ربيعة الرأى : الامام المجهول شيخ الأئمة

أحمد صبحى منصور   في الثلاثاء ٢٢ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً


أولا : ربيعة وأبوه الغائب

1 ـ حدثت طفرة فى الفتوحات الإسلامية فى خلافة الوليد بن عبد الملك خصوصا فى منطقة الشرق فى خراسان وما بعدها فى السنوات العشرة الأخيرة من القرن الأول الهجري ، كان قتيبة ابن مسلم يفتح سمرقند وخوارزم وما وراء النهر . وكان بين جنود الفتح رجل من أهل المدينة اسمه فروخ وهو أبو عبد الرحمن مولى آل المنكدر ، وقد خرج إلى خراسان غازيا فى تلك الفترة وترك عروسه الشابة  وهو لا يعرف أنها قد حملت منه بجنين ، وترك مع عروسه ثلاثين ألف دينار تدخرها لتستعين بها عند الحاجة . واستغرقت أيام الفتوحات والانتصارات حياة فروخ أبى عبد الرحمن ، ثم توقفت الفتوحات ووقعت الضغائن والعصبيات بين جيوش الفتح ، وتولى خلفاء ضعاف من  بنى أمية وقامت الثورات .. ورأى فروخ أبو عبد الرحمن أنه من الأفضل له أن يعود إلى موطنه فى المدينة فوصلها بعد سبع وعشرين سنة بالتمام والكمال من  الجهاد والغربة فى خراسان وما وراء النهر .

2 ـ دخل فروخ المدينة المنورة راكبا فرسه ومعه رمحه ، واتجه مباشرة إلى داره فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه ، فخرج له شاب يصرخ فيه قائلا : يا عدو الله أتهجم على منزلي ، ونظر فروخ إلى الشاب القادم من داخل بيته ومن عند زوجته، فصرخ فيه قائلا : يا عدو الله ماذا تفعل فى بيتي وعند حرمتي ؟ واشتبكا فى صراع وعلا الصراخ فتجمع الجيران وجاء شيوخ المدينة وشبابها ومن بينهم مالك بن أنس ، وفوجىء فروخ بالجميع يساعدون الشاب ضده ، والشاب قد امسك بتلابيبه ويقول : والله ما فارقتك إلا عند السلطان ، فقال مالك بن انس : أيها الشيخ هذه داره ، ولك فى غيرها سعة .. فقال فروخ : هى والله دارى ، وأنا فروخ أبو عبد الرحمن ، وقد جئت من الغزو بعد سبع وعشرين سنة ..فخرجت زوجته من داخل الدار وصرخت باكية : هذا زوجي ، وهذا ابنك يا فروخ وقد تركتني وأنا حامل به.!! وتعانق الثلاثة وبكوا جميعا .

3 ـ وبعد التعارف بين الأب العائد وابنه خرج الابن إلى المسجد . وعندما خلا الدار بالزوجين قال الأب للأم : هذه أربعة آلاف دينار أضيفيها للمال الذي كان معك ..أى للثلاثين ألف دينار السابقة . فقالت له الأم : المال قد دفنته وسأخرجه لك بعد أيام ..وبعد أيام خرج فروخ إلى المسجد بعد إلحاح من زوجته ، فنظر في المسجد فوجد الناس قد تجمعوا حول شاب يستمعون إلى علمه ، ووجد فى الشاب ابنه ، ورأى أشراف المدينة وكبارها حوله يستمعون الى ابنه فى إنصات ووقار .. وحين رأوا " فروخ " أوسعوا له ليجلس معهم ليستمع إلى ابنه .. ورأى الفتى أباه فنكس رأسه حياء من أبيه ، وكان عليه ثياب طويلة ، فلبث فروخ ينظر للفتى لا يصدق مما يراه حتى إنه سأل رجلا إلى جواره ، من ذلك الشاب العالم ؟ فقال له الرجل : أنه ربيعة بن فروخ .. فقال فروخ فى فخر : لقد رفع الله ابني ..

ورجع فروخ إلى بيته فقال لزوجته : لقد رأيت ابني فى حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها ، فقالت له الزوجة : أيهما أحب إليك : الثلاثون ألف دينار أم الذي فيه ابنك من الجاه والعلم ؟ فقال : والله جاه ابني أحب إلى ، فقالت له : فأعلم أنني أنفقت على تعليم ابنك الثلاثين ألف دينار فقال فروخ : فو الله ما ضيعت شيئا .!!

ثانيا : ربيعة شيخ الأئمة

1 ـ الشاب بطل هذه القصة هو ربيعة المشهور بلقب ربيعة الرأي : شيخ الأئمة مالك وأبى  حنيفة والليث بن سعد. وكان شيخ المدينة فى العلم والفقه فى عصره .أدرك ربيعة بعض أصحاب الرسول عليه السلام كما أدرك أكابر التابعين ، وأخذ عنهم العلم خصوصا السائب بن زيد وانس ابن مالك وسعيد ابن المسيب أستاذ التابعين وشيخ المدينة فى عهده ، وقد جمع بين طلب العلم والعبادة . وحين استوى علمه جلس للإفتاء فأقبل عليه الجميع فى مسجد المدينة ينهلون من علمه فتتلمذ على يديه الأئمة والمشاهير الذي نشروا علمه فى المدينة وفى الأقاليم .ويكفى أن تذكر من تلامذته الإمام مالك فى المدينة والليث ابن سعد صاحب المذهب الفقهي المشهور فى وقته بمصر ، وسفيان الثوري وأبو حنيفة فى العراق ، بالإضافة إلى شعبة بن الحجاج وسليمان ابن بلال وسعيد بن أبى هلال وعبد العزيز الدراوردى .وكان يحضر مجلسه فى مسجد المدينة غير أولئك جمهرة من أشراف المدينة ووجهائها ويبلغون أحيانا أربعين من السادة والكبار مع صغر سنه ، وذلك بسبب مكانته العلمية وتفوقه فى الفقه والحديث والرأي .

2 ـ وقد اخذ عنه مالك الحديث كما اخذ عنه أبو حنيفة الرأي . وقالوا أن أبا حنيفة كان يجلس بين يديه يحاول أن يفهم عنه ما يقول .. وكان يحيى بن سعيد من مشاهير الفقهاء فى المدينة فى ذلك الوقت إلا أنه كان أكبر سنا من ربيعة الرأي ، ومع ذلك كان يستحى أن يتكلم فى العلم فى حضور ربيعة الرأي فإذا غاب أفتى وتحدث فإذا حضر ربيعة سكت يحيى بن سعيد أجلالا له ..

ثالثا : ربيعة مؤسس مدرسة الاجتهاد

وقد كان الاتجاه العام فى مدرسة المدينة العلمية يميل إلى المحافظة أو التمسك بالمنقول من الروايات ، ولا يستريح إلى الاجتهاد والقول بالرأي والقياس .وكان ربيعة مع علمه بالروايات إلا إنه ابتدع وأسّس مدرسة الرأى ، لذا اخذ عنه أبو حنيفة صاحب الرأي الذى لا يأخذ بالحديث، أو ما يمكن تسميته بمدرسة الاجتهاد القرآنية ، وكان ربيعة هو مؤسسها الأول ، وكان أبو حنيفة هو تلميذه الأشهر . ولذلك كان لقب ربيعة هو ربيعة الرأي . ومع معرفة ربيعة بالحديث إلا إن الواضح إنه كان لا يعول عليه كثيرا ، مما أسهم فى تجاهله بمرور الزمن حيث طغت مدرسة صناعة الحديث ، والتى تولى كبرها مالك. وأصبح مالك صاحب المذهب المشهور والممثل لمدرسة الحديث المحافظة  .

2 ـ وكان أنصار مذهب الحديث أغلبية مؤثرة فى المدينة وغيرها ، لأن الحديث يمثل بالنسبة لهم إسترجاعا لماضى المدينة ( المنورة ) حين كانت عاصمة المسلمين فى عهد النبوة والراشدين قبل أن تنتقل الأضواء الى دمشق ثم بغداد . رواية الأحاديث بل إختلاقها كان نوعا من التكريم للمدينة تنافس به الحواضر الجديدة للمسلمين  فى مصر والشام والعراق ، بل بالغوا فجعل مالك (عمل أهل المدينة ) من مصادر التشريع لديه . وبعد موت ربيعة تم إجتثاث مدرسته فى الرأى فانتقلت الى العراق عبر أبى حنيفة .

رابعا : ربيعة بين مدرستى الرأى (الاجتهاد ) والحديث

1 ـ كانت مدرسة الرأى التى بدأها ربيعة فى المدينة ـ وهى بؤرة مدرسة الحديث ـ تمثل تحديا لأصحاب الحديث الذين كانوا لا يستريحون لأنصار التجديد والتفكير والاجتهاد والرأي ، وكانت هناك مشاحنات بين الفريقين إلا أن ربيعة الرأي بما له من ريادة ومكانة ظل عزيز الجانب محتفظا بمكانته لدى الفريقين نظرا لريادته العلمية ، لذلك نال التقدير والاعتراف بفضله.

قال عنه سوار بن عبد الله القاضي : ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي .! قيل له : ولا الحسن البصري ولا ابن سيرين ؟ قال : ولا الحسن ولا ابن سيرين . وروى الليث بن سعد قولهم عن ربيعة : هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا ، وذلك مدح فى نبوغه العقلي لذلك كان يقول عنه يحيى بن سعيد : ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة بن أبى عبد الرحمن . وذلك تكريم لتجديده العقلي .

2 ـ وفى إطار الصراع بين المدرستين زعم أصحاب مدرسة الحديث إن ربيعة ينتمى الى مدرستهم حتى لا يؤخذ عليهم ان ربيعة بكل علمه كان لا يعترف بهم . لذا أسندوا له العلم بما أسموه (السّنة ) ، فقال عنه عبد العزيز الماجشون : والله ما رأيت أحدا احفظ للسنة من ربيعة الرأي ، وهو بذلك يرد على فقهاء العراق أصحاب مدرسة الرأي ،وقيل عنه أنه " مدني " نسبة للمدينة و" تابعي " أي من التابعين ، و" ثقة " أي موثوق فى صدقه وروايته عن التابعين. ولو كان ربيعة منهم ما أصبح مجتهدا صاحب رأى ،إذ لا يجتمع الاجتهاد بالرأى مع النقل عن السابقين أحاديث يجعلونها دينا لايقبل الرأى والنقاش . ووصلت شهرته إلى العراق مع رحلة تلاميذه إلى الأقطار فتأسست مدرسته فى العراق ، وحاربها هناك أصحاب الحديث الوافدون للعراق من المدينة ، فعندما وصل للعراق عبد العزيز بن أبى سلمة قال له أهل العراق : حدثنا عن ربيعة الرأي فقال : يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأي ؟ لا والله ما رأيت أحدا أحوط للسنة منه. ومعنى الخبر السابق أن أهل العراق من الفقهاء كانوا يحتفلون بشهرة ربيعة فى الرأي ، ويرون فى قوله بالرأي والقياس انتصارا لهم على المدرسة المحافظة فى المدينة ، ورد عليهم عبد العزيز بن أبى سلمة يؤكد أن ربيعة متمسك مع ذلك بالسنة وذلك مع قوله بالرأي .

خامسا :سخاؤه وكرمه

ومع تفوقه العلمي كان كريم الخلق سخي النفس فما كان بالمدينة مثله فى السخاء مع أصدقائه ومعارفه ، وبسبب كرمه انفق أمواله على أخواته وبلغ ذلك أربعين ألف دينار. وحين أذهب السخاء ماله لم ينقطع عنه السائلون والطالبون لكرمه ، فكان يستقرض الأموال لهم ، فقيل له : أذهبت مالك وسيذهب جاهك بسؤالك الناس.! فقال : ما وجدت أحدا يعطيني على جاهي .. ولكنه فى الحقيقة أضاع ماله فأضاع جاهه فى عصر كان فيه الجاه والمال مقترنين .

خامسا : ربيعة ومالك

1 ـ وبمرور الزمن تراجعت شهرة ربيعة فى شيخوخته أمام الشهرة الصاعدة لتلميذه مالك بن أنس الذي كان أكثر تعبيرا عن مدرسة المدينة العلمية وكان يمثل أملا لأهل المدينة فى استعادة مجد مدينتهم .

2 ـ والرواية التالية تعطينا لمحة عن ذلك العالم المجتهد فى أواخر عمره ، فقد جاءت وفود تتلقى العلم على مالك بن أنس فأخذ يحدثهم عن ربيعة، وأخذوا يستزيدون من حديثه عن ربيعة ، ثم قال لهم يوما : هل تريدون أن تروا ربيعة ؟ انه نائم على السطح .! فذهبوا إليه فوجدوه نائما . فأيقظوه ، وما صدقوا أن ذلك الشيخ النائم هو ربيعة الرأي المشهور ، قالوا له : أنت ربيعة بن أبى عبد الرحمن ؟ قال : بلى.! فنظروا له غير مصدقين ، ثم قالوا : أأنت ربيعة بن فروخ ؟ قال : بلى . فنظروا لبعضهم ، ثم قالوا له : أأنت ربيعة الرأي ؟ قال : بلى قالوا : أأنت الذي يحدث عنك مالك بن أنس ؟ قال : بلى . قالوا : فكيف حظي مالك بعلمك ولم تحظ أنت بعلمك ؟ فقال لهم : أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من قنطار علم ؟!!.

3 ـ وهى حكمة ينطق بها ربيعة وقد أوجز فيها ظروفه وظروف عصره . ربيعة هو ابن فروخ وهو أبو عبد الرحمن الذى كان مولى آل المنكدر. أى إن ربيعة مع علمه وفضله لم يكن عربيا من قريش أو من الأنصار ، وهم أصحاب السطوة فى المدينة . كان من الموالى ، وهم أقل شأنا مهما بلغ علم أحدهم ومهما بلغ فضله . زاد من سوء حظ ربيعة منهجه العلمى القائم على الاجتهاد والذى كان يناسب العراق باختلافاته وتنوعاته الثقافية والسياسية والجغرافية والعرقية والحضارية . أما فى المدينة فمع ظروفها الثابتة قليلة التنوع فقد كانت تتهيأ لاستعادة دورها السياسى لترجع عاصمة للمسلمين ، وتحالفت حركتها السياسية ممثلة فى حركة محمد النفس الزكية (الذى ثار بالمدينة على العباسيين)ـ مع تيارها العلمى فى مدرسة الحديث (التى تقوم بتلميع المدينة واسترجاع مجدها الماضى عبر تأليف ورواية الأحاديث). تحالف (الفقيه) مالك مع (الثائر) محمد النفس الزكية . وانهزم (الثائر) فعاقب الخليفة المنصور (الفقيه) مالك ، فأصبح الفقيه مالك إماما برغم تواضع مستواه العلمى والذى يظهر من مراجعة كتابه (الموطأ ) . جعله العباسيون إماما بطريقتين : باضطهاده وضربه على يد الخليفة المنصور مما زاد من عدد المتعاطفين معه ، ثم لأن العباسيين كانوا محتاجين بشدة الى مدرسة الحديث لاستغلالها سياسيا فى صنع أحاديث تتنبأ بملك ودولة بنى العباس. لذا تعاظمت مدارس الحديث فى العصر العباسى وحظيت باهتمام ورعاية الخلفاء العباسيين ، وكان من يخرج على هذه المدرسة مستقلا عن التبعية للخليفة العباسى يتعرض للاضطهاد . وهذا مصير أبى حنيفة تلميذ ربيعة الرأى . إذ تعرض أبو حنيفة للضرب والتعذيب ثم قتله أبوجعفر المنصور بالسّم عام 150 هجرية .

4 ـ نجا ربيعة من هذا المصير باعتزاله الحياة تاركا تلميذه مالك يلعب بالسياسة فتحرقه السياسة ويجنى منها شهرة لا يستحقها . ولقد أوجز ربيعة القضية فى كلمة بسيطة ، نستعيد من أجلها الرواية السابقة : ( قد جاءت جاءت وفود تتلقى العلم على مالك بن أنس فأخذ يحدثهم عن ربيعة، وأخذوا يستزيدون من حديثه عن ربيعة ، ثم قال لهم يوما : هل تريدون أن تروا ربيعة ؟ انه نائم على السطح .! فذهبوا إليه فوجدوه نائما . فأيقظوه ، وما صدقوا أن ذلك الشيخ النائم هو ربيعة الرأي المشهور ، قالوا له : أنت ربيعة بن أبى عبد الرحمن ؟ قال : بلى.! فنظروا له غير مصدقين ، ثم قالوا : أأنت ربيعة بن فروخ ؟ قال : بلى . فنظروا لبعضهم ، ثم قالوا له : أأنت ربيعة الرأي ؟ قال : بلى قالوا : أأنت الذي يحدث عنك مالك بن أنس ؟ قال : بلى . قالوا : فكيف حظي مالك بعلمك ولم تحظ أنت بعلمك ؟ فقال لهم : أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من قنطار علم ؟!!).

