هل أصابت العنصرية غالبية المصريين؟
هل أصابت العنصرية غالبية المصريين؟
تعرف العنصرية Racismبأنها الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص آخر لكونه ينتمي لعرق أو لدين مخالف، كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة.
وفي تعريف آخرهي تعصب فرد أو فئة من الناس لجنس أوعرق أو قب أو قبيلة أو عشيرة أو دين أو طائفة أو معتقد أو حتى لون بشرة وإباحة قتل أواضطهاد أو حتى إزدراء الفئات الأخرى بدون وجه حق أو سبب واضح سوى أنها تختلف عنه فيجنسها أو عرقها أو طائفتها أو لونها.
من التعريفين السابقين فالعنصرية هي تمييز مستمر لفئة من فئات الشعب على حساب فئة أخرى، أو اضطهاد واضح باستباحة حياة وشرف الآخرين والإزدراء بهم، والتقليل من شأنهم لاختلافهم في الدين أو الشكل أو اللون أو الجنس.
وهنا نتسائل هل تمكنت العنصرية من غالبية المصريين؟!
لن أجيب على هذا السؤال.. إليك بعض الأحداث الدامية التي توضح بجلاء هذه الإجابة:
شهداء الكشح 21 قبطياً استشهدوا في 2 يناير عام 2001 منهم الأطفال كالطفلة ميسون غطاس فهمي ذات الإحدى عشر عاماً وأخيها الشهيد عادل غطاس فهمي والشهيد الطفل الأمير حليم فهمي ذو الخامسة عشر عاماً ورفعت فايز عوض فهمي ذو الخامسة عشر عاماً وقت استشهاده.
ومنهم الشيخ الطاعن في السن كالشهيد جابر سدراك ذو الخامسة والثمانين عاماً مع حفيده رفعت زغلول جابر سدراك العامل الزراعي العائل الوحيد لأمه الأرملة، والشهيد الطاعن في السن لوندي تادرس ذو الستة والسبعون عاماً وإبنه ناصر لاوندي تادرس.
والشهيد حليم مقار فهمي الشهيد مع ثلاثة من أبناءه زكريا وأشرف والأمير الطفل ذو الخامسة عشر عاماً.
والشهداء مهران لبيب شنوده الذي ترك أبنائه الخمسة، والشهيدة بونه جبريل عبد المسيح تاركة برحيلها أربعة بنات وولدين ليذوقوا اليتم على يد شركاء الوطن!! وممدوح نصحي صادق الذي رحل وترك أبناءه الثلاثة بلا عائل، والشهداء عاطف ناصر، وعبد المسيح محروس إسكندر، وسامية عبد الشهيد عروس المسيح الشابة ذات الإحدى والعشرون عاماً، والشهيد وائل الضبع، عماد طريف قدي، ومعوض شنوده معوض، ووهيب جرجس حنا، رفعت فايز فهمي عوض.
فشهداء الأقباط بالكشح ليسوا نهاية للعنصرية بل يضاف إليهم أسماء أخرى مثل شهيد قرية البهجور بالمنوفية عبده جورج، والشهيد حنا بقرية دلجا بدير مواس، والشهيد فرنسيس لبيب بقرية جوادة التابعة لمركز مطاي محافظة المنيا، والشهيد ميلاد فرج حنا بسمالوط محافظة المنيا، وعم نصحي شهيد الإسكندرية وآخرون يصعب حصرهم.
أرواح شهداء الكشح المغدور به وشهداء القرى الأخرى لم يعاقب فيها جاني واحد على جريمته!! فشهداء الكشح 21 قتيل بدون قاتل واحد تمت إدانته، ولهذا فإني أطلق عليهم قتلى قتلوا أنفسهم!!.
أما عن حوادث الهجوم على منازل وكنائس الأقباط على سبيل المثال وليس الحصر محافظة المنيا حصدت على الدرع الذهبي للتطرف والهجوم على أقباط مصر برعاية الوزير أحمد ضياء الدين الذي صرح ذات يوم حينما كان مسؤول السجل المدني "على جثتي استخراج شهادات مسيحية للعائدين للمسيحية"!! رغم صدور حكم قانوني بذلك!!
ففي محافظة المنيا قاموا بحرق كنائس وبيوت ومحلات الأقباط في قرى سمالوط، الحوايصلة، وجرجس، وباسليوس، ومنقطين، ومطاي، وبني مزار، ومغاغة، وبردنوها، والطيبة، وبني النمس، والبدرمان، والعدوة، أخيراً الأحداث الدامية على أقباط ملوي...
ومحافظة أسيوط وقنا والإسكندرية والبحيرة والدقهلية والمنوفية...
الدافع الرئيسي لتلك الأعمال الإجرامية هو الإختلاف الديني، ويصاحب تلك الهجمات قتل وإستباحة دماء وأموال الآخر المخالف بسبب غياب العدالة وتهاون الأمن المصري، ومن العجيب على الجانب الآخر تسَّخر الدولة.. والأمن.. والخارجية المصرية.. كل إمكانياتها لمروة الشربيني!! الشهيدة!! وتطالب الصحافة المصرية بالقصاص من القاتل!! وتطالب بالحكم العادل!! بينما الشهداء الأقباط منهم إثنان أُحرقت جثتهما وهما أحياء!! في الكشح عام 2001، ومنذ شهر في مدينة دريوط فصلت رأس الشهيد فاروق نهري عن جسده بيد أسامة محمود وعدلي حسين، وقتلى آخرين خرجت أحشائهم على قارعة الطريق لم يرتفع صوتاً واحداً من مسؤولي المحروسة يطلب القصاص العادل من هؤلاء الأوغاد!! بل يتهم من يطالب ويدين ويستنكر تلك الأعمال الإجرامية والإرهابية بالتطرف!! وكان التطرف هنا لكل من يطالب بالحق! ويدافع عن المظلوم! لإرجاع الحقوق المغتصبة!!
في ربوع مصر ألم يٌقتل الأقباط بسبب إختلاف ديانتهم؟!
أليس فكر الإستحلال للجماعات الإرهابية لسرقة محلات الصاغة للأقباط لكونهم متخلفي الديانة؟!
ألم يبك السيد الرئيس لموت الطفل محمد الدرة بين أحضان أبيه، وموت الطفلة ميسون غطاس لم يحرك جفون أولي الأمر؟!
ألم تحرق كنائس ومحلات وبيوت الأقباط لذلك السبب؟!
لماذا يصمت الجميع ولا صوت يطالب بالقصاص العادل؟!
هل إنتشرت العنصرية بين المصريين؟
أليس من العجيب أن نصف إلمانيا بالعنصرية.. ومرض العنصرية تمكن من نفوس المصريين وأولي الأمر؟
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان هجانا
وليس الذئب ياكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
اجمالي القراءات
11861
انتوا مابتزهقوش؟
العنصرية عند المتعصبين الأقباط هي تماما مثل ما عند المتعصبين من المسلمين ويمكن أكثر كمان.
أنتم لا تقتلون ببساطة لأنكم لا تستطيعون أن تقتلوا, وليس لأن قلبكم طيب. وما نسمعه من الأقباط الذين يسافرون للخارج يؤكد هذه الحقيقة حيث يظهرون وجههم الحقيقي.
وما كتبته من أحداث مأساوية يحدث لكل الأقليات في كل دول العالم وأكثر كمان. هذه هي الحياة ببساطة يا عزيزي بكل أسف.