عمر عفيفى يكتب عن مرارة الرئيس

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٥ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً.


لماذا لم تتحمل مرارة مبارك عودة البرادعي إلي أرض الوطن ؟ وهل مطالبة البرادعي بتعديل بعض مواد الدستور مدعاه إلي ألم  المرارة إلي هذا الحد ؟ ولماذا لم يشعر الرئيس بالمراره غير الان ؟ وماذا عن مرارة ال 80 مليون مصري المفقوعه منذ 29 عاماً ؟

ولكوني واحد من ثمانين مليون مصري عانيت مثلهم مرارة الوضع الحالي والتي صارت علقم في كل حلق لكني  أتمني سلامه مرارة الرئيس ، ليعود بمراره جديده قابله لتحمل طموح ملايين البشرالمتطلعين لمستقبل أفضل ليعيشوا حياه كريمه في وطنهم .

بل أتمني أن يتمكن الآطباء الألمان في علاج مرارة الرئيس لتستوعب فكرة الديمقرطية الحقيقة وتتحمل المنافسه الشريفه في ظل إنتخابات حره نزيهه تحقق العداله الحقيقيه في تكافؤ الفرص لكل المصريين  .

لكن هل يهتم  سيادة الرئيس بمرارة الشعب المصري المفقوعه مما هو فيه من هموم وآلام يوميه باتت لا تعد ولا تحصي كما نهتم نحن بسلامة مرارة سيادته ؟

لا أعرف لماذا أتذكر اكلمات والدتي عندما كانت تصرخ في وأنا طفل صغير أرتكب شقاوات الآطفال " حرام عليك فقعت مرارتي" ولم أكن أعرف علاقة السببيه بين ما أرتكبه من أفعال تضايقها وبين سلامة مرارتها . ولأن البسطاء من المصريين لا يتحدثوا إلي من واقع خبره وتجربه حياتيه موروثه من ألالاف السنين ، فهناك علاقة أكيده بين الضيق وبين ألم المراره واللذين يعبرون عنها بلغتهم البسيطه " فقع المراره" .

فلماذا كل تلك المراره يا سيادة الرئيس من عودة رجل لا يطمح إلا لإصلاج أحوال الناس والعباد الذين وصلت بهم المراره إلي الحلقوم من كل شئ حولهم وفي كل وقت ؟ حتي صار  الشباب المصري يفضلون الموت غرقاً علي سواحل أوروبا بحثا ً عن لقمة العيش التي ضنت عليهم بها حكومتهم  من مرارة البطاله والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانيه الأساسية ؟

هل هناك مراره يمكن أن يشعر بها الإنسان أكثر من أن يري أولاده أمامه وهو عاجز أن يسد رمقهم ويستر عورتهم ؟

هل هناك مراره أكثر من أن يقف عجوز لساعات طوال في الطابور الإلزامي اليومي للبحث عن خمسة أرغفه في طوابير المهانه أمام أفران  المذله ؟

هل هناك مراره أكثر من أن ينتهك عرض الرجال في أقسام الشرطة التي من المفترض أنها لحماية أعراضهم وأموالهم ؟

هل هناك مراره أكثر من أن يموت المصريين في رحلة البحث عن أنبوبة بوتاجاز ويري غازه يصدر لإسرائيل بأبخث الاثمان  ؟

هل هناك مراره أكثر من أن يحاكم شاب جامعي لم يتجاوز العشرين من عمره أمام محكمه عسكريه لأنه عبر عن رأيه ؟

هل هناك مراره أكثر أن يقتل سبع شباب يوم عيدهم ولا يقدم المحرض الحقيقي للمحاكمه ؟

هل هناك مراره أكثر مما نشعر بها من خذي من بناء سور العار لمحاصرة أهلنا في غزه اللذين يتضورون جوعاً وحرماناً ؟

ألم المراره الحقيقي ياسيادة الرئيس في حلق المصريين صار لا يوصف ، ولا أعرف لماذا أنت مصمم علي أن تغلق أذناك ولا تريد أن تسمع أنات المصريين ، ولماذا أنت مصمم علي تعذيبهم  أكثر من ذلك ؟

أدعوا الله أن يستطيع الألمان علاج مرارة سيادتكم الغاليه ، لكني أتمني أيضاً  أن تتركنا لنعالج ما نحن فيه من مرار وكفانا 29 عاماً من المرار والمراره .

اجمالي القراءات 2545
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق