تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | تعليق: شكرا أحبتى ، وجزاكم الله جل وعلا خيرا | تعليق: فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا . | خبر: خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟ | خبر: لطلاب الجامعات.. 10 دول بالعالم تسمح بالدراسة والعمل معًا | خبر: نساء أكثر تعليماً... هل تتبدّل قواعد الزواج؟ | خبر: مصر: موجة تجديدات وحبس بلا تحقيقات لصحافيين وسياسيين | خبر: رامافوزا يواجه ترامب ويرد على مزاعم الإبادة بجنوب أفريقيا | خبر: مصر: تحالف انتخابي لأهل المال والسلطة والنجومية | خبر: الغارديان: دول الخليج فشلت في إقناع ترامب بإيقاف حرب إبادة غزة | خبر: كم تبلغ ثروة الكنيسة الكاثوليكية ومن أين تأتي؟ | خبر: الكاتب المصري بلال فضل يرصد جريمة الاختفاء القسري في فيلم إفراج | خبر: جدل في المغرب حول توحيد خطبة الجمعة.. مخاوف من تفريغ المنابر | خبر: هو أنا لسه عايش؟.. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه لبلوغه الـ 90 من عمره | خبر: الاتحاد الأوروبي يوافق على مساعدة مالية لمصر بقيمة 4 مليارات يورو | خبر: دعاة راحلون وأطباء ورياضيون.. الجنسية الكويتية تُسحب من شخصيات شهيرة | خبر: ذي إكسبريس: وظائف آمنة من الضياع في زمن الذكاء الاصطناعي | خبر: مصر.. نقابة المحامين تصعد ضد الرسوم القضائية.. والنقيب: ارتفعت بنسبة 500% |
محرومون يستحقون الصدقة!

د. شاكر النابلسي Ýí 2007-03-23


-1-
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي انساناً غبياً وأهبل إلى درجة لا تُوصف، وإما أن يكون الشعب الليبي ومن ورائه الشعب العربي، الذي يسمع هذه الترهات هو كذلك.
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو النبي لا كذب، وإما أن يكون الشعب الليبي هو الذي أصبح مخدراً ومقيداً بفضل الأجهزة البوليسية، بحيث أصبح قابلاً لتصديق كل شيء بالقهر والقوة من العقيد العتيد.


واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو الساحر السياسي الأكبر والمشعوذ السياسي الأمهر في العالم العربي، بحيث يستطيع تمرير خبر الأمس بكل سهولة، وبدون أن يرف له جفن، وإما أن الشعب الليبي قد اصابته مصيبة كبرى تتمثل في قطع ألسنته ووقر آذانه، وتغييبه تغييباً تاماً.

-2-
بكل جرأة، وبكل ثقة، وبكل فخر واعتزاز، يُعلن القذافي بالأمس، بأن أسرته من ضمن 400 أسرة ليبية محرومة، قد تسلّمت حصتها لهذه السنة من ثروة ليبيا، وهي مائة ألف دولار فقط. وقال القذافي للشعب الليبي، كيف سيتصرف بهذه الثروة المتواضعة، التي لا تكفي لشراء أحذية ايطالية له، ولعائلته.
وقال بأنه سيشترى بجزء من هذا المبلغ مائة سهم هنا، ومائة سهم هناك، مثله مثل أي مواطن ليبي محروم. وأدار للشعب الليبي بعد ذلك، الاسطوانة الثورية، التحررية، الاشتراكية، الديمقراطية، الشعبية المشروخة قائلاً، إن الثورة مكنت الليبيين من السيطرة على مقدراتهم وثرواتهم، مشيراً إلى أن جهوداً لتحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد تُوّجت بتوزيع الثروة على الذين كانوا محرومين منها، والذين أصبحوا بموجب هذا الإجراء مساهمين وشركاء في مؤسسات مالية ومصرفية وشركات خدمية وإنتاجية ، وبات لديهم رأسمال ثابت في كل النشاطات الاقتصادية في البلاد.

-3-
رغم بهلوانية القذافي وشعوذته المعروفة والمعتادة، إلا أنه لم يذكر لنا وللشعب الليبي، مقدار الأموال الطائلة التي نهبها هو وعائلته وزمرته، طيلة 37 سنة من حكمه الديكتاتوري الكاريكاتوري.
ماذا فعل بمئات الملايين التي نهبها من ثروة ليبيا، ومن جيب الشعب الليبي، طيلة السنوات الماضية ؟
ما هو مقدارها، وبأي حق نهبها، وفي أي البنوك السويسرية يحتفظ بها؟
ويلاه.. !
لم يُنكب شعب في العالم العربي بسلطته الطاغية المشعوذة والبهلوانية، كما نُُكب الشعب الليبي من أحفاد عمر المختار.
والمصيبة، أن فئات من المثقفين العرب، ما زالت تثق بالنظام الليبي، خاصة فيما يقوله الفيلسوف السياسي سيف الإسلام القذافي، من أفكار وطروحات سياسية براقة ولامعة، ولكن لا أصل لها على أرض الواقع. فالفيلسوف سيف الإسلام يُنظّر للحرية والديمقراطية والعدالة وحسن توزيع الثروة، ووالده واخواته الباقين ينهبون من جهة أخرى، ويهرّبون المال الغزير خارج ليبيا، والشعب الليبي المقيد بسلاسل من حديد ورصاص، لا يفعل شيئاً، ولا يحرك ساكناً.
وكيف له ذلك، وليبيا اصبحت سجناً كبيراً بلا قضبان.

-4-
لقد اثار شفقتي وعطفي هذا القذافي الفقير المحروم، وأنا استمع إلى خطابه بخصوص توزيع الثروة على المحرومين، وكادت عيناي أن تدمع رأفة بحاله، وشفقة عليه.
فهذا الزعيم، القائد، الأب، المناضل، المحروم مع المحرومين في الأرض، الذي قضى حتى الآن 37 سنة في الحكم يناضل، ويبني ليبيا علمياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، حتى أصبحت منارة عربية يُهتدى بها، لا يتقاضى في سنته غير مائة الف دولار هو وعياله.

ما هذا الظلم، وما هذا الجحود؟
كيف سيعيش القذافي المحروم مع المحرومين، بهذا المبلغ الزهيد، في ظل ارتفاع مستوى المعيشة في ليبيا. وكيف سيصرف على عائلته الكبيرة، والكثيرة الطلبات والمتطلبات؟
لقد هاتفت بنكي في الحال، لكي أعرف مقدار رصيدي، علّني أبعث له بمساعدة مالية متواضعة، ولكني لم أجد في حسابي غير مائة دولار فقط، وتذكرت بأني سأذهب غداً إلى الطبيب، وعليَّ أن أدفع له. فحزنت، وابتأست، بل زاد حزني وابتآسي. وتمتمت في عُبي:
لعن الله السياسة العربية، والزعامة العربية، التي لا تجلب لصاحبها غير الفقر والعوز والحرمان.
وقلت:
حقاً، حقاً، فمن أراد أن يشحذ، ويصبح محروماً مع المحرومين في الأرض، يستحق الصدقة كالقذافي، فعليه أن يتولى حكم بلد غني كليبيا، طيلة 37 عاماً، دون حساب أو عقاب!

السلام عليكم.

 

اجمالي القراءات 12318

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,791,401
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة