إنترنت ستارلينك.. هل يقضي على حجب المواقع؟

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٦ - مايو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الحرة


إنترنت ستارلينك.. هل يقضي على حجب المواقع؟

سرعات خارقة وخدمة معقولة السعر"، مميزات إنترنت القمر الصناعي الخاص بشركة "ستارلينك"، والتي أثنى عليها مغردون عرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة.

وكانت شركة "سبيس إكس" التي يملكها رجل الأعمال والملياردير الأميركي إيلون ماسك، قد أطلقت الصاروخ فالكون 9 إلى الفضاء حاملا 60 قمرا صناعيا من طراز "ستارلينك" لتوفير إنترنت فائق السرعة حول العالم.

ويهدف مشروع "ستارلينك" إلى إطلاق حوالي 12 ألف قمر صناعي (على مراحل) إلى مدار منخفض حول الأرض لتوفير إنترنت عالي السرعة بأقل تكلفة لأي مكان في كوكبنا. وكان ماسك قد وصف المشروع بأنه "إعادة بناء الإنترنت في الفضاء

لكن، هناك ميزة أخرى محتملة لإنترنت "ستارلينك"، وهي منح المستخدمين (الشرق الأوسط خصوصا) إمكانية الوصول للمواقع المحجوبة من قبل السلطات المحلية، وذلك نظرا لاستقلالية إنترنت الأقمار الصناعية.

ومن المتوقع أن تبدأ الخدمة بحلول عام ٢٠٢٠، إذ ستوفر الشركة الإنترنت بأسعار معقولة وسرعات يرجح أنها تفوق سرعة الإنترنت الأرضي بمراحل.

وفي شباط/ فبراير، أطلقت "وان ويب" أول ستة أقمار صناعية من جيانا الفرنسية، بهدف توفير إنترنت فائق السرعة من الفضاء للملايين من الناس في المناطق النائية والريفية، فيما أعلنت أمازون الشهر الماضي عن خطتها لبناء شبكة تضم أكثر من ثلاثة آلاف قمر صناعي عبر "مشروع كايبر" لتقديم خدمة الإنترنت الفائق السرعة.

لا رقابة محلية

الدكتور أسامة مصطفي خبير تكنولوجيا المعلومات المصري، يقول لـ"موقع الحرة" إن إنترنت الأقمار الصناعية لا يخضع لرقابة السلطات المحلية، لذلك يمكن الولوج إلى المواقع المحجوبة، حتى لو كانت السلطات تحجب هذه المواقع عبر مزودي الإنترنت المحليين.

ويضيف مصطفى "إنترنت الأقمار الصناعية، يعتمد على الاتصال المباشر بين الشخص وبين الأقمار الصناعية، بدون المرور على البوابات الحكومية فطبعا يصعب التعقب والتحكم".

وعن إمكانية التدخل الحكومي لتعطيل عمل إنترنت الأقمار الصناعية، يقول مصطفى إن هناك تقنيات تشويش لكنها مكلفة ولا يمكنها التشويش على بلد كاملة إنما مناطق بعينها، كما أن تكلفتها المادية عالية.

أما من الناحية القانونية فيقول مصطفى إنه بعكس المزودين المحليين للإنترنت، فإن هناك قوانين دولية تحمي خدمات الإنترنت التي تبث عبر الأقمار الصناعية، وتجعله محميا قانونا عن الدولة.

لكن لفت الخبير في تكنولوجيا المعلومات في حديثه لـ"موقع الحرة" إلى أن انعدام رقابة الدولة على إنترنت الأقمار الصناعية، سيجعل منه وسيلة مثلى لتواصل المسلحين والإرهابيين ببعضهم البعض.

مصدر رفيع في وزارة الاتصالات المصرية قال لـ"موقع الحرة" إن الموضوع لا يزال في طور الدراسة، رافضا الإدلاء بأي تعقيب أو معلومات.

يذكر أن إنترنت الأقمار الصناعية قد لعب دورا هاما في التواصل خلال الربيع العربي في عام 2011 خاصة في مصر، عندما قطع مزدو الإنترنت المحليون الخدمة جراء ضغوط حكومية.

تزايد الحجب

وخلال الأعوام الأخيرة حجبت مئات المواقع الإلكترونية في العالم العربي، خاصة في مصر والسعودية والإمارات.

ففي مصر، بلغ عدد المواقع المحجوبة وفقا لإحصاء منظمة حرية الفكر والتعبير AFTE حتى تاريخ 1 شباط/فبراير 2018، إلى 496 موقعا.

وكانت المنظمة قد طالبت في دعوى قضائية في 30 تموز/يوليو 2018، بإلزام السلطات بتوضيح الأسباب الإدارية والفنية التي أدت إلى حجب هذه المواقع، مع إلزام مقدمي خدمات الاتصالات بإزالة العقبات التقنية لتمكين المستخدمين من الوصول إلى المواقع المحجوبة.

وبحسب المنظمة فإن حجب هذه المواقع يخالف نص قانون تنظيم الاتصالات الذي أصدر في عام 2003، خاصة مبادئ علانية المعلومات، وتوفير الخدمة الشاملة، وحماية حقوق المستهلكين.

وتقول المنظمة إنه تم حجب أكثر من 26 ألف موقع عشوائيا، بسبب أسلوب حجب المواقع القائم على حجب حزمة بروتوكولات الإنترنت (TCP/IP).في الإمارات، فقد نشرت صحيفة الاتحاد المحلية تقريرا في 2018، يفيد حجب نحو 4939 موقعا إلكترونيا خلال عام 2017، مقابل حجب نحو 3829 موقعا خلال عام 2016.


أما في السعودية، فتقول هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أنها "عالجت" أكثر من مليون ومئتي ألف رابط في عام 2017، فيما نسبة الحجب في هذا العام غير معروفة.

وقد بلغت نسبة المواقع المحجوبة في عام 2016 نحو 68% من إجمالي 900 ألف رابط تمت معالجتها من قبل هيئة الاتصالات السعودية.

وبعيدا عن المواقع الإباحية والجنسية التي يتم حجبها في هذه الدول، فإن المواقع الإخبارية تأتي في المرتبة الثانية غب مسالة الحجب.

على مستوى الشرق الأوسط، حجبت إيران نحو 50 بالمئة من أكثر 500 موقع زيارة بحسب دراسة جمعية USENIX لدراسات أنظمة الحاسب الآلي.

في تركيا، تحجب السلطات التركية نحو 100 ألف موقع، وفقا لقسم الاتصالات بحزب الشعب الجمهوري المعارض، وقد نشرت صحيفة "حريت" التركية تقرير الحزب. ويأتي موقع "ويكيبيديا" على رأس أهم المواقع المحجوبة.

​عقبات محتملة

آمال كثيرة تعول على إنترنت الأقمار الصناعية وعلى رأسها "ستارلينك"، لكسر سياسة الحجب، إلا أن ماسك لم يكن بمثل هذه الدرجة العالية من التفاؤل فيما يخص هذا الأمر.

وأبدى ماسك قلقه في تصريح له في عام 2015، بخصوص عقبات صينية محتملة أمام خططه، إذ يجب على الحكومة الصينية الموافقة على إنشاء أطباق هوائية وروابط أرضية لاستقبال إشارات الأقمار الصناعية الخاصة بـ"ستار لينك".

لكن قد ترفض الصين السماح لشركة ماسك بإنشاء هذه الأجهزة في الصين، من باب المحافظة على سياسة "الحائط الناري العظيم"، وهي مجموعة من الإجراءات تفرضها السلطات الصينية لمراقبة الإنترنت بما في ذلك حجب مواقع إخبارية عالمية.

ومن المفترض أن يركب مستخدمو إنترنت "ستارلينك"، نوعا جديدا من الأجهزة الهوائية التي تتصل أوتوماتيكيا بأقرب قمر صناعي يرسل أفضل إشارة إنترنت. لكن قبل هذه المرحلة، سيعتمد ماسك على الاتصالات الأرضية لإيصال الإنترنت مؤقتا.

وقال ماسك في تصريحه حينها، "إذا غضب الصينيون منا، فقد يفكرون في تفجير الأقمار الصناعية.. إن الصين تستطيع فعل ذلك، لذلك ربما علينا ألا نبث هناك".

وفي عام 2007، أطلق الجيش الصيني صاروخا لتدمير قمر صناعي كان يدور في مدار الأرض لرصد الأحوال الجوية.

اجمالي القراءات 1498
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق