أحمد صبحي منصور.. تحولات الشيخ الأزهري في منفاه

اضيف الخبر في يوم السبت ١٢ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


أحمد صبحي منصور.. تحولات الشيخ الأزهري في منفاه

 

أحمد صبحي منصور.. تحولات الشيخ الأزهري في منفاه

 

مقالات متعلقة :

يقف الدكتور أحمد صبحي منصور الأستاذ المصري الأزهري وزعيم طائفة "القرآنين" علي بوابة منزله بولاية فرجينيا وهو ينظر اسفل قدمه ووراءه، فهو يعيش في كل القصص والاحداث التي مرت عليه بالقاهرة قبل هروبه الي الولايات المتحدة وحصوله علي اللجوء السياسي فيها.. يأنس بكل تفاصيل معركته ضد القوي الدينية والرسمية، ولا يستطيع أن يفكر في مجرد العودة زائرا الي بلاده.. فلديه عدد كبير من القضايا المعلقة منذ الثمانينيات ولم يتم حفظها حتي الآن، ومن الواضح انه لم يستشر أحداً من القانونيين في هذه المسألة، فليس كل من لديه قضايا مفتوحة يمنع من مجرد دخول البلاد، خاصة مع عدم صدور أي أحكام مؤقتة أو نهائية.. وحين سألته عن عودة الدكتور نصر حامد ابوزيد رغم بشاعة دعاوي التفريق بينه وبين زوجته، فقال إن الدكتور نصر لديه تيار علماني يقف خلفه ويدعم قضيته في مصر، بينما هو يقف في الوسط لا ينتمي الي التيار العلماني ولا ينتمي الي المؤسسات الدينية بشكلها الحالي في مصر.. فالقضية الرئيسية التي اشعلت فتيل المتاعب كانت تتعلق برسالة الدكتوراة التي دارت حول الحياة الاجتماعية والسياسية للصوفية، وقد كشف فيها عن معلومات مسكوت عنها في التاريخ الإسلامي.. وبعد فترة من المعارك اتهم أحمد صبحي منصور بازدراء حقائق الإسلام، وكان في هذا الوقت يباشر عمله كداعية في المساجد، وكان حضوره يشكل خطرا كبيرا في طرح هذه المفاهيم علي الناس بشكل عام.

الشيء الأهم في حياة الدكتور الأزهري الذي يعيش في بلد لا يعرف مصطلح الدين الرسمي للدولة ويضم بين ولاياته ديانات سماوية وأرضية، هو إصراره علي دعم جماعات القرآنين في مصر، ولا يزال يتواصل معهم، وهذا ما تؤكده حالات القاء القبض المستمرة حتي الآن لبعض جماعات القرآنين بتهمة ازدراء الأديان، بل إنه تم القاء القبض علي شقيق احمد صبحي منصور بتهمة تلقي أموالا أجنبية من أخيه لتمويل نشاط القرآنين في مصر. ويؤكد صبحي منصور أن عدد القرآنين في مصر يتزايد وقد يصل الي 7 آلاف عضو بالإضافة الي المتعاطفين والدوائر المحيطة، لكنهم لا يجهرون بذلك خوفا من بطش الأجهزة الأمنية.

حياة الدكتور صبحي منصور في فرجينيا لم تكن إلا مرحلة أخيرة، سبقها رحلة عمل في التدريس والقاء المحاضرات بجامعة هارفارد لمدة عام كأستاذ زائر كما عمل في الوقفية الوطنية الأمريكية المعروفة باسم "نيد" والتي تتلقي دعما مباشرا من الإدارة الأمريكية.. السؤال الملح كيف استطاع الرجل الأزهري عمل المعادلة التي تجعله يقدم افكاراً مختلفة عن الإسلام ويعيش في دولة يصفها الأزهريون التقليديون بموطن الفسق والفجور؟! الرد علي هذا السؤال يكمن في نقطة التحول الرئيسية التي حدثت في افكار الدكتور أحمد صبحي منصور منذ ذهابه الي الولايات المتحدة، فالرجل الذي كان يري في امريكا واسرائيل العدو الأول للمسلمين مختلفا مع صديقه الراحل الدكتور فرج فودة في رؤيته لهذه القضية والذي كان يوافق مبدئيا علي التطبيع، يري الآن أن امريكا واسرائيل في المنطقة الرمادية وليسا العدو الأول كما كان يعتقد، لكن الحاكم المستبد والديكتاتور يقفون في صدارة أعداء الوطن واعدائه الشخصيين.. وحسب قوله فإنه منذ قدومه الي أمريكا ادرك كم الحقوق التي اتنزعت منه وهو في موطنه الأصلي بمصر ليدرك الفارق المهول بين الوضعين.

لم ينكر الدكتور صبحي دور الدكتور سعد الدين ابراهيم في أزماته، فهو يعتبره الرجل الوحيد الذي وقف بجانبه اثناء مشكلاته المتتالية وبعد ان قدم استقالته من الجامعة وصار بلا دخل تقريبا، عمل باحثا بالمركز بالإضافة الي توليه مسئولية رواق ابن خلدون الذي كانت تقام ندواته مرة كل اسبوع.. ويتلاقي الطريدان سعد الدين ابراهيم واحمد صبحي منصور في رؤيتهما بملف التغيير كما يتلاقيان في رؤيتهما السياسية في فصل الدين عن الدولة وكذلك قضية امريكا وإسرائيل.. وحاليا انضم صبحي منصور الي الجمعية المصرية من اجل التغيير التي تأسست في واشنطن رغم انه يري ان البرادعي من اصحاب الياقات البيضاء، وليس مطحونا في السياسة مثل رموز المعارضة المحلية، ولذلك يري الدكتور صبحي أن البرادعي سينتهي سريعا إذا استمر في رحلاته بعيدا عن الشارع..

اغلب الظن أن الدكتور صبحي منصور، لن يعود الي مصر مرة اخري لانه لم يفكر حتي في ملف العودة، فهو علي عكس صديقه الصدوق سعد الدين ابراهيم، الذي يصر علي العودة ويضعها في قائمة اولوياته.. فصبحي منصور استقر به الحال في منزله بولاية فرجينيا واكتفي بلعب دور المطارد حتي اللحظة الأخيرة.

اجمالي القراءات 7979
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأحد ١٣ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48387]

من يرى الصورة عن بعد يستطيع الرؤية أفضل

فمن يصف مشهداً وهو بداخله غير من يصفه وهو خارج هذا المشهد ويشاهد من جميع الجوانب الممكنة وهذا ما حدث بالفعل فمعظمنا ونحن في الداخل يتهم أمريكا وإسرائيل بالعدو الأكبر للعرب والمسلمين ولكن من يرى ويدقق النظر خارج المشهد بعين حيادية يرى أن الحكام العرب لهم دور البطولة في هذا الكره وهذا العداء

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق