العمليات الجراحية لاستئصال الأورام الخبيثة نحو التقاعد

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٧ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


مدير قسم تطوير الادوية في معهد ميلانو الاوروبي لإيلاف:

العمليات الجراحية لاستئصال الأورام الخبيثة نحو التقاعد

GMT 5:30:00 2009 الجمعة 17 يوليو

طلال سلامة
-
طلال سلامة من روما: سيشهد العالم، في السنوات العشرة المقبلة، ثورة حقيقية في علاج السرطانات. إذ لن يتجه الأطباء والجراحون نحو معالجة عضو الجسم المريض(عبر استئصاله بالكامل أم جزئيًا) إنما نحو معالجة الخلايا التي تتمحور حول استخدام أدوية ذكية تستهدف التشوهات الجينية التي تقوم بتحويل خلية عادية سليمة الى أخرى سرطانية. ما يعني أن العالم يتجه نحو العلاج بحسب الطلب أي علاج كل مريض على حدا وفق بارامترات صحية شخصية. هذا ما يؤكده لايلاف الدكتور فيليبو دي برو، مدير قسم تطوير الأدوية في المعهد الأوروبي لدراسة الأورام (Ieo) بمدينة ميلانو. وفي ما يلي نص الحوار معه:



* كيف ستتجسد هذه الثورة العلاجية في السنوات المقبلة؟
- سيكون لكل مريض علاج خاص به. وسيستهدف هذا العلاج التشوهات الجينية. في السنوات الخمس القادمة، سنضع، بالتعاون مع مؤسسات ومراكز عريقة كما معهد "ميت: ماساشوستس اينستيتيوت أوف تكنولوجي"، عدداً من الفحوص لتمييز مثل هذه التشوهات لدى كل مريض. أما في السنوات العشر المقبلة، فان التكنولوجيا ستخولنا "تصليح" هذه التشوهات بدقة فائقة.

* هل يساعدكم في ذلك سلسلة الجينوم البشري؟
- نعم. لقد نجحنا في سلسلة هذا الجينوم بالكامل. اليوم، نحن بصدد تصنيف جميع التشوهات التي تلعب دوراً في تمييز التبيان بين الأنسجة السليمة وتلك الورمية. في موازاة ذلك، يعمل الباحثون على تطوير تكنولوجيا موثوقة وذات تكلفة مقبولة للاستخدام سريرياً.

* ما هي آخر المستجدات في قطاعي تشخيص السرطانات وعلاجها وهل تخوض ايطاليا دراسات مكثفة حولها؟
- بالنسبة لوضع الدراسات والبحوث هنا فإنها تمضي جيداً في مسارها الصحيح بفضل وضع تمويلي جيد. على صعيد المستجدات لا أستطيع القول ان جميعها تجلب معها الخير. في أغلب الحالات، يعتبر السرطان مرضاً معقداً يتميز بعدد كبير من التشوهات الجينية التي تساعد في نموه. وتتعاظم التركيبة المعقدة للسرطان بفعل التفاعل المستمر بين الخلايا السرطانية وتلك السليمة، التي تحيط بها. مع ذلك، بدأ الباحثون تجهيز الأسلحة العلاجية ذات الدقة الفائقة. وتستهدف هذه الأسلحة أهدافاً معينة لدى كل مريض، على حدا. وتستوطن هذه الأهداف إما في قلب الخلية المريضة أو في تلك التي توشك على "التحور" لتضحي مريضة بدورها. بمعنى آخر، أنا أتوقع الاستغناء تدريجياً عن العمليات الجراحية، لاستئصال الكتل الورمية الخبيثة، لاستبدالها بتعاطي أدوية ذكية حسب الطلب لتصحيح التشوهات الجينية للخلايا داخل أعضاء الجسم.

* هل ستستطيعون تخطي مشكلة مقاومة السرطانات للأدوية؟
- نعم. ان الخلايا السرطانية قادرة على تطوير آليات تقاوم الأدوية البيولوجية. لحسن الحظ، تمكنا من تمييز العديد من هذه الآليات ووجدنا الطريقة الفاعلة لإسكاتها. صحيح أن السرطان "محتال" بيد أن الطب بدأ ينجح في كشف النقاب عنه عن طريق الاحتيال كذلك! في السنوات القادمة، لن نتحدث عن سرطان الثدي أم الرئة أم القولون إنما عن جينات مشوهة داخل أعضاء جسم المريض "أ" والمريض "ب". ما يعني بالتالي إعطاء العلاج "حسب الطلب" للمريض "أ" والمريض "ب". ما يجعل السرطان، مهما كان نوعه وشراسته، قابل للسحق تحت أقدام الأطباء!

اجمالي القراءات 2492
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق