آحمد صبحي منصور Ýí 2017-09-08
تعليقا علىمقال ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ )
مقدمة :
المقال السابق ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ ) أحدث تأثيرا ، وكشف عما بداخلنا ، وأكتب بعض تعليقات إضافية عنه .
أولا : إرادة الدنيا أو إرادة الآخرة فى تجربة شخصية :
1 ـ عن نفسى أقول إن إرادة الدنيا كانت الغالبة ، وكنت أخجل من نفسى عندما أتذكر قوله جل وعلا : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) الأعلى ). إيثار الحياة الدنيا ظل مسيطرا على قلبى الى أن أدخلنى الإضطهاد فى إختبار قوى ، جعل الهامش ضئيلا بين الرغبة فى الحياة والرغبة فى التخلص منها بالقتل فى سبيل الله جل وعلا ، وهذا حين كنتُ فى مصر بين تهديد الاعتقال فى أى وقت والتهديد بالقتل . بمعايشة القرآن الكريم يزداد القلب طمأنينة ، وتتفتح مسام العقل لتدبر أفضل للقرآن الكريم . أراحنى أن تمنى الحسنة فى الدنيا ليست مذمومة فى حد ذاتها ، المذموم المنهى عنه هو أن تكون إرادة الحياة الدنيا وزينتها هى كل شىء . من الممكن أن ترغب فى نعيم الدنيا لتتقوى به على عمل خير ينفعك فى الآخرة ، بمعنى أن تكون إرادتك الدنيا خاضعة لارادتك الآخرة ، كأن ترغب فى مال أكثر فى علم أكثر ، فى نفوذ أكثر ليساعدك على عمل الخير والصالحات .
2 ـ أراحنى قول رب العزة جل وعلا ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) النور) . هنا مؤمنون لهم تجارة ولهم بيع ـ أى لهم أموال ـ ومع هذا فأموالهم وثراؤهم لا يلهيهم عن ذكر الله جل وعلا وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والتسبيح لرب العزة بالغدو والآصال داخل بيوت الله وخارجها ، وجزاؤهم فى الدنيا أن يزيدهم الله جل وعلا من فضله ومن رزقه بغير حساب أى بدون أن يتحسبوا ، مصداقا لقوله جل وعلا ( الآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (3) الطلاق )
3 ـ أراحنى قول رب العزة جل وعلا قوله جل وعلا لعباده المؤمنين : ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر ) ، أى من يتمسك بالتقوى وبالصبر جزاؤه فى الدنيا حسنة ـ أينما سار فى أرض الله الواسعة ـ ثم جزاؤه فى الآخرة بلا حساب ـ أى بلا حد أقصى . ففى الجنة نعيمها بلا حدود وبلا قيود ، من حيث الكم والكيف . نعيم خالد .!!. هو وعد من الرحمن بالحسنة فى الدنيا للمؤمنين المتقين ، أى ليست الحسنة فى الدنيا مذمومة ، بل هى نعمة من المُنعم جل وعلا . والحسنة هنا هى النعيم الدنيوى من مال وصحة واحة البال .
4 ـ أراحنى قول رب العزة جل وعلا (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) النحل ). المؤمنون الصابرون المتوكلون على ربهم جل وعلا والذين هاجروا فى سبيل الله بعد معاناة من الظلم جزاؤهم فى الدنيا حسنة ، ثم أجر أعظم فى الآخرة
5 ـ أراحنى قول رب العزة جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام : ( وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (122) النحل ) . فى حياته تعرض ابراهيم عليه السلام لإختبارات شديدة نجح فيها ووفّى وأتمّ ( البقرة 124 ، النجم 37 )، كافأه ربه جل وعلا بحسنة فى الدنيا ثم سيكون من الصالحين فى الآخرة لدخول الجنة .
6 ـ لذا أدعو رب العزة جل وعلا أن يؤتينى بحسنة فى الدنيا وحسنة فى الآخرة ، وأن يقينى عذاب النار : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) البقرة )
ثانيا : الحسنة فى الدنيا مكافأة لمن ينجح من المؤمنين فى إختبار الايمان
1 ـ بعض الناس يمتنُّ على الله جل وعلا بإيمانه، ينتظر مكافأة سخية من ربه جل وعلا مقابل إيمانه . فإذا أصابه خير إطمأن وإن أصابه شرُّ إنقلب على وجهه . قال جل وعلا (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج ).
2 ـ هو لا يعرف أن مجرد دخوله فى الايمان الحقيقى يعنى حتمية أن يدخل فى إختبار شديد ، أو ( فتنة ) هائلة . يقول جل وعلا : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت ) . الإختبار هو الذى تظهر به حقيقة الايمان ، هل إيمان صادق أم مجرد زعم وإدّعاء . لذا يستلزم الحق القرآنى صبرا عليه، بل أن يتواصى أصحاب الحق بالصبر حتى يفوزوا يوم الدين ، قال جل وعلا : وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر ).
3 ـ تفسير هذا فى الحياة العملية أن أكثرية البشر ليست فقط ضالة بل هى مُضلّة ، ولو أطاعها النبى نفسه لأضلّته (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام ) ، وفى المجتمعات التى يسيطر عليها المستبد يوجد كهنوت يتكىء عليه هذا المستبد فى الحكم كما فى معظم دول الدين السنى ، بل ربما يحكم الكهنوت بنفسه ( إيران ). المؤمنون بالحق القرآنى الذين يسيرون على منهج النبوة يدعون الى الاصلاح ، وهو نفس ما قاله النبى شعيب لقومه ( مدين ) المفسدين (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) هود ) ، ولكن الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون لا يدخرون وسعا فى إضطهاد المؤمنين ، وهنا يكون إختبار الايمان لأولئك المؤمنين ، منهم من يصبر ويستمر متوكلا على الله جل وعلا ، فينجح فى الأختبار ويستحق حسنة فى الدنيا (أى نعمة فى الدنيا ) وحسنة فى الآخرة ، أى نعيم ابدى فى الجنة . ومنهم من يتراجع ، فيخسر الدنيا والآخرة .
4 ـ من هنا يأتى التأكيد ( الثقيل ) بإبتلاء المؤمنين مع أمرهم بالصبر والتقوى، قال جل وعلا باسلوب التأكيد الثقيل (جدا ) وبالفعل المضارع الذى يفيد الحاضر والمستقبل : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) آل عمران )، وقال جل وعلا : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) محمد )، وقال جل وعلا : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة ).
5 ـ بعضهم يعتقد أن الجنة فى الآخرة سهلة المنال . وهذه صناعة مفضلة لكهنوت الأديان الأرضية الذين يبيعون صكوك الغفران ، واصحاب مقولة ( تبرع يا أخى لبناء مسجد نفق شبرا ..من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له قصرا فى الجنة ) ( من قال لا إله ألا الله دخل الجنة وإن زنا وإن سرق ..رغم أنف عبد الحليم حافظ ..!! ) ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كمن ولدته أمه .. عريان ملط ..). كل هذه الخزعبلات يرد عليها رب العزة جل وعلا مقدما فى قوله للمؤمنين المجاهدين:( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة )( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران )( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة ).
ثالثا : إرادة الآخرة تعنى عدم الانبهار بزخرف الدنيا
1 ـ زينة الدنيا مبهرة ، وهى إختبار للبشر ، من ينجح فيه يكون هو الأحسن عملا ، قال جل وعلا : ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) الكهف ). ويذكر رب العزة جل وعلا زينة الدنيا وكونها مصيدة للتفاخر والتكاثر والتصارع ، مع أنها غرور وقتى فى حياة الفرد ، ثم تكون النتيجة فى الآخرة : إما عذاب خالد أو نعيم أبدى . قال جل وعلا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ(20)الحديد). ويذكر رب العزة جل وعلا البديل ، وهو التسابق فى الخير لأجل الفوز فى الآخرة : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد ). ويتكرر هذا فى قوله جل وعلا : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ). وقالها جل وعلا للمؤمنين: ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60) القصص )
2 ـ ومعروف مصير فرعون الذى أوتى ( زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (88) يونس )، ومصير قارون الذى خرج فى موكب : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ) (79) القصص ).
3 ـ ومن هنا نهى الله جل وعلا خاتم النبيين عن الانبهار بما لدى الكافرين من زخرف لأن رزق الآخرة خير وابقى:( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) طه )، ونهاه مرتين عن الانبهار والإعجاب بأموال المنافقين وأولادهم:( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) التوبة)( وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ(85)التوبة)، وألا يغتر بمواكبهم وتقلبهم فى البلاد ، فهو متاع قليل سيعقبه عذاب جهتنم بينما سيتمتع المتقون بالجنة : ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198) آل عمران ).
4 ـ على أن إرادة الآخرة لا تعنى الزهد فى الدنيا وتحريم زينتها وطييباتها ، فهذا منهى عنه (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الأعراف ) بل هو إعتداء على حق رب العزة جل وعلا فى التشريع ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) المائدة ) . إرادة الآخرة تعنى أن تكون الدنيا وسيلة للفوز فى الآخرة .
أخيرا :
1 ـ أكبر إختبار للبشر هو حرية البشر فى إختيار الدنيا أو الآخرة ، فى إختيار الطاعة أو المعصية ، فى إختيار التقوى أو الضلال . هذا الاختبار المبنى على الاختيار وقته محصور فى مدة زمنية هى حياة كل فرد فى هذه الدنيا .
2 ـ عليه أن يدرك أن الله جل وعلا لم يخلقه عبثا ، بل لا بد أن يرجع للرحمن يوم الدين : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) المؤمنون ). وأن مصيرنا الى الله جل وعلا : ( وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) آل عمران )( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة ).
3 ـ أى أنه لا يمكن أن تهرب من الخالق جل وعلا .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5126 |
اجمالي القراءات | : | 57,149,718 |
تعليقات له | : | 5,453 |
تعليقات عليه | : | 14,830 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : الغزالى فى الإحياء يقرر الحلول فى الله والاتحاد به تبعا لوحدة الوجود ( 3 )
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يقرر أفظع الكفر ( وحدة الوجود ) ( 2 )
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
دعوة للتبرع
آلام المهاجر : أعاني من احساس شديد بالو حده والخو ف . فأنا...
الوصية هى الفرض : ختم الله تعالى إحدى آيتى الموا ريث فى...
ومبروك مقدما: افتني شيخي اعزكم الله في مشروع ية أخذ قرض...
عصر السقوط : هنالك سؤال يحيرن ي، هل المشك لة بالعق ل ...
البقرة 257 : ما معنى (اللّ هُ وَلِي ُّ الَّذ ِينَ ...
more