تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | تعليق: 2 | تعليق: مرحبا دكتور محمد العودات . | تعليق: التحقيق في أقدم بناء عبادي | تعليق: جزيل الشكر لكم دكتور محمد العودات على الإضافة المهمة، | تعليق: ... | تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | خبر: طالب إيران باستسلام غير مشروط.. ترامب: لن نقتل خامنئي حالياً | خبر: خامنئي يعلن بداية المعركة.. ويدعو للرد بقوة على إسرائيل | خبر: لجنة برلمانية تقرّ قانون الإيجارات المصري: قنبلة موقوتة | خبر: البرلمان المصري يقر موازنة 2025- 2026 بعجز 28.9 مليار دولار | خبر: ألمانيا تمنح جنسيتها في 2024 لعدد قياسي من الأشخاص والسوريون في الصدارة | خبر: إتلاف أكثر من ألف طن من المنتجات الفاسدة يثير قلقاً في المغرب | خبر: الأمم المتحدة: الجوع الشديد يهدد جنوب السودان ومالي بسبب الصراعات والتغير المناخي | خبر: ترامب يدعو الجميع إلى إخلاء طهران فورا وإيران تتوعد بمواصلة الهجمات حتى الفجر | خبر: محافظات مصر تتجاوز مساحات دول كبرى وتكشف اتساع خارطة الوطن | خبر: محكمة ألمانية تقضي بالسجن مدى الحياة ضد طبيب سوري عذّب معارضين للأسد | خبر: قافلة الصمود تتراجع عن إكمال مسيرتها بعد منعها شرقي ليبيا | خبر: كيف أصبح فرع لتنظيم القاعدة أحد أخطر التنظيمات الإرهابية في أفريقيا؟ | خبر: معهد وايزمان.. إيران تدمر العقل النووي لإسرائيل | خبر: مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.. ونتنياهو يعلق | خبر: رشقة صواريخ إيرانية جديدة تضرب ميناء حيفا وتل أبيب |
ذلك الظالم المظلوم

الخميس ٠٨ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
حضرتك قلت إن المصرى مظلوم وهو أيضا ظالم . وهو يخسر الدنيا ويخسر الاخرة لكنك لم تأت ببرهان على ذلك .
آحمد صبحي منصور :

الاجابة

أولا :

1 ـ مسكين ذلك المصرى قليل البخت، قليل البخت في الدنيا  وفي الآخرة أيضاً .! يتحمل ظلم الحاكم ويهتف له  ولا يجد له عند الحاكم فى مقابل ذلك إلا الاستهانة والنكران ، ويقوم المصرى المسكين بالرد على ذلك بطريقته الخاصة ، يستغيث بالأولياء والصالحين أو ما يسميهم " بأهل الله " ويقف أمام الأضرحة والقبور المقدسة يطلب منهم رفع الأذى ، وربما كتب مطالبه فى ورقة ورسالة وأودعها عند الإمام الشافعى أو عند "السيدة "فهى "رئيسة الديوان " "وأم العواجز" و" ندهة المنضام " . والمصرى حين يفعل ذلك يعيش على وهم كاذب، بأن الظلم سينقشع ، ويكتفى بالأمل وينشد مواويل الصبر ،ويأمل أن يقوم الصبر بحرق الدكان طبقاً للمثل الشائع ، ولكن يظل الدكان عامراً بالظلم ،فييأس المصرى من الدنيا ويتمنى أن يكون صاحب حظ في الآخرة ، إذ ليس معقولاً أن يكون قليل البخت في الدنيا والآخرة ،ولكنه لايعرف أنه أضاع نفسه فى الآخرة أيضاً حين استغاث بغير الله ، وحين طلب المدد من الموتى الذين صاروا تراباً ، وحين قال عن الأولياء الذين يقدسهم أنهم " أهل الله " !!

2 ـ هل لله سبحانه و تعالى أهل ؟

 إن الأهل هم الزوجة والأولاد فهل يصح أن يقال ذلك على الله سبحانه وتعالى وهو الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ؟ ، وكل المصريين والمحمديين يحفظون سورة : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) )! ! . لقد حفلت عشرات الآيات في القرآن الكريم بنفى أن يكون لله سبحانه وتعالى ولد ، والله سبحانه وتعالى يقول عن ذاته : ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)  الأنعام ).   والصاحبة هى الزوجة . وقال الجن المؤمنون ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً (3)  الجن ) ومع أننا نقرأ هذه الآيات كثيراً، ومع أننا ننفى باللسان أن يكون لله سبحانه و تعالى ولد أو زوجة أو أهل إلا أننا نقف أمام الأضرحة المقدسة نستغيث بأهل الله  ونهتف قائلين: مدد يا أهل الله ، ونعتقد أن لهم تصريفاً وجاهاً وتحكماً في ملك الله ،ونخدع أنفسنا فلا نطلق عليهم لقب الآلهة ،مع أننا نصفهم بصفات الآله الواحد جل وعلا ونعتبرهم أهل الله الذين يتحكمون في الدنيا والآخرة .. ومن يدعى العلم والمعرفة فينا يقول أن أهل الله هم المتحكمون فى الباطن ، أما حكام الدنيا فهم أصحاب دولة الظاهر، وعلى هذا فالمصرى المسكين ضائع بين أهل الباطن وأهل الظاهر  ، تظلمه الحكومة فى الظاهر ، وتخدعه مملكة أهل الباطن بمشايخها واعوانها المستفيدين من الأضرحة والقائمين على صناديق نذورها، وبين أولئك وأولئك يفقد المصرى أمواله وكرامته ودنياه وآخرته. بوّاب العمارة التى كنت أسكن فيها فى المطرية كان فلاحا سابقا طيب القلب . وقع فى مشكلة ، فذهب الى ضريح الحسين ، وشكى له باكيا يقول : ( مش حأقولّك حاجة ) إنت عراف كل حاجة . أنا بأرمى حمولتى عليك وانت إتصرّف ) . جاء بعدها وحكى لى موقنا أن الحسين سيتصرف ..

3 ـ إذا أردت أن ترى الخشوع على حقيقته فانظر إلى المصرى وهو يقف أمام مقصورة الضريح المقدس .إنه يؤدى صلاة كاملة خاشعة ، يقف خاشعاً قانتاً كأنه يقف أمام الله تعالى يصلى ، ثم تراه في تلك الوقفة أمام الضريح يقرأ الفاتحة، ثم يركع بأن ينحنى يقبل زجاج المقصورة ويتنسم عبيرها المقدس، ثم يجلس ليلثم و( يبوس ) الأعتاب ، والمثل الشعبى المصرى يقول " إللى يبوس الأعتاب ما خاب!!" ثم يجلس وقد أسند رأسه للمقصورة يشكو حاله وهو يعتقد بأن المدفون في الضريح يعلم ما في خلجات نفسه ، وقد يتلو القرآن في جلسته ويتهجد بالأوراد ، إذن هى صلاة كاملة وعبادة تامة ، فيها القيام ،والركوع والسجود والجلوس للتشهد ، وفيها الفاتحة وقراءة القرآن والدعاء والاستغاثة .

والفارق الوحيد بين صلاة المصرى لله سبحانه وتعالى وصلاته أمام الضريح : أن المصرى حين يصلى لله جل وعلا الصلوات الخمس ـ إذا كان يصليها ـ فإنه يشغل عقله بكل شئ عدا الصلاة وتنطلق أفكاره حول كل شئ وربما فى المعاصى ، ويكتفى بآداء الحركات في الصلاة وينطق الفاتحة والتكبير والتسبيح والتشهد كأنه آلة دون أن يعقل شيئاً مما يقول ، أما حين يقف ضارعاً متوسلاً أمام الضريح فهو يقرأ الفاتحة في خشوع ، وينهال تقبيلاً وتقديساً على زجاج المقصورة وقماش الضريح ، ودموعه تسبقه وقلبه ينتفض وجوارحه ترتعش ، وخوفه هائل وأمله في صاحب الضريح عظيم ..! !  وبعدها يعود وقد أحس بالراحة والإنشراح واعتقد أن الفرج قريب .

ومع ذلك فالظلم باق ومستمر ومنتشر ... لأن المصرى – وهو المظلوم – قد ظلم رب العالمين حين وقع في الشرك وعبادة الأولياء والأضرحة، وليس مهماً إن كان يفعل ذلك بحسن نية وعن طيبة قلب ، لأن الطريق إلى الجحيم مفروش دائماً بالنوايا الحسنة ... وكان يكفى المصرى أن يقرأ القرآن بعلم وتعقل وتدبر ليتأكد أن الشرك ظلم عظيم .

4 ـ أن تخسر دنياك فهذا شىء فظيع .. أن تخسر آخرتك فهذا أفظع . أنها الخسارة الحقيقية التى تخسر فيها نفسك وأهلك وتكون خالدا فى عذاب الجحيم . إقرأ قوله جل وعلا :

4 / 1 : ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) الشورى   )

4 / 2 :(  قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) الزمر )

أخيرا

ألا يكفى للمصرى المستضعف بؤس الدنيا وخسارتها ؟ 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2324
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الجمعة ٠٩ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95438]

لأن الطريق إلى الجحيم مفروش دائماً بالنوايا الحسنة !


حفظكم الله جل و علا و سما بقلمكم آفاق الفكر و عُمق الوجِد .. في كتابات الدكتور أحمد حفظه الله و بين السطور و خلف الكلمات تجد حِكم عظيمة و عناوين تصلح لبحوث و رسائل علمية .. أقف مذهولا لعبارات و جُمل و كلمات ليست كالكلمات .. الدكتور أحمد خسرته مصر .. و فاز هو بحب مصر .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٩ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95440]

شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول :


لا فارق بين المصريين المستضعفين وغيرهم فى كوكب المحمديين . المستضعفون تابعون للمستكبرين فى الدنيا ، ويوم القيامة سيكونون معا فى الجحيم يتلاومون ويتلاعنون ، وسيلعن المستضعفون سادتهم وكبراءهم . أكابر المجرمين قد يفوزون فى الدنيا جاها وسلطة وتسلطا وثروة . ولكن المستضعفين يخسرون الدنيا والآخرة . يا حسرة عليهم . المؤسف أنهم ضدنا مع اننا نشفق عليهم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5219
اجمالي القراءات : 61,468,617
تعليقات له : 5,495
تعليقات عليه : 14,893
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


نعم وبلا شك : هل يجوز ان اذكر الله جل وعلا وانا فى حالة تبول...

محامى مجرم: انا استاذ ة جامعي ة عشت فى معانا ة مع زوج...

القرح والرجز : ما هو الفرق بين ( القرح ) و ( الرجز ) وهما من كلمات...

هدانا الله واياك : أخي العزي ز أكتب إليكم هذه الكلم ات من...

طريق زبيدة: حضرت ندوة فى مركز الثقا فة عن خلفاء العصر...

إضافة من زكريا : عن لحظات قرآني ة الحلق ة 65 .... يقول تعالى (...

الزوجة وعمل الخير: السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه استاذ نا ...

ليس ميراثا أو تركة: احنا خمس اولاد وبنت واحده وبابا عاوز يوزع...

لا فرق: ما الفرق بين ،،، سبحان الله العظي م ربين...

الى الشيخ أحمد درامى: إلى الأست اذ د. أحمد صبحي منصور : حول ردك على...

قتل الأنبياء : إذا كان وعد الله تعالى حقا : ( كَذَل ِكَ ...

هدم الأصنام فى مكة: هل واقعه هدم الرسو ل عليه الصلا ه والسل ام ...

سؤالان : السؤا ل الأول أنت مشهور بالصر احة وأنك لا...

لا عتاب فى الآحرة: كنت أعتب على صديقى فقال لى ان أؤجل عتبى الى يوم...

رفع الظلم : ابنى الأكب ر توفى وترك أطفال ه فى رعايت ى ،...

more