سؤالان

الإثنين ٠٦ - يناير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : من الاستاذ رفقى سامى تعرضت لخسارة كبيرة فى تجارتى وضاعت معظم ثروتى ، وأعيش فى خوف من اللى حيحصل لى فى المستقبل ، وشايفه مظلم وكئيب . وأتمنى لو اعرف بكرة حيجرى إيه لاستريح . السؤال الثانى من الاستاذ مبارك حفنى : ما معنى ( علم الغيب والشهادة) وماذا يعنى هذا بالنسبة لنا ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤالين الأول والثانى :

أولا :

قال جل وعلا :

1 ـ ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)الانعام )

2 ـ ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد  )

3 ـ (  عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) المؤمنون  )

4 ـ (  ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) السجدة   )

5 ـ (  هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) الحشر )

6 ـ ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)  التغابن ).

ونقول :

1 ـ علمه جل وعلا بالغيب يساوى علمه جل وعلا ، فهو جل وعلا الذى :

1/ 1 : ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) طه  )

1 / 2 : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر  )

2 ـ نحن :

2 / 1 : لا نعلم  الغيب ،وحتى لا نعلم كل الشهادة .( الشهادة هى ما يمكن مشاهدته ). الحواس التى نعلم بها العالم المشهود لها قدرة محددة ومحدودة .لا نرى كل مايقع فى نطاق رؤيتنا ، لا نرى القريب منها جدا ،ولا نرى البعيد منها جدا ، قال جل وعلا : ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39) الحاقة ). هناك حشرات وحيوانات ترى من عالم المشاهدة ما لا نرى ،وتسمع منه ما لا نسمع .

2 / 2 : ما لا نستطيع مشاهدته من عالم المشاهدة يكون غيبا بالنسبة لنا . ما يفعله فلان فى القطب الشمالى هو فى عالم المشاهدة ، ولكن لا نستطيع رؤيته أوسماعه ، فهو غيب لنا .

2 / 3 : بالتقدم العلمى فى وسائل الإتّصالات والموصلات تتضاءل مساحة الغيب فى عالم المشاهدة . كان الوصول من القاهرة الى مكة يستغرق أياما  فى العصور الوسطى ، أصبح الآن ساعات . كان الخبر الذى يحدث فى مكة يستغرق العلم به فى القاهرة أياما فأصبح الآن يمكن معرفته فى نفس الوقت .

2 / 4 : ولكن يظل الغيب الحقيقى مستحيلا أن نعلمه ، فلا نعلم المستقبل ولا السرائر ، ولا نعلم غيوب ماسيحدث فى الآخرة ،ولا غيوب ما كان يحدث فى الماضى ، لا نعلم منها إلّا ما جاء فى القرآن الكريم ، ممّا  أخبر به عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.

2 / 5 : هناك فى الغيب المقدّر حدوثه لنا إبتلاءات بالخير والشّر لاختبارنا .قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء ) . الذى ينجح فى هذا الاختبار هو الذى يتقى ربه جل وعلا  فى حياته ويشكر على إبتلاء النعمة ويصبر على إبتلاء المحنة . وهو يعلم أن هذا مؤقت وذاك أيضا مؤقت ، وأن الذى يستحق العمل له هو  الفوز بالخلود فى نعيم الجنة ،وأن يتزحزح عن عذاب الآخرة . قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)  آل عمران )

أخيرا :

للذى خسر فى تجارته أقول :

1 ـ خسارة الدنيا مؤقتة ويتم تعويضها فى الحياة الدنيا ، فالقانون الالهى يجعل العُسر مع اليُسر ،ويجعل اليُسر بعد العُسر . يقول جل وعلا :

1 /1 : (  فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) الشرح )

1 / 2 : (  سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7) الطلاق )

2 ـ ولكن الخسارة الحقيقية هى الخسارة الخالدة فى الآخرة . قال جل وعلا :

2 / 1 : (   قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) الزمر )

2 / 2 : ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45)  الشورى  ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

إقرأ هذه الفتوى فى موقع أهل القرآن   

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1937
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,615,838
تعليقات له : 5,520
تعليقات عليه : 14,917
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


لا تجنيد فى الاسلام: ما حكم الإسل ام في التجن يد الإجب اري ...

حزب وداد قلبى : أزي ك يا دكتور أحمد انا رانيا صحفية من...

عندك حق : ارجو أن تقبلو ا بنشر هذا الرأي البسي ط ...

مجرد دعابة : لدي سؤال ف جواز إطلاق مثل هذه العبا رات او...

الصلاة فى السفر: يؤرقن ى أمر الصلا ة فى مواعي دها وأنا مسافر...

طعام الجن: السل ام عليكم في كتب الترا ث :ان العظم...

لا داعى للحيرة .!!: لدي سؤال احترت في الجوا ب عليه منذ فترة وهو عن...

التدخين: سيدى الفاض ل جزالك الله خيرا ...... قراءت مقالة...

الفياجرا ليست حراما: بعض الشبا ب يستعم ل حبوب الفيا جرا مع إنه...

كتابات التعليق: لماذا لا يكون هناك ركن في الموق ع لعرض...

بقيمته الحقيقية : فى عام 1987 إحتاج أخى الى مبلغ 20 ألف جنيه . اعطيت...

تهوى اليهم : من فظلك أستاذ ي ما معنى قوله تعالى :(فاجع ل ...

قبالات الأراضى : صادفت نى هذه العبا رة ( قبالا ت الأرا ضى ) فى...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : من الاست اذ عثمان فخر...

تقديس التاريخ: لا يخفى عليك ما نعيشه اليوم من ثورة فكرية ونبش...

more