سؤالان

الجمعة ٢٣ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال من د منتصر فايق : قرأت لك ان التبنى حرام ، مع إنه حدث فى قصة يوسف فى آية ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ) (21) يوسف )، وفى قصة موسى : ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ) (9) القصص ). الواضح إنهم اتخذوه ولدا ، أى قاموا بتبنيه . ما هو رأيك فى هذا الاستنتاج ؟ السؤال الثانى : ما معنى قول الله جل وعلا : ( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ (19) الانشقاق )؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

أولا :

القصص القرآنى لا يؤخذ منه تشريع ، فهو للعبرة . فى نهاية قصة يوسف قال جل وعلا : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(111)يوسف )، وعن فرعون قال جل وعلا :  ( فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى(25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى(26)النازعات ). المفهوم أن زوجة عزيز مصر لم تنجب ، ورأت الصبى يوسف يكبر أمام عينيها فشغفها حُبا ، وراودته عن نفسه . ويبدون أن زوجة فرعون لم يكن لها ولد ، وكانت إمرأة صالحة قال جل وعلا  : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) التحريم ) .

ثانيا :

1 ـ التشريع فى الاسلام يأتى بالأوامر والنواهى ، وبجملة فعلية وبجملة إسمية ، وسبق أن شرحنا هذا فى كتابنا عن الشريعة الاسلامية .

2 ـ وعن التبنى فقد قال جل وعلا : ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ(4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) 5 الاحزاب). الابن لا بد أن يكون من صُلب أبيه ، لأنه يترتب على ذلك حقوق الميراث وتشريعات المحرمات فى النكاح .

3 ـ وكان التبنى شائعا بين العرب ، والنبى محمد عليه السلام نفسه تبنى زيد بن حارثة ، وكان للولد المتنبى حقوق الولد من صُلب أبيه ، ومنها أنه يحرم أن يتزوج الأب من تزوجها إبنه بالتبنى . تطبيقا للتشريع القرآنى نزل الأمر للنبى محمد أن يطلق زيد زوجته ، وأن يتزوجها النبى محمد ، ليضرب مثلا حيا فى تحريم التبنى . نقرأ قول الله جل وعلا : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا(36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا(37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(40)الأحزاب ).

إجابة السؤال الثانى :

قال جل وعلا : ( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ(17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ(18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ(19) الانشقاق ).

( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16):

القسم الالهى يأتى أحيانا بالنفى كقوله جل وعلا : ( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(80)الواقعة ) ، ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52)الحاقة ). ويأتى بالايجاب كقوله جل وعلا : ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)الشمس ) ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى(1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى(4)الليل ).

وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ(17) 

وسق أى إن الليل يجمع ما تفرّق أثناء النهار من حركة البشر والدواب ، فقد جعل الله جل وعلا الليل سكنا .

وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ(18) 

الاتساق للقمر أى تمامه بدرا .

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ(19)

هذا هو المقسوم عليه ، وجاء فى خطاب مباشر للبشر وبصيغة التأكيد ، و( طبقا عن طبق ) يعنى تعاقب الأجيال من البشر ، جيل يخلف جيلا . قال جل وعلا :

( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ )  (165)الأنعام )

( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ ) فاطر   (39)

  شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1729
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5328
اجمالي القراءات : 65,958,889
تعليقات له : 5,522
تعليقات عليه : 14,921
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


لا تسامح هنا : تحاور ت مع بعض البخا ريين فقالو ا لي ان...

عبادتهم الملائكة: السؤ ال من الاست اذ ريبوا رمصطف ى : ...

نَقَضَتْ غَزْلَهَا : ما هو المقص ود بقوله جل وعلا (وَلا...

كتبى المنشورة : السلا م عليكم :أخي الدكت ور صبحي تحية طيبة...

التبرع بالأعضاء بعد : هل يجوز التبر ع بالاع ضاء (القل , العين , ...

أهلا وسهلا به ومرحبا: بالني ابه عن اهل القرا ن في بلدتي ــ والذي ن ...

خمسة أسئلة: السؤا ل الأول : قرأت هذه الآية وتعجب ت منها ....

الزواج في الكنيسة : أنا أمريك ى مهاجر من مصر . أحببت زميلت ى في...

لست فخورا بأبى .!: أنا من أشد المعج بين بموقع كم ، وخصوص ا ...

اكذوبة الرجم للزانى: مسالة مهمة في قضية رجم الزان ي المحص ن اذا لم...

التلفظ بالنذر: كنت عايز اعقب علي جواب حضرتك في اجابة السؤا ل ...

لا نسبة محددة للوصية: ماهو الحد الاقص ي في الوصي ة بالنس بة ...

لا نعمل بالسياسة: هل التيا رالقر اني يعتبر اسلام سياسي...

تضييع الصيام: يلح علينا الإعل ام بتوصي ات من المذه ب ...

المراجع التاريخية : ما هي المرا جع التار يخية التي تعتبر حجة...

more