الإثنين ٠٣ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
آحمد صبحي منصور
:
.
نزلت الرسالة الالهية الأخيرة على خاتم الأنبياء بطريقتين : على قلبه كتابا مكتوبا فى قلبه ، ثم على لسانه قرآنا مقروءا للتلاوة. والتفاصيل فى كتابنا (ليلة القدر ) الذى لم ينشر بعد. وبايجاز نقول :
نزل كتابا مكتوبا جملة واحدة على قلب الرسول محمد فى ليلة القدر، واقرأ أيات سورة القدر ومطلع سورة النجم التى تتحدث عن نزول القرآن ، واقرأ قوله تعالى :(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ )( الدخان 3 )وآيات تشير الى تمام نزول الكتاب القرآنى مرة واحدة مثل (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ) (الكهف 1).
بعدها كان ينزل القرآن الكريم على لسان الرسول متفرقا حسب الحوادث ، يقول تعالى ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) ( الاسراء 106) . وكان يحدث عند نزول آية من القرآن ان يتذكر نفس الآية المكتوبة فى قلبه فيسبق لسانه بها ، فقال له جل وعلا (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) (طه 114 ) ولا حظ ان رقم الاية هو 114 مما يشير الى عدد سور القرآن الذى لم يكن قد اكتمل نزولا عند نزول هذه الآية على لسان النبى محمد عليه السلام، ويقول تعالى ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ( القيامة 16 ـ 19). وتمعن هنا ان حفظ القرآن من لدن الله جل وعلا يشمل تلاوة القرآن والقراءة به ن مع حفظ كتابته وتدوينه الى قيام الساعة.
وهكذا فان سورة الفرقان تتحدث عن عدم نزول القرآن جملة واحدة ـ بل نزوله متفرقا على لسان الرسول عليه السلام . يقول تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا )فالكلام هنا عن نزول االقرآن المقروء مفرقا على حسب الأحداث ـ وتشير الاية الى السبب وهو تثبيت الفؤاد ، وتؤكد ان الرسول تعلم كيف يرتل القرآن ترتيلا.
أما معنى (لولا ) فهى تفيد (امتناع لوجود ) وهى غير (لو ) التى هى (امتناع لامتناع )، تقول : لولا الكسل لنجح فلان . اى لولا الكسل موجود لنجح فلان. فهنا امتناع النجاح لوجود الكسل . أما ( لو ) فتقول : ( لو اجتهد فلان لنجح ) أى امتنع النجاح لامتناع الاجتهاد .
ونفس المعنى فى القرآن الكريم لكلمة (لولا ) غاية ما هناك أن جواب الشرط غير موجود ، أى يجوز أحيانا حذف جواب الشرط حين يكون معروفا ، تقول مثلا عن فتاة تحبها ولا تريد الزواج منها :( لولا سوء سلوكها..)أى امتنع الزواج لوجود سوء السلوك ، والشرط موجود وهو سوء السلوك ، والجواب محذوف لأنه مفهوم ، وهو عدم الزواج.
والله تعالى هو الأعلم
مقالات متعلقة
بالفتوى
: