ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : في الآية رقم ٦١ في سورة النور أباح الله سبحانه وتعالى لنا أن نأكل في بيت صديقنا، وفي الآية رقم ٣٦ في سورة النساء أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان للصاحب بالجنب؟ فهل الصاحب بالجنب هو نفسه الصديق الذي أمرنا الله بالإحسان إليه جزاءاً لإحسانه مع أصدقائه بإستضافته لهم للأكل في بيته.. وشكراً. السؤال الثانى : صدمة كبيرة من أخى الشقيق الذى ربانى ورعانى ، فوجئت به يكتب ميراثه لبناته بتأثير ازواج بناته . من حقى أن أرث الثلث ولبناته الثلثين . لكنه كتب كل أملاكه لبناته الثلاثة . ما اعرفش اللى حصل له مع إنه كان عاملنى كل حاجة فى حياته . صدمتى كبيرة فيه . هل ما عمله شقيقى يجوز فى الشرع ؟ السؤال الثالث : أعتقد إن إقامة الدولة الاسلامية بالشكل الذى شرحته فيه الخير للجميع ، وأن المستبد هو اكثر الناس بؤسا ، ومن الخير له أن لا يستبد وأن يكون حاكما عادلا يقضى مدة حكمه ثم يتمتع بحياته بين أولاده وأحفاده ، ويسير بين الناس يتمتع بحبهم ، بدلا من الخوف والحراسات وتوقع الانتقام . هل توافقنى على هذا الرأى ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ نشرنا فى باب القاموس القرآنى عن الصاحب والصديق . الصاحب هو من عرفته فى الزمان والمكان ، أى مجرد الصحبة ، وقد يكون عدوا لك . والله جل وعلا وصف النبى محمد بأنه كان صاحب المشركين. قال لهم جل وعلا  عن النبى محمد عليه السلام الذى ( صحبهم وصحبوه ):( مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)  سبأ  ) ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)   النجم ) ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)   التكوير ). أما الصديق فهو من الصدق فى المحبة والتعامل ، بالتالى يكون صاحبا أيضا ولكن بينكما صدق فى المحبة والمعاملة .

2 ـ الله جل وعلا يأمرنا بالاحسان ، والاحسان درجة فوق العدل . العدل أن تجازى الحسنة بمثلها والسيئة بمثلها . أما الاحسان فأن تعفو عن السيئة ، قال جل وعلا : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40 ) الشورى )

 إجابة السؤال الثانى :

1 ـ طالما يكون الانسان على قيد الحياة فهو حُرُّ فى ماله . لا يكون ماله ورثا ، لأن الميراث بعد موت صاحب المال ، يكون ( تركة ) وهناك توزيع لها شرعا . من حق شقيقك الأكبر أن يعطى فى حياته من يشاء ويمنح من يشاء وحسابه عند ربه جل وعلا ، ولست وصيّا عليه .

2 ـ الواضح إنك تصورت شقيقك حقا لك وحدك ،  وأن ماله أصبح حقا مكتسبا لك وحدك . ومن الواضح أيضا إن شقيقك هو الذى إنصدم فيك ، وإكتشف أنانيتك فوضع حدا لأطماعك . إجلس مع نفسك وراجعها ، ماذا قدّم لك شقيقك وماذا قدّمت أنت له فى المقابل ؟ وهل هو يطمع فى مالك مثلما تطمع أنت فى ماله ؟ وهل من حقه أن يعترض عليك أن تتصرف فى مالك كما تعترض أنت عليه ؟ . عليك أن تكتشف نفسك بنفسك ، وأن تصلح نفسك بنفسك ، فهذا هو الخير لك .

إجابة السؤال الثالث

أنت على الحق ، وكتبت فى هذا كثيرا ، بل قلت إننى أشعر بالشفقة على المستبد ، فمهما بلغت ثروته ومهما تظاهر بالقوة والعظمة وتكاثرت مواكبه فهو خاسر لراحة البال ثم خاسر يوم الدين ، وما ظلمهم الله جل وعلا ولكن أنفسهم يظلمون .  

اجمالي القراءات 963