شهد أول حفل نسائي في السعودية إقبالاً لافتاً تمثل في حضور أكثر من 3000 امرأة في مدينة جدة، برعاية هيئة الترفيه ودعمها.

أحيا الحفل الأول من نوعه، الفنانة الإماراتية «بلقيس فتحي»، تزامناً مع احتفالية الإمارات باليوم الوطني الـ46.

وقدمت «بلقيس» مجموعة من الأغاني المتنوعة بدأتها بالنشيد الوطني السعودي ثم الإماراتي، لتتوالى بعد ذلك الأغاني التي لاقت تفاعلا من الحضور الذين قاموا بترديدها وسط أجواء احتفالية ضخمة.

واختتمت حفلها الكبير بأغنية «عاش سلمان يا بلادي»، قائلة: «هذا اليوم يوم تاريخي، ومميز بالنسبة لي، فطوال مشواري الغنائي لم أشاهد جمهورا حماسيا متفاعلا بهذا الشكل، حقيقة هذا الحفل أجمل حفل قدمته حتى الآن».

نقلة نسائية

بدورها، قالت «غادة غزاوي» الرئيسة التنفيذية للشركة المنظمة (GAG) لـ«الشرق الأوسط» إن «الحفل يعتبر نقلة في احتياجات المجتمع النسائي نحو التغيير وانطلاقة لسلسلة حفلات غنائية نسائية تتلاءم مع خصوصية المجتمع السعودي».

ووصفت تفاعل الجمهور النسائي مع «بلقيس»، بتعطش هذه الفئة للحفلات الغنائية التي تجمعهن بشكل مباشر مع مطرباتهن المفضلات، شاكرة الحكومة السعودية وهيئة الترفيه على إتاحة هذه الفرصة للنساء التي لاقت استحسانا وإقبالا كبيرا لم يكن متوقع.

وتضمنت «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، العام الماضي، تنشيط فعاليات «هيئة الترفيه».

وبدأت الهيئة في سبتمبر/أيلول من العام 2016 بإطلاق فعاليات في العاصمة الرياض ومن ثم محافظة جدة غربي البلاد، في محاولة منها لبدء نشاطاتها على نطاق واسع داخل السعودية.

وتشهد فعاليات «الهيئة العامة للترفيه»، صراعا محتدما بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية.

ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.

وفي مارس/آذار الماضي، أفتى مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها، وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين».

وقال المفتي: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».