هند صبري تكتب عن أهلها في تونس: آن الأوان الذي نقول فيه جميعا للخوف.. وداعا

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٣ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


هند صبري تكتب عن أهلها في تونس: آن الأوان الذي نقول فيه جميعا للخوف.. وداعا

على عكس كثير من الفنانين والمطربين التونسيين، كتبت "هند صبرى" على صفحتها بالفيس بوك مقالة عن الأوضاع الجارية فى بلدها تونس منتقدة ما يحدث قائلة "من فضلكم لا تطلقوا النار"، وأكدت هند صبرى أنها كتبت المقالة وهى خائفة على تونس وأن يتعرض أهلها هناك إلى أذى، مطالبة بالنظر إلى كثير من المدن التونسية التى ما زالت بعيدة عن التحضر ووسائل المعلومات.

مقالات متعلقة :


ووقعت هند المقالة بـ" هند صبرى.. مواطنة تونسية.. ممثلة.. سفيرة للنوايا الحسنة برنامج الأمم المتحدة ضد الجوع".

وإلى نص التدوينة :

من فضلكم لا تطلقوا النار

نحن تونسيون فى الخارج ، نعيش ملتصقين أمام شاشات التلفاز منذ عدة أيام ، نشاهد المأساة العنيفة التى يعيشها أخواننا ، منهم المنتحرين و الشهداء من جراءالرصاصات الحقيقية التى يطلقها أفراد الشرطة أو الجيش.

لا تطلقوا النار

 شباب و خريجون  ، نحن نتفهم تماما الحيرة التى يشعر بها أخواننا الذين يضحون تضحيات كبيرة للحصول على شهـادة بالرغم من ظروف معيشية و لا يجدون الا المقاهى ليمضوا فيها أيامهم ، يشعرون بالخجل من عجزهم و الارتباك امام مصيرهم المجهول.

لا تطلقوا النار

فى كل مرة نعود فيها الى الوطن ، نلاحظ ازدياد فقر الطبقات المتوسطة التى كانت و لزمن طويل ، الطبقة التونسية  المتميزة ، و ظهور  طبقة " الأغنياء الجدد" الطبقة التى تزهو بحساباتها البنكية على حساب الانجاز الأكاديمى . كما اننا نلاحظ اتساع الهوة بين الطبقات ، مما يؤدى الى انتشار شعور المرارة و اليأس و البحث عن الخروج الى أماكن أخرى تتيح الفرصة أمام الحراك الاجتماعى.

لا تطلقوا النار

يصعب علينا ، ان نفهم ، انه وبعد مرور 50 عام على الاستقلال الذى دفعنا فيه الغالى و النفيس، فى ظل عصر العولمة ،  لا يزال يتم التعامل مع خيرة أجيال العالم العربى ، و أفريقيا باعتبارهم غير راشدين  ، بل ولا يسمح لهم بالتعاطى مع ما هو متاح من وسائل الاعلام و تبادل المعلومات و كأنهم فى زمن غير الزمن.

المعاهدة كانت واضحة ، ان يغلق الشعب أعينه عن نقص الحريات الممنوحة له و الموافقة على الرقابة المفروضة عليه فى مقابل حياة كريمة ونمط استهلاكى متاح و كاسب اجتماعية راسخة و نمو اقتصادى غير مسبوق ، يعطينا نحن الشعب التونسى فى المهجر اسبابا للتفاخر حيثما نكون.

و لكن ، و بالرغم ان الشباب يدرك ان النمو الاقتصادى و الاجتماعى لا يطال الجميع الا انه يأمل و يطالب بقليل من المساواة فى توزيع الثروة و يفصح عن رغبته فى احترامه و الاستماع اليه كثيرا.

لا تطلقوا النار

هناك الكثير من المدن التونسية التى تشعر انها خارج اطار النمو و خارج بؤرة اهتمام الاعلام .

فهؤلاء الشباب الذين باتوا لا يؤمنون بشىء ، لا فى التعليم و لا فى قيم التضامن الاجتماعى ، يحتاجون الى من يتحدث اليهم  الى من يفهمهم و يلقى الضوء عليهم ، لا أن نطلق النار عليهم.

لا تطلقوا النار

لا خلاف حول ان العنف و تدمير المنشآت العامة أو الخاصة و التى شاهدناها خلال الأيام السابقة لا يمكن الاشادة بهم كما ان تلك الوسائل العنيفة لن تحل المشكلة من جذورها.

 من المؤكد ان لا أحد يمكن ان يستحوذ على خطاب الوطنية ، كما ان الاتهامات المتبادلة بالخيانة لن تفيد الا فى اتساع الشقاق و البعد عن الاحتياجات الفعلية لوطننا. فنحن جميعا تونسيون حتى رجال الشرطة الذين أطلقوا النار وهم قلوبهـم دامية.

 لا يجوز ايضا ان نتغاضى او نتناسى عن الانجازات التى حققتها تونس  بالرغم من هذه الأوضاع المؤسفة. فوضع تونس استثنائى فى المنطقة ، فيما يتعلق بأوضاع المرأة ، و ارتفاع نسبة المتعلمين من ال طلاب,  تنظيم الأسرة, بالاضافة الى التقنيات المعلوماتية ( بدون سخرية) ، تبنى قضايا البيئة و وجود لنمو اقتصادى حقيقى و الأمن و البنى التحتية.

كل تلك المكتسبات ، التى نفتخر بها جميعا،  النظام التونسى  هو الذى اطلقها كمبادرات أوسهـر على   حمايتها.لكن لا يراهـا كل التونسيون

لا تطلقوا النار

كل ما ينقصنا ، هو الحوار الحقيقى ، بدون خوف.

ينقصنا المزيد من الحرية ، فبفضل التعليم الذى وفره النظام يمكننا اذا ان نستخدمه خير استخدام . يجب ان يكون هناك المزيد من الثقة فى هذا الشعب الذكى ، و المزيد من العدل و اعادة توزيع الثروات ، و هى مهمة سهلة حيث تتوافر الثروات.

لا تطلقوا النار

أكتب هذه المقالة و الخوف يعترينى ، الخوف من ان أفهم خطأ ، الخوف من أن تتعرض أسرتى فى تونس للمضايقة، الخوف من عدم قدرتى على العودة . و ذلك على الرغم انه لا يوجد شىء فى هذه المقالة يشير الى ما يسىء الى الوطن ، بل على العكس فهذه بادرة حب للوطن الأكبر ، وطننا ، دون حقد و بكل الاحترام و المنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب . و لهذا لما أخاف؟

هذا الخوف يعرفه الشعب التونسى عز المعرفة و قد آن الأوان أن نقول له جميعا وداعا حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل و أكبر فى قامة شعبها.

اجمالي القراءات 1631
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق