السفر عبر الزمان والمكان:
الغربة

شريف هادي Ýí 2006-10-29


المفهوم السائد عن الغربة هو الانتقال من مكانك الذي تقيم فيه لتذهب لمكان جديد للإقامة الدائمة أو المؤقته كأن تساف للعمل من بلد لبلد آخر فالعمالة المصرية مثلا في الخليج هي عمالة مغتربة وفي مصر يعتبرون الغربة حالة صعبة قد تصل لمستوى المصيبة فتجد المصري إذا أنتقل من محافظة لأخرى داخل مصر قال ( وحيات غربتي) وأعتبرها يمين يقسم علية والأم التي يسافر إبنها من الريف للمدينة لإستكمال تعليمة مثلا تقول ( أدعوا لابني في غربته) وهناك مجموعة من الأمثال المصرية التي تتحدث عن الغربة فمثلا يقولون( اللي ما تصبحه وتمسيه ما تعرف إلي يجري ليه) ولما واحد يبدأ بالسفر لمسافة قد تقل عن المائة كيلو متر تجدهم يقولون (ياعالم أمتى تتلاقى الوجوة)
في الواقع هذا يعكس حجم إرتباط المصري بأرضة ومكانه وهذه عادة قديمة متأصلة ومتجذرة في الشعب المصري لذلك تجد أكثر من 90% من الشعب ما زال يسكن حول ضفتي النيل ووسط الدلتا والاسكندرية ومدن القناة ، قد يقول قائل هذا الكلام ينقصه الدقة لأن حوالي ستة ملايين مصري الأن يقيمون خارج مصر وإينما تذهب حول الكرة الأرضية تجد مصريون وأقول أن سفر المصيين الأن هو ظاهرة إقتصادية في معظمها وسياسية في بعضها ولكنها ليست ظاهرة إجتماعية على الإطلاق ولذلك في كثير من الأحيان تجد المصري بعد عمر طويل في الخارج يرجع لمصر وكل مصري أمله الوحيد أن يدفن في تراب بلده بعد عمر طويل أما الظواهر الاقتصادية والسياسية فهي لقصوتها تفرض على الناس إتباع بعض العادات الاجتماعية بالمخالفة للموروث العام للشعوب وفي هذه الحالة عند زوال السبب ينتهي المسبب ويعود المصري بلده ولذلك تجد مثلا تحويلات المصريين في الخارج تمثل رقم هام في الميزانية العامة للدولة وكذلك الموازنة
نعود لمفهوم الغربة وهو في الحقيقة مخالف تماما لمعتقد اهل بلدي مصر فالغربة الحقيقية هي حالة نفسية وشعور طارئ يطرأ على الشخص فيجعله يشعر بالوحدة وعدم الانسجام والتوافق مع محيطه الشخصي فيكون هذا الشخص فعلا مغترب فمثلا لو جئت بعالم في الفزياء ووضعته بين مجموعة من ماسحي الأحزية وكل منهم يتكلم عن تجربته فأكيد لن يستهوية سماع تجارب ماسحي الأحزية في كيفية إضافة لمعة على الجلد عقب المسح فلو كان مضطرا للبقاء بينهم فهو حتما مغترب وكذلك الحال لو جئت بفاسق شاب خمر ولاعب قمار وزاني وأجلسته بين مجموعة من الصالحين يتفقون فيما بينهم على قيام الليل أو تدارس القرآن قطعا سيكون وحيدا وسيشعر بالوحدة الشديدة والغربة المريرة.
وحالة الغربة بهذا المفهوم أصابتني ولازمتني أرقت علي حياتي مدة طويلة من الزمن كنت في رحلة البحث عن الحقيقة مغترب بدأت الرحلة بالبحث عن الحقيقة بالكنائس فكنت أتردد عليها لاسيما الكاثوليكية منها إتباعا لمذهب البعض من عائلتي كنت أحضر القداس وأتناول كانوا يتكلمون كثيرا عن الآب والأبن والروح القدس عن معجزات المسيح بل ومعجزات جميع القديسين من السيدة العذراء مرورا بجمع غفير من القديسين (سان أنطونيو،سانتا لوتشيا وغيرهم كثير) هذا الدعاء بإسمه مستجاب وتلك دموعها تشفي المرضى وكنت بينهم غير مقتنع فقلت في نفسي لماذا الاستمرا والشعور بالوحدة والغربة الاحساس القاتل بأني لست من هذا المكان وهذا المكان ليس مني لماذا لا أذهب للمساجد وقد أصطحبني أحد معارفي لأحد مساجد الصوفية بمدينة الاسكندرية وهو مسجد (سيدي) كما يقولون عامر الفولي بمنطقة محطة مصر وبدأت أصلي معهم وأستمع إليهم وخرجت من معجزات القديسين إلي كرمات الأولياء ومن طقوس المناولة والاعتراف لطقوس الرقص والتمايل مع قراءة بردة البوصيري والصلاة ع النبي وعاد إلي الإحساس بالوحدة أشد قسوة وأكثر ضراوة تعيش بين أناس وأنت لست منهم على الإطلاق لو فرت مجرد تفكي ليس في المعارضة ولكن المناقشة فإن العواقب غير محمودة وسيكون طريق هلاكك بإيدي المؤمنين من أتباع ومريدي الشيخ وكل منهم يطلب الأجر بإستحلال دمك فأنقتعت عنهم وقلت لعلي أنشد الصحبة في غيرهم فوجدت الجماعات الاسلامية والأخوان المسلمين فقلت هذا مبتغاي وهذه محطتي أصحب هؤلاء القوم لعلي أتخلص من الاحساس بالغربة فوجدتهم وقد صدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" فهؤلاء الأخوان المسلمون وأولئك الجماعة الاسلامية وتل التبليغ وهذه التكفير والهجرة ويقف غير بعيد التوقف والتبين ومعهم الجهاد والمدرسة السلفية وأتباع الفرماوي وركبت الأورجوحة أتأرجح بين هذا وذاك شعارات الإخوان (في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء لا لحزب قد عملنا نحن للدين فداء فليعد للدين مجده أو تراق فيه الدماء) وبدأت أسأل أي لواء سنرفعه يقولون لواء الإسلام فالإسلام هو الحل أطلب الشرح فتأتي الإجابة تحتاج إلي إجابة يقولون من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون وحتى لا يقولون أين موضعها في كتاب الله وعلي أن أبحث حتى أجدها في سورة المائدة وأعرف معناها الحقيقي في حق اليهود والنصارى ثم يقولون يجب أن ندخل مجلس الشعب حتى نغير الحكم ليصبح الدين كله لله وأرى ما يختارون من أسماء أصحاب بدع ومعاصي وفقا للجدول الذي وضعوه بأنفسهم فكيف أصبحوا اليوم أخوة مجموعة برجماتية ميكيافلليه وأعود للغربة أقول إذا أقرأ أمسك في يدي رسائل التوحيد لأبن تيمية وأبن عبد الوهاب يراني أحد الإخوة فيقول الأخ شريف أصبح تكفير وهجرة لماذا؟ لأنك تقرأ رسائل التوحيد ما هذا العبث يا ناس أبحث عن صحبة تخرجني من حالة الغربة فأزداد غربة سبحان الله وأنا لست ممن يستهويهم القتل والتخريب وتكفير الغير ومصادرة حقة في التفكير فلم تستهوني جماعات التكفير والهجرة أو التوقف والتبين أو الجهاد إذا التبليغ قد تكون الأقرب لي ولكن التبليغ هي جماعة من لا جماعة له تجد فيها الصوفي والأشعري والمعتزلي وقد تظنهم في بعض الحالات مجموعة من السذج والدين عندهم مجموعة من الحركات وموضوع إبدأ بنفسك وإنضم للقافلة ويلا نبلغ وما زالت حالة الغربة يقولون أنت حالة مستعصية من الغربة قد تجد ضالتك المنشودة في المدرسة السلفية مع الإخوة الأفاضل الذين ينبون على القراءة والعلم وفي الوهلة الأولى ظننت أني وجدت ضالتي فأنا ممن يحبون الكتاب ويقدسون القراءة أي كتاب وأي قراءة فقلت إذا هي المدرسة السلفية ولن بعد وقت ليس بعيد وجدت نفسي أما مجموعة من البلهاء توقف الزمن عندهم في العصر العباسي عصر هارون الرشيد وأولاده عصر أحمد بن حنبل وأبن راهاوية وأبن عيينه وأبن جبير ثم قفز فوق الزمان والمكان ليذهب للعصر الأيوبي والمملوكي وأبن تيمية وأبن القيم وأبن كثير وأبون حزم ثم قفز عبر الزمان والمكان للدولة العثمانية وأبن عبد الوهاب الدين عندهم جلباب ومسواك ولحية الشكل أهم من المضمون آه ثم آه من حالة الغربة التي لا خلاص منها قلت لعلي لا أصلح لهؤلاء القوم كما أنهم لا يصلحون لي فلماذا لا أجرب شلة الفساد لعب الورق وشرب الخمر واللهث وراء النساء والحقيقة وجدتني بعد زمن ليس بالطويل أني أيضا لا أصلح لذلك فطوال هذا المشوار العجيب كونت صداقات كثيرة وحافظت عليها ولكن حالة الغربة لم تنقطع أبدا وكانت شبه متواصلة والغربة نار تكوي المغترب وسيف يقطع فيه فماذا أفعل؟ قلت ألزم نفسي وأقرأ ما شاء الله لي أن أقرأ تخرجت من الجامعة وفي قصة عجيبة تحدث مرة واحدة ويندر أن تتكرر أصبحت أحد أعضاء النيابة العامة ثم القضاء لكن والذي نفسي بيدة لم تنقطع عني حالة الغربة ولو للحظة واحدة حتى أتخذت قرار الاستقاله وعملت في عدة وظائف بعدها وأنا مغترب داخل أعماقي أسافر بين الزمان والمكان حتى قابلت صديق ليبي السيد سعد عمر جعوده أبن وزير الصحة الليبي في عصر الملك السنوسي وأهداني كتاب للعز بن عبد السلام قرأته وحفظته والسبب أني أعجبت بأسلوبه ولكن حالة الغربة تزداد بإزدياد الاسئلة التي تدور برأسي ولا تجد إجابة شافية رغم كثرة القراءة ثم سافرت من بلدي فعلا وأغتربت في المكان وهنا حدثت الطامة الكبرى أن المصريين والعرب المقيمين في البلد التي إغتربت فيها هم مجموعة من أدنى المستويات العلمية وبعضهم الاجتماعية يحدوهم طلب البح بأي وسيلة شريفة أو نتنه وكلهم يؤدي فرائض الدين كمجموعة من الحركات وأسلوب غش للزبائن حتى يقعوا فرائس لهم وكل منهم يظن في نفسه أنه حامي حمى الدين والمصلح الأوحد والمفكر الكبير ولا يستطيع أي منهم أن يقرأ الفاتحة بأسلوب صحيح وهنا تحولت الغربة إلي حالة مزمنه ومرض لا علاج له فبدأت أجيب لنفسي على الاسئلة محاولا بشتى الطرق أن تتفق والمنطق وذلك من القرآن والسنة وكنت أطلع على بعض مواقع الانترنت دون أدنى مشاركة مطالعة سلبية وذلك لحالة الغربة الميؤس من علاجها حتى قرأت بعض مقالات الدكتور أحمد صبحي منصور كنت أقرأها في الأول وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قلت لنفسي خطوة تنظيم جميع الاسئلة التي لديك لعدم إقتناعك بالكثير من الأحكام التي تحملها الأحاديث فلم لا أنظر مرة أخري في دين الله معتمدا على كتاب الله وحدة القرآن الكريم وبدأت أخرج من حالة الغربه وأصبحت مشاركتي إيجابية في موقعكم وأنا رجل لا أقبل إلا ما يقبله عقلي وفقا للمنطق ووفقا لمعطيات سليمة فأنا أنظر للمسائل وفقا لطرح أرسطو مقدمة أولى كبرى ومقدمة ثانية صغى ونتيجة وتأكدت من قاعدة الاحكام والمقاصد التي أشار إليها الدكتور أحمد
وفي إحدى مشاركاتي كتب الأخ محمد أبو السعود رد عليها يتهمني بأني أهدده عندا قلت الأولى تركه لا طرقه وأنا أقول له يا أخي أنا لست ممن يهدد حاشا لله وأستغفر الله أن أسأت تأويل قولي على أنه تهديد ثم قولي لك إتقي الله فهو تكرار وتأكيد لما ذكره القرآن في غير موضع يطالبنا بالتقوى ليس أكثر من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وإني لأدعو الله أن أجد من يذكرني دائما بالتقوى.
وفي مشاركة أخرى تعقيب على رأي للدكتور أحمد في موضوع الحسد وأظن أني كنت في غاية الأدب أتهمني أحد الأخوة الأفاضل بالجهل وبأمور أخرى كثيرة وأرجوا من الأخوة أن يرجعوا إلي الموضوع وإلي تعقيبي لينظروا أن كنت قد أسأت الأدب أم لا
يا أهل القرآن الدكتور أحمد صبحي منصور ليس شيخي وأستاذي وحسب بل هو طبيبي الذي أخرجني من حالة الغربة القاتلة التي لازمتني ما يقرب من أربعين سنة فلو أردتم لي أن أعود لها فشكرا لكم وستكون هذه آخر مشاركاتي في موقعكم الكريم ولو قبلتوني فردا منكم فإني أعاهدكم أني لن أخرج عن حدود الأدب والموضوعية وإذا أقام علي أحد الحجة في رأي قلته عرفت خطأه فسوف أعلن رجوعي عنه بكل شجاعة والأمر لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم شريف هادي 30/10/2006
اجمالي القراءات 30704

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[502]

مهلا اخى شريف هادى

اخى الفاضل الكريم ...شريف هادى ..اكرمك الله ..لقد قرأت مقالتك بنهم وبشغف ..واعدت قراءتها اكثر من مره ...لما فيها من تجربه شخصيه .مفيدة جدا لكثير من الناس والتى تعطيهم الخلاصه والعلاج الناجع فى على شكل ميسر ومقبول ومستساغ وسهل ..وهى تمثل مراحل البحث الإيمانى العقلانى .بعد خوض كل التجارب وطرق كل ابواب المعرفه للوصول إلى الدين الحق والبرهان الذى لا ريب فيه...وأعود وأقول من لديه كل هذه التجربه لا بد وان يكون على سعة صدر اكبر من ذلك وخاصة للمختلفين عنه فى الرأى .او لمن عندهم ((((حماس زائد شويتين ))) فعلينا وعليك ياصاحب الخبره العمليه الكبيره ان نتحملهم ونصبر معهم حتى يعبروا من نفق الحوار الذى يبدأ بضيق النفس وسرعة ضربات وخفقان القلب وينتهى بمزيد من أؤكسجين المعرفه والحوار وتعود عضلة القلب على تحمل الحمل الزائد عليها من وجهة نظرهم...واذكرك بأن إسمك ((هادى )))فأين التروى والهدوء...واسمح لى ان اطلب منك بإسم كل كتاب ورواد الموقع الكرام .ان تسحب فكرة تركك الموقع ..ولتمحها من المقاله ايضا ...فالموقع عامر بكم وبكل رواده وكتابه الكرام ..ولا ننسى ان علينا مسئوليات كبيره وخطيره ..فى إعادة الوعى والإستناره من خلال القرآن الكريم وحده.. تهون جنبها كل ألأمور والغربه نفسها كمان...ولك خالص التحيه والتقدير.

2   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الإثنين ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[504]

أخي عثمان

شكرا لك على مداخلتك وأنا ما قصدت بالانسحاب إلا إذا كنت غير مرغوب في بالموقع ولكن يعلم الله كم أحب هذا الموقع وكل رواده وأشعر أننا أسرة واحدة أنا لم يسعدني الحظ للقاء أي من رواد الموقع من قبل ولكن البعض يضع صورة له والبعض يفعل مثلي فهل تصدقني عندما أقول لك أنني أتخيل لكل منهم صورة في مخيلتي
أعرف أن بعض الشباب مندفع ولكن كل ما أرجوه أن نبقي على الحد الأقصى وليس الأدني لإحترامنا لبعض ليصبح موقعنا مثالا يحتذي
وحاضر يا أخي الفاضل سحبت فكرة الانسحاب وقد محوتها من عقلي ولك جزيل الشكر وعظيم الاحترام كما أحب أن أشكرك على مجهودك الرائع أنت وكل القائمين على الموقع والسلام عليم وحمة الله وبكاته
أخوك شريف هادي 31/10/2006

3   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الإثنين ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[514]

الى الأستاذ شريف هادى مع التحيه

الاخ الكريم شريف هادى,

تحياتى على مقاله معبرة وممتازه, فبعد قراءتها وجدت نفسى افكر فيما قاله الله عز وجل فى كتابه الكريم عن ابراهيم عليه السلام:
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
انك ياسيدى تبحث عن الحقيقه, وتبحث عن المكان والارض التى تنتمى اليها وتبحث عن العقيده الصحيحه, ولذا تحس بالغربه, وهذا اصدق واجمل تشبيه رأيته. انك فى موضع لم يتاح الى الغالبيه العظمى من مسلمى العالم, فأنت لم ترث الاسلام كما ورثوه , ومما قلت كانت لديك الفرصه ان تبحث وتتحرى وتفكر قبل ان تختار بينما مئات الملايين منهم قد وجدوا انفسهم عليه واكثريتهم لم يحاول مجرد المحاوله ان يتساءل لماذا انا مسلم , وان كنت قد ولدت فى اسره يهوديه او مسيحيه او بوذيه فهل كان من الممكن ان اكون مسلما بالاختيار.
ان الاديان الحقيقيه التى ارسلها الله تتشابه كثيرا , فمن غير المعقول ان تتغير الرساله ان كانت من مصدر واحد, ولكن الذى حدث هو ان الرساله قد تغيرت بفعل فاعل, لأن البشر لم يحافظوا على المصدر ووضعوا من اعمالهم الادميه ما انزل الله به من سلطان.
لا تتوقف عن البحث ولاتقبل اى شيئ لايقتنع به قلبك وعقلك وايمانك مهما ادعى من يدعى عن مصادره, وتذكر انك انت الوحيد المسؤل عن اختيارك امام الله فى يوم لايكون فيه لكل امرئ الا ماسعى.
لقد قرأت عددا اخر من مقالاتك, ولم اقرأها كلها بعد, وارى فيك خيرا كثيرا ان شاء الله, ذلك رغم عدم اتفاقى مع بعض افكارك, لكنى امل ان تعيد النظر فمن يدرى, ربما تغيرها الى ما هو افضل, وربما اغير انا من افكارى كى تتفق معك.
تحياتى
فوزى

4   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الثلاثاء ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[523]

أيها الناسك فوزي فراج

الباحث عن الحقيقة كالعاشق الذي يبحث عن محبوبته صدق فيه قول الشاعر
نار المحبة أحرقت أحشائي ومدامعي تنهل كالأنواء
فأنا الحريق بأضلعي وأنا الغريق بأدمعي يا منقذ الغرقاء
ومن العجيب أن نار تحرقي تزداد وقدا عند فرط بكائي
فالنار والماء القراح تآلفا هذا لعمري أعجب الأشياء
أرا ك تسأل والسائل نوعان باحث عن الإجابة ومعلم يسأل ليعلم غيرة وأظن أنك من النوع الثاني ، أحمد الله على مساحة الاتفاق الكبيرة بيننا ومستعد للنقاش حول كل نقط الخلاف وأدعوا الله أن أتعلم منك فتنموا مقدرتي على الفهم ومنطقة الاشياء وشكرا
أخو شريف هادي 1/11/2006

5   تعليق بواسطة   طارق عبدالله     في   الأحد ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1192]

الي متي نغرم بأنفسنا

ارغب في تقديم سؤال بسيط ابدأه باستنباط من الواقع الحالي وهو ان كل منا يخوض تجربتة الخاصة ويصل فيها الي قناعاته الخاصة بأنه عرف الطريق واعتقد ان حديثة عن التجربه وحدها تكفية ولم يسأل نفسه ماذا بعد ذلك ؟ ما الخطوة التالية التي استطيع السير فيها للوصول الي الهدف المرسوم والمنشود تحقيقه ؟ كل ما تفعلونه هو الوصول الي نتيجة واحده ويقف كل منكم بعدها وهي ان الله موجود واننابعد الإقرار بوجوده نتحدث عن تجربتنا ... ويبقي السؤال ما الدور الذي ينبغي علينا القيام به للاخرين ؟ ما دورنا في تصحيح المفاهيم ؟ تعلمنا ان نرتقي بأنفسنا في التفكير فكيف نعلم غيرنا وماذا نقدم لهم ؟؟ الي متي كل منا يتحدث عن تجربته ويناجي نفسه بأنه غير الآخرين وانه الباحث وحده عن الحقيقة
لابد ان نعلم ان جوهر الحقيقة العلماني ليس ان نعرفها فقط ونقف ولكن كيف نقدم ما عرفناه للاخرين بإسلوب يتماشي مع كل المستويات الفكرية سواء كانت دينيه او علمانيه ليخلع كل منا عباءته التي لا يري فيها غير نفسه فقط ويقدم حلولاً تفيد القارئين يقدم حلولاً لمشاكل تعني المفكرين كما تعني متسولي الافكار الراغبين في الحديث عن انفسهم في كل وقت ومتي سنحت الفرصة بحيث انهم باتو يكررون انفسهم الفارق بين اي اديب او مفكر في امتنا المصرية ان يغرم بنفسه مما يدفعه لاستنساخها مع كل حديث ولننظر الي الاديب الروسي تشيكوف كيف كان يقدم نفسه للاخر لم يكن يتحدث عن نفسه بل كانت اعماله الروائية والأدبية هي التي تتحدث عنه ؟؟؟؟ كفي غراماً بأنفسنا ولنبدأمن حيث ما انتهي الآخرون فالله موجود بغض النظر عما اذا كان الطريق الي الله يكون باليهودية كدين او المسيحية او الأسلام .....النتيجة الحتمية وجود الله والسؤال ما الذي نستطيع تقديمه لمن يعبدون الله اي ما كانت انتماءاتهم ............يا امة ضحكت من جهلها الأمم

6   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الثلاثاء ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1239]

الاستاذ طارق المحترم

قال تعالى "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" أشكرك على تذكيري بألا أغرم بنفسي لكن يا أخي والله أنا لست من المغرمين بنفسي فأنا أعلم أن أولنا نطفة مذرة وآخرنا جيفة قذرة وبينهما تلزمنا العذرة
ثم أنت تقول ماذا بعد ذلك؟ أتر لك الإجابة على هذا السؤال وأنا خلفك بإذن الله وشكرا
شريف هادي

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-19
مقالات منشورة : 138
اجمالي القراءات : 3,516,906
تعليقات له : 1,012
تعليقات عليه : 2,341
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Taiwan

باب تجارب من واقع الحياة