آحمد صبحي منصور Ýí 2015-05-03
الثقافة العربية جزء من الثقافة العالمية :
1 ـ المستقبل هو عصر القرية العالمية وعصر الثقافة العالمية أيضا . وبهذا المفهوم فإن الثقافاتالتى كانت فيما مضى محلية ومحجوزة داخل أنماط الكتابة الخاصة بها كالصينية واليابانية ستكون منروافد الثقافة العالمية ومن نسيجها.
2 ــ والثقافة العربية ــ بموقعها الجغرافى الفريد وسط العالم ومتاخمة لأوربا ــ لم تكن محلية أو منغلقة على نفسها ، فرغم أن منطقالعصور الوسطى كان يقسم العالم المعروف إلى ديار الاسلام وديار الكفر إلا أن ذلك الإنفصالالسياسى لم يمنع التفاعل الثفافى بين المسلمن والأوروبيين . وأكنر من ذلك كانت أوقات الحرب وأماكنالصدام هى نفسها بوابات التفاعل الثقافي مثلما حدث في الأندلس وجزر البحر المتوسط وآسيا الصغرى والحروب الصليبية .
والثقافة اليونانية التي تفخر بها أوروبا العصور الوسطى ظهر حديثا أن لها جذورا من الثقافةالفرعونية . وتلك الثقافة اليونانية قام العرب المسلمون بترجمتها للعربية وتلقيحها بأفكارهم الشرقية ، وتلك الصياغة العربية الشرقية للثقافة اليونانية كانت في متناول أوروبا حين بدأت النهضة الأوروبية .
3 ــ وفي أبحاث لنا سلفت أثبتنا وحدة المنهج والفكر في الثقافتين العربية واليونانية في العصور الوسطى برغم العداء والحروب المتكررة بين العرب والأوروبيين ، ذلك أنها كلها تنتمي إلى ثقافة الشرق الأوسط والبحر المتوسط مهما اختلفت اللغات والأجناس .إذن فالثقافة العربية لم تكن يوما منغلقة أو محلية حتى فى أوقات الحروب والعداء مع الأوروربيين ، فالموقع الجغرافى وعلاقات الجيرة أقوى من دعاوي الإنعزال والإنغلاق .
4 ــ وإذا كان ذلك في العصور الوسطى ــ عصر الحروب والإنغلاق ومحاكم التفتيش والقوافلالصحراوية والمراكب الشراعية ــ فكيف يكون الحال مع المستقبل الذي تنعدم فيه المسافات والحدودوتُحاصرُ فيه الحروب والإنتهاكات لحقوق الإنسان ؟
إن النهضة الأوربية - ( Renaissance) ( 1300 : 1500) م - هى فترة الإنتقال الأوروبى من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة . وتلك النهضة الأوروبية قامت على أساس الصيغة العربية للتراث اليونانى وعلى ما أنتجتهقرائح العرب والمسلمين أثناء نهضتهم .وبذلك فالعصور الحديثة ومكتشفاتها لها جذورها فى الحضارة العربية فى حفظ التراث اليونانىوتطويره وتأثيرها فى النهضة الأوروبية . وذلك يؤكد أن الثقافة العربية الإسلامية كانت الناطق الفصيح بالثقافة العالمية ثم أصبحتمؤثرا هاما فى النهضة الأوروبية . وذلك يعطيها الآن الحق في أن تكون جزءا فاعلا فى الثقافةالعالمية ، وذلك برغم دعوات الإنغلاق التى يطلقها التيار السلفي المعادي للحضارة والثقافة الغربية .
5 ــ إن مستقبل الثقافة العالمية - والثقافة العربية الإسلامية جزء من نسيجها - لامكان فيه لدعواتالإنغلاق ، كما أنه لامكان فيه للحركات الدينية المتطرفة .
ثقافة التطرف لامستقبل لها :
إن الثقافة هى صدى الواقع السياسى والإجتماعى , وقد ربطنا ملامح المستقبل الثقافية بالأوضاع السياسية والاجتماعية للعالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وقيام النظام العالمى الجديد .
وبدل ان نتحدث عن ثقافة التطرف وموقعها فى المستقبل فإننا يجب ان نناقش مستقبل التطرف نفسه على خريطة المستقبل السياسيه والإجتماعيه ؛ فإذا كان للتطرف وجود سياسى مستقبلى فله أيضا وجود فى ثقافة المستقبل . والعكس صحيح . فهل للتطرف مستقبل ؟ وهل لثقافته بالتالى مستقبل ؟ . إن التطرف يجثم على حاضرنا ويحتكر لنفسه السطور الأولى في الأخبار والأنباء ويكتبها بدمائنا وأشلائنا .! فهل ذلك الوجود الطاغي في الحاضر ينبئ بإستمراره في المستقبل ؟ .
وللإجابة على هذا السؤال نضع هذه الملاحظات التي نعتبرها حقانق ..
1- إن التطرف الديني السياسي ليس عنصرا فاعلا بل هو مُنتج وهابى مرتبط بدولة مؤقتة هى الدولة السعودية الوهابية ، وانتشرت وهابيتها بين المسلمين رد فعل للظروف الإجتماعيه والسياسيه فى بلاد المسلمين . وإذا عولجت تلك الظروف الفاعلة إنمحى أثرها ، والتطرف من ضمن تلك الآثار. الدولة السعودية هى دولة أسرة ، أى تنتمى بنفسها للعصور الوسطى حين كانت الدول تتسمى بأسماء منشئيها كالدول الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والعثمانية . و بهذا التوصيف للدولة / الأسرة السعودية فهى الى زوال إن عاجلا أو آجلا . ولقد قامت ثلاث مرات وسقطت من قبل مرتين . وننتظر سقوطها الثالث فى القرن القادم إن شاء الله .! ومن الممكن تعجيل سقوطها بمواجهة الوهابية من داخل الاسلام لإثبات التناقش بينهما ، و لنزع شعار الاسلام الذى تتمسح به .
إن الظروف السياسية والإجتماعية هى البيئة التى ترعرعت فيها شجرة الشيوعيه وأثمرت حركتها ونظامها السياسي . وأسرعت الرأسمالية بإصلاح الظروف في بلادها فأحبطت آمالالشيوعية في الوصول للحكم عبر صناديق الإنتخابات الحرة.
لقد كانت الشيوعية هى الصورة المناسبة للإحتجاج الأوروبى ضد الرأسماليه والفسادوالكهنوت الكنسى ، واختلفت الصورة فى بلادنا عنها فى أوروبا , صحيح أننا عانينا من الإستبددوالإستغلال ولكن دين الإسلام على حقيقته لامكان فيه للكهنوت ، ويظل القرآن الكريم حجة على كل من يدعي لنفسه حقوقا تفوق ما كان للنبى ، ولم يكن للنبي كهنوت أو حاكميه أو علم بالغيب ..
وصحيح أن تاريخنا الوسيط والحديث عرف أنماطا من إدعاءات الكهنوت ولكنها كانت تفتقر إلى الحجة الدينية الدامغة، وكان ذلك مما يعوق أحلام الكهنوت الديني الشرقي الإسلامي فيالوصول إلى نفس ماكان للكهنوت الكنسي الأوروبي من تأثير سياسي.
ولذلك فإن الشيوعيين عندنا لم يجدوا نفس المناخ الصالح الذي كان للرفاق في أوروبا ، بل إنهموجدوا التدين الشرقي بما فيه كهنوت يرفض الشيوعية وما ارتبط بها من إلحاد ديني .
بل إن الشيوعيين حين تسللوا إلى الأحزاب الحاكمة عندنا لم يجرؤوا على إعلان الشيوعية واكتفوا بمصطلحات اليسار والتقدمية والإشتراكية العلمية .
وأسهم الأشتراكيون والجنرالات وبقية الأحزاب الحاكمة المستبدة في صنع الظروف السيئة التي أطاحت بأحلام الشباب. ووجد الشباب أنه عاش تجارب اليمين واليسار فما تحققت أمانيه . ولأن الإنسان الشرقي بالذات إذا أصابته محنة أستنجد بالله فقد إتجه الشباب في محنته إلى الدين .
فوجد أمامه التطرف الديني الوهابى ينفث فيه آلامه وآمالة المحبطة وكراهيته للمجتمع والناس . أى كانالتطرف الديني السياسي هو الصيغة التي اختارها الشرق المتدين للإحتجاج على الفساد بمثل ماكانت الشيوعية هى الصيغة المناسبة للإحتجاح الأوروبي .
وكما أفلحت أوروبا الغربية فى القضاء على أحلام الشيوعية فيها بالديمقراطية والإصلاح الإقتصادي ومحاربة الفساد وتقليم أظافر الرأسمالية ، فإنه يمكن لنا أن نفلح فى وأد التطرف بنفس الطريق: الإصلاح السياسي والإصلاح الإقتصادي وإلى جانبهما بل قبلهما الإصلاحالديني بالإحتكام للقرآن لتخليص عقائد المسلمين من أفكار التطرف .
ولنفرض أن نظاما عجز عن إصلاح نفسه وظل متسلطا مستبدا فاسدا , فهل يعني ذلك نجاحالتطرف في إقامة دولة دينية على حسابه ؟. ندخل بذلك على الحقيقة الثانية .
2- فلأن للتطرف رد فعل غاضبا ضد الظروف الإجتماعية والسياسية الفاسدة فإن درجة غضبه تتوقف على درجة الفساد فى مجتمعه ، فإذا كان الفساد متوسطا ظلت خطورة التطرف متوسطة ولا تسمح له بقيام دولة ، أما إذا كان الفساد متعمقا فإن رد الفعل فى الظروف يكون شديدا وبنفس الدرجة . ولكن شدة التطرف لاتسمح له - أيضا بقيام دولة فى القرن القادم . ولو قامت فستفشل وستسقط لأنها ضد ثقافة العصر .
والسؤال الهام لماذا ؟.والجواب :
2 / 1 : لأن التطرف بإعتباره مجرد رد فعل فإن شدته تكون في إطار رد الفعل أيضا ، أى تكون غضبا مستعرا ، يتحول إلى مجرد إرهاب بالقتل وسفك الدماء ، يهدم ولا يبنى . ولأنه يعجز أحيانا عنقتل السادة الكبار فإنه يلجأ لقتل الأبرياء من المسالمين من نساء وأطفال وسياح وموظفينومفكرين . المهم أنه يريد مجالا يفرغ فيه شحنته الغاضبة ، ويجد التبرير الدينى المزيف الذييسوغ له جرائمه . ومن الحقائق التاريخية أن الحركة السياسية إذا احترفت الإغتيال واتخذته منهجا فلن تنجحفي إقامة دولة لأن الشعوب تنفر منها ولاتطمئن لها وتقف مع النظام الفاسد المترهل لأنه سيئ فقطأما التطرف الارهابى الطامع للسلطة فهو أسوأ . وترضي الشعوب بالسيئ خوفا من الأسوأ.
وفى تاريخنا الإسلامي الوسيط كان التطرف هو العملة السائدة في العالم كله ، ولكن عرفتاريخنا حركات كانت أكثر تطرفا ، ارتبط مشروعها السياسي بالإغتيال وسفك دماء الأبرياء فمااستطاعت إقامة دولة ولم تنجح إلا في إنشاء عصابات في أماكن مهجورة بعيدة .
حدث ذلك في حركات الخوارج في العصر الأموي ، فقد نجح الخوارج في إضعاف الدولة الأموية بثوراتهم المتكررة ، ولكنهم أخافوا الناس حين أباحوا دماء المسلمين فظلوا محصورينفي إطار الارهاب . أرهقوا الدولة الأموية في حروب متكررة أستنزفت قوى الجانبين مما سهلللدعوة العباسية أن تسقط الدولة الأموية وتكسب قيام دولتها ، ودخلت ثورات الخوارج بعدئذ إلى متحف التاريخ إذ لم يعد لهم وجود هام على مسرح السياسة في العصر العباسي وكل مافعلوهأنهم ساعدوا في إسقاط أعدائهم لغيرهم ثم تواروا بين سطور التاريخ مع أعدائهم ..
وقام الحسن بن الصباح بإنشاء عصابة الحشاسين التى نشرت الرعب والإغتيال طيلة مقامها فى حصن الموت فى قزوين والذى استمر ما بين ( 090 1-1255 ) م . ولم ينجح الحسن بنالصباح فى إقامة دولة فظل هو وخلفاؤه مجرد رؤساء عصابات تسفك الدماء .
وعلى نفس الوتيرة لم ينجح إرهاب الزنج والقرامطة فى إنشاء دولة . هذا مع ان الجميع منالزنج والقرامطة والخوارج والباطنية الحشاشين وغيرهم كانت لهم عقائد دينية وتنظيمات وجيوش وقوة ونفوذ وضحايا بمئات الألوف ، ولكن ظل جهدهم محصورا فى إطار رد الفعل وفى سفك الدماء ، أى فى اطار زعيم العصابة الذى يصلح لقيادة عصابة ولكن لا ينفع فى قيادة أمة ورعاية شعب .!. تلك كانت تجربة العصور الوسطى نفسها ، والعصور الوسطى كانت عصور تطرف وفساد ، ومع ذلك فإن الارهاب التطرفى الذى يخرج عن مألوف العصور الوسطى كان محكوما عليهبالفشل فى العصور الوسطى نفسها . فكيف بالتطرف فى المستقبل ؟ والمستقبل هو عصر الحرية وحقوق الإنسان والقريةالعالميه ووسائل الإتصال والوعى والعقل المتفتح ؟
ثم ان هذا المستقبل لا مكان فيه لدولة استبدادية تضطهد الإنسان وتصادر حياته ، وإذا عجز نظام سياسى عن إصلاح نفسه فإن المجتمع الدولى لا يلبث أن يتدخل لإصلاحه ، أى أن الظروف السيئة التى تخلق التطرف محكوم عليها بالزوال وبالتالى فالتطرف محكوم عليه بالزوال .
2 / 2- إن التطرف الدينى السياسى حركة ردة للماضى الذى انتهى ، ولا مكان لحركة ماضوية تخالف منطقالعصر الذى تعيش فيه أن تسيطر على العصر الذى تعيش فيه . قد تنجح هذه الحركة فى أن تقوم لبعض الوقت بإستغلال بعض الفجوات السياسية المؤقتة ، ولكن لا يلبث إيقاعالعصر أن يؤثر فيها فيجذبها اليه ، فإما أن تجارى العصر وإما أن تموت . وتلك ليست مجرد حقيقة تاريخية انسانية ، بل هى أيضا حقيقة جيولوجية ؛ ففى أحد العصور الجيولوجية كان الديناصور أعظم مخلوق على الأرض , ولكن أتى عليه حين من الدهر أصبح يعيش فى غير عصره , أصبح يعيش عصر الثديات فسادت الثدييات الأقل حجما والأقل قوة ، وانقرض الديناصور الضخم لأنه أصبح يعيش فى غير عصره ..
2 / 3 : ونلقى نظرة على تاريخنا العربى الإسلامى لنعطى مثالا أوضح ..
فالإسلام حين نزل قرآنا على خاتم النبيين ما لبثت أن قامت على أساسه دولة مدنية فى ( المدينة )، تطبق كل تعاليم القرآن فى الحرية والديموقراطية والعدل والاحسان والسلام وردالاعتداء بمثله فقط . وكانت تلك الدولة الإسلامية فى كل توجهاتها تخالف المألوف والمعتاد فى العصور الوسطىحيث الإستبداد الدينى السياسى والظلم والفساد وسفك الدماء . أى كانت الدولة الاسلامية فى عهدالنبى تتكلم لغة قرآنية غير لغة العصر . لذلك كانت بين اختيارين : إما أن تسايرلغة العصر أو أن تندثر .واندثرت بالتدريج ، وانتهى الأمر بإقامة الملك الأموى الوراثى بالقوة والقهر. وأصبح الخليفه الأموى يشبه قيصر الروم ، ثم أصبح الخليفه العباسى يحاكى كسرى فارس . ولأن ذلك المنهج يخالف السنه الحقيقيه الفعلية للنبى والتى هى تطبيق عملى للقران فقد اخترع الخلفاء الجدد أرضيه تشريعيه نسبوها للنبي تضفى الشرعية على نظامهم المخالف لسنة النبى ، وتم تدوين تلك الأرضيه التشريعيه فى أحاديث مصنوعة وأحكام فقهيه ، وتم تغييب القران بتلك الأحاديث والفتاوى والتفسير ودعوى النسخ . وكل ذلك فى إطار التراث الذى ينبض بالتطرف .
وبذلك حدث الانسجام بين النظم التى تنسب نفسها للاسلام ونمط الحياة فى العصور الوسطى ، وأصبح الخليفه العباسى أو الفاطمى يحكم باعتباره ظل الله فى الأرض بنفس منطق الامبراطور الرومانى أو الملك الفرنسى أوالانجليزى ، بينما اندثرت دولة الاسلام الحقيقيةالتى تتناقض مع ثقافة عصرها ، ولم يعد من دليل عليها إلا القرآن الذى حفظه الله تعالى.
ثم دخل العالم فى العصر الحديث وقامت الدول القوميه فى أوربا على انقاض الإقطاع والإكليروس وبدأ الكفاح من أجل الدستور وأعلنت حقوق الانسان , ووصلت تلك المؤثرات الأوروبيه الينا خلال حملة بونابرت على مصر ، فقام ( محمد على ) بإنشاء الدولة الحديثه فى مصر محتفظا بسلطته الاستبداديه , وبرز اتجاهان للإصلاح , اتجاه تتزعمه مصر ينادى بالأخذ عنأوروبا ومحاكاتها فى اتجاهها العلمانى ،هذا الاتجاه يقف بقوة ضد اتجاه آخر ظهر من قبل فى الجزيرة العربيه يدعو للعودةإلى تراث الحنابلة في العصر العباسي، وبه قامت الدولة السعودية الأولى بناءا على إتفاق بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.
وتعطل المشروعان أحيانا فى مصر ونجد,اذ سقطت الدوله السعوديةمرتين وقامت ثلاث مرات , وتعطل مشروع الدوله الحديثه فى مصر فى عصر عباس وازدهر فى عصر اسماعيل , وجاءت الثورة المصريه بالدعوه القوميهفدخلت بالمنطقه على عصر جديد انتهى بالنكسه سنة 1967, وتعطل بها المشروع القومى الناصرى وذلك لصالح المشروع الدينى السلفى الوهابى السياسى الذى تؤيده السعوديه . وواكب ذلك فيما بعد ظهور قوة البترول فأعاد نشر كتب التراث الصفراء لتصبح اكثر بياضا وأكثر انتشارا وتأثيرا فى عقول الشباب الساخط . وبدلا من أن يكون الشباب قوة دافعه نحو المستقبل أصبح بذلك التراث قنبله تتفجرفى وجه المجتمع وتشده نحو الماضى ونحو الحياة السلفيه فى العصور الوسطى، وبينما يتقدم العالم للأمام ويعيش ثورة المعلومات ويفكر فى إنشاء مستعمرات فضائيه فإن الفقهاء الأبرار لا يزالون مختلفين فى حكم فوائد البنوك ومشروعية الحجاب والختان وازالة المنكر باليد أو باللسان .!.
ومن هنا أصبحنا نتكلم غير لغة العصر. وأصبحت البديهيات فى حاجة إلى إثبات ، ولكن ذلك لن يدوم ، لأن ثقافة الإبل أو سفينة الصحراء لا يمكن أن تصمد أمام ثقافة سفن الفضاء ، والأقمارالصناعية وما تبثه من معلومات ومرئيات تخطف الأبصار وتذهب بالألباب ستطيح ـ إن عاجلا أو آجلا ـ بأقاويل ابنتيمية وفتاوى الحنابلة وفكر ابن عبد الوهاب .وبالتالى فإنه إذا كانت المبادئ القرآنية العظيمة مخالفة للعصور الوسطى وقد نجحت العصورالوسطى فى تجاوزها وحجبها ، فإن التيار المتطرف الذى يتحدث لغة العصور الوسطى فى عصرنا الراهن لا مكان له فى المستقبل ، وسيتجاوزه الحاضر قبل المستقبل .
إن المستقبل الثقافى لا مكان فيه لتراث العصور الوسطى ومنه تراثنا .. إلا بمقدار .. وندخل بذلكعلى موقع التراث العربى فى ثقافة الغد .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5095 |
اجمالي القراءات | : | 56,281,064 |
تعليقات له | : | 5,427 |
تعليقات عليه | : | 14,786 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
سيبويه وتأكيد منهج الخليل بن أحمد فى هجر القرآن الكريم
الخليل بن أحمد العبقرى العربى مبتدع علمى النحو و العروض
دعوة للتبرع
تجميع الفتاوى : هل يمكن تجميع فتاوي واسئل ة فاسئل وااهل ...
سؤالان : السؤا ل الأول ما معنى فغشيه م ماغشي هم ؟...
ماء زمزم: سؤالى عن مية زمزم هل مازال نفس البئر الذى...
كورونا والحج: هل إذا خفت على نفسى من كورون ا يجوز لى عدم...
عهد الله جل وعلا: بسم الله الرحم ن الرحي م العم والوا لد ...
more