ثروت الخرباوى يكتب: مصطفى مشهور: «الإخوان» أكبر من دولة.. ويجب أن يكون لها جيش

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٥ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


ثروت الخرباوى يكتب: مصطفى مشهور: «الإخوان» أكبر من دولة.. ويجب أن يكون لها جيش

ثروت الخرباوى يكتب: مصطفى مشهور: «الإخوان» أكبر من دولة.. ويجب أن يكون لها جيش August 25th, 2012 9:56 am

كان من الجُرم أن أقترب من «الأوراق المخفاة» لتنظيم الإخوان، والاقتراب من «الأوراق المخفاة» لدى أى جماعةٍ من الجماعات يعد كالاقتراب من منطقة ملغومة شديدة الخطورة، إذ لا تسعى أى جماعة إلى إخفاء بعض أوراقها وجعلها فى «طيات النسيان» إلا إذا كانت هذه الأوراق تشير إلى حقائق ترغب الجماعة فى إخفائها عن الأنظار، إما لخطورتها، وإما لأنها تكشف عن توجهاتٍ فكريةٍ أو حركيةٍ تمثل منهجًا حقيقيًّا للجماعة غير منهجها أو خطابها المعلن. وكبعض الدول تفعل جماعة الإخوان، فإذا كانت الدولُ تُخفِى وثائقَها وتحيطها بالسرية وتضع عددًا من السنوات للكشف عنها، فإن جماعة الإخوان تسعى دائمًا إلى إخفاء جميع وثائقها، إلا أنها -على عكس الدول- لا تسمح أبدًا بالإفراج عن هذه الوثائق مهما طال الزمن، وحين اقتربتُ من وثائق الإخوان المخفاة اقتربت من منطقة الخطر، وهى منطقة الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، ولكن ما جدوى هذه المغامرة؟! وما أهمية أن يعرف الناس أوراق الإخوان المخفاة؟ تلك الأوراق التى لا يعرفها أعضاء الجماعة أنفسهم، حيث يظنون أنهم يركبون مركبا صيغ من النور يسير فى موكب ربانى يقودهم إلى دولة الإسلام المفقودة؟ من ذا الذى يستطيع أن يقاوم سحر هذا المركب النورانى، والموكب الربانى؟ طيبون هم، تقودهم نياتهم الطيبة، مخلصون هم، تحركهم مشاعرهم النقية التقية، والنيات الطيبة والمشاعر النقية تدل على الطريق فى بعض الأحيان، ولكنها فى أحيان أخرى تُعمى البصر.

 

للمغامرة أهمية إذن، فهى تكشف الخطر الذى يواجهنا جميعا، ذلك الخطر الذى يتسلل برفق إلى حياتنا وهو يبتسم كأنه «داعية» يحبب إلينا أخلاق الإسلام، ولكنه فى ذات الوقت يخفى خلف ظهره نصلا حادا يريد غرسه فى قلوبنا، وكما تكشف مغامرتى هذا الخطر تكشف أيضا الوهم الذى يعيشه أصحاب النيات الطيبة، وليته كان وهما فحسب، ولو كان ذلك لهان الخطب، ولكنهم لا يدرون أنهم يجلسون على طاولة متفجرات فوق فوهة بركان، وحين تنفجر القنبلة ويثور البركان فإنه لن ينفجر أو يثور فقط فى وجه أولئك الذين يظنون أنهم يتهادون فوق مركبهم النورانى فى الموكب الربانى، ولكنه سينفجر فى وجوه الجميع، سينفجر فى وجه مصر كلها، حينها سيصبح الإسلام فى أعيُن العالم متهما، ومن حيث يظن الطيبون أنهم يذهبون إلى دولة الإسلام المفقودة، فإنهم سيفقدون دولة المسلمين المنشودة.

■ ■ ■

- قنبلة يا أحمد يا ربيع! أو أكثر من قنبلة! جماعة الإخوان أعادت إلى الحياة مرة أخرى قسم الوحدات، الجماعة لها تنظيم داخل الجيش.

- هى أكثر من قنبلة فعلا يا ثروت، فهى كتيبة عسكرية كاملة، أو قل جيش عسكرى كامل، الإخوان بذلك يا صديقى يكونون قد أعادوا زمن إحياء قسم الوحدات، وهو أخطر أقسام الجماعة كما تعلم، ومع قسم الوحدات تم إنشاء قسم للقضاة، هذه مؤسسات يريد الإخوان السيطرة عليها لأنها ستكون الأداة التى ستساعدنا فى مرحلة التمكين، وبهذا التنظيم وضعت الجماعة خطة تمكين كاملة.

- أعرف قصة قسم القضاة، وعندما كنت من إخوان منطقة الزيتون كان معى فى أسرتى لفترة المستشار الشقيرى وهو رئيس دائرة فى الاستئناف، وأعرف أنه كان يزاول نشاطا إخوانيا وسط القضاة.

- شوف يا عم ثروت نحن الآن فى عام 1999، وأراهنك أننا سندخل فى صدام قوى مع النظام فى غضون عشر سنوات من الآن.

- تقديرات الحاج مصطفى مشهور تختلف عن تقديراتك فقد قال فى الحديث الصحفى الذى قلت لى عنه بجريدة «الشرق الأوسط» العام الماضى: «إن الإخوان سيصلون إلى الحكم بعد عشرين عاما، أى عام 2018»، وقال أيضا: «إن الإخوان لديهم خطة سيصلون إلى الحكم من خلالها».

- الحاج مصطفى له فلتات لسان تفضح أسراره فى بعض الأحيان، مع أنه من الشخصيات الكتومة! انفلت لسانه معنا منذ سنوات فى القصة التى حكيتها لك ولكن المستشار مأمون أسكته وأنكر، ولكننى لم أعوِّل طبعا على إنكار المستشار، ولعلك لاحظت أنه فى جلسته معنا ظهر اليوم انفلت لسانه بكلمة خطيرة تستطيع أن تعتبرها اعتراف العمر.

- هل عندما أشار إلى شعار الجماعة قال لك «ألا ترى كلمة (وَأَعِدُّوا) التى بين السيفين؟ نحن نعمل بها منذ سنوات طويلة».

- نعم، هى هذه الكلمة، فهمتها فورا لأننى أحفظ الحاج مصطفى عن ظهر قلب، تعرف أننى كنت من أوائل من دخل جماعة الإخوان من محافظة الجيزة فى السبعينيات، وكان أول مسؤول إخوانى عنى هو الحاج مصطفى، فقد كان نقيبى فى أول أسرة إخوانية التحقت بها، وكانت جلسات أسرتى تنعقد فى مقر الإخوان بشارع سوق التوفيقية إذ كنا من مناطق مختلفة، وما زلت أذكر الحاج مصطفى وهو يقول لنا فى إحدى جلسات الأسرة: «فى يوم قريب أقرب مما تتوقعون سنعيد قسم الوحدات مرة أخرى، فلا حياة للإخوان بغير هذا القسم، هل تتصورون دولة بلا أمن وبلا جيش! نحن دولة، بل نحن أكبر من دولة، نحن أمة الإسلام، ويجب أن يكون لهذه الأمة أمن وجيش، ويوم أن يعود قسم الوحدات سيكون شعاره (وأعدوا)»، وأذكر أننا ناقشناه وقتها بخصوص قسم الوحدات وعن سبب التأخر فى تفعيله فقال لنا: «من الإخوان من يرفضون هذا الأمر تماما خوفا من ردود فعل النظام»، ولكن الحاج مصطفى أنهى كلامه معنا فى هذا الشأن قائلا: «إن جبهة الرفض يقل عددها، وعن قريب سيكون للإخوان قوة تحميهم».

- اعتراف خطير يا أحمد، ولكننى أرفض هذه الطريقة فى التفكير والتخطيط، أنا مرتبك الآن فلم يدُر فى خلدى أبدا أن أكون منخرطا فى تنظيم هكذا، أنا دخلت الإخوان من باب الدعوة لا من باب القوة والفتونة، نعم قرأت من قبل كثيرا عن قسم الوحدات ولكننى اعتقدت أنه ظل محبوسا فى «فترة من فترات» تاريخ الجماعة ولم يطلق أحدهم سراحه.

- لا عليك يا صديقى، فنحن إخوان على طريقتنا لا على طريقتهم، وكلٌّ يمارس ما يراه معبرا عن نفسيته، المهم أن لا نتورط فى مثل هذه الأنشطة المهلكة، أما قسم الوحدات الذى ظننته «محبوسا فى التاريخ فلم يتم الإفراج عنه»، فهو يحتاج إلى أبحاث ودراسات، وبغض النظر عن تاريخه فإنه كان مختصا بقيادة تنظيم الإخوان فى الجيش والشرطة، وكان قد تم إسناده فى أيامه الأولى فى زمن حسن البنا للصاغ محمود لبيب، وبعد ذلك تولاه الأستاذ صلاح شادى ثم أبو المكارم عبد الحى ثم عادت مسؤوليته إلى الأستاذ صلاح شادى مرة أخرى إلى أن توفاه الله.

- ولكنك لم تقل لى ما خطة التمكين؟

- خطة التمكين هذه ناقشناها مرة، وأنا باعتبارى عضوا فى «شورى الإخوان» اطّلعت على بعض بنودها، وهى تقوم على السيطرة على الجيش والإعلام والقضاء، هذه ثلاث ركائز إن سيطرنا عليها كان طريق وصولنا إلى الحكم ميسرا، ولكن القارئ للخطة يظن للوهلة الأولى أنها مجرد أمنيات ويقع فى خلده أنها خطة للمستقبل وأن الإخوان يضعون تصورا لكيفية التمكين، ولكن مع مسار الأحداث التى مرت بنا اتضح أن الإخوان قطعوا أشواطا فى طريق تنفيذ هذه الخطة.

داهمنى الوقت وأنا أجلس مع أحمد ربيع حتى إننى غادرت مكتبه مع الهزيع الأخير من الليل، قدت سيارتى دون أن أشعر بالموجودات التى تمر بى وأنا فى طريقى إلى البيت، ومع صوت الشيخ مصطفى إسماعيل وهو يقرأ من سورة الإسراء سَبَحتُ مع آيات الله فى أجواء هُيُومية عاشقة، وسرحت مع ذاتى فى خواطر غُيُومية ملبدة، ما الذى دار داخل جماعة الإخوان أو ما الذى حدث لقلبها؟ القلبُ كما يقول العلماءُ قُلّب، وما سُمِّىَ القلبُ قلبًا إلا من تقلبهِ فاحذر على القلبِ من قلبٍ وتحويلِ، ولكن جماعة الإخوانِ لم تحذر، ولم يتنبه البعضُ منهم.. لم يتنبه الراشدون من رجالهم، وها هو «قطارُ الإخوانِ» يسير بعيدا عنهم وهو يحمل رُكَّابا لا نعرفهم ولا نستطيع أن نصافح وجوههم، وإذا بهذا القطار ينقلب وهو فى منتصفِ الطريق فى ما يُعرف بأكبر عملية انقلابٍ فكرى فى العصر الحديث، ولكن هل انقلب القطار فعلا أم أننا كنا الذين لا نراه على حقيقته؟

■ ■ ■

يجتازنا الزمن ولا نجتازه، يمر بنا ولا نمر عليه، وحين يمر بنا لا نستطيع أن نوقفه أو نلتقط لحظة منه نحيا فيها على الدوام بشكل سرمدى بلا ابتداء ولا انقطاع ولا انتهاء، غاية ما نستطيعه أن نضع أحداثه فى أرشيف الزمن، حينها نستطيع أن نمر على الزمن كلما جنَّ علينا الضباب.

التاريخ: يوم مجهول من أيام عام 1972.

المكان: مدينة الإسكندرية.

شاب صغير ذو وجه أبيض وشعر بنى يسعى إلى لقاء الحاج مصطفى مشهور لسؤاله عن الإخوان وتاريخهم وفكرهم، تطرق اللقاء إلى شكرى مصطفى الذى كان معتقلا فى السجن فى قضية سيد قطب عام 1965.

الشاب الصغير وهو يتحدث بعاطفة متقدة: يا حاج مصطفى أنا أحبك فى الله وأحب دعوة الإخوان المسلمين وقد تعاطفت معكم تعاطفا كبيرا، وتأذيت نفسيا من الظلم الذى وقع عليكم فى أثناء حكم عبد الناصر.

رد مصطفى مشهور بصوته الهادئ: أَحَبّك الذى أحببتنى فيه يا أخى الكريم، عرِّفنى نفسك؟

قال الشاب ووجهه يتهلل من الفرحة: أنا ابنك خالد الزعفرانى، وأريد أن أستفسر منك عن بعض الأشياء.

ابتسم الحاج مصطفى فى وجه الشاب ثم قال: استفسر كما تشاء.

خالد الزعفرانى بأدب جرىء وجرأة متأدبة: تعرفت منذ فترة إلى أخ كان معكم فى محنة السجن اسمه شكرى أحمد مصطفى، أريد أن أسأل عن دينه وفكره كيف هو، فقد جلس مع كثير من الإخوة وأخذ يتنقل بين المحافظات ويجتذب أنصارا لأفكاره، وأريد أن أتأكد أنه من الإخوان ويسير على منهج الإخوان.

مصطفى مشهور مستفسرا: شكرى الذى تخرج فى كلية الزراعة؟

خالد الزعفرانى مجيبا: نعم هو.

مصطفى مشهور: أعرف شكرى طبعا، وهو شاب ممتاز ظاهره كباطنه، وهو متدين بحق، صحيح فيه بعض التشدد والغلو فى الدين ولكنه لم يخرج عن أفكارنا، وما زالت صلة تربطنا به.

خالد الزعفرانى: أأصاحبه وآخذ منه؟

مصطفى مشهور: لا بأس، خذ منه فهو أخ من الإخوان.

خالد الزعفرانى: أنا ذهبت إلى كثير من الإخوان الذين كانوا معه فى السجن وكلهم امتدحه وامتدح أفكاره، ولكن بضعة نفر قالوا إنه يكفّر المجتمع.

مصطفى مشهور: لا.. هو لم يخرج عن ضوابط التكفير التى نعرفها، كن معه ولا تخشَ شيئا.

قام الشاب خالد الزعفرانى من جلسته مع الحاج مصطفى مشهور، وقد عزم عزما أكيدا على أن يتبع شكرى مصطفى ويأخذ منه، فقد زالت الشكوك والشبهات التى كانت تعتمل فى ضميره حينما أخذ صك الإجازة من الحاج مصطفى.

لم تكن خطوات شكرى مصطفى بطيئة عيِيَّة، ولكنه كان يقطع الفراسخ والأميال إلى تكوين جماعته فى سرعة مذهلة، كان هذا الشاب الذى نشأ كاليتيم فى ظروف بالغة القسوة يؤمن بما يقول ويقول ما يؤمن به، اختلطت فكرته بشخصه واختلط هو بفكرته فعاش على يقين أنه المهدى المنتظر الذى سيملأ الدنيا إسلاما، وبمقدار إيمانه بفكرته كان مقدار تأثيره على الشباب المتعطش للإيمان.

بعد أيام من لقاء الزعفرانى بمشهور وفى بيت عائلته الكائن بإحدى ضواحى الإسكندرية استضاف خالد الزعفرانى شيخه الجديد شكرى مصطفى ليقضى بينهم يوما أو بعض يوم، وحين رآه العم «خليل الزعفرانى» أوجس منه خيفة وقال لابنه إبراهيم الطالب فى كلية الطب الذى أصبح أحد رموز جماعة الإخوان فى ما بعد: هذا الشاب الذى استضافه ابن عمك خالد له سحنة لا أستريح لها، خذ حذرك يا بُنى من هذا الشاب فما فى قلبه من شر يبدو واضحا فى وجهه، وأنا قرَّاء وجوه. وفى المساء دار حوار فكرى بين أبناء عائلة الزعفرانى والشيخ الشاب شكرى مصطفى، أصر فيه الشيخ على تكفير مرتكب الكبيرة، فى حين رد عليه بعض شباب العائلة وعلى رأسهم حمزة خليل الزعفرانى الذى استُشهد فى ما بعد فى حرب 1973، بأن «هذا الفكر غير صحيح، فالرجل يدخل الإسلام بقوله لا إله إلا الله، ويظل على إسلامه ما دام معتقدا فى الشهادة، فإذا ارتكب كبيرة فإنه لا يخرج من الإسلام ولكنه يتلقى العقاب الذى توعده به الله سبحانه فى الدنيا والآخرة»، وفى اليوم التالى خرج شكرى مصطفى من بيت آل الزعفرانى وهو لا يصطحب معه من المصدقين به إلا الشاب خالد الزعفرانى، فقد كانت شهادة الحاج مصطفى مشهور فى شأن شكرى مصطفى كفيلة بأن يظل مرهونا معه حتى حين، وحين أذن الله خرج خالد الزعفرانى من فكر شكرى مصطفى ووقف ضده وأقنع عددا من الشباب باعتزال هذا الفكر الخوارجى، وكان من هؤلاء الشباب الطالب صلاح الصاوى الذى أصبح دكتورا فى الشريعة وداعية إسلاميا كبير ورئيسا لجامعة إسلامية فى ما بعد، وطالب الطب عبد الجواد الصاوى الذى أصبح أمين عام هيئة الإعجاز العلمى للقرآن فى ما بعد، والطالب عبد الله سعد صاحب منتجعات الريف الأوروبى فى ما بعد.

وفى حضن عام 1977 فعلها شكرى، بدأ فى تطبيق أفكاره تطبيقا عمليا، هو الآن يعيش فى دولة فريدة من نوعها، كأنها دولة الإسلام الأولى، تسربل شكرى بزمن «الدعوة السرية» والعزلة عن ذلك المجتمع الجاهلى الكافر، أوصى بعض أصحابه بأن يخفوا إسلامهم، وقال لهم إذا ضُيق علينا فهاجروا إلى اليمن، فإن لم تستطيعوا فإلى السعودية أو إلى أى دولة تصلح لإقامة دولة الإسلام، لا يقوم الإسلام إلا بالهجرة كما قام فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أضمر شكرى فى نفسه شرا، فرأى أن يضع أول بصمة لدولته، لن تقوم دولة الإسلام إلا بأن يُهرَق دم على أعتابها، والدم الذى سيهرقه هو دم الكافر الذى يحارب الإسلام ويكتب الكتب «ضد إسلامه»، الكافر هو الشيخ الذهبى وزير الأوقاف الذى حارب أفكار شكرى، هو كافر من ناحية وصيد ثمين وسهل من ناحية أخرى، وقام شكرى بتنفيذ خطته، خطف الشيخ البرىء المسالم، ثم أمر أحد رجاله بأن يطلق رصاصة على رأس الشيخ فأودت بحياته.

حمد خالد الزعفرانى ربه على أنه تنبه مبكرا لخطورة فكر شكرى، حتى إنه كان أول من كتب فى الصحف منبها للقنبلة التى يختزنها هذا الشيخ السطحى الغر فى عقله، قنبلة التكفير، كان خالد هو من واجه شكرى علنا وقال له: إنك خوارجى تنتمى إلى فكر الخوارج ولست على فكر أهل السنة والجماعة، لقد اشتطّت بك الأفكار يا شكرى فأخرجتك عن الطريق الصحيح، ولكن الدنيا بمسارها وتقلباتها وغدوِّها ورواحها ما زالت تقدح فى ذهن خالد الزعفرانى، ما السبب الذى جعل الحاج مصطفى مشهور وجمهرة من إخوانه يمتدحون أفكار شكرى مصطفى؟ وكيف أصبحت أفكار شكرى مصطفى متوهجة داخل جماعة الإخوان لدرجة أن بعض قيادات الشباب فى الإسكندرية استحلُّوا الزنى بالأجنبيات وغير المسلمات تطبيقا لفتاوى كان شكرى مصطفى قد أصدرها وهو يقيم الركائز الفكرية لدولته؟

اجمالي القراءات 9347
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق