عندما طَردتْ إسرائيل الفلسطينيين

احمد شعبان Ýí 2009-01-18


ما نعيشه الآن من مأساة فرض على أن أقدم ما وصلني على الإيميل الآن لأهميته كما ورد .
عندما طَردتْ إسرائيل الفلسطينيين
راندل كوهن **
ترجمة : عطية صالح الأوجلي

في أعقاب احتلال إسرائيل لغزة، قدم وزير دفاع إسرائيل إيهود باراك هذه المقارنة:
" ُفكّرُ ما الذي كان سيحدث لو انهمرت الصواريخِ لسَنَوات سبع على مدينة سان دياغو بولاية كاليفورنيا مِن مدينة تيخوانا بالمكسيك."


خلال ساعات كانت أعداد كبيرة المثقّفين والسياسيين الأمريكيين قد تلقفت المقارنة ورددتها بشكل يكاد يكون حرفياً. في الحقيقة، وعلى صفحات هذه الصحيفة في التاسع من يناير/كانون الثاني ختم كل من زعيم الأغلبية في مجلس النوّابِ ستيني هوير وزعيم الأقلية إيرك كانتور مقالهم بالقول " إن أمريكا ما كانت لتَجْلسَ بهدوء لو أن إرهابيين كَانوا يقذفون الصواريخ عبر حدودِنا على ولايات تكساس أَو مونتانا."
لكن دعونا نرى إن كان بإمكان مثقّفِينا وسياسينا ترديد المقارنات التالية:
فكّرْ في ما الذي كان ليحدث لو قامت مدينة سان دياغو بطرد أغلب مواطنيها الأمريكيين من أصول أسيوية، وافريقية وهنود حمر، حوالي 48 بالمائة مِنْ مجموع السكان، ونَقلتهم بالقوّة إلى مدينة تيخوانا...؟ ليس فقط من الذي قدِموا حديثا إليها ، ولكن حتى أولئك الذين عاشوا في هذه البلاد لأجيال عدة. ليس فقط العاطلين عن العمل أَو المجرمين أَو الذين يكرهون أمريكا، لكن أيضا المعلّمين، مالكو الأعمال الصغيرةَ، الجنود، وحتى لاعبي البيسبول.
ما الذي كان ليحدث لو أَسّسنَا وكالاتَ حكوميةً ومنظمات دينية للعمل على الاستيلاء على بيوت الذين قد تم طردهم، وقمنا بهدّم المِئات من بيوتِهم في المناطق الريفية البعيدة، وبواسطة التبرّعات الخيرية مِنْ الناسِ في الولايات المتّحدةِ وفي الخارج، زَرعَنا الغابات في بلداتِهم السابقة، لخْلق محميات طبيعية لمتعة البيض ؟ ... يبدو ذلك سيئا جداً.
حسناً. قد يسارع البعض ويتهمني بمعاداة السامية لقولي الحقيقة. ليعلموا أنني يهوديُ وأن العديد مِنْ العلماءِ الإسرائيليين البارزين يشاركونني الرأي بأن هذا هو حقيقة ما حدث عندما طَردتْ إسرائيل الفلسطينيين مِنْ جنوب إسرائيل و دفعتهم نحو غزة. وهذه بداية المقارنة.
ماذا لو قامت الولايات المتحدة ببناء شبكة من الطرقات السريعة لتربط بين المستوطنين الأمريكيين في تيخوانا والولايات المتحدة ؟ ونصبت نقاط التفتيش ليس فقط بين المكسيك والولايات المتّحدة، لكن أيضاً حول كل حي من أحياء تيخوانا ؟ وطلبت من كل مقيم في سان دياغو سواء كان مواطناً أو لاجئاً أن يبرز بطاقة هوية للجيشِ الأمريكيِ عند الطّلب؟ ماذا لو فقد الآلاف من سكّانِ تيخوانا بيوتَهم، وظائفهم، أعمالهم التجارية، أطفالهم، إحساسهم بالحياة لهذا الاحتلال..؟ هَلْ سَتُفاجأ آنذاك لو سمعت عن حركة احتجاج في تيخوانا تحولت عَنيفة وبغيضة أحياناً...؟ حسنا، إليك الآن الجزءِ الغير قابل للتصديقِ.
