نظم حوالي ٤٣٤ تلميذاً وتلميذة في مجمع مدارس قرية الشهامة في إدفو غياباً جماعياً عن المدارس أمس الأول، احتجاجاً علي تجاهل مسؤولي الري، ومشروع مبارك للخريجين، شكاوي أولياء أمورهم المتكررة عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي والزراعي، مما تسبب في إصابة عدد من أبناء القرية بالتسمم.

وأكد عماد الباجة، مدير إدارة إدفو التعليمية وجود حالات تسمم بين التلاميذ، واصفاً الغياب الجماعي بأنه وسيلة ضغط من أولياء الأمور، بهدف حل مشكلاتهم مع الري ومشروع مبارك، مشيراً إلي أن الإدارة حررت محضراً في قسم الشرطة لتأثير الواقعة علي سير العملية التعليمية.

وقال أنور فتحي «رئيس رابطة مستخدمي المياه» في قرية عمرو بن العاص إن تلوث مياه الشرب بسبب المصرف الرئيسي المؤدي إلي الترعة الرئيسية في منطقة كلح الجبل، وقال إنهم تقدموا بعدة شكاوي إلي المسؤولين دون جدوي.

وقالت عطيات محمد طه إن الأهالي اضطروا إلي شراء جركن المياه الواحد بجنيه، بعد الحالة المتدهورة التي وصلت إليها مياه الشرب.

وأكد حمدان سالم سليم، أن إضراب أبنائهم عن الدراسة كان الحل الأخير أمامهم، بعد تجاهل المسؤولين شكاواهم المتعددة من تلوث مياه الشرب، والأمراض التي سببتها.

وقال عبدالمنعم الطونابي إن أبناءه تسمموا بالفعل، وتم تحويلهم إلي المستشفي وهو ما يعد دليلاً قوياً علي وجود أضرار لحقت بهم بسبب تلوث مياه الشرب.

من جانبه، التقي المهندس عمر محمدين السكرتير العام للمحافظة يرافقه النائب علي ريان عضو مجلس الشعب عن دائرة إدفو وبعض أعضاء المجلس المحلي للمركز بأهالي القرية للتحقق من وجود حالات تسمم من تلوث مياه الشرب، نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي والزراعي وقامت المحافظة بتحليل عينات من مياه الشرب في وجود بعض الأهالي، وأكدت نتائجها خلوها تماماً من أي ملوثات ومطابقتها المواصفات العالمية.

وأكد عمر محمدين أنه تمت معاينة ترعة وادي الصعايدة للتحقق من المشكلة واتضح أن مصدر مياه الشرب الخاص بالقرية علي مسافة بعيدة من الترعة، مما يؤكد عدم تلوث مياه الشرب، لافتاً إلي قيام معدات إدارة ري إدفو بتنظيف جانبي الترعة من المخلفات الزراعية، وتوعية الأهالي بالمساهمة في نظافة الترعة بصفة مستمرة، وذلك لضمان حركة انسياب مياه الري بطول الترعة، مما يحقق العدالة في توزيع هذه المياه علي أراضي الخريجين المستصلحة.

وفي سياق متصل أكد الدكتور عربي عبدالعال، مدير عام مستشفي إدفو المركزي، عدم دخول أي حالات تسمم خلال الأيام الماضية استقبال المستشفي، وهو ما يؤكد عدم صدق ما تردد داخل القرية، مشيراً إلي أنه في حالة تسجيل أي حالات تسمم يتم إخطار الجهات المعنية لتقديم الخدمات الصحية العلاجية والوقائية سواء داخل المستشفي أو في القرية.