سادتنا وكبراءنا أصحاب الفخامة والمعالي والسمو والشرف الرفيع, أصحاب العرق النقي والجينات المتفوقة والحق الملكي المقدس, أبناء يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي.. تحية طيبة وبعد ؛؛

     صحيح أننا في تصوركم بهائم خلقت في صورة آدمية؛ كي نكون لائقين لخدمتكم, وأننا لا نفهم من الأمر شيء, وأنكم وحدكم المعنيين بأمر الدين, فأنتم وحدكم دون غيركم من تعرفون اسرار اسراره الخفية, وتمتلكون مفاتيحه اللاهوتية, ولا يستطيع غيركم فك رموزه المطلسمة.. الخ, فالخطاب القرآني لِأُولِي: الْأَلْبَابِ, والْأَبْصَارِ, والْأَمْرِ, والْقُرْبَى.. الخ, هو خطاب خاص بكم وحدكم دون غيركم!!

     وكذلك الخطاب القرآني الذي يتحدث عن: الْأَبْرَارِ, والْمُحْسِنِينَ, والْمُتَّقِينَ, وَالطَّيِّبُونَ.. الخ, فهو حديث خاص بكم دون غيركم؛ أما الخطاب القرآني الذي يتحدث عن: الْغَافِلِينَ, والظَّالِمِينَ, والْفَاسِقِينَ, والْمُجْرِمِينَ.. الخ, فهو موجه لغيركم, فأنتم معصومين أو بتعبيركم (اصطفاكم الله) (تعالى عن ذلك علوا كبيرا).

     رغم كل ذلك فنحن ندعوكم إلى الله جل وعلا, ليحكم بيننا وبينكم من خلال كتابه العزيز, لسان حالنا: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران : 64] وبغض النظر عن أديباتكم التراثية من الشعر إلى الأحاديث مرورا بالتفاسير فالناسخ والمنسوخ والشارخ والمشروخ, فنحن لا نعترف بها على الاطلاق.

     وبهذه المناسبة نتأمل وإياكم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر : 32] وعلى فكرة لن نخوض معكم في جدال عقيم حول معنى (أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ) ومن هم ورثة الكتاب, فالقضية محسومة لديكم سلفا, فأنتم وحدكم دون غيركم (ورثة الكتاب) ونحن لا نجرؤ على إنكار ذلك حتى لا تسفك دماءنا, وتدمر وتنهب ممتلكاتنا, وتشرد أسرنا من بعدنا.

     سنفترض معكم جدلاً أنكم وحدكم ورثة الكتاب, مع أننا لا نرى أي دليل على ذلك, وهنا علينا أن نذكركم أنه (كِتَابَ) وليس (كُتِبَ) ونسألكم بالله جل وعلا أن تخبرونا ما معنى الكتاب ؟ هل هو القرآن الكريم وكفى ؟ أم أنه القرآن الكريم ومسند زيد, وأحكام الهادي, الأزهار للمهدي, وغيرها من كتب التراث الهادوي الصعدي؟

.........................................

وعلى فكرة أنا بحبكم  وحدكم كلكم كده على بعضكم