8 مشاهد لـ«الليلة الحزينة»على أبواب الكنيسة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


8 مشاهد لـ«الليلة الحزينة»على أبواب الكنيسة

 
تصوير - محمد عبد الوهاب
المصريون تجمعوا أمام الكنيسة بعد الجريمة البشعة

«لم يفرق الإرهاب بين الدماء المصرية، فالمسلم بجوار المسيحى، ذهب إلى الكنيسة ليقف بجوار جاره القبطى يشاركه لحظات الفرحة فى زواجة نجله أو بنته».. هذا المشهد الذى يجسد أحد ملامح «مذبحة» كنيسة الوراق بالجيزة. «المصرى اليوم» رصدت تفاصيل ساعات الرعب والحزن التى عاشها الأقباط، وبجوارهم جيرانهم من المسلمين، إنها صورة بشعة لإرهاب لم يفرق بين رجل مسن وسيدة عجوز وطفلة لم تبلغ العاشرة من عمرها.

المشهد الأول: تدق أجراس الكنيسة، لإعلان بدء إكليل الزواج، وتلاوة الترانيم، لإعلان بداية جديدة لعروسين، تحمل الكثير من الأمل والتفاؤل، الفرحة كانت عارمة، بين الأهل والأصحاب، تصحبهم الأغانى والموسيقى والرقص، ابتهاجا بإتمام الزواج، الساعة تدق «التاسعة مساءً» عروس أكملت إكليل الزواج، والأخرى تدخل الكنيسة، يقف الجميع على بوابة الكنيسة الرئيسية، التى تطل على نهر النيل، يتبادلون التهانى، يقف جيرانهم من المسلمين داخل الكنيسة وخارجها، لا يفصل بينهم شىء، تربطهم المحبة وحب الوطن، ولم تفرقهم أى اختلافات فى العقيدة، جاءوا لتهنئة جارهم المسيحى بزواج نجله أو نجلته.

المشهد الثانى: وقف جيران العروسين، ينتظران وصولهما، تغمرهم الفرحة، تصطف السيارات بجوار مبنى الكنيسة ويقف أمين شرطة لحمايتها من أى اعتداء، تظهر سيارة ميكروباص ماركة «بومة»، تقوم بتعطيل المرور، ومن أمامها شخصان ملثمان يستقلان «دراجة بخارية» يطلقان وابلا من الرصاص على كل الواقفين بجوار بوابة الكنيسة الرئيسية، يعلو الصراغ والعويل، وتدخل بعض السيدات والأطفال للاحتماء بالكنيسة بعد سقوط عدد من الضحايا.. «اتصلوا بالجيش فين الشرطة؟ عاوزين إسعاف» كلمات سيطرت على المشهد أمام «الكنيسة»، وتحول الشارع إلى خلية من المواطنين مهرولين نحو مصدر إطلاق الرصاص، دقائق وبدأت تتوافد سيارات الإسعاف والمطافئ، وعشرات من ضباط الشرطة، وتم نقل جثامين القتلى والمصابين إلى عدة مستشفيات.

المشهد الثالث: فرضت قوات الشرطة كردوناً أمنياً حول كنيسة العذراء بالوراق، وانتشرت العشرات من سيارات حاملات الجنود والمدرعات، ورجال قوات العمليات الخاصة حول الكنيسة، وتم عمل مسح شامل للمنطقة، لملاحقة العناصر الإرهابية التى نفذت الحادث، حالة من الرعب أصابت الأهالى داخل المنازل، وبدأ توافد المئات من المواطنين المسيحيين والمسلمين على الكنيسة للتبرع بالدماء، ونقل المصابين، وقطعوا طريق الكورنيش اعتراضا على الحادث، واتهموا الأمن بالتقصير فى عملية تأمين الكنيسة، فيما تحاول قوات الأمن إقناع المتظاهرين بفتح الطريق بعد أن تسبب فى حالة من الشلل المرورى، وعدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى موقع الحادث.

المشهد الرابع: انطلقت تفسيرات حول دوافع الواقعة، فقيل كان يوجد ثأر وخلاف بين هؤلاء المسلحين الذين أطلقوا النيران أثناء القيام بإقامة إكليل الزواج، ثم يخرج القس داود إبراهيم، كاهن كنيسة العذراء بالوراق، لينفى وجود خصومة ثأرية، ويؤكد أن الحادث يستهدف الأقباط، وعملية إطلاق النيران تمت بطريقة عشوائية ولم توجه لشخص بعينه حتى نقول إنه توجد خصومة ثأرية، وإن هدف الجناة إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط، أهالى المصابين يحاولون الاطمئنان على ذويهم، ظل هذا المشهد مسيطرا، لمدة ثلاث ساعات بعد وقوع الحادث.

المشهد الخامس: أهالى المصابين يسردون روايات مختلفة من داخل المستشفيات، بعد دخول الضحايا إلى غرفة العناية المركزة، وإجراء عمليات عاجلة لبعض المصابين بطلقات نارية، «مينا حنا»، يقول: «كنا واقفين أمام الكنيسة، والكل فرحان بزفاف العروسين، وكان يحضر بعض جيران العروسة من المسلمين، وعند وقوفنا أمام باب الكنيسة فوجئنا بشخصين ملثمين يطلقان نارا على الكنيسة، واستهداف كل من يقف أمامها، وشاهدنا سيارة تقوم بتعطيل السيارات التى كانت تمر خلف الدراجة البخارية، وفروا هاربين»، ويضيف: «بدأ صراخ النساء والأطفال يتعالى وفوجئنا بوفاة شخصين متأثرين بإصابتهما بطلقات نارية وإصابة العشرات، الكنيسة مكنش أمامها قوات، وكانت غير مأمنة بالشكل الكامل».

المشهد السادس: المئات من الأقباط والمسلمين، ينظمون وقفة ومظاهرات أحتجاجية مرددين هتافات «مسلم مسيحى إيد واحدة» و«يحيا الهلال مع الصليب» و«مصر طول عمرها جامع وكنيسة» و«تعيش مصر وحدة واحدة مسلمين وأقباطاً.. لازم نقضى على الإرهاب»، وقام البعض بحمل صليب معا، فى الوقت الذى أغلقت فيه قوات الأمن البوابة الرئيسية للكنيسة، ومنع الدخول والخروج، ليبدأ فى اليوم التالى مشهد جنائزى للضحايا الذين سقطوا، وجثامينهم موضوعة داخل الصناديق، وسط حزن عارم وبكاء لأسر الضحايا.

المشهد السابع: انتقل فريق المحققين، برئاسة ياسر عبداللطيف، رئيس نيابة الوراق، وبدأ فى سؤال المصابين الذين يرقدون فى المستشفيات، ممن سمحت حالاتهم الطبية بسؤالهم ومناقشتهم حول ملابسات الحادث ومشاهداتهم له، وما إذا كان أحدهم قد تعرف على هوية الجناة من عدمه، كما عاينت النيابة مسرح الأحداث وسألت المواطنين ممن تسنى لهم مشاهدة الجريمة أثناء ارتكابها ومعلوماتهم حول الواقعة.

المشهد الثامن: الكنيسة تدق أجراسها، لإقامة الصلوات والتراتيل، على أرواح الشهداء والدعاء لشفاء المصابين، فى محاولة لتهدئة بعض الشباب الثائر، بقيادة راعى الكنيسة، القمص داوود إبراهيم، وسط حالة من الحزن، فيما يواسى بعض المواطنين المسلمين أسر الضحايا ويدعون للمصابين بالشفاء العاجل.

 


اجمالي القراءات 2468
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more