نهاية السطر

هذا المقال تحية لإمام مجتهد لم يلق ـ كالعادة ـ ما يستحقه من تقدير ، بينما ـ كالعادة ـ نال التقدير والامامة أنصاف العلماء مثل تلميذه مالك .

ملاحظة :

فى مشروع (تحويل التراث الى دراما ) تم تجميع كل المعلومات عن ربيعة الرأى    من بين سطور التاريخ ، ومنها علاقاته بمجريات عصره فى العصرين الأموى والعباسى،و تمت كتابة سيناريو درامى عليها ، ومشروع (تحويل التراث الى دراما ) يحوى عشرات الأعمال بنفس الطريقة. وسبق نشر عشرات القصص على موقعنا ، وهى كلها من قصص هذا المشروع . نقول هذا حفظا لحقنا .

هذه المقالة تمت قرائتها 1314 مرة

 


التعليقات (18)
[61881]   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     - 2011-11-14
لعن الله التمييز الباطل بين الناس .

عندما نقرأ بحثا تاريخيا لأستاذنا الدكتور منصور - نتعلم التاريخ وتاريخ الفكر ،وكيف ننظر ونُحلل الأحداث والحقبة التاريخية التى حدثت فيها . فقصة (إمام الرأى ) أو (ربيعة الرأى ) تعلمنا منها ،كيف كانت الحركة العلمية فى المدينة فى نهاية العصر الأموى وبداية العصر العباسى ، وحقيقة الصراع الفكرى بين مدرسة النقل ومدرسة العقل ،وإستخدام السياسة والاعيبها لخدمة ضعفاء الرأى من مدرسة النقل كما فعل مالك بن أنس ..والأهم من هذا كله ،إستمرار النظرة الدونية والتفرقة الإجتماعية التى أرساها (عمر بن الخطاب) بين أبناء العرب ،وأبناء الأقاليم المفتوحة (الموالى ) حتى لو عاشوا بمكة والمدينة ، وهذا ما لاحظناه من خلال صعود جاه وشهرة التلميذ( مالك بن أنس) لأنه عربى الأصل -على حساب خفوت وإندثار شهرة أستاذه (ربيعة الرأى ) لأنه فارسى ،او من الموالى ...


فلعن الله التمييز بالباطل بين الناس .


وشكرا لك استاذنا الكبير دكتور منصور -على تعليمك لنا كيفية التفكير وتحليل وقراءة الأحداث التاريخية .

 

[61886]   تعليق بواسطة  احمد العربى     - 2011-11-15
الاقليات والمراة هم انزيمات المستقبل

اود التوجه بالشكر لاستاذنا الدكتور احمد صبحي منصور على هذا الجهد العظيم في البحث عن الشخصيات التاريخية التقدمية والتي يحاول امراء الرجعية التاريخية من طمسها وازالتها من التاريخ واظهار الشخصيات المنحطة كعلماء السلطان بازهى صورة وذالك من اجل اعادة تقديم الدولة الرجعية التاريخية الى الاغلبية الصامتة بابهة حلة واعدة اياهم بامن وامان قائم على حد السيف المسلط على رقاب الكفار والمرتدين


واستطيع ان استنتج من ما يقدمه لنا الدكتور ان سبب النجاح المذهل والعظيم لدولة العرب في البداية هو الاستفادة من قوانين الدولة المدنية التي اسسها رسول الاسلام محمد بن عبد الله والتي اتاحت للاقليات والمراة بالبروز والابداع


ان الدول العظيمة هي دول قائمة على اكتاف الاقليات واكبر مثال امريكا وغيرها من دول الحضارة حافظوا على الاقليات لا تسمحوا للرجعية التاريخية بطمسهم باسم الديموقراطية وحقوق الاغلبية بالحكم


لا يجب ان تكون ادوات الدولة المدنية  كالانتخابات والديموقراطية وسيلة لوصول الرجعية التاريخية الى الحكم


ان من يقبل بالديموقراطية والانتخابات عليه ان يقبل بباقي اسس الدولة المدنية كالعلمانية وحقوق الاقليات وحقوق المراة والمساواة


هنا لا تجوز التجزئة


 

 

[61888]   تعليق بواسطة  غالب غنيم     - 2011-11-15
لكل خياراته في هذه الدنيا

باعتقادي وبناءا على ما ورد من سيرة ربيعة الرأي أنه قام باختيار العزلة والأختفاء عن الأنظار لما رأى الضلال والفتن المالية والسياسية من حوله، فبناءا على سيرته، هو رجل لا يركض خلف الدنيا والمال والجاه - ولو أرادها فأنا واثق أنه سيحصل عليها- ، فعلمه وافر، إذن هو راسخ في العلم، ومجرد قبوله بالنوم في ذلك المكان يدل على تواضعه ، ولكنه آختار الدار الآخرة على الدنيا، وهذا بحد ذاته ربح عظيم له إن كان كذلك،  وليس هو بحاجة الى تعظيم الناس له، والله يقيس قرب البشر منه بالتقوى، فهو بالفعل من الذين ربحوا الآخرة إن شاء الله، على أن يكون من الذين أفنوا حياتهم ابتغاء مراء البشر وزينة الحياة الدنيا.


وهذا بالنسبة لي أكبر درس في التواضع والخضوع لله جلّ جلاله .


وشكرا

 

[61890]   تعليق بواسطة  على مرعى     - 2011-11-15
الى الاستاذ الفاضل عثمان

اقتباس:والأهم من هذا كله ،إستمرار النظرة الدونية والتفرقة الإجتماعية التى أرساها (عمر بن الخطاب) بين أبناء العرب ،وأبناء الأقاليم المفتوحة (الموالى ) حتى لو عاشوا بمكة والمدينة "



الاستاذ الفاضل عثمان هل زدتنا ايضاحا فى مقال منفصل عما فعله ابن الخطاب أو أعلمتنا بمصدر هذا الرأى

ونشكرك


 

 

[61891]   تعليق بواسطة  غالب غنيم     - 2011-11-15
الأخوة الكرام - رأي شخصي حر

الأخ علي مرعي، أظن أنه يمكنك قرائة المقال " المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب في الفكر السني  " للأستاذ أحمد،


http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=51


بالرغم من قناعتي الشخصيةبأن البحث في أخبار السابقين عبث ، فتلك أمة قد خلت، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ولن نسأل عما كانوا يفعلون، وإن كان الله احتفظ لذاته الكثير من المعلومات اللتي لم يخبر بها رسوله عن أصحابه، فلم علينا نحن "  التنبيش " عنهم؟ وإن كنا نرفض كتب البخاري فلم علينا " التسليم " بكتب السير وبصحتها؟ 


والأفضل لنا اكمال كثير من الأمور غير التامة وغير الواضحة للأغلب مثل الصلاة والحج والزكاةن فهذه أولى بالبحث والتدبر من عمر أو أبا بكر...الخ


فأنا حتى الان ألتقط بعض الأشارات من هذا المقال ومن ذاك عن الصلاة مثلا، وآخر معلومة حين قرأت مقالا للاستاذ أحمد يذكر فيه " آية الكرسي بدلا من التحيات" ! فأصبحت صلاتي من جديد مشوشة حين أجلس للتشهد..


ما أود قوله: مالي ولعمر وغيرهم، فأنا وصلت الى الفكرة الأساسية اللتي تقول أن في القرآن كل شيء، ولقد سمعت وقرأت مافيه الكفاية من تفنيد للحديث، وإثبات للقرآن، واقتنعت وما علي هو الآن هو تدبر وفهم ديني قدر الإمكان...وأنا واثق أنه من لا يريد الله هدايته فلو كتبت له ألف ضعف مما كتب حتى الآن فلن يقتنع لأنه نوع من أنواع الإلحاد...


 


وشكرا 

 

[61894]   تعليق بواسطة  محمود مرسى     - 2011-11-15
كل التقدير والعرفان للأئمة المجتهدين.. وخصوصا من الأقليات..

  •  دائما الدكتور صبحي منصور يفاجئنا بكنوز البحث التاريخي  في الحقبة الاسلامية التي لا نعلم عنها إلا ما علمه لنا التراثيون السلفيون في المساجد والمدارس الفكرية ... وحتى بعد إنشاء الجامعات؟؟ وخصوصا الأزهر .. تم التعتيم المتعمد  لكل الأئمة أصحاب المناهج العقلية والاجتهادات البحثية ..

  • وكان ربيعة الرأي مشهورا في تاريخ السلفية بأنه من رواة الأحاديث.. وأكثر الأئمة حفظا لها.. !

  •  اما اليوم فلقد  تعرفنا من هذا البحث التاريخي للدكتور / أحمد صبحي على الوجه الآخر الحقيقي للإمام ربيعة الرأي!! الذي أسس مدرسة الاجتهاد.. والرأي بالمدينة.. ورغم أنه من الموالي الذين عاشوا بالمدينة إلا أنه لم يحظ بنصيبه الحقيقي من الشهرة في مجال الاجتهاد.. وإعمال العقل.. ولكنها السياسة وألاعيب رجال الدين السلفية.. منذ نهاية القرن الأول الهجري.. وحتى الآن .. دائما ما يسدلون الستار على أئمتهم الذين اختاروا العقل على النقل..! وخصوصا إذا كانوا من الأقليات

  •  وفي العصر الحديث أسدل السلفية الستار على الشيخ محمود أبو رية والشيخ على عبدالرازق .. والشيخ المراغي.. والآن يسدلون الستار على الشيخ جمال البنا.. الشقيق الأصغر للشيخ حسن البنا المؤسس الحقيقي لجماعة الاخوان والسلفية في العصر الحديث..

  • هكذا هم دائما..

  • لكن مقال الدكتور كشف النقاب عن الإمام ربيعة الرأي.

  • شكرا للدكتور صبحي  والسلام عليكم

 

[61898]   تعليق بواسطة  عباس حمزة     - 2011-11-15
عذرا

 دكتور احمد سلام الله عليك


اسمح لي ان اسال خارج الموضوع لانني لم اجد اين اضع السؤال


هل الذين يقتلون في سبيل الله سيدخلون الجنة مباشرة وبدون حساب مهما كانت اخطاؤهم


ولا تحسبن ...............فرحين بما ءاتاهم ربهم


هل هذا هو المقصود من هذه الاية  


ملاحظة        الدين الارضي يقووووووووول     الذي يقتل في سبيل الله  لا يسئل يوم القيامة الا على الديون


ولكم مني السلام


حمزة

 

[61905]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2011-11-15
أم ربيعة الرأي والتعليم

لقد قالت أم ربيعة الرأي رأيا  عن التليم مازلنا نحارب بعدها بقرون طويلة من اجله ماهذا الرأي هو تفضيلها للتعليم عن المال والادخار الأمثل للمال في العقول ، وإذا نظرنا الآن لميزانية التعليم في مصر نراها مخجلة فهي لا تتناسب مطلقا مع  ما يستلزمه التعليم من  ادوات أساسية ، وبدل من الإنفاق على التعليم ننفق على الامن وعلى أجهزة التصنت باهظة الثمن من أجل ان يحافظ المستبدعلى مكانه فقط ، أما قطاعي التعليم والصحة فهما يضران بالحاكم المستبد الذي تتعبه العقول المفكرة والأجسام القوية ، ألا يقول المثل إن العقل السليم في الجسم السليم ، فقد انفقت ام ربيعة الرأي ما تركه زوجها من المال على ولدها وعلمته جيدا ، وماذا كانت النتيجة .. استثمار جيد ظل يذكره التاريخ بحروف من نور ..

 

[61921]   تعليق بواسطة  على مرعى     - 2011-11-15
شكرا استاذ غالب

قد تم الغاء التعليق وان كنت اقصد منه الموروث وليس قدحا فى الشيخ الفاضل  وحتى لا يساء فهمى فكان على حذفه واشكرك على المتابعة والتصحيح

 

[61922]   تعليق بواسطة  غالب غنيم     - 2011-11-15
شكرا لك أيضا أخي علي

ووفقنا الله وإياك على الخير والهدى
 

 

[61926]   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     - 2011-11-16
الأستاذ الكريم على مرعى .

الأستاذ الكريم على مرعى . صباح الخيرات. فبخصوص موضوع إرساء عمر بن الخطاب لمبدأ التمييز السلبى فى المجتمع الإسلامى ،فأعتقد أن الأستاذ غالب غنيم المحترم قد اجاب عنه فى تعقيبه وفى إشارته لبحث استاذنا الدكتور منصور (المسكوت عنه فى تاريخ عمر ) . وأضيف واذكركم بموقف عمر بن الخطاب فى تولية أبى بكر الصديق بسقيفة بنى ساعده وأخذ البيعة له تحت تهديد السيوف وما حدث فيها . من تهديد بالقتل لسعد بن عبادة (كبير الأنصار ) بالمدينة ، وخروج الأنصار من الولاية والإمارة إلى الأبد ،وقد تجلى هذا أيضا بعد توصيته لأى من الأنصار فى خلافته ضمن الست الذين اوصى لأحدهم بخلافته عند موته .


-- والموقف الآخر / أنه عندما أرسى مبدا الراتب الشهرى للأطفال والفقراء والعجائز قصره على أبناء العرب فقط بالمدينة ومكة وباقى الجزيرة العربية وحرم منه أبناء البلاد المفتوحة المسلمين سواء كانوا ممن سباهم واسرهم وأخذهم كموالى للعرب فى الجزيرة العربية أو بقوا فى بلادهم .


- وطبعا لا اريد أن أتوسع واتحدث عن مخالفاته وإعتداءته على البلاد الآمنة بحجة دعوتهم للإسلام وتهديدهم بإما الإسلام وإما الجزية (وكانها بديلا عن التوحيد والإسلام ) وإما القتل وما نتج عنه من تمييز سلبى ظالم لأبناء تلك البلاد مقارنة مع عرب الجزيرة العربية آنذاك ..


ويكفى هذا الآن وربما نتوسع فيه فى مقالة أخرى منفصلة فيما بعد إن شاء الله .


وشكرا لك وللأستاذ غالب مرة أخرى .

 

[61931]   تعليق بواسطة  على مرعى     - 2011-11-16
الاستاذ الفاضل عثمان محمد على

اشكرك على التعقيب. واضيف ما كتبه الدكتور الفاضل منصور بان "هذه الروايات قد تحمل الكذب أو الصدق" واقول لا ننسى ان الطبرى وابن سعد كانا من الموالى ولا ننسى انه لم يصلنا شىء مما كتب فى العصر الاموى وما وصلنا كتب بعد حدوثه بقرنين من الزمان.

 

[61935]   تعليق بواسطة  بهاء بكري     - 2011-11-16
اعتراض

لماذ  قمتم جميعا بالتصديق على كلام الدكتور احمد رغم أنه في النهاية تاريخ ماخوذ من كتب منقولة عن روايات قابلة للخطا والصواب وهو نفس المنطق الذي أنكرتم به السنة وهاجمتم كل من رواها وكل من عمل بها .


لماذا نسمح لأنفسنا ان نصدق ما نريد و ننكره على الآخرين؟


انتظر الرد


وشكرا

 

[61937]   تعليق بواسطة  غالب غنيم     - 2011-11-16
رأي في الأعتراض

الأخ بهاء ،


ليس هناك في هذا الموقع من " يصدق ويكذب " أحدا ما، بل هناك حرية في الكتابة والقراءة وابداء الرأي، ومن ضمنها رأيك أنت، وكل من يقرأ له أن يأخذ بهذا ويرفض ذاك، بل لك أن الحرية الكاملة في اتباع السنة التراثية أو القرآن أو كليهما معا أو رفض الجميع، فهذه الحرية أعطانا إياها الله في كتابه العزيز، وفي مكان ما كنت قد قرأت للأستاذ أحمد رأيا في كتب السيرة، مثل سيرة ابن هشام اللذي سأقتنيه قريبا بأذن الله وفيه يقول أن كتب السيرة " أقرب " الى الواقع والحقيقة لأنها ليست "معنعنه" أي أن الذي يكتب السيرة ليس شرطا أن يكتبها ك"أحاديث" وبالتالي لك أن تصدقها ولك أن ترفضها بكامل الحرية حتى في التراث.


إضافة لذلك، المؤرخون عادة وفي الأغلب ليسوا من "  علماء الدين " وليس شرطا كونهم كذلك، وبالتالي هم أقرب للعدل والأعتدال ممن هم " متحيزون " لمذهب ما دون غيره، بمعنى أنه ليس عندهم فارق إن كان أبو حنيفة هو الأقرب للصواب من الإسلام أم إبن حنبل...


وأنا شخصيا حذر جدا جدا في قرائة وسماع السير، فلربما مؤرخ مال إلى عليّ أكثر من عمر، ولربما آخر كان في مقابله تماما، وأنا آخذ الإجماليات في السيرة لما قد يتعارض والدين، ومن القرآن فهمت أن هناك صحابة صدقوا ما عاهدو الله عليه، ومنهم من انتظر ومنهم من ظهر نفاقه ومنهم من كان النفاق خلقه ولم يشعر به أحد حتى رسول الله عليه السلام، وليس لي شأن فيهم دينيا لأن الله أمر نبيه " بترك أمرهم " له سبحانه، فلا يهمني من هو أبو بكر ولا أبو هريرة أيضا، فكلهم قضوا، وكلنا سنحاسب، ولن يحاسبنا الله لا على أعمال أبو بكر، ولا على أعمال عمر ولا على أعمال أبو هريرة، أما مسألة ما قيل عنهم وعن غيرهم من أحاديث فالذنب على من ادعى وقال وليس على من نسب (بضم النون) اليه إلا إن كان قاله، وكذلك على من خالف وكتب وثبت مثل هذه الأحاديث اللتي يقشعر بدن الأنسان من قرائة بعضها أو أكثرها، يقشعر بدنه " خجلا واستحياءا وقرفا " ..


أما ما ورد هنا فهو من الدروس الجيدة المفيدة اللتي تدعو الإنسان للرجوع الى ربه وإرادة الآخرة على الدنيا  وفهم قيمة التعليم، ولم أخرج من هنا وأنا أقدس ربيعة الرأي بل مجرد مثل من أمثال التقوى، ولا يهمني " دقة وصحة " المعلومات هنا، بل المثل نفسه، فإن كان صحيحا فضعف الأجر وإن كان مغلوطا فلا ذم فيه ولا فسوق، فليس فيه ما يدعوك لأتخاذ موقف من مالك أو حنبل، بل هو مقارنة صغيرة بين " علماء السلطة " وعلماء الدين من حيث السلوك "الحياتي"...


وشكرا

 

[61940]   تعليق بواسطة  احمد العربى     - 2011-11-16
الى الاخ بهباء البكري

لقد توصلت الى قناعات ان هناك علاقات رياضية تربط علاقة البشر بمجتمعاتها مع الزمن وقد استنتجت من هذه العلاقات الرياضية ان الدول تبنى على يد ابناء المستقبل التقدميين وفي اغلب الاحيان يكونون من ابناء الاقليات ان السرعة المذهلة التي استطاع العرب ان يبنوا دولة تدل على الافكار الثورية التقدمية التي جاء بها الاسلام والتي سمحت لابناء الاقليات بالمشاركة في الحياة السياسية مما ادى الى سرعة نشوء دولتهم وهذ ما يعطي مصداقية لابحاث الدكتور احمد صبحي منصور عن هؤلاء الاشخاص  ان حاجتنا للتعرف على هؤلاء الاشخاص تنبع من الحاجة لايجاد سلاح نستطيع ان نقوض دعائم دولة التاريخ التي تحاول الرجعية الوهابية اقامتها في ايامنا هذه 


ان دولة التاريخ الرجعية الوهابية تستند الى بعث و اعطاء قدسية لاشخاص كانوا في السابق قمة في الوضاعة من اجل تقديمهم من جديد الى الاغلبية الصامتة كبديل عن المستقبل مستفدين من الالة الاعلامية الضخمة التي يوفرها لهم نفط ابن الكعبة


يجب ان نقوض دعائم التاريخ الرجعي حتى نستطيع ان نحرمهم من مجال تكاملهم وبالتالي نفوت عليهم الفرصة من خداع الاغلبية الصامتة واستقطابهم الى جنبهم

 

[61941]   تعليق بواسطة  غالب غنيم     - 2011-11-16
الى الأخ أحمد العربي

أولا السلام عليكم أخي أحمد،


ثانيا أنا جد سعيد في هذا الموقع الذي بالفعل أقول فيه رأيي بحرية وبمعزل عن تأثير الجميع.


وبالتالي سؤالي هو: وهل نحن بحاجة لتقويض دعائمهم وبين يدينا القرآن حجة بيننا وبينهم؟ فهذا بحد ذاته يقوض دعائمهم!


وهل نحن بحاجة ل "شيخ الأئمة" كما هم يملكونه - ابن تيميه؟


وبناءا على الأسئلة السابقة يأتي السؤال الأخير:


هل الجهاد بالقرآن فقط شيء قليل؟
 


أن هنالك دراسات كثيرة للأستاذ أحمد لو طرحت دوليا لحل مشكلة الأخر لأنجدتهم بالحل، ومثل هذه الدراسات غاية في الأهمية في عصرنا الحالي ، بل وفي مجتمعاتنا وبيننا نحن.. فهي تمس كل فرد في فهمه للأخر وفي اسلوب تعامله وطريقة مناقشته ومجادلته للذين من حوله..


وبرأيي أنه يملك تلك الهبةمن الله في جعل الأمور بسيطة واضحة، فيصبح الإسلام أبسط مما هو عليه عندهم، بل وأصح منه، ويعود الفرد الى ربه، ويعرف قيمة "الروح" الإنسانية اللتي حرم الله إلا بالحق، ويقدر الثقافات الأخرى والشعوب المحيطة باختلاف عقائدها، والكثير الكثير من الدراسات والبحوث اللتي طرحها.


ولكني أخاف عليه من " كوننة "  أهل القرآن، فليس من الصحيح جعلهم جماعة أو حزب ...الخ فجعل "كينونة" لهم يعني أنهم أصبحوا شيعة من الشيع الأخرى، وما أكثرها، أما المبدأ بأن يكون أهل القرآن هو الباب اأو السراج الذي يفتح مصراعيه للجميع، ويضيء في كل الإتجاهات،  ويسمع الرأي والرأي الأخر، فهذا ما أراه الآن واليوم، ووفقه الله في كل ما يكتب، وأعاننا الله على ما نحن فيه.


 


وشكرا

 

[61951]   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     - 2011-11-16
أهلا بك أستاذ بهاء بكرى .

اهلا بك استاذ بهاء بكرى فى أول تعقيب لك على صفحات أهل القرآن .ونتمنى أن تستمر معنا إن شاء الله .


أخى الكريم  نحن لا نتخذ  كلام استاذنا الدكتور منصور - على أنه (الدين ) وإنما على أنه رؤيته وفكره وفهمه لحقائق الدين ،والفرق بينهما عظيم .. وسيادته يقول هذا بنفسه ،وينتقد أهل التراث عندما يقولون رأيهم فى شىء ثم يعنونونه (برأى الدين ) ..


-وكذلك يا أخى  هناك فرق بين التا ريخ والحديث . فالتاريخ لا ينظر الناس إليه على أنه دين ،ولا يتعبدون به بل ربما لا ينشغلون به ،ولكن الروايات والحديث يؤمنون بها ويتعبدون بها ويوقنون أنها وحى من عند الله أنزلها على محمد مثلها مثل القرآن . وهذه هى الطامة الكبرى ،مع أنها كلها إفتراءات بخارية أو شافعية أو حنبلية أو أو نسبها أولئك المزورين إلى الله ورسوله وهو منها براء ... ولو أنهم عادوا وقالوا أنها كتب خطها البخارى ورفاقه بأيديهم ومن بنات أفكارهم ،وطبقا لمعارفهم وبيئتهم الثقافية ،وانها لا تمت للرسالة والوحى الصافى (القرىن الكريم ) بصفة . لأعتبرنها ككل كتب التاريخ والفن والأدب القديم .بل ولربما كانت الآن فى خبر كان لما فيها من خرافات لا يصدقها ولا يحترمها عقل بأى حال من الأحوال ... ومن هنا يا أخى نحن لا ننكر شىء ونؤمن بنظيره ،فنحن ننكر كل ما يشارك القرآن الكريم ككتاب وحيد نزل من عند الواحد ألأحد لا شريك له .ونتعامل مع التاريخ على أنه حقائق نسبية منسوبة لأصحابها ولا تمت للإسلام ودستور ولا يتخذها الناس إلها من دون الله كما يفعلون مع البخارى ورفاقه.


 


 


---- الأستاذ الكريم على مرعى ..
 


كما قلت التاريخ حقائقه نسبية ،وتحتمل الصدق أو الكذب أو المبالغة فى أحدهما على حساب الآخر .. ومع ذلك فإن ما فلته عن التمييز السلبى لعمر بن الخطاب فى تعامله مع المسلمين ،كانت مصادرة التاريخية مصادر لأهل السنة وليست للشيعة ..
 


وأعتقد أن ما حدث من تولى الخلافة القرشيين من بعضهم لبعض وحرمان الأنصار وابناء البلاد المفتوحة منها ،وثورة (الموالى - الزنج ) فيما بعد عليهم لهو دليل ملموس أيضا على إرساء عمر بن الخطاب لمبدأ التمييز الباطل بين ابناء المسلمين (العرب والموالى ) .ولربما كان هذا هو السبب أيضا فى مقتله على يد أبو لؤلؤة  فى المدينة .

 

[61963]   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     - 2011-11-16
أهلا بكم أحبتى ، وشكرا لكم جميعا ، وأقول
تعديل التعليق                     |                    

1 ـ شكرا للأحبة عثمان وغالب وعائشة ومحمود مرسى على أضافاتهم وتوضيحاتهم التى أعفتنى من الكثير .


2 ـ أقول لأخى الحبيب غالب غنيم إننا تيار فكرى فى فهم الاسلام ومدرسة علمية مفتوحة على الانترنت لاصلاح المسلمين بالاسلام . مستحيل أن نكون جماعة أو فرقة لأن أبسط شرط فى تكوين الجماعة أن يعرف أعضاؤها بعضهم بعضا عبر التلاقى والاجتماعات العلتية والسرية. ونحن لا نعرف بعضنا بعضا إلا من خلال الانترنت . ولم ألتق ببعض كبار المشرفين على الموقع . وسعدت مؤخرا بلقاء أحبتى المحمدين الثلاثة  دندن والبارودى و صادق. ولأننا تيار فكرى له منهج وله رؤية فتيارنا منتشر بحمد الله جل وعلا . وأقول أيضا لأخى غالب متفقا معه إن العالم المجتهد لا حظ له مع أى سلطان مستبد . هذه حقيقة تاريخية وانسانية تنطبق على ربيعة الرأى كما تنطبق فى عصرنا كما أشار لذلك الاستاذ محمود مرسى.


3 ـ سأل الاستاذ عباس حمزة سؤالا لم يخطر على بالى من قبل. أدعو الله جل وعلا أن يهدينى الى الاجابة عليه إجابة موفقة من القرآن الكريم. وليس لدى الآن علم بالاجابة ، وسأقوم بالبحث قرآنيا عنها .


4 ـ أتفق مع رأى الاستاذ أحمد العربى فى موضوع العمل السياسى للاخوان وقبيلهم . وهذا محل خلاف بينى وبين صديقى د سعد الدين ابراهيم ، وكتبت فى هذا مقالا . وهناك مقال آخر فى (إصلاح الاخوان ). ورأيي إنهم لايقبلون بالديمقراطية والانتخابات إلا تقية وطريقا للوصول للسلطة ..


ختاما ..لقد أخذ هذا المقال حقه من القراءة..أنتظر منكم قراءة نقدية للحلقة الخامسة من (كتب / كتاب) فى التأصيل القرآنى . وأتطلع الى الاستفادة من نقدكم وتوجيهاتكم .

 


اجمالي القراءات 30398
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more