تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول | تعليق: لمحة رائعة و استدلال مفحم حول زواج المنافقين من بقية الناس في المدينة . | تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | خبر: مصر: حبس 60 مواطناً بينهم فتاة بعد اختفاء قسري دام أشهراً | خبر: إيلون ماسك يغادر منصبه كمستشار في إدارة ترامب | خبر: محكمة أمريكية توقف الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب | خبر: 10 تخصصات جامعية مستقبلية تمنحك وظيفة في أي دولة بالعالم | خبر: اكتشاف رائد لتشخيص وعلاج الفشل الكلوي المزمن | خبر: العراق نحو إنهاء الحظر البحري... أسطول السفن مكبّل منذ 30 سنة | خبر: الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا | خبر: نشطاء مصريون أمام البرلمان الهولندي ينددون بالدعم الأوروبي المستمر لحكومة السيسي | خبر: أعيدوا الأوقاف المصرية لأصحابها | خبر: تأجيل دعوى وقف خصخصة المستشفيات الحكومية في مصر... وخالد علي: القرارات صدرت قبل القانون وتهدد حقوق ا | خبر: من برلمان كندا رد الملك تشارلز على ترامب | خبر: انقضاء محكومية السياسي المصري أحمد الطنطاوي دون أن يفرج عنه بعد | خبر: لماذا تحاول أميركا ترحيل مهاجرين لجنوب السودان؟ وما قصتهم؟ | خبر: مصر فى طريقها لترك المرضى الفقراء يموتون دون علاج . | خبر: لماذا الملك تشارلز في كندا الآن؟ وما هو خطاب العرش؟ |
مَن قتل «بسنت»؟

خالد منتصر Ýí 2022-01-05


انتحرت «بسنت»، ١٧ سنة، بالصف الثانى الثانوى الأزهرى من كفر الزيات بالغربية، كتبت قبل انتحارها خطاباً لأمها التى غالباً لم تقتنع بدفاعاتها، وهى حية تصرخ من ألم التنمّر: «ماما يا ريت تفهمينى، أنا مش البنت دى وإن دى صور متركّبة والله العظيم وقسماً بالله دى ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة ما استاهلش اللى بيحصل لى، ده أنا جالى اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة، أنا بتخنق، تعبت بجد»، واختتمت الرسالة بجملة: «مش أنا حرام عليكم، أنا متربية أحسن تربية».
المزيد مثل هذا المقال :


انتحرت بقرص الغلة الذى تقول المراجع العلمية عن سر نجاحه الباهر فى قتل ضحاياه إنه يتكوّن كيميائياً من فوسفيد الألومنيوم، وتُعزى سمية فوسفيد الألومنيوم إلى تحرير غاز الفوسفين الذى ينطلق عندما يتفاعل فوسفيد الألومنيوم مع الماء فى الجسم الذى يسبب تآكلاً مباشراً للأنسجة ويثبط الإنزيمات الخلوية، عادة ما تظهر أعراض التسمم فى غضون دقائق.

السبب الرئيسى فى الوفاة هو انهيار الدورة الدموية التى تؤدى إلى التأثيرات المباشرة على عضلة القلب، بالإضافة إلى فقدان السوائل، تلف الغدة الكظرية، وحموضة الدم، ما يتسبب فى حدوث صدمة شديدة والتهاب عضلة القلب، ومتلازمة الاختلال العضوى المتعدد.

هذا هو المكتوب عن قرص الغلّة الذى انتحرت به «بسنت»، لكن ماذا عن قرص الغِل الذى منحها إياه أهل قريتها وكان قاتلها الحقيقى؟ السؤال: مَن قتل بسنت؟

قتلها مجتمع مستعد أن يقتل بناته لمجرد إشاعة، مجتمع زومبى يأكل ويلتهم لحم تاء التأنيث مستلذاً ومستمتعاً، مجتمع يطارد البنت لمجرد أنها بنت، هذه كل جريمتها، وكلما كانت البنت جميلة أو مبتهجة أو فرحانة كانت الجريمة أشد وأخطر.

المجتمع لا يريد تصديق أن الصور العارية مفبركة وفوتوشوب، لأنه عايز يصدق ده! يريدها على هذا الشكل وبهذه الكيفية التى يتكيف مزاجه الدراكولى من الفرجة عليها، يعطل حواسه ويخدع نفسه فى سبيل ترسيخ الفضيحة وتجريس البنت، لأن الزومبى عندنا لا يعيش إلا على أشلاء أنثى.

المجرم ليس قرص الغلة، ولكنه قرص الغل والسواد والتوحش، البنت أصبحت لوحة التنشين السهلة لكل العقد النفسية والاضطرابات الوجدانية، شماعة لكل خطايانا، البنات نغنى لهن فى العلن: «البنات أجمل الكائنات»، لكننا فى السر نلعنهن ونعتبرهن حملاً ثقيلاً وعاراً مزمناً وخطيئة تتحرك وتتنفس وعبئاً على الأعصاب والروح، منذ أول صرخة، عندما تهجر الرحم لا نرحمها، نفكر بدأب عجيب فى سحب كل أرصدة السعادة منها، فنحن مهمومون بختانها ثم بيعها كسلعة فى سوق النخاسة للهروب من العنوسة وبأى ثمن، ثم إجبارها على العيش مع مَن تكرهه حتى تحين لحظة دفنها، وحيدة صامتة كما عاشت وحيدة خرساء.

نأسف يا «بسنت» لكن بعد فوات الأوان، نأسف أنك قد وُلدت فى مجتمع أفاعٍ، يريد أن يغطى على فحيح شهواته وكبته وفساده بإدانتك واتهامك وفضحك، يتعامل مع البنت منذ ولادتها على أنها متهمة ومجرمة، لتظل طوال عمرها تقدم أدلة براءتها من تهمة الأنوثة وعار كونها امرأة، ودائماً الحكم جاهز ومطبوع وصادر، الإعدام شنقاً بحبل جاهز.. حبل العار والخطيئة والشرف، الأسطوانة المشروخة نفسها التى لا نمل منها ولا نكل، أسطوانة الإدانة والتهميش والتحقير والسحق، ما زلنا نتساءل بسذاجة: مَن قتل «بسنت» وكأننا لا نعرف الإجابة!
اجمالي القراءات 2854

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 445
اجمالي القراءات : 3,645,924
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt