هل زار إبراهيم وعيسى عليهما السلام مصر؟

عثمان محمد علي Ýí 2023-09-03


 

هل زار إبراهيم وعيسى عليهما السلام مصر؟

 

 

 

سؤال نُناقش فيه روايات التراث ولهو الحديث عن زيارة (إبراهيم وعيسى عليهما السلم ) لمصر. ففي رواية للبخارى عن أبى هريرة عن أستاذه اليهودى أُبى بن كعب (قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: اثنتان منهن فى ذات الله، قوله: "إِنِّى سَقِيمٌ" وقوله: "بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا. وقال: بينا هو ذات يوم وسارة، إذ أتى على جبّار من الجبابرة، فقيل له: ههنا رجل معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه، وسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختى فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى وغيرك، وإنَّ هذا سألنى فأخبرته أنك أختى، فلا تكذبينى، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده، فأخذ فقال: ادعى الله لى ولا أضرك، فدعت الله فأطلق، ثم تناولها الثانية، فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعى الله لى ولا أضرك .فدعا بعض حجبته فقال: إنك لم تأتنى بإنسان، وإنما أتيتنى بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو قائم يصلى، فأومأ بيده مهيم فقالت: رد الله كيد الكافر أو الفاجر فى نحره، وأخدم هاجر ).

وفى رواية عن وهب بن مُنبه اليهودى أن ملك الشام عندما علم بميلاد عيسى عليه السلام أرسل رُسله بهدايا لمريم عليها السلام ،وأمرهم بقتله لأنه سيُنازعه في مُلكه ،فما وصلوا إليها أخبرها بعض الناس بمكرهم فهربت به ومعها يوسف النجار إلى مصر وكان طفلا رضيعا لم يتجاوز عُمره عاما ونصف العام .

==

التعقيب :

بإختصار شديد نشتم رائحة الإسرائيليات وحقد وعداء رواتهما على دين الله وعلى القرءان العظيم ،وكذب أبو لمعة فشار هذه الأُمة أبو هريرة على دين الله .فبالإحتكام للقرءان الكريم في رواية البخارى عن أبى هريرة عن إتهامهما لإبراهيم عليه السلام بالكذب ثلاث مرات نقول أن المولى جل جلاله ذكرإبراهيم عليه السلام ووصفه بالصدق فقال(وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا) ،ومدحه رب العالمين وأخبرنا بأنه نجح في كل الإبتلاءات والإختبارات التي تعرّض لها ب100% فقال سبحانه وتعالى (﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾). فكيف يصفه رب العالمين جل جلاله بانه كان صديقا ،ووفى بكُل ما أُمره به ثم يأتي البخارى وأبوهريرة وأُبى بن كعب وينعتونه ويصفونه بالكذب ؟؟؟

هذا من ناحية ومن ناحية أُخرى :::

لقد ذكر لنا القرءان الكريم جانبا كبيرا من حياة إبرهيم عليه السلام الشخصية ورحلاته ،والتي كانت في تنفيذ أوامر المولى جل جلاله له بإعادة بناء وتطهير البيت الحرام ،وإنشاء نواة لإعمارالأرض حوله بتسكين إبنه إسماعيل عليه السلام وأُمه بجوار المسجد الحرام .وذكر القرءان الكريم لنا ذكرا عن هذا فقال (﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾  وقال جل جلاله (﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.وقال رب العزة (وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (36) رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ (37) رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعۡلَمُ مَا نُخۡفِي وَمَا نُعۡلِنُۗ وَمَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ (إبراهيم 38).

ولم يذكر القرءان أية إشارة عن أن إبراهيم عليه السلام قد زار مصرأو مرّبها .ولو أمعنا النظر والفهم في رواية البخار وفشار وكذّاب الأُمة أبى هريرة لوجدناه يقول أن إبراهيم عليه السلام ترك زوجته لفرعون مصريتحرش بها ويراودها عنه نفسه لينجو بنفسه ،وهى تصده وتنهره ،فأخلا سبيلهما الفرعون وكافئهما بقافلة من الطعام والشراب والهدايا ومعها جارية تزوجها إبراهيم عليه السلام بعد ذلك !!!! فهل يُعقل أن يخشى إبراهيم عليه السلام على نفسه من بطش الفرعون ،فيكذب ،ويُضحى بزوجته ليأمن على نفسه من بطش الفرعون ،فيقول لها  أنا كذبت على الفرعون فلاتُكذبينى  وقولى له مثلما قلت انا له بأنك أُختى ؟؟؟  فهل لو قالت له أنها أُخته ستنجو من محاولات الإيقاع بها وإغتصابها ،ولن تنج منه لو قالت له أنها زوجته ؟؟

=

المُهم أن أباهريرة والبُخارى لم يتركا شيئا فى دين الله إلا ووقفا له بالمرصاد وصدا الناس عنه. ولم ينركا نبيا ولا رسولا من رُسل الله إلا أساءا إليه.

==

أما عن رواية –وهب بن منبه – التي أخذها عنه كتبة التاريخ عن هروب مريم عليها السلام ويوسف النجار بعيسى عليه السلام من بيت لحم  بفلسطين إلى مصر خوفا عليه من  القتل على يد رسل ملك الشام نقول::

 بإختصار شديد وبالإحتكام إلى القرءان الكريم نجد أن القرءان العظيم تحدث عن مولد مريم عليها السلام وكفالة زكريا عليه السلام لها وقيامه على  شئونها وتربيتها ومداومتة السؤال عليها وحمايتها وذلك في قوله سبحانه وتعالى (﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾) . فهل سيتركها زكريا عليه السلام حين تتعرض لخطر مثل هذا ؟؟

 ، وهل سيتركها قومها وحيدة برضيعها على تسير في جُمح الليل المُظلم هاربة على (حمار أعرج –هههه ) برضيعها إلى مصر ،فهل أمانها وسلامتها هي ورضيعها يكون  بين أهلها وفى ظل حمايتهم لها ودفاعهم عنها ،أم أن تسير وحيدة بطفل رضيع مئات الكيلومترات في صحراء جرداء فى جُنح الليل والظلام ،بل وإلى أين إلى مصرإلى أرض الفرعون والفراعين الذين إضطهدوا قومها من قبل (بنى إسرائيل )وأخرجوهم منها ؟؟؟

 هل هذا يُعقل أيها الناس ؟؟؟

ومن ناحية أُخرى تحدث القرءان العظيم عن الإبتلاءات التي تعرّض إليها عيسى عليه السلام في حياته ولخصّها في نقطتين .الأولى حين تخلى عنه بعض أتباعه فَإضطُر أن يسألهم عمن معه ومن سيتخلى عنه فقال (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ 

ثم  تحدث عن  محنته الثانية التي حدثت في كهولته حين كاد له وتآمرعليه أعداءه إلى درجة أن فكروا في قتله وصلبه فقال  القرءان الكريم عن هذه الحادثة (وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا (157) بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ( النساء 158).

==

الخلاصة ::

صدق الله العظيم وكذب أعداءه البخارى وأبوهريرة وأُبى بن كعب ووهب بن منبه .

وأن أنبياء الله ورُسله إبراهيم وعيسى عليهما السلام لم يزورا مصر ولم يُقيما فيها ليلة واحدة.

اجمالي القراءات 2290

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق