سؤالان

الأحد ٠٨ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : مصر الآن فى أسوا أحوالها من كل النواحى ، هل ينطبق عليها وصف البلد الخبيث فى مقابل الغرب الذى هو بلد طيب بدليل إن اوربا وأمريكا لو فتحت أبوابها لهجرة المصريين ما بقى فى مصر ما يكفى العاصمة الادارية ؟ ارجو ان تكتب التعليق على هذا وتتكلم عن معانى الخُبث كما جاءت فى القرآن . السؤال الثانى ما هو الفرق بين كلمتى ( يسحت ) و ( سُحت ) وهما فى القرآن الكريم ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول

1 ـ حين نتكلم عن البلد الطيب والبلد الخبيث فالمقياس هو الاسلام السلوكى فى التعامل فى الدنيا ، بمعنى السلام والأمن والأمان ، أما الاسلام بمعنى لا إله إلا الله فمرجعه الى الله جل وعلا يحكم فيه يوم القيامة . بمقياس الاسلام السلوكى فدول الغرب واليابان هو البلد الطيب ، أما دول المحمديين فهو البلد الخبيث . يقول جل وعلا : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف ). الدول الديمقراطية تتمتع بالدنيا ، أما دول المحمديين فهم يخسرون الدنيا والآخرة .

 وجاء ( الخبيث ) بمعانى متنوعة :

    العمل

العمل الخبيث مقابل العمل الطيب :

الله جل وعلا يميّز بين العمل الطيب والعمل الخبيث فى الدنيا ، يقول جل وعلا : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)  فاطر ).

عن تمييز العمل الطيب من الخبيث فى :

1 ـ الدنيا : يقول جل وعلا للصحابة : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ ) (179) آل عمران ).

2 ـ وفى الآخرة : فالعمل الخبيث يوم القيامة يتم إلقاؤه مع أصحابه كالزبالة فى جهنم يقول جل وعلا : ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37) الانفال )

الاعمال الخبيثة يدمنها الخبيثون ، والأعمال الطيبة يتمسك بها المتقون الطيبون . يقول جل وعلا : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) النور )

  المال الخبيث :

  1 : المال الخبيث الآتى من حرام او من مكسب حرام لا يصح التصدق منه. يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة )

2 ـ   أكل مال اليتيم مال خبيث . يقول جل وعلا : ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً (2) النساء )

  3 : لا يستويان . يقول جل وعلا : ( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) المائدة )

  الكلمة الطيبة مقابل الكلمة الخبيثة :

قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ابراهيم ).

 إجابة السؤال الثانى

1 ـ ( يُسحت ) من ( السّحت ) بالسين المشددة المفتوحة . ومنها ( يُسحت ) الفعل المضارع ، بكسر العين ، وتعنى ( العذاب ). وهذا المعنى واضح فى قول موسى عليه السلام لفرعون وقومه : ( قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى (61) طه )

2 ـ ( السُّحت ) هو المال والمكسب الآتى من الحرام ، خصوصا من التجارة بالدين ، وهى مهنة أحطّ البشر ، وأحقر المجرمين . المجرم العادى الذى يأكل أموال الناس بالباطل يحتقره الناس ويُعاقب . أما آكلو السُّحت من البابوات والقساوسة والشيوخ والأئمة والأحبار والرهبان فهم مجرمون يتمتعون بالتقديس ، بدلا من إحتقارهم وعقابهم يقال لهم : قداسة البابا وفضيلة الشيخ والامام الأكبر وآية الله وروح الله .

وجاء فى القرآن الكريم مصطلح ( السُّحت ) فى قوله جل وعلا :

1 ـ ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)المائدة ) .

2ـ ( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) المائدة )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2700
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,593,763
تعليقات له : 5,519
تعليقات عليه : 14,916
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما معنى أن السما ء تبكى فى...

والد عاق.!!: ابى كان وحيد والدي ه فعاش مدلل ولم يكمل...

الكذب المباح : هل الكذب حرام فى كل وقت وتحت اى ظروف ؟ ...

زيد..: عندي سوال به نسبه قضيه زيد في القرآ ن. ...

حسن وأحسن : وَاتّ َبِعُ وا أَحْس َنَ مَا أُنزِ لَ ...

الأمر بالمعروف وال..: ماذا يعني مفهوم الأمر بالمع روف والنه ي عن...

صلاة / تصلية: كلمة ( تصلية ) فى القرآ ن هل هى من الصلا ة ؟ ...

زوجات الرسول: شاهدت حلقة تتكلم عن زوجات الرسو ل ولي بعض...

لا تصح : ما حكم الصلو ةجماع ةوراء إمام سني (حسب...

خسابه عند ربه: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته اخوان ي ...

كتابة القرآن الكريم: هل هناك وجود لأصل ما خطه الرسو ل (صلع) من...

حرام بلا شك .!!: الامت ناع عن دفع الضرا ئب ورسوم الكهر باء ...

مسألة ميراث: امرأة تطالب عمها بنصيب لها في الإرث من جدها...

عدة الأرملة: هل يجوزل لزوجة المتو فى عنها زوجها أن تنكح...

الموت: كان عندي سؤال بخصوص قولة تعالي في اية " وَلَا...

more