ثلاثة أسئلة

الإثنين ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : في الآية رقم ٦١ في سورة النور أباح الله سبحانه وتعالى لنا أن نأكل في بيت صديقنا، وفي الآية رقم ٣٦ في سورة النساء أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان للصاحب بالجنب؟ فهل الصاحب بالجنب هو نفسه الصديق الذي أمرنا الله بالإحسان إليه جزاءاً لإحسانه مع أصدقائه بإستضافته لهم للأكل في بيته.. وشكراً. السؤال الثانى : صدمة كبيرة من أخى الشقيق الذى ربانى ورعانى ، فوجئت به يكتب ميراثه لبناته بتأثير ازواج بناته . من حقى أن أرث الثلث ولبناته الثلثين . لكنه كتب كل أملاكه لبناته الثلاثة . ما اعرفش اللى حصل له مع إنه كان عاملنى كل حاجة فى حياته . صدمتى كبيرة فيه . هل ما عمله شقيقى يجوز فى الشرع ؟ السؤال الثالث : أعتقد إن إقامة الدولة الاسلامية بالشكل الذى شرحته فيه الخير للجميع ، وأن المستبد هو اكثر الناس بؤسا ، ومن الخير له أن لا يستبد وأن يكون حاكما عادلا يقضى مدة حكمه ثم يتمتع بحياته بين أولاده وأحفاده ، ويسير بين الناس يتمتع بحبهم ، بدلا من الخوف والحراسات وتوقع الانتقام . هل توافقنى على هذا الرأى ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ نشرنا فى باب القاموس القرآنى عن الصاحب والصديق . الصاحب هو من عرفته فى الزمان والمكان ، أى مجرد الصحبة ، وقد يكون عدوا لك . والله جل وعلا وصف النبى محمد بأنه كان صاحب المشركين. قال لهم جل وعلا  عن النبى محمد عليه السلام الذى ( صحبهم وصحبوه ):( مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)  سبأ  ) ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)   النجم ) ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)   التكوير ). أما الصديق فهو من الصدق فى المحبة والتعامل ، بالتالى يكون صاحبا أيضا ولكن بينكما صدق فى المحبة والمعاملة .

2 ـ الله جل وعلا يأمرنا بالاحسان ، والاحسان درجة فوق العدل . العدل أن تجازى الحسنة بمثلها والسيئة بمثلها . أما الاحسان فأن تعفو عن السيئة ، قال جل وعلا : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40 ) الشورى )

 إجابة السؤال الثانى :

1 ـ طالما يكون الانسان على قيد الحياة فهو حُرُّ فى ماله . لا يكون ماله ورثا ، لأن الميراث بعد موت صاحب المال ، يكون ( تركة ) وهناك توزيع لها شرعا . من حق شقيقك الأكبر أن يعطى فى حياته من يشاء ويمنح من يشاء وحسابه عند ربه جل وعلا ، ولست وصيّا عليه .

2 ـ الواضح إنك تصورت شقيقك حقا لك وحدك ،  وأن ماله أصبح حقا مكتسبا لك وحدك . ومن الواضح أيضا إن شقيقك هو الذى إنصدم فيك ، وإكتشف أنانيتك فوضع حدا لأطماعك . إجلس مع نفسك وراجعها ، ماذا قدّم لك شقيقك وماذا قدّمت أنت له فى المقابل ؟ وهل هو يطمع فى مالك مثلما تطمع أنت فى ماله ؟ وهل من حقه أن يعترض عليك أن تتصرف فى مالك كما تعترض أنت عليه ؟ . عليك أن تكتشف نفسك بنفسك ، وأن تصلح نفسك بنفسك ، فهذا هو الخير لك .

إجابة السؤال الثالث

أنت على الحق ، وكتبت فى هذا كثيرا ، بل قلت إننى أشعر بالشفقة على المستبد ، فمهما بلغت ثروته ومهما تظاهر بالقوة والعظمة وتكاثرت مواكبه فهو خاسر لراحة البال ثم خاسر يوم الدين ، وما ظلمهم الله جل وعلا ولكن أنفسهم يظلمون .  



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 921
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ٠٦ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95079]

هل معه دفتر الآجال والوفاة؟؟؟


ربنا يبارك فى عُمرك وعلمك أستاذى دكتور - منصور - ويُجزيك خيرا على تجليتك لحقائق الإسلام .........



نسأل الأخ الصغير الذى يطمع فى ثروة وممتلكات أخيه الأكبر ،والذى قام على تربيته والإنفاق عليه والإحسان إليه بلسانه هو ونقول :::::



هل مع حضرتك دفتر مواعيد موت وآجال ووفاة البشر ، وهل تعلم من منكما سيموت أولا أنت أم أخاك الأكبر ؟؟؟؟  بارك الله فى أخيك وبناته ورزقه من حلال وبارك له فى رزقه ، ونسأل الله الهداية لك والتغلب على وسوسة الشيطان إليك .. ركز فى كيف تُساعد بنات إخوك ولتكن أنت أخا كبيرا وصديقا لهن ولأزواجهن وقم بدورك وواجبك نحو  مودتهن والتواصل معهن والسؤال الدائم عليهن ... ثم ركز فى كيف تُحسن من دخلك المادى بدلا من أن تحسب من سيأخذ كم ومن عنده كم ... وإن شاء الله ربنا يرزقك من حلال ويبارك لك فى رزقك .... ركز مع نفسك وفى تنمية نفسك ..



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٧ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95080]

شكرا د عثمان ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول


هناك التعبير المصرى وهو ثقافة اجتماعية: ( العشم ) . وهو لا باس به إن كان عادلا ، يعنى أن تتعشم فى شخص وهو أيضا يتعشم فيك ، ترجو منه شيئا وهو أيضا يرجو منك شيئا مماثلا ، وكل منكما يحقق للآخر عشمه. هنا تكون المودّة . المشكلة حين يكون طمعا ، تتعشم فيما ليس حقا لك ، او تتعشم فى شخص وترفض أن يكون له عشم فيك. هذا ظلم  مرفوض.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,491,895
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


فقهاء السعودية: بعض الفقه اء بالسع وديه قال بتحري م بيع...

الكذب فى الغرام : انا اقول لزوجت ى عبارا ت الحب والهي ام لنى...

التحول الجنسى : salam 3alikom sir ahmed i just wann asking you about transgende r is it haram a gay like a...

غواش : ما معنى غواش فى سورة الاعر اف الآية 41 ؟...

الاعتسال والطهارة..: اهلا يا دكتور اريد معرفة الفرق بين...

الذين امنوا : مرحبا يا اهل القرا ن . الخطا ب ب ( يا ايها الذين...

القصاص فى القتلى : لدي سؤال عن الناس خ و المنس وخ لو سمحتم...

سؤالان : السؤا ل الأول : أنا خطيب فى الأوق اف ...

لا .. للسعودية: لاتكت بوب السعو ديه لانها اسم عائلة ال سعود...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول لو تكرمت ... امرأة كبيرة في...

إخوان إخوة أخوات : فى الاسل ام والقر آن الكري م : هل الأخو ة فى...

أسئلة عن الصلاة!!!: يادکت وراحم د،حاو لتُ کثيرا في الموق ع و...

عن الميراث والوصية: ماتت أمى وعلمن ا أنها أوصت أن تؤول تركته ا ...

القياس والمخدرات: قرأت فتوي لكم بخصوص التدخ ين و كانت الفتو ي ...

رجال الأعراف: مع فائق إحترا مي (و إعتقا دي أنّه لا خروج من...

more