أسامة قفيشة Ýí 2017-12-06
ليلة من الزمن السماوي
في البداية , كنت أبحث و مازلت في طبيعة الزمن و ارتباطه بتكوين الإنسان و عن كيفية تعايشه بشعوره و إحساسه لهذا الزمن , في تكملة لبحثي المتعلق بكيفية الشعور و الإحساس و ارتباطه بتكوين الإنسان و ماذا يحدث لهذا الشعور و الإحساس في كل مرة حين تغادر جسد الإنسان إحدى مكوناته الثلاث .
من خلال حساب فارق الزمن السماوي الحقيقي و الزمن الأرضي الوهمي , و بما أن الزمن يعد بعدا إضافياً أو ضلعاً آخر يؤثر على العنصر المادي فإننا نلاحظ اختلاف الزمن حسب مكونات تلك المادة , و عن كيفية الشعور بالزمن في كل حاله , لن أتطرق الآن حول تلك الاستنتاجات لأنها لم تكتمل بعد , و سيكون هذا المقال فقط حول هذا الإعجاز الزمني بدلالته و معناه .
يقول جل وعلا خالق هذا الزمن و خالق جميع الأزمان عن القاعدة الإلهية التي أوجدها فيما يعرف بالزمن , حيث أوجد زمناً أرضياً تخضع له مخلوقات الأرض , و أوجد زمناً سماوياً تخضع له مخلوقات السماء , و كل خلقٍ من المخلوقات يستشعر هذا الزمن حسب مكوناته المادية الملموسة و مكوناته الغيبية الحسية الغير ملموسة , أما هو جل و علا فلا يحده أي زمن , فقال مبيناً لنا هذا الفارق بين الزمن السماوي و الزمن الأرضي ( وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) من الآية 47 الحجو قال سبحانه ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) 5 السجدة , و هاتان الآيتان تتحدثان عن الزمنيين الحاليين ,
أي أن زمن اليوم السماوي الحالي = 1000 سنةٍ من الزمن الأرضي الحالي .
حيث قال جل وعلا عن الحساب الزمني الأرضي ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) 5 الرحمن ,
و قال ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ) من الآية 36 التوبة ,
لنضع هذا الجدول لنرى تساوي الأوقات بين هذين الزمنين :
الزمن السماوي الزمن الأرضي
اليوم : 1000 سنة
اليوم : 1000 سنة * 12 شهر = 12000 شهر
هذه هي القاعدة الحسابية التي تبين لنا الفارق الزمني الحالي بين هذين الزمنين .
و لكن وردنا في قوله جل وعلا عن ليلة القدر ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) 3 القدر ,
فلننظر لهذا الحساب من خلال الجدول التالي :
الزمن السماوي الزمن الأرضي
ليلة القدر : 1000 شهر
مع العلم بأن ليلة القدر ليست ليلة من الليالي الأرضية , بل هي ليلةٌ من الزمن السماوي الذي يعادل 1000 شهر من الزمن الأرضي , و لا علاقة لها بالليل و النهار على الأرض ,
الزمن الأرضي يعتمد تقديره على الشمس و القمر بالنسبة للأرض , أما الزمن السماوي فله تقديرٌ آخر لا نعلمه , فالزمن الأرضي بيومه و ليله يختلف عن الزمن السماوي بيومه و ليله ,
أخبرنا المولى جل وعلا عن لحظةِ انتهاء تلك الليلة و حددها بمطلع الفجر و لم يخبرنا عن بدايتها , فبما أنها زمنٌ سماوي مختلف عن زمننا الأرضي فهل لنا من حسابه و معرفته بموجب المعطيات التي أبلغنا بها الله جل وعلا ؟
و هل لنا من تقدير مدتها بالنسبة لزماننا الأرضي ؟
أستطيع القول هنا و من خلال المعطيات في الجدولين السابقين بأنه نعم نستطيع معرفة مدة تلك الليلة السماوية و تحديدها بالنسبة لزمننا الأرضي ,
فحين نقوم بقسمة الزمن الأرضي في الجدول الأول على الزمن الأرضي في الجدول الثاني تكون النتائج مذهلة :
الأشهر : 12000 شهر / 1000 شهر = 12 شهر
نلاحظ بأن الناتج هو ما يرمز لعدة الأشهر عند الله جل وعلا أي يرمز لسنةٍ كاملة , و هو وظيفة تلك الليلة السماوية ففيها تقدر الحتميات لسنةٍ كاملة ,
و عليه تكون نسبة ليلة القدر في الزمن السماوي بالنسبة لليوم السماوي هي 1 من 12 ( 1 : 12 ) , أي أنها تعادل شهراً كاملاً من أصل اثنا عشر شهراً ,
و من المعروف للجميع أن ليلة القدر يتم فيها تقدير كل شيءٍ حتميٍّ لمدة سنةٍ كاملة , فما تلك الليلة السماوية ( الزمنية ) سوى شأنٌ من شؤون الله جل وعلا ينزّل فيها أحكامه المقدرة التي لا مجال فيها لاختيار البشر ,
و بما أن مدتها الزمنية هي 1 من أصل 12 فهي تستمر شهراً كاملاً من شهور السنة , و هذا ما أخبرنا به المولى جل وعلا في قوله ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) 3 الدخان , ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) 1 القدر , أي في تلك الليلة السماوية و الذي جاء بيان مدة زمنها الأرضي في قوله ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) من الآية 185 البقرة ,
و من هنا يأتي التأكيد بأن ميعاد ليلة القدر السماوية هو شهر رمضان بشكلٍ كامل من الزمن الأرضي , و لأن شهر رمضان هو زمنٌ أرضي لا يمكن من موافقته و مساواته مع الزمن السماوي فلم يقل جل و علا عن ليلة القدر بأنها كألف شهر بل قال عنها ( خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) .
و يقول جل وعلا عن الأمور التي ينزلها فيها ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) 4 الدخان ,
( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) 4 القدر ,
تلك الآيتان تتحدثان عن ما يحدث في تلك الليلة السماوية , و نحن نعلم بأن الحتميات التي تقدر هي أربع حتميات ( الميلاد والوفاة والرزق والمصائب ) , فهل كان ترتيب هاتان الآيتان في المرتبة الرابعة في سورتي ( الدخان و القدر ) هو إشارةٌ بأن تلك الحتميات هي أربع !
و من الجدير هنا من التنبيه بأن قوله جل وعلا ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) 4 المعارج , تتحدث عن زمنٍ آخر سيكون بعد تبديل السماوات و الأرض و استبدال هذا النظام بنظامٍ آخر جديد .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين
1 ـ القول الفصل د . عثمان لا يخبرنا أبدا أبدا عن فارق الزمن بين زمننا و بين اليوم عند عرش الرحمن , لأن الرحمن جل وعلا لا يحده زمن .
2 ـ إن كنت حضرتك لا تعلم أين هو عرش الرحمن ! أقول لك بأن القول الفصل قد أخبرنا أين ... فقال ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) ( واذا سالك عبادي عني فاني قريب ) ( وكان الله بكل شيء محيطا ) ( وهو الله في السماوات وفي الارض ) ( مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ) ... هذا هو عرش الرحمن فهو ملكوته الذي يهيمن عليه فعرشه حاضرٌ مهيمن على كل مكان و على كل زمان .
3 ـ إن كنت مصراً على اعتبار ليلة القدر بأنها زمنٌ أرضي , فهذا يدعوك لقيامها لأنها تختلف عن كل الليالي الأرضية كونها مباركة , فأنا أعتبر من يتخذ ليلة القدر على أنها زمنٌ أرضي بأنه متكلف في فهمه لمغزاها .
4 ـ سبحانه جل و علا القائل ( بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ) .
5 ـ عرش الرحمن أخي الكريم هو تحكم الخالق جل وعلا بتصريفه لكل خلق من مخلوقاته بما في ذلك الأزمان كلها , و من يقوم بتلك المهام هي ملائكته التي تنفذ تلك الأوامر أي تديرها بناءً على أمر الله جل وعلا بكلمة كن فيكون , و هذا هو حملها لعرش الرحمن , نحن لا نعلم عدد هؤلاء الملائكة التي تحمل هذا العرش الحالي , و لكن الله جل و علا أخبرنا بأن من سيحمل العرش الجديد و النظام الجديد في الحياة الآخرة سيكون ثمانية .
اهلا بك استاذ اسامه مرة اخرى . ما تقوله اخى الكريم عن (عرش الرحمن جل وعلا ) هو من بديهيات الإيمان به سبحانه وتعالى وأن المولى جل جلاله فوق الزمان والمكان لأنه هو فاطر وخالق الزمان والمكان ،وكل المُسلمين والمؤمنين يعلمونه تمام العلم ،ولا مجال للخوض فيه ولا إعادة مناقشته ....... ولكن ما اردت قوله انا وما اعنيه فى عبارتى فى تعقيبى السابق ب( عند عرش الرحمن ) هو تفسيرى او فهمى او توضيحى لقوله تعالى ((( وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّون ))) ........... ((( عند ربك )))
فحضرتك تركت صُلب موضوع تعقيبى ووناقشت نقطة إيمانية بديهية لا نقاش فيها بين المؤمنين برب العزة جل جلاله . ( وعلى كل حال مشكور على تذكيرك لنا بها )).
-- وكنت أتمنى ان تناقش الفرق بين (( يساوى تساوى )) و(( خير من )) فلربما تعيدك إلى فهم قيمة وقدر (( ليلة القدر )) ،وهل هى بالحساب الأرضى او بحساب الزمن (( عند ربك ))) وبلاش (( عند عرش الرحمن )) علشان متزعلش ...
تحياتى ..
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
المكر السىء: ( وَلا يَحِي قُ الْمَ كْرُ السَّ يِّئُ ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : عندم ا يظلمن ا شخص فندعو...
فكرة رائعة .!: إن كان بإمكا نكم أن تفتحو ا بابا خاصا في...
فيلم فاطمة الزهراء : حاولت ان أطرح هذا السؤا ل في موقعك و رأيت أن...
الشيشة من تانى: فتوتك م عن الشيش ه والدخ ان يا شيخ احمد ليست...
more
اهلا بك استاذ اسامه .. إجتهاد محمود .. ولكن بعيدا عن الحسابات . فإن القرآن الكريم (( قول فصل )) . ودقيق فى مُصطلحاته وكلماته ،ومُباشر فى تبليغ المعلومة .. ومن هُنا عندما تحدث القرآن الكريم واراد ان يُخبرنا عن الفرق الزمنى فى قوله تعالى(( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَكَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )). وفى قوله تعالى (( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )).كان ليُخبرنا بالفارق الزمنى بين مقدار زمن اليوم الأرضى واليوم عند عرش الرحمن سبحانه وتعالى ،صحيح ،ونحن لا نعلم اين عرش الرحمن سبحانه وتعالى . ولكن لا علاقة له بمقدار زمن (( ليلة القدر على الإطلاق )) لأن القرآن الكريم تحدث عنها فى إطار الحديث عن مقدار زمن يوم الكرة الأرضية ،وليس فى حديثه عن زمن عرش الرحمن ،وبالتالى من الصعب بل من المُستحيل تحديد مقدر زمانها مقارنة بزمن عرش الرحمن .هذه واحدة ..... الأخرى ... ان هناك فرق جوهرى فى معنى (يساوى \\ تساوى )) ومعنى ((( خير من ))) ، فالأول يتحدث عن مساواة سواء فى القيمة أو القدر أو النوع او او او .... والثانى يتحدث عن التمايز والأفضلية .. فمعنى قول المولى جل جلاله ( ليلة القدر خير من الف شهر )) انها افضل وتتمايز وخير من 1000 شهر كمكانة وقدرا، وليس معناها انها تساوى زمنيا 1000 شهر مما تعدون . .. وكذلك لو انها تساوى 1000 شهر زمنيا فهذا يعنى انها ستأتى كل 84 سنة ارضية مرة واحدة ، فكيف (( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ )))وكيف ستنزل الأقدار والحتميات سنويا لأهل الأرض وهى لا تأتى إلا كل 84 سنة ؟؟
الخلاصة من وجهة نظرى .فى قوله تعالى (( ليلة القدر خير من الف شهر )) لا علاقة لها بتحديد قيمة الزمن كزمن فى حد ذاته ، ولكن بأفضليتها وتمايزها ومكانتها وقدرها عن مكانة 1000 شهر عادى من غيرها ، لما يحدث فيها من أمر الله وبأمر الله للبشرية ...
تحياتى .