مترجم: هذه الدول تحتفل في 2018 بمئوية تأسيسها

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠١ - يونيو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


مترجم: هذه الدول تحتفل في 2018 بمئوية تأسيسها

عند انتهاء الحرب العالمية الأولى والثورة الروسية كان هناك بعض الفوضى، والتقرير الذي نشرته صحيفة الباييس الإسبانية يستعرض التغيرات التي حدثت وأسفر عنها تأسيس دول جديدة تحتفل هذا العام بمرور قرن على تأسيسها، كما لا يغفل دولًا أخرى نشأت في الفترة نفسها وتفككت قبل أن تُكمل مائة عام.

مقالات متعلقة :

كان عام 1918 عامًا معقدًا. فما إن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى كانت الخريطة الأوروبية تتغير بالكامل. تفككت الإمبراطورية النمساوية المجرية، واندلعت الثورة في روسيا قبل عام مثلًا، ولهذا ليس غريبًا أن تحتفل بضع دول في عام 2018 بمئوية تأسيسها.

أيسلندا

يعود تاريخ المستوطنات الأولى في الجزيرة إلى أواخر القرن التاسع، وأغلبها كان ينتمي إلى النرويج. وفي القرن العاشر كان لدى الجزيرة مجلس تشريعي ومجلس تشريعي تولّى التشريع والحكم، وفي عام 1262 خضعت الجزيرة لحكم النرويج التي انضمت في أواخر القرن الرابع عشر إلى التاج الدنماركي، احتفظت أيسلندا حينها بقدر من الاستقلال بالحكم في العهد الملكي، وأُلغي المجلس التشريعي فقط بين عامي 1800 و1845.

في الأول من ديسمبر (كانون الأول) عام 1981، اتفقت أيسلندا على الاستقلال عن الدنمارك التي احتفظت بالسيطرة على السياسة الخارجية. كانت المعاهدة تنصّ على إعادة النظر في بنودها بعد مرور 25 عامًا، لكن في عام 1943 حالت الحرب العالمية الثانية دون القيام بذلك، وفي عام 1944 ألغت أيسلندا من جانب واحد كل روابط الاتحاد الدستوري مع الدنمارك، وأنشأت في 17 يونيو (حُزيران) عام 1944 جمهورية كان سفين بيورنسون أول رئيس لها.

يبلغ سكان البلاد حوالي 340 ألف نسمة، يعيش أكثر من 200 ألف منهم في العاصمة ريكيافيك وما حولها، وفي عام 2013 بدأت مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسحبت ترشيحها للانضمام عام 2015 ، لكن الحكومة الحالية وعلى رأسها المحافظ جارني بنديكتسون رئيسًا للوزراء تخطط لبدء المفاوضات من جديد في نهاية الدورة التشريعية التي تنتهي عام 2020.

أذربيجان

لم تكن هناك دولة أذربيجان حتى عام 1918، وكما تقول الموسوعة البريطانية «كان المسلمون في منطقة القوقاز يرون أنفسهم جزءًا من العالم الإسلامي؛ الأمة، وكان الروس يشيرون إليهم باسم التتار؛ ولم يستخدم المثقفون الوطنيون كلمة أذربيجانيون حتى سنوات ما قبل الثورة، واستُخدم فقط على نطاق واسع وبشكل رسمي خلال الفترة السوفييتية».

بعد الثورة الروسية توحدت أذربيجان وجورجيا وأرمينيا في جمهورية فيدرالية قوقازية وبالكاد بعد مرور بضعة أسابيع من عام 1918 أعلنت الدول الثلاثة انفصالها، بعد قليل، وكذا تأسست أذربيجان في 28 مايو (أيار). ( لم يتناول التقرير الحديث عن أرمينيا وجورجيا لأنهما كانتا مستقلتين من قبل)

مع ذلك، ففي أبريل (نيسان) من عام 1920 دخلت القوات السوفيتية إلى البلاد، وصارت أذربيجان جزءًا من الاتحاد السوفيتي إلى أن أعلنت استقلالها عام 1990، والذي اعتُرف به في العام التالي، بين عامي 1991 و1994 كانت في حرب مع الانفصاليين الأرمن في منطقة مرتفعات قرة باغ، والتي أعلنت نفسها دولة مستقلة بالفعل لكنها لم تلق الاعتراف الدولي.

يعيش في أذربيجان حوالي 9.8 مليون نسمة، وعاصمتها باكو، وتبلغ مساحتها 86600 كيلومتر مربع.

بيلاروسيا (روسيا البيضاء)

كانت بيلاروسيا الدولة الأصغر بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي، بين روسيا وأوكرانيا، رغم أن لها هويتها ولغتها الخاصة، ولم تكن مستقلة أبدًا حتى عام 1918، كانت تحت حكم ليتوانيا وبولندا، ومنذ القرن الثامن عشر كانت تحت السيادة الروسية.

في عام 1918 كانت مستقلة لفترة قصيرة. كان لدى الألمان نية إقامة دول دمى في أوروبا فدعمت تأسيس جمهورية بيلاروسيا الوطنية، لكن ألمانيا خسرت الحرب عام 1918 وتحولت بيلاروسيا لتصبح إحدى أربع دول أسست الاتحاد السوفيتي. وأعلنت استقلالها عام 1991.

نُفيت الحكومة عام 1918 حين بدأت المرحلة الشيوعية، واحتفظت بالمؤسسة خلال المرحلة السوفيتية، إلى أن وصل المعارض الأول للاتحاد السوفيتي – والديكتاتور في الواقع ألكسندر لوكاشينكو عام 1994، ومنذ ذلك الوقت يُقام احتفال سنوي بالاستقلال في مثل هذا اليوم ( 25 مارس (آذار)).

عاصمة الدولة هي مينسك ويبلغ عدد سكانها 9.6 مليون نسمة، ذهبت 84% من الأصوات الانتخابية في عام 2015 إلى لوكاشينكو، ومن الطبيعي أن تبدو النسبة مريبة: وفقًا للمراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) فقد كان تقييم المشاركة في المراكز الانتخابية «سيء» أو «سيء جدًا» إذا قدرت بنسبة 30%.

دول البلطيق

إستونيا بداية من القرن الثاني عشر اتجه الساكسونيون والسلاف والدنم والسويديون والبولنديون والألمان إلى طريقهم نحو أراضي البلطيق وفنلندا، كما أوضح تومك يانكوفسكي في كتابه شرق أوروبا. الأراضي التي أصبحت اليوم إستونيا كانت قد انتقلت إلى الحكم السويدي في منتصف القرن السابع عشر. ولم يمض وقت طويل حتى كان القيصر الروسي بطرس الأول قد غزا جمهوريات البلطيق في عام 1721.

بعد الثورة الروسية، تمتعت إستونيا بالحكم الذاتي وأعلنت استقلالها في 24 فبراير (شباط) من عام 1918. وكان ذلك قبل أيام من توقيع روسيا على معاهدة بريست ليتوفسك، التي وضعت نهاية لمشاركتها في الحرب العالمية الأولى، ونقلت السيادة على دول البلطيق إلى ألمانيا. مع ذلك خسرت ألمانيا في ذلك الصراع واستعادت إستونيا استقلالها عام 1920 بعد حرب قصيرة مع الاتحاد السوفيتي، احتفظت البلاد بالديمقراطية حتى عام 1934 حين تم حلّ البرلمان على إثر الكساد الكبير، وأقام قسطنطين باتس نظامًا سلطويًا.

في عام 1940 خلع ستالين حكومة تالين عاصمة إستونيا وصارت البلاد واحدة من الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. وكما كتب أندريو مار في كتاب تاريخ العالم «كانت رؤية ستالين أن تتحكم روسيا في المجال العسكري بأكبر طريقة ممكنة».

حققت البلاد استقلالها من جديد عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وصارت إستونيا وليتوانيا ولاتفيا جزءًا من الاتحاد الأوروبي عام 2004، وتتعامل إستونيا باليورو منذ عام 2011، ولحقتها ولاتفيا عام 2014 واستغرقت ليتوانيا وقتًا أطول حتى عام 2015.

لاتفيا: ومثلما حدث في إستونيا، أعلنت لاتفيا استقلالها عن روسيا في 18 ديسمبر 1918. ورغم أن البلاد لم تتأثر بالكساد الكبير مثل إستونيا فقد قام رئيس الوزراء كارليس أولمانيس بحلّ البرلمان عام 1934 وأسس نظامًا سلطويًا.

وفي عام 1940 دخلت القوات السوفيتية البلاد وأصبحت لاتفيا إحدى الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وفي أغسطس (آب) من عام 1991، أعلنت لاتفيا استقلالها وعاصمتها اليوم هي ريغا.

ليتوانيا: احتفلت ليتوانيا بمئويتها في 16 فبراير الماضي، وذكّر نائب مدير المعهد اللاتفي للشؤون الدولية، كارليس بوكوفيسيس، بأن «الذكرى المئوية هي تذكير بأننا لسنا بلدانًا جديدة، وأن لدينا متوسط عمر يقارب الدول الأوروبية الحديثة مثل فنلندا»، التي استقلت عام 1917.

لكن ورغم هذه الاحتفالات علينا أن نتذكر أن ليتوانيا كانت دولة مستقلة في السابق: في منتصف القرن الثالث عشر توحدت القبائل في ليتوانيا اختارت لها ملكًا هو مينداجواس: فنشأت بذلك دوقة كبيرة انضمت إلى بولندا في عام 1385، والذي أصبح كومنولث بين البلدين في عام 1569. لكن هذه الرابطة انحلت في القرن الثامن عشر وأصبحت ليتوانيا تحت الحكم الروسي.

وفي عام 1915 احتلت ألمانيا ليتوانيا بهدف إقامة دولة تابعة لها عقب الحرب العالمية الأولى. وأعلنت ليتوانيا استقلالها عام 1918، رغم ان الألمان لم يخرجوا سوى بعد انتهاء الصراع بدخول الروس لاستعادة الأرض – دون جدوى، وأسس دستور عام 1322 نظامًا ديمقراطيًا لكن انقلابًا عسكريًا عام 1926 أسس نظامًا استبداديًا في البلاد برئاسة أنتاناس سمتانا.

ومثل دول البلطيق الأخرى أصبحت إحدى الدول الاشتراكية للاتحاد السوفيتي حتى استقلالها عام 1991.

دولتان لم تكملا القرن

يوغوسلافيا بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية في نهاية الحرب العالمية الأولى، في 1 ديسمبر 1918، تم إعلان مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين في بلغراد يحكمها بطرس الأول، لكن الملك ألكسندر الأول أنهي الديمقراطية عام 199 وسمّى البلاد يوغوسلافيا بهدف لإقامة وحدة أكبر، وقتل ألكسندر في عام 1934 خلال زيارة إلى فرنسا.

خلال الحرب العالمية الثانية غزا هتلر يوغوسلافيا وقام جوزيف بروز، المعروف باسم تيتو، بتنظيم المقاومة اليوغوسلافية والتي ساهمت بشكل حاسم في تحرير البلاد.

بعد الحرب العالمية، أقامت البلاد نظامًا شيوعيًا، لكنها حافظت على قدر من الانفتاح والاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، بالإضافة إلى منظمة فدرالية. ولكن بعد وفاة تيتو عام 1980، وكما يقول تومك يانكوفسكي في كتابه شرق أوروبا. «كان وصول الانتهازيون مثل سلوبودان ميلوسيفيتش وفرانجو ترودجمان إلى السلطة مسألة وقت فقط، مما زعزع استقرار التوازن الدقيق الذي حافظت عليه يوغسلافيا، وأدى إلى الحروب بين الأشقاء في التسعينيات».

تسببت هذه الحروب في وفاة 125 ألف قتيل وشردت 3.4 مليون لاجئ، في عام 1991، أعلنت كل من سلوفينيا ومقدونيا وكرواتيا وكوسوفو استقلالها. وفي فبراير عام 2003، تغير ما تبقى من يوغوسلافيا ليصبح اسمها اتحاد صربيا والجبل الأسود. وفي مايو عام 2006، صوتت الجبل الأسود لتصبح مستقلة ، وهو ما فعلته الصرب أيضًا عام 2008.

تشيكوسلوفاكيا نشأ هذا البلد في 28 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1918 خلفًا للإمبراطورية النمساوية المجرية. واستطاعت الحفاظ على الديمقراطية خلال العشرينيات والثلاثينيات، إلى أن وصلت قوات هتلر في عام 1938 إلى منطقة جبال السوديت وغزت بقية البلاد في عام 1939.

بعد الحرب، فاز الحزب الشيوعي في الانتخابات، ومع ذلك ، قام ستالين بالمناورة حتى استولى مؤيدوه على السلطة وبدؤوا فترة من القمع. في عام 1968 ومع الحركة المسماة ربيع براغ، حاول الرئيس ألكسندر دوبتشيك بدء مرحلة من الانفتاح، والتي سُميت «الاشتراكية ذات الوجه الإنساني». لكن قوات الاتحاد السوفياتي أنهت المبادرة في أغسطس من العام نفسه.

بعد الاحتجاجات التي تصاعدت في أواخر الثمانينيات، فيما سُمي بالثورة المخملية، أُجريت انتخابات ديمقراطية في عام 1990. وعلى الرغم من محاولات الحفاظ على جمهورية فيدرالية، فقد تمّ حلّ البلاد سلميًا في 1 يناير (كانون الثاني) 1993، لتصبح الجمهورية التشيكية والجمهورية السلوفاكية.

اجمالي القراءات 2332
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق