ثلاثة أسئلة

الثلاثاء ٢٩ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول لدى تساؤلات عن قوله سبحانه وتعالى ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) المائدة ). السؤال الأول : لماذا العقوبة شديدة هنا ؟ ولماذا تتنوع ؟ وماذا إذا تابوا قبل أن يقدر عليهم المسلمون وكانوا قبل ذلك قد قتلوا وسلبوا الأموال وإغتصبوا النساء ؟ وهل يكون حكمهم مثل حكم الأسير الممنوع قتله : ( حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (4) محمد )، ومثل الذى استجار وكفّ عن القتال ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) التوبة ) والذى ألقى السلم فى ارض المعركة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94) النساء ) فأولئك يتم حقن دمائهم مهما قتلوا من المسلمين فى المعركة . السؤال الثانى : ما معنى ( السُحت ) ؟ السؤال الثالث هنا تناقض : ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) المائدة ). الرجلان من الذين يخافون ، ومع ذلك نصحوا برأى شجاع . كيف نفهم هذا التناقض ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول

أولا : الآيتان 33 ، 34 من سورة المائدة لا تتحدث عن جيش يقاتل الدولة الاسلامية ، بل عن عصابة تقطع الطريق تسرق وتنهب وتغتصب وتقتل ، وتنشر الرعب والارهاب . والضحايا هنا ليسوا جنودا بل هم مدنيون مسالمون . فى الدولة الاسلامية حرية دينية مطلقة وحرية سياسية مطلقة مع الالتزام بالاسلام السلوكى أى السلام ، والايمان السلوكى أى الأمن والأمان . ومع رعاية وكفالة حقوق الفقراء والمحتاجين والسائل والمحروم . أى ليس هناك أى مبرر لأى مواطنين من هذه الدولة لأن يهاجموا إخوانهم  المواطنين المُسالمين فى دولتهم . لذا فمن يرتكب ذلك يكون محاربا لله جل وعلا ورسوله . ويجب مواجهتهم حربيا ، وعقوبتهم بكل شدة وحسب الجُرم الذى ارتكبوه . إذا قتلوا فقط تكون عقوبتهم القتل قصاصا . إن قتلوا وسلبوا الأموال وإغتصبوا تكون عقوبتهم القتل والصلب . إن إغتصبوا النساء والأموال دون قتل تكون عقوبتهم قطع الأطراف .  إذا لم يتمكنوا من القتل والسلب وغيره مكتفين بنشر الارهاب والرعب والتخويف تكون عقوبتهم النفى . هذه العقوبات يتم تطبيقها بعد هزيمتهم حربيا . إذا بادروا بالتوبة قبل المواجهة الحربية فالتوبة تعنى إرجاع ما سلبوه ، ودفع دية من قتلوه ، والتعهد بالسلام والكف عن العدوان . بهذه التوبة تكون نجاتهم من تلك العقوبات.

ثانيا : الأسير والمستجير والذى يكف عن القتال معلنا السلام لهم وضع مختلف . هم جنود يواجهون جنودا ، ويتقاتلون ، يقتلون ويُقتلون . لا يقتلون مدنيين . إذا كفوا عن القتال الحربى أو إختاروا الوقوع فى الأسر يتم حقن دمائهم .

إجابة السؤال الثانى

السحت المال الخبيث ، الآتى من كسب حرام خسيس ،  و( السحت ) جاء مرتين فى القرآن الكريم عن عُصاة أهل الكتاب فى وقت نزول القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) المائدة )

إجابة السؤال الثالث

لا تناقض .

هما من الذين يخافون الله جل وعلا وحده ، بالتالى لا يخافون البشر ، أنعم الله جل وعلا عليهما بالثبات .

القاعدة القرآنية إنك إذا خفت الله جل وعلا وحده فلن تخاف من مخلوق. إذا لم تخف الله جل وعلا أصبحت وليا للشيطان وأخافك الشيطان من كل مخلوق . قال جل وعلا يخاطبنا : ( إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1877
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5127
اجمالي القراءات : 57,181,130
تعليقات له : 5,456
تعليقات عليه : 14,834
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


سؤالان: السؤا ل الأول : نعر الصنا عة وهى من مظاهر...

النشر بالفارسية : اريد ان اسال رايكم - فضيلة الدكت ور - حول...

حق الآب فى رؤية ابنه: هل يحق للمرا ة التي تحتضن ابنها بعد الطلا ق ...

My books: Dear Dr.Mansour ,I'm a Maldivian. I'uld like to buy some of your books.So kindly let me...

دلالات القرآن الكريم: مرحبا دكتور یاحب ذا أن تكتب مقالا ً عن...

اتخذوا القرآن مهجورا: كان في عقلي بعض الاست فسارا ت حول قوله...

ليس حراما: هل حرام رمي كتاب فيه اسم الله أو آيات قرآني ة؟ ...

سجدة شكر فى الملعب: هل تجوز سجدة الشكر فى الملا عب عند الفوز ؟...

كتابات التعليق: لماذا لا يكون هناك ركن في الموق ع لعرض...

ذو القرنين ..: السلا م عليكم انا اسكند ر توره. من...

مقدم صداق المطلقة : لو الواح د طلق زوجته قبل الدخو ل من حقه يسترد...

يحكم به ذوا عدل: ماذا تقول في قوله تعالى (يحكم به ذوا عدل منكم )...

رسالة للرئيس ترامب : سلام علی ;کم یا دکتر صبح 40; منصور . ...

الأبراج وعلم الغيب: زوجى مجنون بقراء ة باب ( بختك اليوم )...

سنقرؤك فلا تنسى: ما قولكم في آية ( سنقرئ ك فلا تنسى إلا ما شاء...

more