إقبال كثيف على "التخصيب الصناعي" بالبحرين وجدل حول شرعيته

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


المنامة- علي ربيع

وسط تحذيرات من انخفاض معدل الخصوبة لدى الذكور البحرينيين، دعا أطباء إلى وضع لائحة استرشادية تضبط عمل العيادات المساعدة للإخصاب لكي لا تتحول عمليات التخصيب الصناعي إلى "تجارة تنتهك المحرمات"، وذلك مع الاقبال الكثيف على إجراء هذه العمليات من قبل المواطنين وكذلك مواطني الدول المجاورة.



لكن أحد أشهر المتخصصين في عمليات التخصيب الصناعي نفى هذا الاتهام، مؤكداً أن المستشفى الذي يشرف عليه يطبق المعايير الدولية في هذه العمليات.

وأطلق أطباء مجمع السلمانية الطبي، المستشفى الحكومي الرئيسي في البحرين، تحذيراً بشأن عدم قدرة وحدة العناية القصوى لحديثي الولادة على استقبال أطفال جدد. وجاء التحذير بعد وفاة 6 أطفال لامرأة واحدة في يونيو/ حزيران خلال أقل من شهر على ولادتهم.

وتعتبر وحدة العناية بالأطفال حديثي الولادة في "السلمانية" الوحيدة القادرة على استيعاب الحالات الخاصة، وتستوعب حتى 25 طفلاً. ويعمل المستشفى على تطوير الوحدة لاستقبال المزيد من الأطفال.

وتدرس وزارة الصحة قانوناً يضبط عمليات التخصيب الصناعي، وهو ينتظر موافقة الدائرة القانونية بالوزارة لإقراره. وأكد د. توفيق نصيب رئيس قسم التسجيل والتراخيص لـ"العربية نت" إن القانون "سينظم عمليات التخصيب وسينهي الفوضى في هذا المجال".

جدل حول شرعية التخصيب

كشف أحد المستشفيات الذي تحفظ على ذكر اسمه أن المرضى السعوديين يشكلون 20% من مجموع مرضاه

وقال الاستشاري علي إبراهيم رئيس قسم الأطفال في "السلمانية" إن الأطباء المتخصصين لمسوا زيادة في معدلات الحمل المتعدد خلال العامين الماضيين.

وأوضح "فيما يظهر أن بعض العيادات الخاصة تستعجل في الاتجاه نحو التلقيح الصناعي". وأضاف "لسنا ضد معالجة مشكلة العقم لكن يجب التأني وبحث الأسباب والتشخيص الصحيح لتأخر الحمل قبل إجراء العمليات أو التنشيط". ودعا الاستشاري علي إبراهيم إلى تثقيف المتزوجين حديثاً بمخاطر الولادة المبكرة، مؤكداً على ضرورة وجود لائحة استرشادية لعمليات التلقيح الاصطناعي.

من جانبها دافعت الدكتورة سميرة مدن استشارية أمراض نساء وولادة عقم عن خيار التخصيب. وقالت لـ"العربية نت" إنه "ليس من حق أحد أن يحرم الزوجين من الإنجاب (...) إن لم تكن هناك طريقة أخرى فمن حقهم أن يلجآ إليها". واعتبرت "مدن" أن معدلات من عمليات التخصيب في البحرين تكاد تكون طبيعية.

وتشترط المعايير الدولية زرع جنينين اثنين في المرأة التي يقل عمرها عن 35 عاماً، وترتفع إلى ثلاثة أجنة كلما كبرت في العمر.

وهاجمت استشارية الأطفال والأطفال الخدج الدكتورة منى الجفيري مراكز التخصيب التي "لا تلتزم بالمعايير في هذا المجال". وقالت لـ"العربية نت" إن عمليات التخصيب تحولت إلى تجارة، مستدركة أن بعض الأطباء يقعون ضحية ضغوط المرضى الذين يريدون الحصول على الأطفال "بأسرع وقت وهو ما يجعلهم يتجاوزون هذه المعايير مضطرين".
ودعت (منى.س) وهي شابة رزقت بثلاثة أطفال قبل عام بعد انتظار أكثر من سبعة أعوام إلى وضع ضوابط لعملية التخصيب "لحماية صحة الأمهات والأطفال".

ويعتبر هذا النوع من العمليات رخيصا في البحرين مقارنة بدول الخليج الأخرى، وهو ما دفع مرضى من دول الخليج والسعودية خصوصاً إلى العلاج في البحرين. وكشف أحد المستشفيات الذي تحفظ على ذكر اسمه أن المرضى السعوديين يشكلون 20% من مجموع مرضاه.

وتجري بعض المستشفيات هذه العملية مقابل أقل من 1500 دينار مقارنة بـ 3 آلاف وأكثر في مستشفيات أخرى في البحرين ودول الخليج.

وتعمل في البحرين خمسة مراكز للتخصيب كلها يديرها القطاع الخاص، وتجري حوالي 500 عملية سنوياً، وتبلغ نسبة نجاح العملية عادة ما بين 40% و45%.
وعرفت البحرين عمليات التخصيب قبل 20 عاماً لكنها تطورت وارتفعت نسبة نجاحها – حسبما يقول المتخصصون- خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب تحسن التقنيات والأجهزة والمواد الزرعية ومهارة الأطباء وارتفاع معنويات المرضى.

عمل إنساني

وأكد مدير أحد مستشفيات التخصيب البحرين أن هدف مستشفاه ليس الربح المادي ولا استغلال الناس بل تقديم خدمات إنسانية. وقال الدكتور أحمد بركات استشاري أمراض النساء وعلاج العقم "لا ننصح أحداً بحمل جنينين أو ثلاثة ولكننا نراعي في بعض الحالات النواحي الإنسانية مثل انتظار امرأة للحمل أكثر من 16 عاماً". وأضاف "لدينا معايير ثابتة وأخلاقيات لا نتجاوزها ومرضانا يشهدون بذلك".

وحذر "بركات" من انخفاض نسبة الخصوبة لدى الرجال البحرينيين. وقال لـ"العربية نت" إن النسبة في السابق كانت 30% عند الرجال لكنها ارتفعت بشكل كبير من بداية الثمانينيات. وأبدى استغرابه من وجود "شبّان صغار في بداية ومنتصف العشرينات يحملون ما بين مليون ومليوني حيوان منوي في كل سنتم في حين أنه يفترض أن تصل إلى 20 مليوناً أو أكثر".

وأرجع "بركات" الأسباب إلى التأثيرات البيئية التي خلفتها حرب الخليج الأولى والثانية، وإقبال الذكور البحرينيين على التدخين، وكثرة استخدام المبيدات الحشرية.


اجمالي القراءات 1847
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق