الوحدة مفيدة أحيانا.. علامات احتياجك لقضاء بعض الوقت بمفردك

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠١ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


الوحدة مفيدة أحيانا.. علامات احتياجك لقضاء بعض الوقت بمفردك

أن تكون وحيدا يختلف عن كونك منفردا، فالأولى هي الشعور بالانفصال عن الآخرين حتى وأنت وسط جمع من أحبائك، أما كونك منفردا فهو أن تقضي وقتا من دون مشاركة أحد، وهو ليس أمرا سلبيا دائما رغم الخوف الشائع منه، وله العديد من الفوائد على صحتك العقلية والجسدية والعاطفية.

في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية، قالت ثوي نجوين أستاذة علم النفس بجامعة دورهام التي تقوم بأبحاث عن العزلة وتأثيرها، "لا يمكن أن نقول إن العزلة دائما جيدة، لكنها يمكن أن تكون مفيدة، بعكس الفكرة الشائعة عن أن الوقت الذي تقضيه وحدك هو دائما تجربة سلبية".

فما السبب وراء خوفنا من قضاء بعض الوقت مع أنفسنا؟ وما علامات الاحتياج للعزلة؟ وما ثمار ذلك؟

للانعزال كثير من الثمار التي تجنيها عندما توجّه تركيزك لنفسك فقط بعض الوقت (بيكسلز)
لماذا نخاف من الانعزال؟
حتى عند الإدراك أننا بحاجة إلى الانعزال والبقاء بعيدا لبعض الوقت، قد لا نتمكن من القيام بذلك لأسباب متعددة، منها:
الوصم بالوحدة: أوضح روبرت كوبلان، أستاذ علم النفس في جامعة كارلتون أن "العزلة لطالما كانت تعتبر شكلا من أشكال العقاب، لأن البشر كائنات اجتماعية تحتاج إلى التفاعل مع من حولها".
الخوف من أحكام الآخرين: سبب آخر لتجنب قضاء بعض الوقت على انفراد هو الخوف من الناس، وقد علقت على ذلك أستاذة علم النفس نجوين قائلة إن "الأبحاث أظهرت أن أغلب الناس يشعرون بأنهم ممنوعون من الاستمتاع بمفردهم، بسبب اعتقادهم أن الآخرين يراقبونهم".
البحث الدائم عن المحفزات: إذا نظرنا إلى هواتفنا فقط فسنجد أن بها عددا كبيرا من المحفزات والإشعارات، ومع التعود على هذا المستوى من المشتتات يصعب قضاء الوقت دون فعل أي شيء ودون محفزات وأشياء تجذب انتباهنا لها.
الهروب من الأفكار: قد يكون الخوف من الوحدة خوفا من النفس، وتفسر ذلك أنجيلا غريس، الاختصاصية في علم النطق واللغة بجامعة هوارد، قائلة إن "البقاء وحيدا مع أفكارك، ومنح عقلك الفرصة للتفكير دون عوامل تشتيت اجتماعي، يمكن أن يشعرك بالخوف والتهديد".
2- لتأجيل وقت النوم تأثير سلبي على جسم الفرد وعلى حالته النفسية-(بيكسلز)
يمكنك اعتبار وقتك بمفردك استراحة محارب تبتعد فيها قليلا عن صخب الحياة ومهماتها (بيكسلز)
توقف.. أنت بحاجة للاستراحة
يساعدك الوعي بعلامات الاحتياج للانعزال على الانسحاب في الوقت المناسب للاعتناء بنفسك، وهذه بعض منها:

الانفعال والغضب الشديد والشعور بالانزعاج بسهولة من أشياء ليست مهمة بالنسبة لك عادة.
الشعور بالتعب والإرهاق رغم أخذ قسط كاف من النوم، واستمرار الشعور أن طاقتك العقلية والجسدية مستنفدة.
العجلة طوال الوقت والإسراع للقيام بمهام متعددة تفوق وقتك وقدرتك، مما يجعلك تهمل احتياج عقلك وجسمك للراحة قليلا.
الشعور بالتوتر والضغط النفسي المستمر وعدم القدرة على تهدئة نفسك.
ثمار الانعزال
للانعزال الكثير من الثمار التي تجنيها عندما توجه تركيزك على نفسك فقط لبعض الوقت، وهذه بعضها:

فعل ما يحلو لك: الانعزال قليلا يساعدك على الاستمتاع بمرافقة نفسك، وفعل ما تريد كما تريد أينما تريد، دون الحاجة إلى القلق بشأن آراء الآخرين أو القيام بأشياء لا تريدها بسبب الضغط الاجتماعي.
التعرف على نفسك: يمكنك اعتبار وقتك بمفردك استراحة محارب، تبتعد فيها قليلا عن صخب الحياة ومهماتها، لتصفية الذهن وإعادة ترتيب الأولويات والتخطيط للأهداف القادمة والتغييرات التي تريد القيام بها.

أخذ قسط من الراحة من التفاعلات الاجتماعية فرصة للاسترخاء وتخفيف التوتر (شترستوك)
تعزيز سلامك النفسي: ذكرت دراسة نشرت في سجلات "PsyArXiv" لنشر أبحاث علم النفس، أن الانعزال قليلا يحمي من التقلبات العاطفية الحادة، ويساعد على إدارة المشاعر، ويعزز الشعور بالسلام الداخلي.
تحسين علاقاتك: أخذ قسط من الراحة من التفاعلات الاجتماعية فرصة للاسترخاء وتخفيف التوتر، ويساعدك على إعادة تقييم صداقاتك، وتقدير علاقاتك أكثر بعد قضاء بعض الوقت بمفردك.
وأشارت أستاذة علم النفس نجوين إلى أن "الدراسات حول الانعزال قليلا أفادت بأنه لا يضر الحياة الاجتماعية، بل في الواقع قد يحسنها ويثريها؛ وهو ما يجعلنا أكثر استعدادا للتعامل مع الآخرين".
مواجهة مشاكلك والبحث عن حلول: الاحتكاك بالناس طوال الوقت قد لا يترك لك فرصة للتوقف قليلا والتفكير بعمق في المشاكل التي تواجهها، ولذلك يتيح لك الانعزال فرصة للتركيز على مشاكلك وإيجاد حلول لها دون مقاطعة.
تخفيف الضغط النفسي: أوصت المعالجة النفسية إميلي روبرتس بأخذ استراحة من التفاعلات الاجتماعية لتخفيف الشعور بالضغط النفسي، حتى للذين يتمتعون بشخصية اجتماعية.
زيادة الإنتاجية: عندما تبتعد عن عوامل التشتيت والإزعاج ستتمكن من التركيز بشكل أفضل، مما سيساعدك على إنجاز المزيد من العمل في فترة زمنية أقصر. ووجدت دراسة نشرتها جمعية العلوم النفسية (APS) أن تناوب المشاركين في نشاط عصف ذهني بين التفكير ضمن مجموعات والعمل بمفردهم، أخرج أفكارا أكثر مما تنتجه جلسات العصف الذهني الجماعية فقط.
تحفيز الإبداع: قد تكون لاحظت أن الكثير من المؤلفين أو الفنانين يميلون إلى الانعزال في أماكن بعيدة هادئة، ويرجع ذلك إلى أن الإبداع يحتاج إلى الموازنة بين التفاعل الاجتماعي الذي يعتبر مصدر إلهام، وبين قضاء بعض الوقت بمفردك للتفكير بعمق، كما أفادت دراسة قام بها قسم علم النفس في جامعة تكساس الأميركية.
حماية من الاكتئاب: كتبت المعالجة النفسية إيمي مورين في مقال بموقع "سيكولوجي توداي" (Psychology Today) أن "العزلة تحسن من قدراتنا العقلية، وأشارت العديد من الدراسات إلى ارتباط القدرة على قضاء الوقت مع النفس بزيادة السعادة والرضا عن الحياة والقدرة على إدارة الضغوط، والحماية من الاكتئاب".
كيف تقضي الوقت بمفردك؟
الهدف من قضاء الوقت بمفردك هو تهدئة عقلك وجسمك، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال القيام بنشاط ما تحبه، أو فقط الجلوس بمفردك دون فعل أي شيء، المهم أن تشعر بالراحة، فلا تحتاج إلى التخطيط وتحقيق أهداف كبيرة. يمكنك قضاء هذا الوقت في التدوين أو الرسم أو ممارسة الرياضة ولو في أبسط صورها، مثل المشي.

اجمالي القراءات 343
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق