الدمقراطية صراع وليست سلاماً

سامر إسلامبولي Ýí 2007-01-15


الديمقراطية

صراع وليست سلاماً

الحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لا يخافون في الله لومة لائم، ولاجور سلطان، يقولون الحق ويدورون معه حيث دار ينشرون المحبة والسلام. أما بعد :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها الأخوة والأخوات الكرام،إن موضوع الديمقراطية، من المواضيع التي كثر حولها الجدل في المجتمعات الإسلامية والعربية خاصة، وظهرت دراسات وأبحاث بل وتأسس مراكز لدراستها وترويجها في المجتمع العربي وكثيرا ما كانت الأحزاب السياسية في مرحلة المعارضة تدعوا إلى الديمقراطية وترفضها أو تقيدها في مرحلة التمكين وتتجه الثورة إلى التهام أبناءها .ونحن كشعوب مقهورة ومغلوبة نتبع الشعوب القوية ونتلقف ما يصلون إليه من فكر وصناعة وفن وغير ذلك دون أن يكون لنا أي تأثير في ذلك الفكر أو الصناعة، بل إن الغرب عندما ينتهي من شيء يرميه إلى الشرق جاعلاً منه سوقاً استهلاكياً على صعيد الفكر والمادة، فالمجتمعات الإسلامية والعربية صارت مستنقعاً فكرياً من كثرة الأفكار الميتة المرمية فيه.

أيها الأخوة والأخوات بعد أن تحررنا من الاستعمار العسكري يجب أن نتحرر من القابلية للاستعمار الثقافي والاقتصادي فنحن أمة غنية لنا حضارة وثقافة وساهمنا كغيرنا من الأمم في دفع الحضارة الإنسانية إلى الأمام بل كانت مشاركتنا هي الأهم بين كل المشاركات حيث جعلنا نحن أساساً قوياً لهذه الحضارة والمدنية التي يقودها الغرب. فقد كان مشعل العلم والنور بأيدينا حملناه بأمانة ورعيناه حق الرعاية حينئذ ولكن عندما غفلنا عن دورنا الحضاري كان من الطبيعي أن ينتقل المشعل إلى أمة أخرى قوية واعية طموحة للتقدم والتطور، فحملته منذ ذلك الوقت فالمشعل ينير لحامله لا يميز بين أمة وأخرى، كما أنه لا ينطفئ وإنما يحافظ على ناره ملتهبة صاعدة إلى الأعلى، وينتقل من أمة إلى أخرى إذا غفلت الأولى عن حمله. هذه سنة الله في التاريخ وتطور الأمم.وآن الأوان أيها الأخوة أن نساهم في حمل مشعل العلم والنور بصورة واعية ولا أقول أخذ المشعل لأن الزمان الآن قد تغير عما ما سبق، فقد كانت الأمة سابقاً تحمل المشعل لوحدها وتستأثر بذلك العلم والنور وتستخدمه في استعباد الأمم الأخرى مستغلة حالة الظلام المطبقة عليها. ويستثنى من ذلك الأمة الإسلامية فقد أوصلت نور المشعل إلى كل أمة تواصلت معها فساهم الجميع برفد الحضارة الإسلامية لذلك نلاحظ أن معظم العلماء المسلمين في كافة العلوم ليسوا عرباً.

فالعالم اليوم هو أشبه بمدينة واحدة كبيرة، فما يحصل في الشرق يعلمه أهل الغرب مباشرة، والعكس صحيح بصورة نسبية، والعلم والفكر أخذا حريتهما وصارا عالميي الهوية غير مرتبطين بأمة معينة، وبالتالي تقلص الاحتكار للعلم والفكر إلى أضيق سبله وهو المحصور بالدول الكبرى الاستكبارية في العالم نحو علم الفضاء وما يتعلق به من علوم ومكتشفات تتكدس وتتراكم عندهم وذلك لتحافظ هذه الدول الفرعونية على تقدمها على شعوب العالم لتستمر في استعبادها وتحافظ على فرعنتها!.

اجمالي القراءات 33719

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-08
مقالات منشورة : 134
اجمالي القراءات : 5,203,861
تعليقات له : 354
تعليقات عليه : 834
بلد الميلاد : Syria
بلد الاقامة : Syria