البديل» تحصل علي صور لأطفال مصريين في معتقل إيطالي بتهمة الهجرة غير الشرعية

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البدديل


البديل» تحصل علي صور لأطفال مصريين في معتقل إيطالي بتهمة الهجرة غير الشرعية

«البديل» تحصل علي صور لأطفال مصريين في معتقل إيطالي بتهمة الهجرة غير الشرعية

05/04/2009

الأطفال هربوا في رحلة بحرية استمرت 5 أيام.. ويرفضون الكلام مع أي مسئول رسمي.. ولا يقولون غير كلمة «بامبينو» أو «أنا طفل»
حقوقي تونسي يلتقيهم في السجن وينقل رسائلهم لأهاليهم ويحذر من وقوعهم ضحية لشبكات الاتجار بالأطفال


الأطفال يطالبون بنشر صورهم لطمأنة أسرهم بعد القبض عليهم.. والإعلام الإيطالي يتجاهل القضية
 أمية الصديق: الشباب المصريون يقولون لحرس السواحل الإيطالي «نحن فلسطينيون هاربون من حصار إسرائيل لغزة»

ريس: حسام تمام
حصلت "البديل" علي صور لأطفال مصريين في الثانية عشرة من عمرهم محتجزين في معتقل لامبادوزا الإيطالي بتهمة الهجرة غير الشرعية. وطالب الأطفال بإيصال هذه الصور لأهاليهم لبث الطمأنينة في قلوبهم بعد نجاتهم من الغرق أثناء رحلة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط استمرت خمسة أيام وانتهت بإلقاء حرس السواحل الإيطالي القبض عليهم .
وكشف أمية الصدّيق الناشط الحقوقي التونسي لـ"لبديل" أنه التقي الأسبوع الماضي أطفالا مصريين  في سن الثانية عشرة معتقلين في أحد السجون الإيطالية بتهمة الهجرة غير الشرعية.
وأوضح أمية: "قابلت عددا من الأطفال المصريين في معتقل لامبادوزا بجنوب إيطاليا، بنسبة أكبر من أي نسبة أخري وسط المهاجرين غير الشرعيين، وينتمي هؤلاء الأطفال لمدن متفرقة من مصر خاصة من محافظات الدلتا، كما أن معظمهم ينحدر من أسر فقيرة جدا مما اضطرهم لترك الدراسة والبحث عن عمل، وفي الغالب جاءوا في مجموعات تعرف بعضها من خلال القرابة أو الجوار، ويقود عملية الهجرة شاب أكبر منهم عمرا يكون مسئولا عنهم". ويرجح أمية أن هذا الشاب يكون دائما مرتبطا بمافيا الهجرة غير الشرعية. مضيفا: التقيت داخل المعتقل مصريين تولوا قيادة قارب الهجرة مقابل أن يهاجروا مجانا وبدون مقابل!
وتابع الحقوقي، أمية الصديق الناشط بفيدرالية التونسيين من أجل مواطنة الضفتينTCR  وشبكة MIGREUROP  لحماية المهاجرين والدفاع عن حقوقهم، قائلا ":وسائل الإعلام الإيطالية فضلت تجاهل أحداث معتقل لامبادوزا ضمن أحداث الهجرة غير الشرعية الأخيرة" وأضاف: بعض السياسيين الإيطاليين لا يري بأسا في موت هؤلاء المهاجرين، لأن من شأن ذلك أن يردع غيرهم عن محاولة التسلل إلي أوروبا".
وأكد أمية أن القانون الإيطالي يمنع ترحيل من هم دون الثامنة عشرة، وهو ما يعني أنه سيتم نقل مجموعة الأطفال المصريين الأقل من ثمانية عشر عاما إلي مراكز رعاية أطفال لحين إتمام السن القانونية. مشيرا إلي أن الأطفال المصريين الهاربين من مصر يعرفون هذا بدقة، ويعرفون أن فرصتهم في البقاء في أوروبا ستكون مؤكدة، وأن القانون الإيطالي لن يسمح بترحيلهم لذلك تكون مغامرتهم بركوب البحر وعبور المتوسط خلال رحلة تستغرق من يومين إلي خمسة أيام في أسوأ الظروف". وتابع الناشط الحقوقي: "المهاجرون لم يقعوا في قبضة حراس السواحل في أغلب الحالات،إلا لأنهم يستقلون قوارب متهالكة".
وأوضح الناشط أن الأطفال المصريين بمجرد أن يقعوا في أيدي حرس السواحل الإيطالي لا يقولون إلا كلمة واحدة: بامبينو Bambino،  وهي الكلمة الوحيدة التي يعرفونها من الإيطالية وتعني أنا طفل. وأضاف: رجال الشرطة الإيطالية يضحكون من "مكر" هؤلاء الذين لا يحملون أي أوراق إلا هذه الكلمة التي تحفظ لهم حق البقاء دون الترحيل، فيما يضطر مواطنوهم الكبار إلي إنكار كونهم مصريين ويصرّون علي تقديم أنفسهم كفلسطينيين هاربين من الحصار الإسرائيلي لغزة!
ويرجح أمية: بعض من عائلات هؤلاء الأطفال يعرف بالأمر بل ربما شارك في الترتيب لهروبهم، طلبا لفرص أفضل في العمل أو علي الأقل التعليم، حيث يقضي القانون الإيطالي بإدخال هؤلاء الأطفال في برنامج لتأهيلهم للإدماج ضمن المدارس ومؤسسات التعليم.
ولفت أمية إلي أن الكثير من مراكز الاستقبال الإيطالية التي يتمركز معظمها في جزيرة سيسليا "لا تنطبق عليها المواصفات اللازمة لاستقبال الأطفال ورعايتهم، وهي في أغلب الأحوال ليست سوي مراكز وهمية أسسها إيطاليون للحصول علي جزء من التمويل الضخم الذي رصدته الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي لتأسيس مراكز رعاية المهاجرين، وهو ما يدفع بكثير من الأطفال إلي تركها والهرب ولو إلي الشارع".
ويؤكد أمية أن كثيراً من الأطفال الذين هربوا من مراكز الاستقبال اتجهوا للعمل في مهن متدنية وبعضهم صار يعمل في الفلاحة بأجور متدنية لا تكاد تصل لربع الأجر الطبيعي، كما يؤكد أن تقارير عدة رصدت تعرض هؤلاء الأطفال لمعاناة كبيرة، حيث وقع كثير منهم في شبكات الإجرام والسرقة وتجارة الأطفال، ولا يستبعد أن يكونوا ضحية لتجارة الأطفال، التي تسيطر عليها مافيا كبيرة في أوروبا خاصة في دول البلقان.
ونبه الناشط التونسي إلي أن المصريين يمثلون النسبة الكبري بين الأفارقة في الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا، وتقدر نسبتهم بنحو 12 % من حجم الهجرة ويشكلون مع عرب شمال أفريقيا نحو 30%  بالتساوي مع دول القرن الأفريقي ودول جنوب أفريقيا (3% لكل منهما)، فيما تتبقي نسبة 10% للمهاجرين الآسيويين الهاربين عبر أفريقيا، وتتم معظم محاولات الهجرة إن لم يكن كلها من الشواطئ الليبية <

اجمالي القراءات 4782
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق