سؤالان

الأربعاء ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول من الاستاذ مرزوق جلال فتحى : أتعجب حين أقرأ فى القرآن ان المشركين كانوا يستهزئون بالنبى عليه السلام ، وهو الصادق الأمين .وأتخيل انى لوكنت اعيش فى هذا الوقت لحملت التراب الذى يمشى عليه النبى فوق رأسى حبا فيه . هل الى هذا الحد عميت قلوبهم ؟ أنا من أهل القرآن أى لا أعبد النبى ولا أقدسه ، ولكن حبه يملأ قلبى . ما تعليقك استاذ أحمد ؟ السؤال الثانى من الاستاذة نعمت الزاهد : قول الله جل وعلا : (ليرزقنهم الله رزقا حسنا ) ( الحج 58 ) هل هذا الرزق الحسن فى الدنيا أم فى الآخرة ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

أولا :

يوجد نوعان من الاستهزاء بالرسول :

1 ـ إستهزاء من يكرهه ويستكثر عليه أن يكون رسولا من الله جل وعلا. أولئك قال الله جل وعلا عنهم :

1 / 1 : ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) الفرقان )

1 / 2 : ( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) الأنبياء ).

2 ـ إستهزاء من يعبده ويقدسه .

نزلت القرآن الكريم يؤكد على بشرية النبى محمد وأنه لا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا وإنه يخاف إن عصى ربه عذاب يوم عظيم . ومع ذلك فالمحمديون إتخذوا القرآن مهجورا ، ويزعمون أنهم الأكثر حبا للنبى .ويوم القيامة سيتبرأ ممّن إتّخذ القرآن الكريم مهجورا ، وهم الأعداء الحقيقيون للنبى  محمد عليه السلام . قال جل وعلا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )

 ثانيا :

ونلاحظ :

1 ـ إن الله جل وعلا يدافع عن الرسول ضد  أولئك الذين كانوا يكرهونه فى حياته ، بينما سيسائل الرسول عمّن جعله إلاها ، مما سيجعل الرسول يتبرأ منهم قائلا لربه جل وعلا إنهم إتخذوا القرآن مهجور .

2 ـ الحقيقة التى جاءت فى قوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ) تكررت فى سورة الأنعام عمّن يفترى الأحاديث الشيطانية من شياطين الإنس والجن . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) . نرجو تدبر هذه الآيات التى يكفر بها المحمديون .

3 ـ الإستهزاء العملى بالنبى محمد حين يحجون الى القبر المنسوب اليه ظلما ، معتقدين أنه محبوس فيه الى قيام الساعة ، وأنه يعمل فى خدمتهم يستغفر لهم ويتشفع فيهم ، وهو فى تقديسهم له ينسون أنهم جعلوه تحت أقدامهم ، وهو إستهزاء لا مثيل له ، لو كانوا يعقلون . لذا قال جل وعلا عنهم :

3 / 1 : (  أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ).

3 / 2 : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف )

إجابة السؤال الثانى :

أولا : هو فى الآخرة فى الجنة . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) الحج )

2 ـ ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) النحل )

ثانيا :

الحياة الطيبة والرزق الحسن والمدخل الذى سيرضونه والمقام المحمود هو الجنة . قال جل وعلا :

1 ـ ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)  فاطر )

2 ـ  ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)الفجر )

3 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) يونس )

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 536
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5190
اجمالي القراءات : 59,555,743
تعليقات له : 5,490
تعليقات عليه : 14,888
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


إحتار دليلى .!: انا كنت بعيدة عن البحث الدين ي ومؤخر ا ...

الجيلاتين: عندي سؤال بخصوص الجيل اتين المست خرج من...

بين الايمان والالحاد: لي تعليق على ردك ان لم يكن لديك مانع وارجو ان لا...

هجص صلاة الجنازة: حضرت جنازة ،و عند صلاة الجنا زة دخلت في...

القلب السليم من تانى: اعتذر عن منشور اتي الساب قة المعا رضة ...

الرجوع فى الهبة: اخويا الكبي ر اعطان ى ساعة هدية واعجب ت ...

شريعة المصالح : ما مدى صحة هذه القاع دة وخاصة جماعة الإخو ان ...

البقرة 260 : ( وَإِذ ْ قَالَ إِبْر َاهِي مُ رَبِّ...

ملحد جاهل : التار يخ اثبت انه لا يوجد دليل واحد...

الوليد بن المغيرة: من هو الحلا ف المهي ن الذى قال عنه الله جل...

الفاتحة فى الصلاة: اعرف انك مللت من كترة الاسء لة حول الصلا ة ...

ماذا لو قرأت لنا ؟: اغلب الظن بأن البحر ين المذك ورين في...

إقتتال المؤمنين .!!: في سورة الحجر ات في قوله عز وجل وان طائفت ان ...

قذف المحصنات: ماهو المقص ود بحد القذف فى الآية : ( ...

ميراث المرأة: هل لديكم رأي أو كتابا ت في إرث المرأ ة؟ 1- ...

more