل من الفاعل على وجه الاختيار موجه إلى آخر نحو :
[ أسلمت وجهي لله ] و [ إني آمنت بربكم فاسمعون ] وليس فعل ( آمن) على وزن (قاتل ) وبالتالي لا يوجد علاقة جدلية بين من قام بفعل الإيمان ، ومن تم الإيمان به .
والطهارة المادية المتعلقة بالصلاة جعلها الشارع ذات هيئة معينة فذكرها بالتفصيل التي عُرفت في الفقه الإسلامي باسم (الوضوء) وصار شرطاً لإقامة الصلاة . وهذا الشرط ( الوضوء ) ينقضه ما خرج من أحد السبيلين ( القبل والدبر ) ريحاً أو صوتاً أو دماً أو برازاً أو بولاً أو مذياً أو ودياً أو منياً أو قيحاً . ويعفى من كان مريضاً . والذي دلَّ على ذلك هو كلمة [ أو جاء أحد منكم من الغائط ] فكلمة [ الغائط ] تدل في الاستخدام الثقافي حين نزول النص على طرح الفضلات من الإنسان وذلك يقتضي منه الذهاب إلى مكان منخفض حتى يطرح فضلاته . ولا يقاس على ذلك طرح العرق من جسم الإنسان لاختلافه عن هذه الأشياء ، كما أنه لا يصح استثناء خروج الريح ( الغازات )من نواقض الطهارة ( الوضوء ) لأنه من الفضلات التي تخرج من فتحة الشرج، فمثله مثل البراز تماماً . فأحدهما غازي، والآخر مادي . أما الغازات التي تخرج عن طريق الفم فهي فضلات غير ناقضة للوضوء لانتفاء شمولها بكلمة [ الغائط ] ولا يصح قياسها على الغازات التي تخرج من الفتحة الشرجية، لا يستويان !.
وصلنا الآن إلى قوله تعالى : [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] وهذا الأمر أتى متعلقاً بإقامة الصلاة بسياق الطهارة المادية كونه قد تم ذكر الغسل لأعضاء الوضوء بداية ؛ مما يدل على وجود صورة أخرى يقع الإنسان فيها وهي حالة الجنابة فإن حصل ذلك فصورة تحقيق شرط إقامة الصلاة ليس هو الوضوء ، وكذلك ليس المقصود من الخطاب الطهارة الفطرية ( النظافة ) مما يؤكد أن الطهارة في النص هي طهارة مادية أكبر وأعم من غسل أعضاء الوضوء ، وليس ذلك إلا غسل الجسم كاملاً، ومما يؤكد ذلك هو قوله تعالى [ ولا جنبا عابري سبيل حتى تغتسلوا ] النساء 43
فوصلنا الآن إلى وجوب حصول الطهارة لإقامة الصلاة وذلك متمثلاً بصورتين :
الأولى : الطهارة من الحدث الأصغر [ أو جاء أحد منكم الغائط ] ويكون ذلك بالوضوء .
الثانية : الطهارة من الحدث الأكبر [ الجنابة ] وتكون بالغسل لكامل الجسم .
والنص يشمل الذكور والإناث معاً بدليل أول الخطاب [ يا أيها الذين آمنوا ] ولا يصح قول بعضهم : إن النص يتكلم عن الذكور فقط بدليل جملة [ أو لامستم النساء ] فهذا الكلام خطأ نتج عن قصور فهم لدلالة كلمة [ لامستم] فهذه الكلمة هي على وزن [ لاكَمَ ،قاتَل ، لاعَبَ ، كاتَبَ ، ضَارَبَ ...] فهي تدل على طلب ممارسة الفعل مع الطرف الثاني بصورة متماثلة . فقولنا : لاكَمَ زيدٌ عمراً . بمعنى تبادلا اللكمات. وقولنا : لاعَبَ الأب أولاده . بمعنى طلب اللعب معهم وتشاركا في عملية اللعب . وكذلك فعل [ لامَسَ ] فهو طلب فعل اللمس للنساء بصورة متبادلة . مما يعني أن الرجل لمس المرأة ، والمرأة بدورها لمست الرجل، وكلاهما تلامسا مع بعضهما بعضاً.
فوصلنا إلى أن عملية التلامس بين الرجل والمرأة المقترنة بشهوة يجب عليهما الطهارة بصورة الغسل للجسم كاملاً لكليهما .
ودلالة كلمة [ اللمس ] يقصد بها كامل العملية الجنسية المنتهية بالإدخال ، وليس مجرد التلامس بشهوة، ودل على ذلك قوله تعالى : [ إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة ....] الأحزاب 49
أما التلامس بشهوة دون إدخال ودون إنزال فلا يوجد دليل على وجوب الوضوء عليه إذا أراد الصلاة وكان متوضئاً قبل ذلك .
وبهذا العرض نكون قد وصلنا إلى أن كلمة [ الجنابة ] لها صورتين :
الأولى : حصول الاحتلام أو الإنزال من قبل الرجل أو المرأة دون عملية جنسية بينهما .
الثانية : حصول عملية النكاح بصورة منتهية بالإدخال .
وهاتان الصورتان هما الحدث الأكبر الذي يجب غسل الجسم كاملاً منهما لمن أراد أداء الصلاة .وذكر كلمة ( جُنُباً ) في النص دون غيرها من الكلمات لأنها تشمل كل حالات الإنسان التي تقتضي منه مجانبة الصلاة،ومن هذا الوجه ظهر مصطلح ( الجنابة ) .
وقد يقول قائل : ما الدليل على أن الجنابة في قوله تعالى [ وإن كنتم جنبا فاطهروا ] هي ما ذكرت من صور مادية !؟ ولماذا لا يكون المقصد منها هو دلالة كلمة (الجنب) لغة من الجانب نحو قوله تعالى : [ والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل ] النساء 36
وقوله [ فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم .....] التوبة 35
وقوله [ وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ...] القصص 11
وبالتالي يكون معنى النص [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] أي إن أعرضتم أو ابتعدتم أو أعطيتم جنبكم لأوامر الله إعراضاً ومعصية فعليكم في هذه الحالة أن تتطهروا من هذه الأفكار النجسة برجوعكم إلى الطاعة والامتثال لأوامر الله عز وجل ! وممكن أن يكون دلالة [ فاطهروا ] إضافة للطهارة المعنوية ، الغسل للجسم في حال الوقوع بهذه الممارسة النجسة ،وبالتالي لا علاقة لها بعملية الاحتلام أو الإنزال أو ملامسة النساء لا من قريب ولا من بعيد !؟
فأقول وبالله أستعين .
إن من الغلط الفاحش ممارسة عملية القص من النص وإلصاقه بمكان آخر ، ومحاولة فهمه وتوليفه حسب مكانه الجديد ، فهذا العمل الغوغائي سوف يترتب عليه ظهور أفهام غريبة وعجيبة لا تمت إلى المنظومة العامة بشيء ، بل وتقوم بعملية تشويهها وإفساد نظامها العام والخاص.
لاشك أن دلالة كلمة ( جنب ) هي واحدة من الناحية اللسانية ، ولكن تظهر بصور متعددة حسب إسقاطها واستخدامها في الواقع . انظر إلى قوله تعالى :
1- [ ما فرطت في جنب الله ]
2- [ والجار الجنب والصاحب بالجنب ]
3- [ وجنوبهم وظهورهم ]
فعلى ماذا تدل كلمة (جنب)!؟
ج - صوت يدل على جهد وشدة .
ن - صوت يدل على ستر أو اختباء .
ب - صوت يدل على جمع متوقف .
وجمع هذه الأصوات الثلاثة مع بعضها بترتيب كلمة (جنب) تدل على جهد وشدة مستورة متجمعة ومتوقفة، وظهر ذلك المفهوم في الواقع بصورة جانب الشيء كونه تحقق به دلالة أصوات كلمة (جنب)، لاحظ أن دلالة كلمة (جنب) لا تعني الابتعاد ، وإنما تعني أن الشيء هو قوة متجمعة على ذاته مجاور لشيء آخر . ومن هذا الوجه نقول : الجانب . وهو ما يقع بجواري وعلى طرفي ملتصقاً به . انظر إلى قوله تعالى : [ أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ] (الزمر 56 ) بمعنى فرطت بالأوامر المتعلقة بالله عز وجل ،حيث أن الله
عز وجل منزه عن الجانب المكاني .
إذاً كلمة (جنب) لها مفهوم واحد وصور متعددة تظهر حسب سياق النص ومحله من الخطاب، وكلمة (جنب) في النص [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] حسب سياق النص ومحله من الخطاب ، ودلالة كلمة [ فاطهروا ] التي تدل على الطهارة المادية ( الاغتسال ) لا يمكن أن تكون دلالة كلمة ( جنب ) بمعنى معنوي متعلق بالكفر أوالمعصية أو التفريط في جنب الله ؛ وإنما تدل على معنى مادي يحدده سياق النص ومحل تعلقه من الواقع .
فالنص يتكلم عن شرطية حصول الطهارة المادية لأطراف الإنسان إذا قام إلى الصلاة. فعلى ماذا تدل كلمة [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] حرف (إن) يدل على احتمالية حصول هذه العملية ، وسياق النص ومقصده يستبعد تماماً أن يكون المقصد من كلمة (جنباً) المعنى المعنوي، وكذلك يستبعد المعنى الذي يقول بذهاب الإنسان إلى جانب منطقة سكنه والعمل والتعرق والتعب وإصابته بالغبار فعليه أن يغتسل إذا قام إلى الصلاة سواء أكانت حالة تعبدية شعائرية ،أم حالة تفاعل اجتماعي !! فهذا تحصيل حاصل لا يحتاج إلى تشريع يتلى إلى يوم الدين . فالجملة تصف الإنسان نفسه بحالة الجنب [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] فهي حالة ملابسة لجسم الإنسان وليست حالة خارجية عنه بدليل كلمة [ فاطهروا ] التي تدل على الاغتسال ضرورة حسب ما ذكرت سابقاً . وكلمة [ جنباً ] تدل على جوار وقرب للشيء مع عدم مخالطته ، وتحقق ذلك عندما يجانب الإنسان الصلاة المأمور بإقامتها ولا يستطيع فعلها لملابسته بحالة اقتضت أن يكون جانباً للصلاة ؛ فما هي الحالة التي اقتضت ذلك !؟.
نجد ذلك في البُعد الثقافي لاستخدام صورة دلالة كلمة (جُنب) في المجتمع الذي زامن نزول الوحي ، وهي حالة حصول الاحتلام عند الإنسان أو الإنزال أو الجماع التي اقتضت من الإنسان أن يجانب الصلاة الشعائرية مع استمرار صلته بالله عز وجل وهذه المجانبة ليست ابتعاداً ، وإنما كما ذكرت سابقاً هي جوار وقرب للشيء دون مخالطة . وبالتالي يظهر لنا تهافت هذه الأفهام المجتزأة من سياق النص القرآني، وتخبطها، لأنها تفرغ النص القرآني من محتواه ومقصده ، وتحاول أن تفهمه في فراغ دون واقع إنساني لهذا الخطاب الخالد .
بعد أن عرفنا أن دلالة كلمة الطهارة في القرآن إن تعلقت بسياق مادي يقصد بها الغسل ؛ نأتي لدراسة نص المحيض . [ ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ] البقرة 222
الملاحظ أن السائل يعرف ما هو المحيض ، ويسأل عن شيء محدد ، وهذا الشيء طبيعي لأن الأصل في السائل أن يكون عنده تصوراً لسؤاله ؛ ويأتي الجواب الإلهي : [ هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن .. ] والاعتزال للنساء ليس موجهاً لهن حياة ومعيشة واختلاطاً ، وإنما موجه إلى اعتزال عمل الاقتراب الجنسي منهن، وبالذات لمكان نزول دم الحيض ،وتم السماح بالاقتراب منهن بشرط حصول عملية الطهر [ حتى يطهرن ] وذلك بانقطاع نزول دم الحيض بصورة طبيعية ، وقيام المرأة بعملية التطهر [ فإذا تطهرن ] ودلالة حرف ( إذا) هو حتمية الحصول لما يذكر بعده ، وفعل (تطهر) عندما يدخل عليه حرف (التاء) يعطيه جهداً ، لذا تسمى هذه التاء ، بتاء الجهد ؛ فتقوم المرأة بعملية الغسل لمكان نزول دم الحيض من خلال تتبع أثره وإزالته بالماء فإذا فعلت ذلك زالت علة النهي عن الاقتراب منها المتمثلة بالأذى . وهذا بالنسبة لإباحة جماعها ، لأن الجماع لا يشترط له غسل الجسم كاملاً .
وعند القيام بتقاطع النصوص مع بعضها ، واقصد نص الصلاة [ وإن كنتم جنباً فاطهروا ] واشتراط الطهارة لإقامة الصلاة ، والطهارة للصلاة متمثلة بصورتين :
الأولى : محددة بغسل الأطراف المذكورة ( الوضوء).
والثانية : طهارة مطلقة يقصد بها غسل الجسم كاملاً( الاغتسال).
والمرأة في حال ملابستها للمحيض قد نفى الله عز وجل عنها صفة الطهارة ،[ حتى يطهرن] فهي غير طاهرة ،ولا يمكن أن تزيل عن نفسها هذه الصفة،لأنها من طبيعة خلق المرأة الفزيولوجية،وليس لها إلا عملية انتظار حصول الطهارة بصورة طبيعية ،فتصير طاهرة ، ولكن غير متطهرة ،وذلك بدلالة أمرها بفعل التطهر[فإذا تطهرن ] ،فعندما ينقطع دم الحيض منها تصير طاهرة، وعندما تغتسل تصير متطهرة ؛ وعملية التطهر مرتبطة بالعمل الذي تريد أن تقوم به ؛ فإن أرادت الجماع فعملية التطهر حد أدنى هو غسل الفرج بالماء وتتبع أثر الدم ، وإن أرادت الصلاة فعملية التطهر هي غسل الجسم كاملاً . لأن طهارة الجسم لا تكون إلا بالغسل له كاملاً . كما في قوله تعالى [ ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ] . وتلحق بالمرأة الحائض ، المرأة النفساء لأنها مثلها تماماً بالعلة . وبالتالي يسقط عنها حكم وجوب إقامة الصلاة الشعائرية في فترة حيضها ، وهذا الإسقاط هو حكم رباني علمته النساء ضمناً عندما اشترط الله لأداء الصلاة الطهارة المادية، ونفي عنهن في فترة الحيض صفة الطهارة وأمرهن بعملية التطهر بعد الطهر ، ففهم النساء أن الشارع أسقط الصلاة عنهن من خلال تقاطع النصوص التشريعية مع بعضها .

الخلاصة :
1- الطهارة قسمان :
أ- طهارة معنوية متعلقة بالمفاهيم والسلوك، يقابلها مفهوم النجاسة .
ب- طهارة مادية متعلقة بالجسم والثياب، يقابلها مفهوم الخبث .
2- الطهارة المادية تقسم إلى قسمين :
أ- طهارة من الحدث الأصغر وتكون بعملية الوضوء والنظافة الفطرية .
ب- طهارة من الحدث الأكبر وتكون بالغسل لكامل الجسم .
3- الحدث الأصغر هو خروج الفضلات من أحد السبيلين [ براز أو غازات ، بول أو مذي أو ودي أو قيح أو مني ] ويعفى المريض من وجوب تكرار الوضوء . ولا تعد الغازات التي تخرج عن طريق الفم أو التعرق للجسم أو نزيف الدم أو القيح...الخ من نواقض الوضوء.ولا يصح وصفها بالنجاسة ، وإنما هي من الخبائث ، التي ينبغي أن يتطهر منها الإنسان ، مع صحة صلاته إن أصيب ببعض منها .
4- الحدث الأكبر :هو الاحتلام أو الإنزال أو الجماع، أو حالة المحيض أو النفساء بالنسبة للنساء .
5- لا يصح إطلاق كلمة [ النجاسة ] على المؤمن الذي صار جنباً أو حائضاً ؛ وإنما يقول : أنا على غير طهارة الصلاة .
6- الدم المسفوح أو دم الحيض أو البراز والبول وما شابه ذلك ليست نجسة ، وإنما هي من الخبائث التي يجب التطهر منها إن أصابت جسم الإنسان أو ملابسه .
7- لا مانع من مخالطة المرأة الحائض في الحياة المعيشية من المأكل والمشرب والمجلس والعناق والمصافحة وما سوى ذلك ، ويحرم الاقتراب منها جنسياً في مكان نزول دم الحيض فقط لا غير حتى تطهر وتتطهر بالحد الأدنى غسل الفرج وتتبع أثر الدم .
8- يسقط حكم وجوب إقامة الصلاة بالنسبة للمرأة الحائض طوال حيضها لاشتراط الشارع الطهارة المادية لإقامة الصلاة الشعائرية .
9- يباح للمرأة الحائض ممارسة حياتها الاجتماعية بصورة كاملة .
10- يباح للمرأة الحائض ممارسة كافة نشاطها الثقافي التعبدي من علم ودراسة وتأمل وتلاوة للقرآن وذكر الله وتسبيحه والصيام والحج، وغير ذلك، لعدم اشتراط الطهارة البدنية للقيام بتلك الأعمال [ لأن الأصل عدم التكليف إلا بنص ]
11- الاستحاضة لا تأخذ حكم الحيض ، لاختلاف في بنية الدم ؛ فهي حالة مرضية ليست أكثر .
12- الإفرازات المهبلية لا تعد من نواقض الوضوء بالنسبة للمرأة، وينبغي أن تحافظ على النظافة عموماً .
13- ماء الرجل ( المني ) مادة طاهرة وليست خبيثة أو نجسة ، ولكن ينبغي إزالتها من على الثياب أو الجسم من باب النظافة والصحة العامة .

اجمالي القراءات 75038

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الجمعة ٢٢ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8546]

يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ .

عزمت بسم الله،

ريثما يتمكن الدكتور أحمد صبحي منصور من الإجابة عن الأسئلة المطروحة في رواق أهل القرآن، في موضوع (وجوب صيام الحائض)، أستسمحكم بالرد على الأستاذ الفاضل سامر اسلامبولي على ما جاء به من حجج يريد أن يثبت بها وجوب ترك الحائض للصلاة مستندا إلى وجوب الطهارة، لقوله تعالى في سورة البقرة: وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(222). البقرة.

سيدي الفاضل الأستاذ سامر أرجو أن تشرحوا لنا معنى الطهارة الواردة في الآيات التالية، و ما المقصود من هذه الطهارة؟ و هل تعني هذه الطهارة للصلاة أم لغيرها؟

يقول العليم الخبير:

وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25). البقرة.

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(15). آل عمران

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا(57). النساء.

وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ(82). الأعراف.

فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ(56).النمل.

وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ(78). هود.

فما معنى قوله تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ)، (لَهُمْ فِيهَا َأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ )، (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ )، (يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ ). (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ )، (لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ). مطهرة من ماذا؟؟؟ و لماذا هذه الطهارة؟؟؟ هل لأداء الصلاة؟ أم للممارسة الجنسية معهن؟؟؟ لأنهن على طهارة من الأذى و الحيض و الاستحاضة؟؟؟
(هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ). أطهر لهم من ماذا ؟؟؟ ما دام القرآن يفسر بعضه بعضا، و أعتقد أن الأستاذ سامر يشاطرني الرأي، فإذا كان اعتقادي على صواب فإن الأستاذ سامر يؤيدني في أن الآيات السالفة الذكر التي تتحدث عن الطهارة فلو جمعناها و تأملنا فيها مليا وتدبرناها لوجدناها تتحدث فقط عن طهارة المحيض لغرض الجماع ليس إلا.

يقول الحكيم العليم:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا.(6) المائدة.

أما هذه الآية التي تستدلون بها عزيزي الأستاذ سامر فإنها تتحدث للطهارة للصلاة لا للجماع والدليل على ذلك قوله سبحانه: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) لأنه سبحانه قد منع المجنب القرب من الصلاة حتى يغتسل أو يتيمم، أما الحائض فلم يحرم عليها الصلاة من أجل دم الحيض أو الاستحاضة، لأن ذلك شيء طبيعي عند الأنثى، فما عليها إلا أن تطبق الآية (6) من سورة المائدة لتصبح جاهزة لأداء فريضة الصلاة التي لم ترفع عن المؤمنين العاقلين البالغين أبدا مهما كانت الظروف فيجب أداؤها.

و السلام عليكم.

2   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأحد ٢٤ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8606]

أتوجه بالشكر الخاص إلى الأستاذة رحمة عبد المولى

سلام الله عليكم،

أتوجه بالشكر الخاص إلى الأستاذة رحمة عبد المولى التي ذكرتني بالآية رقم : (78) من سورة هود.

نحن في انتظار تعليق الأستاذ المحترم سامر على تعليقي الأخير في مفهوم الطهارة في القرآن، وكما أرجوه التعليق على ما يلي من أقوال السلف المختلف :

وجملته أن وطء الحائض قبل الغسل حرام وإن انقطع دمها في قول أكثر أهل العلم قال ابن المنذر هذا كالإجماع منهم وقال أحمد بن محمد المروذي لا أعلم في هذا خلافا وقال أبو حنيفة إن انقطع الدم لأكثر الحيض حل وطؤها وإن انقطع لدون ذلك لم يبح حتى تغتسل أو تتيمم أو يمضي عليها وقت صلاة لأن وجوب الغسل لا يمنع من الوطء بالجنابة ولنا قول الله تعالى ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله البقرة يعني إذا اغتسلن هكذا فسره ابن عباس ولأن الله تعالى قال في الآية ويحب المتطهرين فأثنى عليهم فيدل على أنه فعل منهم أثنى عليهم به وفعلهم هو الاغتسال دون انقطاع الدم فشرط لإباحة الوطء شرطين انقطاع الدم والاغتسال فلا يباح إلا بهما كقوله تعالى وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم النساء لما المال إليهم بلوغ النكاح والرشد لم يبح إلا بهما كذا ها هنا ولأنها ممنوعة من الصلاة لحدث الحيض فلم يبح وطؤها كما لو انقطع لأقل الحيض وما ذكروه من المعنى منقوض بما إذا انقطع لأقل الحيض ولأن حدث الحيض آكد من حدث الجنابة فلا يصح قياسه عليه مسألة قال ولا توطأ مستحاضة إلا أن يخاف على نفسه اختلف عن أحمد في وطء المستحاضة فروي ليس له وطؤها إلا أن يخاف على نفسه الوقوع في محظور وهو مذهب ابن سيرين والشعبي والنخعي والحاكم لما روى الخلال بإسناده عن عائشةأنها قالت المستحاضة لا يغشاها زوجها ولأن بها أذى فيحرم وطؤها كالحائض فإن الله تعالى منع وطء الحائض معللا بالأذى بقوله قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض البقرة أمر باعتزالهن عقيب الأذى مذكورا بفاء التعقيب ولأن الحكم إذا ذكر مع وصف يقتضيه ويصلح له علل به كقوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما المائدة والأذى يصلح أن يكون علة فيعلل به وهو موجود في المستحاضة فيثبت التحريم في حقها فروي عن أحمد إباحة وطئه مطلقا شرط وهو قول أكثر الفقهاء لما روى أبو داود عن عكرمة عن حمنة بنت جحش أنها كانت مستحاضة وكان زوجها يجامعها وقال كانت أم حبيبة تستحاض وكان زوجها يغشاها ولأن حمنة كانت تحت طلحة وأم حبيبة تحت عبد الرحمن بن عوف وقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحكام المستحاضة فلو كان حراما لبينه لهما وإن خاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك الوطء أبيح على الروايتين لأن حكمهما أخف من حكم الحائض ولو وطئها خوف فلا كفارة عليه لأن الوجوب من الشرع ولم يرد بإيجابها في حقها ولا هي في معنى الحائض لما بينهما من الاختلاف وإذا انقطع دمها أبيح وطؤها غسل لأن الغسل ليس بواجب عليها أشبه سلس البول مسألة قال والمبتلي بسلس البول وكثرة المذي فلا ينقطع كالمستحاضة يتوضأ لكل صلاة بعد أن يغسل فرجه وجملته أن المستحاضة ومن به سلس البول أو المذي أو الجريح الذي لا يرقأ دمه وأشباههم ممن يستمر منه الحدث ولا يمكنه حفظ طهارته عليه الوضوء لكل صلاة بعد غسل محل الحدث وشده والتحرز من خروج الحدث بما يمكنه فالمستحاضة تغسل المحل ثم تحشوه بقطن أو ما أشبهه ليرد الدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحمنة حين شكت إليه كثرة الدم أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم فإن لم يرتد الدم بالقطن استثفرت بخرقة مشقوقة الطرفين تشدها على جنبيها ووسطها على الفرج وهو المذكور في حديث أم سلمة لتستثفر بثوب وقال لحمنة تلجمي لما قالت إنه أكثر من ذلك فإن فعلت ذلك
.../...

3   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأحد ٢٤ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8607]

يتبع

.../...
ثم خرج الدم فإن كان لرخاوة الشد فعليها إعادة الشد والطهارة وإن كان لغلبة الخارج وقوته وكونه لا يمكن شده أكثر من ذلك لم تبطل الطهارة لأنه لا يمكن التحرز منه فتصلي ولو قطر الدم قالت عائشة اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت ترى الدم والصفرة والطست تحتها وهي تصلي رواه البخاري وفي حديث صلي وإن قطر الدم على الحصير وكذلك من به سلس البول أو كثرة المذي يعصب رأس ذكره بخرقة ويحترس حسب ما يمكنه ويفعل ما ذكر وكذلك من به جرح يفور منه الدم أو به ريح أو نحو ذلك من الأحداث ممن لا يمكنه قطعه عن نفسه فإن كان مما لا يمكن عصبه مثل من به جرح لا يمكن شده أو به باسور أو ناصور لا يتمكن من عصبه صلى على حسب حاله كما روي عن عمر رضي الله عنه أنه حين طعن صلى وجرحه يثعب دما فصل ويلزم كل واحد من هؤلاء الوضوء لوقت كل صلاة إلا أن يخرج منه شيء وبهذا قال الشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي وقال مالك لا يجب الوضوء على المستحاضة وروي ذلك عن عكرمة وربيعة واستحب مالك لمن به سلس البول أن يتوضأ لكل صلاة إلا أن يؤذيه البرد فإن آذاه قال فأرجو أن لا يكون عليه ضيق في ترك الوضوء واحتجوا بأن في حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت أبي حبيش فاغتسلي وصلي ولم يأمرها بالوضوء ولأنه ليس بمنصوص على الوضوء منه ولا في معنى المنصوص لأن المنصوص عليه الخارج المعتاد وليس هذا بمعتاد ولنا ما روى عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها.
المغني ج 1 ص 205 وما بعدها.
و السلام عليكم، مع أخلص تحياتي لكم جميعا.

4   تعليق بواسطة   سامر إسلامبولي     في   الأحد ٢٤ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8608]

توضيح

السلام عليكم
الاخ دادي المحترم
لقد اتفقنا مع الأستاذ فوزي المحترم على أن يكون النقاش والرد بعد أجوبة الدكتور منصور المحترم على الاسئلة التي وجهت له في رواق القرآن .
ولك جزيل الشكر

5   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأحد ٢٤ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8614]

توضيح للأستاذ سامر.

الأخ الأستاذ سامر أعتقد أنني علقت على موضوعكم الجديد ( مفهوم الطهارة في القرآن)، وهو موضوع يعالج إشكالية غير مدرجة ضمن موضوع رواق أهل القرآن. فرأينا من واجبنا التعليق عليه.
أما عن موضوع رواق أهل القرآن، فنحن في انتظار تيسر ظروف الدكتور صبحي للرد على الأسئلة، ليأخذ الموضوع مجراه المتفق عليه.
مع تحياتي.

6   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   السبت ٣٠ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8761]

إلى الأستاذ سامر اسلامبولي المحترم مع التحية.

سلام الله عليكم،
نرجو من الأستاذ المحترم سامر أن يعلق على رد الأستاذ إبراهيم دادي لنستفيد منهما، و نتعلم جميعا ما نجهل. حقيقة فإننا تعلمنا من هذا الحوار الراقي الكثير مما كان خفيا عنا.
مع تحياتي لكما وللقراء الكرام.

7   تعليق بواسطة   سامر إسلامبولي     في   الإثنين ٠٢ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8806]

الطهارة مادية ومعنوية

الأخ دادي المحترم
تحية طيبة وبعد .
أخي دادي لقد ذكرت في المقال إن الطهارة قسمان :
1- طهارة معنوية : متمثلة بالتزام الإنسان بالقيم والأخلاق والسلوك الحسن . ويقابلها مفهوم النجاسة .
2- طهارة مادية : متمثلة بإزالة الخبث والقاذورات بواسطة الماء أو المعقمات.
فدم المحيض قذر وخبيث يحتوي على الأذى، وعملية الطهارة منه تكون على وجهين :
أ- توقف وانقطاع الدم من تلقاء ذاته [ حتى يطهرن ]
ب- غسل مكان نزول الدم وتتبع أثره حد أدنى لمن أرادت الجماع ، وغسل لكامل الجسم لمن أرادت أداء الصلاة . [ فإذا تطهرن ] .
وبناء على ما ذكرت أعلاه نفهم النصوص التي استشهدت حضرتك بها .
1- [ والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلاً ظليلاً ] 57 النساء
أخي دادي ! لقد بدأ النص [ الذين آمنوا ] جملة يقصد بها الذكور والإناث معاً ، فكلاهما لهما أزواج مطهرة ، بمعنى أن الذكور لا يخرج منهم مادة المني ، وبالتالي يحافظون على طهارتهم بصورة دائمة ،ولا يحتاجون لعملية التطهير ،وذلك يترتب عليه وجود القوة والطاقة الجنسية بصورة كاملة .وكذلك الإناث لا يقعون في حالة المحيض، وبالتالي فهم في حالة طهر دائمة واستعداد لممارسة واستقبال الضيف الوافد لهن ، ولا يحتجن إلى عملية التطهير .
2 – [ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ] النمل 56
لاحظ استخدام ودخول حرف ( التاء ) على الفعل ( يتطهرون ) ، وذلك ليدل على ممارسة هذا العمل من قبل الناس وليس صفة دائمة لهم ، أما نوع التطهير فهو لا شك متعلق بالسلوك الفاضل من خلال الالتزام بالقيم والأخلاق ، ويقابله النجاسة وهي الانحطاط في السلوك والإجرام والابتعاد عن الأخلاق .
فكلمة ( يتطهرون ) في النص المقصد منها التطهير المعنوي مفاهيماً وسلوكاً .
3- [ قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ....] هود 78
قول النبي لوط : هؤلاء بناتي . يقصد به جميع بنات قومه كون الرجل الكبير في القوم يعد بنات قومه بمثابة بناته ، وهو أب لهن .
أما قوله [ هن أطهر لكم ] فيقصد بذلك السلوك والممارسة بمعنى أن نكاح الإناث بصورة شرعية هو عمل وسلوك طاهر من وجهين :
- الأول: طهارة معنوية تمثلت بالعقد الشرعي للنكاح .
- الثاني : ممارسة النكاح من حيث أمر الله عز وجل، وهي طهارة مادية كونها لا يترتب عليها الأذى حين الممارسة الجنسية ، وهي سلوك طيب وطبيعي .
أما الممارسة الجنسية مع النوع ذاته ( المثلية ) فهذا سلوك غير طاهر وهو نجس من حيث المفهوم ، وخبيث من حيث الممارسة ، ويترتب على ذلك الأذى لكليهما . وهو شذوذ ومرض نفسي وسلوك خبيث .



8   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الثلاثاء ٠٣ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8813]

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ...

الأخ المحترم الأستاذ سامر تحية طيبة و السلام عليكم،

جوابكم رقم "2" قلتم فيه: فدم المحيض قذر وخبيث يحتوي على الأذى، وعملية الطهارة منه تكون على وجهين :
أ‌- توقف وانقطاع الدم من تلقاء ذاته [ حتى يطهرن ] .
هذا الشطر من جوابكم أخي الكريم لا غبار عليه، ولا يمكن لأي كان أن يختلف معكم عليه.
كما نتفق معكم في الشطر الأول من جوابكم: ب- غسل مكان نزول الدم وتتبع أثره حد أدنى لمن أرادت الجماع.
أما قولكم: وغسل لكامل الجسم لمن أرادت أداء الصلاة . [ فإذا تطهرن ] .
أود أن أسألكم على ما يلي:
1. ما هو دليلكم (من القرآن) لغسل الحائض لكامل جسمها إذا أرادت الصلاة بعد طهرها من دم الحيض؟

2. ماذا نقرأ في القرآن بعد قوله تعالى: [فَإِذَا تَطَهَّرْنَ] هل نقرأ فأقمنا الصلاة ؟ أم نجد أمره تعالى يقول: فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. "222" البقرة. فهل سياق الآية العظيمة يقصد منها المتطهرون الذين يعتزلون النساء في المحيض؟ أم هي للنساء اللائي تطهرن ليصبحن جاهزات للجماع لا للصلاة؟

3. نلاحظ أن الله تعالى قال: (فَإِذَا تَطَهَّرْنَ) و الخطاب هنا لا ريب فيه موجه لهن أن يتطهرن من الأذى الذي كان في المحيض، وهذا ما وضحتم في مقالكم مشكورين، وبعد أن يتطهرن يأمر العليم الحكيم الرجال فيقول: (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ) أي يصبح إتيانهن مباحا لأنه قد كان محرما عند نزول الحيض، وهذا واضح وجلي و لا ريب فيه.
4. ففي نظري، دم الحيض ودم الاستحاضة سواء لا فرق بينهما. يقول تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(115). النحل.

ولكن حسب الموروث من الروايات يمكن أن تؤتى المرأة و أن تصلي و تصوم ولو كان في المحيض دما، لكنهم يسمونه بدم الاستحاضة، فما هو الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة في حمل الأذى و الطهارة؟ وهل دم الاستحاضة غير نجس؟ وتجوز به جميع العبادات بما فيها الجماع. فهل نجد أمرا من الخالق لأداء الصلاة بعد التطهر من الحيض فضلا عن الاستحاضة؟
طبعا لا نجد ذلك لأن الله تعالى لم يحرم على الحائض ولا على المستحاضة أداء الصلاة والصوم وغير ذلك من العبادات، فمن الذي حرم عليهن الصلاة و من الذي أمرهن بأدائها بعد الطهر و التطهر؟ ومن الذي فرق بين دم الحيض والاستحاضة آلله أمر بذلك؟

فهل هناك آية صريحة في كتاب الله، أو حتى رواية صحيحة تعتمدون عليها تمنع الحائض من قرب الصلاة حتى تطهر و تتطهر؟ بينما يمكنها حسب الروايات فعل كل ذلك في فترة الاستحاضة!!!! فما هي المعايير للتفريق بين الدمين؟؟؟

5. قولكم: - الثاني : ممارسة النكاح من حيث أمر الله عز وجل، وهي طهارة مادية كونها لا يترتب عليها الأذى حين الممارسة الجنسية ، وهي سلوك طيب وطبيعي .
وهذا دليل آخر على أن المقصود في الآية "222" البقرة لا تعني ولا تتحدث إلا عن الطهارة للجماع لا عن الصلاة وغيرها من العبادات.
6. الطهارة للصلاة التي تخص المؤمنين ذكورا و إناثا نجدها في الآية "6" من سورة المائدة. في نظري البسيط لا علاقة بالصلاة في الآية "222" البقرة مع الآية "6" من سورة المائدة فلكل واحدة مدلولها و سياقها و مقصدها.

لا أطيل عليكم، وليتمكن القارئ الكريم من متابعة هذا الحوار المفيد الذي نتعلم منه الكثير أتوقف عند هذا الحد. و الله من وراء القصد.

فشكرا لكم سيدي الكريم الأستاذ سامر على الجهد المبذول في هذا الموضوع، و غيره لتخرجوا الناس من الظلمات إلى نور الله المبين، وكما هو معلوم عن الموقع وعن قول الدكتور أحمد صبحي منصور: كلنا تلاميذ نتعلم من كتاب الله العظيم.
مع أخلص التحيات و الاحترام. دادي

9   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ٠٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9036]

أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى....

سلام الله عليكم،

الأستاذ الفاضل سامر تحية طيبة،
مع كل أسف إجاباتكم في رواق أهل القرآن غير مقنعة،( بالنسبة لي خاصة) لأنها لا تستند إلى دليل قطعي، إنما هي وجهة نظركم فقط معتمدين على القياس، فهي تحتمل الصواب و الخطأ. و للناس كامل الحرية أن يختاروا لأنفسهم ما يطمئن إليه قلبهم، و يقابلوا به ربهم يوم الفرقان يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، ويوم يعض الظالم على يديه. يقول تعالى: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا* وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا* يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا* وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا* وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا(31) ( ... ) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا(33).الفرقان.

فلا نجد آية واحدة تنهى عبدا إذا صلى، إلا تلك الآية التي جاءت في صيغة تساؤل من الخالق نفسه الذي يستنكر أن ينهى عبدٌ عبدًا إذا صلى. فإذا بنا نجد من يتحدى الله و ينهى الناس عن الصلاة متدرعا بأوهام اتهم بها الرسول( عليه أفضل الصلاة و التسليم لما جاء به).

كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى(6)أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى(7)إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى(8)أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى(9)عَبْدًا إِذَا صَلَّى(10)أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى(11)أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى(12)أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى(13)أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى(14)كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ(15)نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ(16)فَلْيَدْعُ نَادِيَه(17)سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ(18)كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ(19).العلق.

مع تحياتي الخالصة والسلام عليكم.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-08
مقالات منشورة : 134
اجمالي القراءات : 5,206,800
تعليقات له : 354
تعليقات عليه : 834
بلد الميلاد : Syria
بلد الاقامة : Syria