ماذا لو تركت الأمم المتحدة أقليات سان دياغو في مخيمات مزدحمة بمدينة تيخوانا يتقيحون لمدة تسعة عشر عاما ..؟ ثم قامت الولايات المتحدة بغزو المكسيك واحتلال تيخوانا وسارعت في تنفيذ مشاريع إسكان ضخمة يسكنها البيض فقط.
فكّرْ ماذا كان سيَحْدث لو بعد أننا بعد أن طرْدنا كُلّ الأقلّيات مِنْ سان دياغو إلى تيخوانا وأخضعناهم إلى 40 سنة مِنْ الاحتلال العسكريِ الوحشيِ، انسحبنا منَ تيخوانا، وسحبنا مستوطنينا وجنودنا؟ و بدلاً مِنْ أنْ نعطي هذه الأقليات حريتها قمنا ببناء حائط مُكَهرَب بِطول 20 قَدَماً حول تيخوانا..؟ ليس فقط على الجوانب التي تُجاورُ سان دياغو، لكن على كُلّ معابر المكسيك أيضاً. ماذا لو نصبنا أبراج مراقبة بارتفاع 50 قدمِ وجهزناها بالمدافع الرشاشة، وأخبرناهم بأنّهم إن اقتربوا ضمن 100 ياردةِ من هذا الحائطِ فسنَقْتلُهم رمياً بالرصاص وعلى مرمى البصر؟ .... وأبقينا كل واحدة من هذه المعابر مغلقة لا تفتح سوى مرة واحدة كل خمس أيام. لا نسْمحُ للغذاءِ أو الملبس، أَو حتى الدواء ليصل إليهم. و قُمنَا بتسيير أحدث الطائرات المقاتلة في مجالهم الجوي ولم نَسْمحْ لهم باقتناء حتى طائرة لنشر المبيدات الحشرية. وأطلقنا العنان لمدمراتنا وغوّاصاتنا لتجوب مياهِهم، و لم نَسْمحْ لهم حتى بالصَيْد.
هَلْ ستفاجأ آنذاك لو سمعت أن هذه المقاومة بعد أن "تحررت" من الاحتلال وأُبقيت نصف جائعة استمرت في إطلاق صواريخها على الولايات المتحدة..؟ أعتقد لا.
لَكنَّك قَدْ تُفاجئُ عندما تَعَلّم أن غالبية الناسِ في تيخوانا لم تطلق صاروخا، أَو تستعمل بندقية، أَو تستخدم سلاحاً من أيّ نوع.
الغالبية من السكان، بدلاً مِن ذلك، دَعمَت، رغم الآمال الواهية، كل المفاوضات لإيجاد حَلّ سلمي يُوفّرُ الأمنَ والحرية وحقوق متساوية للجميع في دولتين مستقلتين تعيشان جنباً إلى جنب كجارتين.
هذا هي المقارنة الصحيحة للهجومِ العسكري الإسرائيلي على غزة اليوم. لَرُبَّمَا يأتي يوماً ما يسود العقل فيه ولن تتمكن مجموعة من المقارناتِ الظالمة من أن تحَجْب الحقيقةِ.
وفي تلك اللحظة، في هذه البلاد التي صاح ناسها مرات عدة عبر التاريخ " سننتصر"، "الحرية لبرلين"،" لا للتفرقة العنصرية"، "الحرية للتبت"، "أنقذوا دارفور".... سَنَنضمُّ سوية ونَصِيحُ.. " الحرية لغزة. الحرية لفلسطين." ولأن نحن أمريكيين، سينتبه العالم وسيكون الفلسطينيون أحرارً وسيسود السلام لكُلّ سكّان الأرضِ المقدّسة.
________________
** راندل كوهن أستاذ مساعدُ ومديرُ برنامج الصحةِ العالميةِ بجامعةِ دينفير - كلية جوزيف كوربيل للدِراساتِ الدولية. وقد عاد مؤخرا من رحلة إلى "إسرائيل" والضفة الغربية.
المصدر : صحيفة الواشنطون تايمز عدد يوم 14-1-2009

اجمالي القراءات 12500

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الإثنين ١٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33125]

أخي أحمد شعبان

 لايمكن لمكابر كائن من كان أن يدعي أن الظلم لم يقع على الشعب الفلسطيني.وأنه كشعب رغم مساوئ بعض من قياداته استطاع أن يسطر ملاحم في النضال السلمي . ملاحم في الصبر على العدوان,ملاحم في تحمل غدر الأخ قبل العدو.المشكلة الفلسطينية هي مشكلة المجتمع الاسرائيلي الذي دلت الاستفتاءات الأخيرة أن سبعين بالمائة لايريدون السلام مع الفلسطينين.هؤلاء سينتخبون قوى العدوان من جديد. لا الوم الشعب الفلسطيني إن تخرج من تحت الظلم من يريد حل مآسىته من خلال السلاح.أنا شخصياً لو كنت طفلاً فلسطينياً وقتل أبي أو أخي أمام عيوني...ماذا ينتظر مني هذا العالم اللامبالي أن اكون؟؟؟؟؟؟.


أخي أحمد .لم تعد هناك قضية فلسطينية ,بل أصبحت تجارة بالقضية الفلسطينية. الحل بيد الشعب الذي عليه انتخاب قيادات جديدة ببرامج جديدية تتناسب وطبيعة التوازنات الاقليمية والدولية ,مع المحافظة قدر الامكان على استقلال القرار الوطني الفلسطيني.ودمت  يا أخي ذخرا لهذا الموقع


2   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ١٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33126]

أخي الحبيب الأستاذ / زهير قرطوش

تحية مباركة طيبة وبعد


رب ضارة نافعة رغم أن الثمن باهظ جدا ، فالثمن يدمي القلوب قبل العيون .


إن ماشاهده العالم اجمع في كل ثانية على مدى 22 يوما يفوق الخيال ، ورغم أن ذلك لم يلتفت إليه الكثيرون رغم انتشاره في كل ما يحيط بهم نتيجة سوء فهم بسبب الآلة الإعلامية الجبارة والقادرة على تزوير الحقائق .


ولكن أمام الضغوط الشعبية على مستوى العالم وخاصة في عالمنا وحجم الدمار الغير مسبوق جعل القادة العرب يدركون مأساتهم هم والتي انعكست على شعوبهم سلبا .


فخرجت دعواتهم للتجمع العربي ، وهذا ما دعونا إليه مرارا وتكرارا على هذا الموقع وإلا كان مصيرنا كما رأينا بأعيننا .


لذا فأنا مستبشر يا أخي بصحوة وعي حكامنا العرب ، وما يجب علينا ألا نقلب في الماضي وننظر إلى الأمام وإلى إمكانية تحقيق هذه الوحدة حتى يكون لنا كيان يهاب .


وفقنا الله جميعا لما فيه الخير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .  


3   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الإثنين ١٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33128]

"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".. سر صمود حماس



إسلام أون لاين.نت - افتكار البنداري

"وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" البقرة 195.. آية قرآنية تبناها مقاتلو حركة حماس في تكتيكات مواجهتهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو ما كشف عن تغيير جذري في إستراتيجيتها القتالية، والتي نجحت بها في تقليل خسائرها إلى أقل حد ممكن، وفق ما ذكرته صحيفة أمريكية، وأيدته الحركة في بيان إحصائي أعلنته اليوم عن نتائج الحرب.

عندما اكتشف موقع اسلام أون لاين غباء المقال ..رفعه


4   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33145]

أخي العزيز الدكتور / عمرو اسماعيل

تحية مباركة طيبة وبعد


أخي عمرو هل تقصد بقولك : عندما اكتشف موقع اسلام أون لاين غباء المقال ..رفعه

بمعنى أن هذا المقال قد نشر على موقع إسلام أون لاين وقد اكتشفوا غباؤه فرفعوه ؟ فأنا لا أعرف أنه نشر على النت قبل الآن .


وأتمنى من سيادتك أن تحدد لنا غباء هذا المقال فأكون لك شاكرا ، لأننا نبحث عن الحق أينما وجد .


وفقنا الله جميعا لما فيه الخير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 


5   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33148]

اقرأ الرابط التالي أخي الكريم

http://www.watan.com/200901198095/q-q-q-q.html

6   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33151]

أخي العزيز الدكتور / عمرو اسماعيل

تحية مباركة طيبة وبعد


لقد توصلت إلى ما أشرت سيادتكم .


أولا : لم أجد أن المقال المشار إليه هو هذا المقال


ثانيا :  لم ينزع المقال مع على موقع اسلام اون لاين .


ثالثا : هو مقال يعرض وجهة نظر ، ولقد لفت نظري ما يلي : وأشار مراسل "نيويورك تايمز" إلى شهادة من عسكري إسرائيلي شارك في ميدان المعركة قال فيها: إن حماس قوة "منضبطة ومؤثرة.. نعم بالتأكيد.. ومقاتلوها كانوا يعملون باحتراف كبير.. في كل مدينة لديهم قائد وكتائب، إنهم منظمون جدا.


ولكن ما يعنيني أخي الكريم هو الحالة التي وصلنا إليها من سفك دمائنا وتخريب ديارنا ، وتهجير شعوبنا وتشريدهم .


هذا جميعه بسبب فرقتنا واختلافنا ، وقد اعترف القادة العرب أخيرا بأنهم السبب في هذا الهوان الذي نعيشه .


وطالبوا بتوحد عربي أرجوا أن يتم وإلا سوف تستمر حالات إبادتنا بصرف النظر من على صواب ومن على خطأ .


والسؤال المهم : هل من حق من احتلت أراضيهم أن يقاوموا لكى يستعيدوها ، أم يتم التغافل عن ذلك ، أم ماذا هم فاعلون في ظل الظلم الذي يعيشونه .


أنا لا أريد إجابة بقدر ما أريد أن تتوحد جهودنا حتى نصل إلى حياة كريمة .


دمت أخي بكل خير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


.


7   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33187]

أهلا صديقى العزيز الاستاذ أحمد شعبان .

أعتب على صديقى العزيز الاستاذ أحمد شعبان أنه يتوقف بعقله متمسكا بقضية خلافية لا يتعداها إلا قليلا . أعرف أن عقله يستطيع الابداع و الابحار فى قضايا كثيرة يأتى فيها بالجديد ، وأتمنى عليه أن يفعل بدلا من هذا الدوران حول موضوع واحد أرى تحقيقه مستحيلا حتى الان . وحتى على فرض إمكانية تحقيقه فعليه أن يقوم بتطبيقه فى بحث موضوعات قرآنية متعددة كما نفعل فى تنوع الأبحاث القرآنية القائمة على المنهج الذى نتبعه.


هى نصيحة مخلصة لعقل الاستاذ احمد شعبان حرصا على تحقيق أكبر استفادة من علمه وفكره واجتهاده ووقته.


8   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33188]

أخي المبجل الأستاذ الدكتور / احمد صبحي منصور

تحية مباركة طيبة وبعد


لا استطيع التعبير عن سعادتي بمروركم الكريم على أحد موضوعاتي المتواضعة


وإذا لم أقم بقبول نصيحة سيادتكم فممن أقبلها .


نصيحتك يا دكتور هى وسام شرف على صدري .


وللعلم يا أخي لقد نذرت نفسي لخدمة هذا الموقع المبارك ، والذي فتح الله به عليك ، وأعتقد جازما أن هذا الموقع هو ما نرجوه ونبتغيه بكل كتابه وزائريه .


ففي الحقيقة أخي وصديقي ان هذا الموقع يضم نخبة أعتبرها بقناعة أنهم من خيار الناس ، وأستشعر بصدق مشاعرهم حتى في حالة تباين آراءهم .


وأعتقد أيضا أن هذا الموقع هو طاقة من النور أنعم الله بها عليك وعلينا .


وسأكتفي الآن بذلك لعلمي بكثرة مشاغلك ، أعانك الله لكل خير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-27
مقالات منشورة : 144
اجمالي القراءات : 2,211,878
تعليقات له : 1,291
تعليقات عليه : 915
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt