الوهابية» التي لا يعرفها «بن سلمان».. نشرها الأجداد وتنصل منها الحفيد

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الخليج الجديد


الوهابية» التي لا يعرفها «بن سلمان».. نشرها الأجداد وتنصل منها الحفيد

الوهابية».. كانت أحد محاور حديث ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، خلال حوارين الأسبوع الماضي، تارة يتحدث فيها عن نشر أجداده وأعمامه لها لمواجهة السوفييت، قبل أن يكشف أنه لا يعرف معناها من الأساس، ويتنصل منها.

وأثارت تصريحات «بن سلمان»، المتناقضة بين صحيفة «واشنطن بوست»، ومجلة «ذا أتلانتك» الأمريكيتين، نوعا من الجدل.

مواجهة السوفييت

وفي حديث مع صحيفة «واشنطن بوست»، الأسبوع الماضي، قال «بن سلمان»، إن استثمار بلاده في نشر الوهابية كان بطلب من الحلفاء خلال فترة الحرب الباردة، بهدف منع الاتحاد السوفييتي من التغلغل أو كسب نفوذ في دول العالم الإسلامي.

وأضاف «بن سلمان» أن «جذور الاستثمار السعودي في المدارس والمساجد تعود إلى فترة الحرب الباردة، عندما طالب الحلفاء السعودية باستخدام مواردها لمنع الاتحاد السوفييتي من تحقيق نفوذ في الدول الإسلامية».

وتابع: «الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار، والآن نريد العودة إلى الطريق».

لا أعرف معناها

وفي مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتك»، الأسبوع الجاري، قال «بن سلمان» لمحاوره إن السعوديين لا يعرفون ما المقصود بالوهابية.

وفي رده على سؤال من المحاور، الصحفي «غيفري غولدبيرغ»، عن معنى الوهابية، قال: «ماذا تقصد بالوهابية؟».

فرد عليه «غولدبيرغ»: «أنت ولي عهد السعودية. أنت تعرف معنى الوهابية».

ليرد عليه «بن سلمان»: «لا أحد يستطيع أن يُعرّف الوهابية. لا توجد وهابية. لا نعتقد أنه توجد وهابية (في المملكة). نعتقد أننا لدينا سنة وشيعة، كما نعلم أن لدينا في الإسلام السُني مذاهب فكرية، ولدينا علماء ومجلس فتاوى، نعم في المملكة واضح أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، لكن لدينا المذاهب الأربعة (الحنبلي والحنفي والشافعي والمالكي)».

تراجع

الخبير المتخصص في الشؤون الدولية «وسيم الأحمر»، قال إن تصريحات «بن سلمان» بشأن اعترافه بوجود الوهابية في «واشنطن بوست»، تناقض كل التصريحات السعودية الرسمية السابقة التي كانت تتحدث عن عدم وجود هذا الأمر.

ولفت «الأحمر»، إلى أن تصريحات «بن سلمان»، كانت تهدف إلى إرسال عدة رسائل إلى الولايات المتحدة.

 

 

وهو ما أشار إليه مراقبون، بالتراجع عن هذا التصريح في المقابلة مع «ذا أتلانتك»، بعدما أثار تصريحه السابق ردود أفعال واسعة، ووصلت الرسائل لأهدافها.

تساؤلات

فيما غرد الإعلامي «فيصل القاسم»: «لا أدري ما هو موقف شيوخ الوهابية عندما يسمعون الآن بأنهم كانوا مجرد أدوات أمريكية لمواجهة الخطر الشيوعي، كما اعترف ولي العهد السعودي بنفسه في لقاءاته في أمريكا؟.. وقد آن الأوان لتغيير هذا النهج المتشدد».

 

 

فيما وجه المفكر «عزمي بشارة»، عدة «أسئلة خالدة لقادة عرب لا يفترض أن يصدم بعدها أحد»، ذكر من بينها «ما هي الوهابية؟ نحن لا نعرف ما هي؟».

 

 

ليرد عليه الكاتب القطري «عبدالله العذبة»، ساخرا: «الوهابية غير موجودة بل خرافة، لكنها شيء يدافع عنه تركي وناسه، بل ويطالب قطر بتغيير اسم الجامع المقابل لقناة الجزيرة لأنها لم تلتزم بنهج جده حليف محمد بن سعود جد محمد بن سلمان الذي لا يعرف ما هي الوهابية ويشهد بذلك محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي المارقة وشكرا».

 

 

قبل أن تضيف الإعلامية «إيمان الحمود»، بالقول: «الوهابية كانت كذبة لمواجهة المشروع السوڤييتي.. والثورة الإسلامية كانت كذبة لنشر المشروع الفارسي.. ليت كل الكذب ككذبة أبريل».

وأضافت: «محمد بن سلمان: لا أحد يستطيع تعريف -ما تسمونه- الوهابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية! نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية.. الوهابية كانت كذبة إذن».

 

 

أما «أحمد السليطي»، فقال: «الوهابية كانت الركيزة الرئيسيّة في حكم عبدالعزيز وأبناءه للدولة السعودية.. فإذا كرهها أول حفيد يأتي كملك.. فالمفروض أن يُفعِّل الركائز الأخرى في حكمه مثل الوظائف والتعليم والصحة والمسكن والعدل وحسن الجوار وكل ذلك غير متوفر  بمستوى دولة ولكن بصورة انتقائية.. الحكم ليس ما تحب وما تكرهه».

 

 

بينما تهكم حساب «نحو الحرية»، بالقول: «النظام السعودي نشر سابقاً الوهابية بأوامر أمريكا (لخدمة أمريكا ضد السوفيت).. واليوم ينشر الإسلام الأمريكي أيضاً بأوامر أمريكا وبإشراف مباشر من الكونغرس».

وأضاف: «هذا النظام أقذر نظام عرفه التاريخ».

 

 

يشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، كشف وزير الخارجية الأمريكي حينها «ريكس تيلرسون»، أن الرئيس «دونالد ترامب» اتفق مع السعودية على تغيير مناهجها لمحاربة ما وصفه بـ«الفكر الوهابي».

وجاءت تسمية «الوهابية» نسبة إلى الدعوة الدينية التي أسسها الشيخ «محمد بن عبدالوهاب» رحمه الله بالمملكة العربية السعودية.

اجمالي القراءات 3235
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق