قبيل فجر يوم الأربعاء (أمس) أطلقت مباحث أمن الدولة فى شبرا الخيمة سراح الاستاذ عبد اللطيف محمد احمد سعيد ، بعد أن تم إختطافه من مطار القاهرة قبلها باسبوع ، وهو يحاول السفر لحضور مباراة مصر و الجزائر فى الخرطوم .

تعرض عبد اللطيف سعيد للاستجواب ، ولا نعرف بعد هل تعرض للتعذيب أم لا . خصوصا وقد كان فى نفس المكان ( مباحث أمن الدولة  فى شبرا الخيمة ) الذى شهد عام 2007 تعذيب عبد اللطيف ورفاقه الأربعة ( أحمد دهمش و عمرو ثروت و عبد الحميد محمد عبد الرحمن و شقيقه أيمن محمد عبد الرحمن ) . ومن المعروف أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم فى التشريع المصرى ، وفى القانون الدولى .

معروف أيضا أن مباحث أمن الدولة منعت عبد اللطيف سعيد من السفر فى 24 ابريل الماضى لحضور مؤتمر فى أمريكا عن الديمقراطية و السلام ، ولقد رفع ضدهم قضية لتاكيد حقه الدستورى والقانونى فى السفر للخارج ، وبعد تداول للقضية عدة مرات جاء التاجيل يوم الثلاثاء الماضى للشهر القادم . ومن هنا يكون من المفهوم أنهم قبضوا عليه لأنهم يعتبرونه قد تحداهم ورفع عليهم دعوى ، ثم تحداهم و حاول السفر .

عبد اللطيف سعيد إنسان مسالم هادىء صبور كما يعرفه كل المقربين منه .. وهو لا يتحدى أحدا ، ولا طاقة له بتحدى نظام بوليسى عسكرى أدمن الظلم وتعذيب الأبرياء . عبد اللطيف سعيد يريد النجاة بحياته بعد أن قضى أكثر من عامين بلا عمل يتنقل من مسكن الى آخر خوفا على حياته وحياة أطفاله ، لا يتحدى أحدا ولكنه مجبر على أن يواجه مع أسرته وعائلته طغيانا مستكبرا عنيدا يواصل إضطهاده وأهله و يمنعه من النجاة بحياته والخروج من المعتقل الكبير ( نظام مبارك ) .

نظام مبارك بكل عنفوانه لا يتحدى مجرد شخص ضعيف مسالم صبور هادىء ولكنه بكل هذا الظلم و العناد يتحدى رب العزة الذى حرّم الظلم وتوعد الظالمين بالعقاب .

ليس لنا الا التمسك بالصبر و الصلاة ( البقرة 45 ، 153 ) وأن نؤمن بأن الله جل وعلا منتقم جبار وأنه للظالمين بالمرصاد ، وأنه جل وعلا يمهل ولا يهمل ، وأن من يعمل سوءا لا بد أن يجازى به فى الدنيا قبل الآخرة ، وأنه جل وعلا ينصر من ينصره فهو القوى العزيز.

ليست هذه مجرد تأكيدات قرآنية .. ولكنها أيضا خبرة الحياة ودروس التاريخ ، وما نراه حولنا من أحداث .. وليس منها ببعيد نهاية شاه ايران و السادات وصدام حسين و...  شارون .. وكل فرعون وكل أتباع لأى فرعون من الذين ينهشون لحم الأبرياء الأشراف ويمتصون دماءهم وعرقهم.

وانتظروا.. إنا منتظرون ..