تعليق: ربنا يبارك فى علمك وعُمرك أستاذى دكتور منصور. | تعليق: شكرا أستاذ مراد الخولى . | تعليق: نعم أستاذ مراد الخولى . | تعليق: أخيرا ظهر وجهه الحقيقي يا د. عثمان | تعليق: أوافقك دكتور عثمان وأضيف | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: الخُلد و المُلك الذي لا يبلى . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: هذا تقديم لكتاب: أين القرآن وكفى من هدي المصطفى. بقلم الشيخ الحاج محمد أيوب صدقي. | تعليق: يتبع.../... | خبر: نيجيريا تلقي القبض على زعيمي جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان | خبر: دين مصر الخارجي.. الشيطان يكمن في الخطط والأرقام | خبر: أزمة غذائية غير مسبوقة تهدد حياة ملايين الأطفال شمالي نيجيريا | خبر: 73 كنيسة بروتستانتية في هولندا تدعو الحكومة للاعتراف بفلسطين | خبر: إدارة ترامب تدرس تحديد سقف اللاجئين ومنح الأفريكانيين الأولوية | خبر: غضب قضاة مصريين بعد تخريج دفعة من الأكاديمية العسكرية | خبر: رويترز: جنوب السودان يناقش مع إسرائيل تهجير فلسطينيين إلى أراضيه | خبر: الاتحاد الأفريقي يدعو لاعتماد خريطة الأرض المتساوية إنصافا للقارة | خبر: حلّ الاتحاد العام للشغل أو تجميد دوره.. سيناريوهات الصدام غير المسبوق بين قيس سعيّد وأكبر منظمة نقاب | خبر: العثور على مدينة قبطية عمرها 1500 عام في موقع عين العرب | خبر: مقتنياتك تكاد تخنقك.. فما السبب الكامن الذي يمنعك من التخلّص منها؟ | خبر: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر | خبر: أزمة قمح تلوح في الأفق: توتر مصري – أوكراني بسبب واردات من “أراضٍ محتلة | خبر: هجوم عربي عنيف على نتنياهو بعد تصريحاته عن إسرائيل الكبرى وقضم أراض من مصر و3 دول عربية | خبر: اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية.. ولادة متأخرة ونمو بطيء |
محرومون يستحقون الصدقة!

د. شاكر النابلسي Ýí 2007-03-23


-1-
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي انساناً غبياً وأهبل إلى درجة لا تُوصف، وإما أن يكون الشعب الليبي ومن ورائه الشعب العربي، الذي يسمع هذه الترهات هو كذلك.
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو النبي لا كذب، وإما أن يكون الشعب الليبي هو الذي أصبح مخدراً ومقيداً بفضل الأجهزة البوليسية، بحيث أصبح قابلاً لتصديق كل شيء بالقهر والقوة من العقيد العتيد.


واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو الساحر السياسي الأكبر والمشعوذ السياسي الأمهر في العالم العربي، بحيث يستطيع تمرير خبر الأمس بكل سهولة، وبدون أن يرف له جفن، وإما أن الشعب الليبي قد اصابته مصيبة كبرى تتمثل في قطع ألسنته ووقر آذانه، وتغييبه تغييباً تاماً.

-2-
بكل جرأة، وبكل ثقة، وبكل فخر واعتزاز، يُعلن القذافي بالأمس، بأن أسرته من ضمن 400 أسرة ليبية محرومة، قد تسلّمت حصتها لهذه السنة من ثروة ليبيا، وهي مائة ألف دولار فقط. وقال القذافي للشعب الليبي، كيف سيتصرف بهذه الثروة المتواضعة، التي لا تكفي لشراء أحذية ايطالية له، ولعائلته.
وقال بأنه سيشترى بجزء من هذا المبلغ مائة سهم هنا، ومائة سهم هناك، مثله مثل أي مواطن ليبي محروم. وأدار للشعب الليبي بعد ذلك، الاسطوانة الثورية، التحررية، الاشتراكية، الديمقراطية، الشعبية المشروخة قائلاً، إن الثورة مكنت الليبيين من السيطرة على مقدراتهم وثرواتهم، مشيراً إلى أن جهوداً لتحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد تُوّجت بتوزيع الثروة على الذين كانوا محرومين منها، والذين أصبحوا بموجب هذا الإجراء مساهمين وشركاء في مؤسسات مالية ومصرفية وشركات خدمية وإنتاجية ، وبات لديهم رأسمال ثابت في كل النشاطات الاقتصادية في البلاد.

-3-
رغم بهلوانية القذافي وشعوذته المعروفة والمعتادة، إلا أنه لم يذكر لنا وللشعب الليبي، مقدار الأموال الطائلة التي نهبها هو وعائلته وزمرته، طيلة 37 سنة من حكمه الديكتاتوري الكاريكاتوري.
ماذا فعل بمئات الملايين التي نهبها من ثروة ليبيا، ومن جيب الشعب الليبي، طيلة السنوات الماضية ؟
ما هو مقدارها، وبأي حق نهبها، وفي أي البنوك السويسرية يحتفظ بها؟
ويلاه.. !
لم يُنكب شعب في العالم العربي بسلطته الطاغية المشعوذة والبهلوانية، كما نُُكب الشعب الليبي من أحفاد عمر المختار.
والمصيبة، أن فئات من المثقفين العرب، ما زالت تثق بالنظام الليبي، خاصة فيما يقوله الفيلسوف السياسي سيف الإسلام القذافي، من أفكار وطروحات سياسية براقة ولامعة، ولكن لا أصل لها على أرض الواقع. فالفيلسوف سيف الإسلام يُنظّر للحرية والديمقراطية والعدالة وحسن توزيع الثروة، ووالده واخواته الباقين ينهبون من جهة أخرى، ويهرّبون المال الغزير خارج ليبيا، والشعب الليبي المقيد بسلاسل من حديد ورصاص، لا يفعل شيئاً، ولا يحرك ساكناً.
وكيف له ذلك، وليبيا اصبحت سجناً كبيراً بلا قضبان.

-4-
لقد اثار شفقتي وعطفي هذا القذافي الفقير المحروم، وأنا استمع إلى خطابه بخصوص توزيع الثروة على المحرومين، وكادت عيناي أن تدمع رأفة بحاله، وشفقة عليه.
فهذا الزعيم، القائد، الأب، المناضل، المحروم مع المحرومين في الأرض، الذي قضى حتى الآن 37 سنة في الحكم يناضل، ويبني ليبيا علمياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، حتى أصبحت منارة عربية يُهتدى بها، لا يتقاضى في سنته غير مائة الف دولار هو وعياله.

ما هذا الظلم، وما هذا الجحود؟
كيف سيعيش القذافي المحروم مع المحرومين، بهذا المبلغ الزهيد، في ظل ارتفاع مستوى المعيشة في ليبيا. وكيف سيصرف على عائلته الكبيرة، والكثيرة الطلبات والمتطلبات؟
لقد هاتفت بنكي في الحال، لكي أعرف مقدار رصيدي، علّني أبعث له بمساعدة مالية متواضعة، ولكني لم أجد في حسابي غير مائة دولار فقط، وتذكرت بأني سأذهب غداً إلى الطبيب، وعليَّ أن أدفع له. فحزنت، وابتأست، بل زاد حزني وابتآسي. وتمتمت في عُبي:
لعن الله السياسة العربية، والزعامة العربية، التي لا تجلب لصاحبها غير الفقر والعوز والحرمان.
وقلت:
حقاً، حقاً، فمن أراد أن يشحذ، ويصبح محروماً مع المحرومين في الأرض، يستحق الصدقة كالقذافي، فعليه أن يتولى حكم بلد غني كليبيا، طيلة 37 عاماً، دون حساب أو عقاب!

السلام عليكم.

 

اجمالي القراءات 12670

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,930,549
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة