الخليفة الذى مات من التخمة

آحمد صبحي منصور Ýí 2010-09-27


الخليفة سليمان بن عبد الملك الأموي تولى الخلافة يوم مات أخوه الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ وتوفي سنة 99 وهو شاب في الأربعين بعد أن حكم سنتين وثمانية أشهر وخمسة أيام على أرجح الأقوال . 
* وكان موته مفاجئا .. تقول الروايات إنه نظر على نفسه في المرآة فأعجبه شبابه وجماله فقال : أنا الملك الشاب . فمات بعدها . 

المزيد مثل هذا المقال :

* ولم يظهر لنا من تحقيق سيرته أن هناك مؤامرة سببت موته المبكر .. ولكن يتضح أن إفراطه في الطعام كان السبب . 
* يقول عنه ابن المسعودي في مروج الذهب " كان شبعه في كل يوم من &Ccedidil;لطعام مائة رطل ، وكان يأتيه الطباخون بالدجاج المشوي فيضعها في كمه حتى يقبض على الدجاجة وهي حارة فيفصلها " وخرج يوما من الحمام وهو جائع فاستعجل الطعام ولم يكن قد تجهز بعد فقدموا إليه عشرين خروفا فأكل أجوافها كلها مع أربعين رقاقة ثم قدموا له الطعام فأكله كأنه لم يأكل شيئا ( مروج الذهب 2/136) 
ويقول عنه ابن الجوزي في تاريخ المنتظم إنه دخل بستانا له فظل يأكل منه من الفجر إلى الضحى . ثم جاء له البستاني بشاة حولية مشوية فأكلها بدون خبز . ثم أكل معها دجاجتين سمينتين ، ثم عاد لأكل الفاكهة ، ثم أكل سويقا من سمن ودقيق وسكر ، ثم عاد للفاكهة و بعدها عاد للقصر حيث اعدوا له غذائه المعتاد فأكله ( المنتظم 7/16) 
* ويقول عنه الصفدي ( قال عنه ابنه أكل أبي أربعين دجاجة تشوى على النار على صفة الكباب ، وأكل أربعين كلوة بشحومها وثمانين جرنقة . وأتي الطائف فأكل سبعين رمانة وخروفا وست دجاجات وأتي بمكوك زبيب طائفي فأكله أجمع ( الوافي بالوفيات 15/401) 
لذا نميل إلى الرواية التي تعلل سبب موته ، وهي أنه جيء له من الشام بشوالين من بيض مشوي ، فتسلى يأكله قبل موعد الطعام العادي .. وبعدها رحل ..

ثانيا

وهكذا مات السلطان .. من التخمة ..

مات ناسيا شيئا ـ لم يكن هاما بالنسبة له طيلة حكمه القصير ـ هو  أنه مسئول عن امبراطورية عظمى كانت تمتد من منتصف آسيا الى جنوب فرنسا . ولكنه أعطى اهتمامه للطعام بنفس ما أعطى آخرون من الخلفاء حياتهم للنساء والخمر والمجون .

والعادة أن توريث السلطة يأتى بعاهات كثيرة لا ميزة لأحدهم إلا أنه ينتسب الى جدّ أعلى أسس الدولة وقام بتوطيدها . وسليمان بن عبد الملك هو ابن عبد الملك بن مروان ، وهو حفيد لمروان بن الحكم ، وهما من صنّاع التاريخ ، ومهما اختلفنا معهما دينيا وأخلاقيا فهما من الناحية السياسية عظماء . والعادة السيئة أن يرث العظماء من صناع الدول أبناء وأحفاد من العاهات . ولكن العادة الأسوأ أن يحاول وراثة الحكم ـ فى دولة جمهورية ـ ابن لرئيس هبط ببلده الى الحضيض ، رئيس بلا ميزة على الاطلاق ، ولم يترك طيلة حكمه الطويل الممل أى آيجابية ،بل أذاق الناس الفقر والقهر والقرف وحبّب اليهم الموت وزينه فى قلوبهم ، فأصبح الموت راحة لهم تنجيهم من رؤية طلعته وسواد  شيبته .

وحتى هذا الخليفة الأموى ( المفجوع ) ترك مأثرة تتحدث بها الأجيال ، فقد صمم على أن يعهد بالخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز الذى أقام العدل فى فترة حكمه القصير ، أما صاحبنا ـ فلو كان الأمربيديه لأعلن ابنه وريثا يرث الضيعة من بعده ، ولكن أنّى له ذلك ، والجيش الذى يحكم باسمه والذى يرهب بسلاحه الشعب الأعزل المقهور ـ هذا الجيش لن يرضى أن يحكمه ويقوده شاب هارب من التجنيد .!!

أخيرا

مهما تجولنا فى التاريخ فلن تجد خيبة حلّت بمصر مثل تلك الخيبة التى تتجرعها منذ عام 1981 .

شىء عجيب ، ولكن الأعجب هو الشعب الذى يرضى بهذه المهانة ولا يغضب إلا لأسباب تافهة وواهية ..مثل كاميليا ووفاء و الأهلى والزمالك ..ومباريات الجزائر..

حاجة تقرف ..!!

اجمالي القراءات 41376

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   نسيم بسالم     في   الثلاثاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51545]

كلام من طالب علم، انظر فيه ولا تأخذ إلا بعدله

سلام عليكم أستاذ منصور...


اسمَح لي أن أقدِّم لكَ مُلاحظة أودُّ أن تفكر فيها مليا؛ وتعرضها على حقائق كلام الله عزّ وجل فإن وَجدتها صوابا فاقبلها، وإلا فاطرحها ولا تلتفت إليها!


لاحَظت أنَّك صَرفت جهدا كبيرا في الحديث عن السلاطين والخلفاء والأمراء القدامى والمعاصرين، ونقبت في بطون كتب التاريخ ما تؤيد به وجهة نظرك، واشتغلت بذكر الأمراض عموما وأطنبت فيها، وكل هذا أستاذنا بعيد عن الطّرح النوراني القرآني المتعالي عن هذه الغوغائية وذكر الأشخاص والجماعات بأسمائِها؛اللهم إلا للتمثيل وأخذ العبرة؛ فلو اكتفيت بالبيان القرآني وزكَّيت مَن زكَّاه الله، وقبَّحت فِعل من قبَّحه الله تعالى لكان خيرا لكَ وأقوَم.


وللأسَف فإنَّ مقالاتك هذه على حساب خدمة النَّص القرآني وإظهار نُورِه للعالمين؛ فأنتَ عليم أنَّ القرآن مهجور مُغيَّب عن ساحة الفكر والعلوم المعاصرة في شتى مجالاتِها؛ فمَن يَخدُمه إن لم نَخدُمه نَحن؟ ومَن يفجِّر مكنوناته إن لم نُفجِّرها نَحن؟ ونحن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هُو خير!!


أنتَ تعلم أنَّ كلَّ الذين تنقُل عَنهم معاصيهم وأمراضهم ينقصُهم شيء واحد؛ هُو نور القرآن وقوانينه الكبرى؛ أليس كذلك؟! فلماذا لا تختصر الطريق على نفسك، وتشفق على إخوانِك فتدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتصفح الصفح الجميل، وتعرض عن الجاهلين، وتسبح ربك وتكون من الساجدين، وتعبد ربك حتى يأتيك اليقين كما كان منهج رسول رب العالمين؟!


لماذا ندخل دوما في صراع تلو صراع، وتهكم تلو تهكم، ولمز تلو لَمز، ورد تلوَ رد، وندَّعي بعد ذلك ضيق الوَقت أمام خدمة المواضيع القرآنية؛ كما اشتكيت في موضوعك السابق عن شياطين الإنس والجن؟!


إنَّ الوقت أضعناه بأيدينا على حساب توافِه (واعذرني على هذه الكلمة) وأمور هامشية لا تستحق أدنى التفاتة، وسوف نُحاسَب عليه عسيرا أمام الباري عزَّ وجل!


لا سُمِّيت (قُرآنيا) إن كانت أطروحاتي ومواضيعي لا تخدم أهداف القرآن، ولا تحقق مقاصده، ولا تتناول حقائقه بالتفصيل والبلاغ المبين، ولا تنبع من مشكاته السنيَّة الوضَّاءة!


اعذرني إن كُنت أغلظت في حقكم، وما ذاك إلا بُغية الخير لَكم ولكل الإخوة الكرام، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب!


ابنكم نسيم من الجزائر


2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51546]

ليس ابن الأوز عوام ... مثل أبيه ..


 السيد الدكتور / صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله   إن المتخصص في التاريخ الاسلامي مثلكم  يغوص بنا ويستخرج منه ما يشرح ويوضح أخبار الخلفاء المؤمنين كما كانوا يوصفون  بالسيرة وكتب الأحاديث . ولعل هذا الخليفة ( امير المؤمنين)  كانت عنده مشكلة نفسية  لأنه تربى في القصور وما أدراك سيدي بالمؤامرات التي تحاك بين أبناء الأسرة الحاكمة الواحدة  وأقاربها من مؤامرات  ومؤامرات العداء من المعارضة السياسية والايديولوجية  الأخرى .


 لذا أتوقع أنه يكون هذا الخليفة سليمان  بن عبد الملك يعاني من هذا النوع من القلق النفسي الذي يصيب أبناء الأسر الحاكمة والمالكة ..  ومع توليه الحكم فإنه وجه كل إمكانيات الخلافة لتحضير الطعام السحت له فكل هذا الطعام كان يؤتى به على سبيل الهدايا والتقرب الى الخليفة  دون التقرب الى الله تعالى من جانب الملأ وعلية القوم!! ..


 هذه الكميات المهولة التي أكلها هذا الخليفة في فترة خلافته القصيرة لو وزعت على الفقراء ربما لأكفتهم حتى ولو كانوا ألف فقير من زوج وزوجة وأولاد ربما أكفتهم لمأئة عام !!


هذا الخليفة هو سليل ملوك وخلفاء سياسيين  عظام أقاموا الملك الأموي العضود ..  وورث سليمان الوليد ولم يكن ذا حكمة ولا علم  ولكنه اوصى الخلافة لمن يستحقها .. وهذا حسن ختام لحياته التي لم تنفع المسلمين فأراد أن ينفع المسلمين بعد مماته بتولية عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء.


 المشكلة والعبء الثقيل الذي يكون على عاتق أبناء المشاهير في الخلافة وتاسيس الدول والخلافات وأبناء المشاهير من رجال الفكر والفن والاقتصاد كثيرا ما يصابون بمثل هذه المشكلات وهذا السلوك لأن المجتمع ينتظر منهم ان يكونوا على قدر بطولة وانجازات آبائهم وهم لا يستطيعون..!
 فلو أخنا  أمثلة  الكل يعرف الإمام محمد عبده لكن من منا يعرف أبنائه  أو أحد أبنائه  هل قدم احد أبنائه مثل ما قدم من علم وتنوير وتحرير للعقول؟ الكل يعرف طه حسين ورفاعة والرافعي ولطفي السيد والمويلحي وعباس العقاد لكن  من يعرف أحد أبنائهم وماذا قدموا للإنسانية ولمجتمعهم ؟ وبالمثل نجيب محفوظ  وادريس ويحيى حقي أين أبناء كل هؤلاء العظام منهم ؟
 إن تفوق وعبقرية الأب وانجازاته الضخمة تكون عبئا نفسيا ثقيلا على الأبناء فالمجتمع يطلب منهم أن يكونوا كذلك ؟  وهم لايستطيعون فما عليهم أن يفعلوا لكي يواروا عجزهم ؟
 لكل ما ذكر أنا أعتقد أن هذا الخليفة المتخم هو رد الفعل  لنجاح أجداده وضآلة ما قدم للخلافة  وكان ذلك هو وراء إدمانه للطعام والشراهة له والموت فيه وبه..!!
 من عنده ذرة من عقل من ملوك ورؤساء العرب وسلاطينهم اذا كان يحب أولاده حقا فليربأ بهم عن نزاع التوريث والمؤمرات والدماء ..


 ولكن لاعقل لمن يحكم ولا قلب له ..


 شكرا أستاذنا والسلام عليكم ..

3   تعليق بواسطة   احمد المندني     في   الثلاثاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51550]

العبر على مدى الزمن لا تزال لاتؤخذ للاسف

 استاذنا العزيز احمد منصور حفظكم الله ...


من قصص القرآن من الطواغيت وعلى رأسهم فرعون ثم من تبعهم من الخلفاء الضالين عبـر بليغة لم تستطيع الشعوب الاسلامية ان تنتفع منها وتستعملها في اقامة العدل .


لللاسف فإن اول الضالين هم شيوخ الدين الذين يعول عليهم الشعب الساذج الهاجر لكتابه الامل في اصلاح هذا الدين , والآية البليغة {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }الزخرف54 واضحة , فكانت المصلحة مشتركة في الفسق عن امر الله في شرعه بين هؤلاء .


وآية اخرى بليغة توضح فريقين متقابلين احدهما بولاية الله عز وجل والاخرى بقيادة الطاغوت وكل منهم يعمل لمنفعته الا ان الذين آمنوا هم الفائزون :-


{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257


وقصص التاريخ التي توردوها هنا استاذنا فيها من المتعة والعبر الكثير وانا اشجعكم على طرحها من وقت لآخر من اجل هذا الهدف .


واقول انه للاسف فإننا لانجد اي من الطواغيت القديمة والحديثة من منع شعبه من اقامة مكارم الاخلاق ؟؟ الا اننا للاسف ايضا اصبحنا مثل امة  اليهود متكلين على الله في ان يغير لنا هذا الوضع قبل ان نبدأ نحن بإقامة دين وشرع الله فينا من مكارم اخلاق ليكون نتيجته ان يخرج من صلبنا العالم الصالح مثلكم استاذنا ومن امثال مجتمع اهل القرآن هذا .


ان الطاغوت ان كان بشكل خليفة او سلطان او خلافه هدفه في الحياة ان يقيم جنته الارضية ظنا منه انه سينقلب الى ربه بجنة اخرى وهذا ما يزينه له اعوانه من شياطين الانس الضالين {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً }الكهف36


. والطاغوت هو الارباب كما يقال في الخليج يحلل ويحرم وعلى الجميع اتباع ذلك , فيستخف قومه بقوانينه المناقضة للشرع ليتبعه الفاسقون والمقهورون .


  لا اظن ان هناك امل قوي قريب ولكن ليس لنا الا المتابعة والاصلاح بهدي الله وكتابه العزيز 


{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }غافر14


{قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }الرعد36


4   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الثلاثاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51559]

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .

جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم الدكتورأحمد صبحي منصور على هذا المقال التاريخي لقصة هذا الخليفة المفجوع الذي يأكل بشره ولا أتخيل أن أحد يستطيع أكل هذه الكميات الكبيرة -


لقد أخبرنا الله تبارك وتعالى عن العلة والسبب الذي خلقنا من أجله وهى عبادة الله الواحد دون شريك ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .


ولكن أمثال هذا الخليفة سليمان بن عبد الملك الأموي من الواضح من كميات الطعام التي تناولها أن الأكل كان الهدف الأسمى الذي يعيش من أجله، فهناك من يأكل لكي يعيش وهناك من يعيش لكي يأكل ،  فنراه ينتمي إلى الصنف الأخير بكل جدارة .


فلو أنه أدرك معنى هذه الآية الكريمة التي تعلمنا وتخبرنا أننا خلقنا من أجل عبادة الله الواحد لترك هذه الكميات من الطعام التي تكفي لإطعام  وسد رمق مئات جوعى في عصره  . وأخذ يعمل جاهدا في خدمتهم وتصريف شئونهم ،


وكان من الممكن أن يصبح هذا الهدف لنبيل سببا في إسعاده في الآخرة قبل الدنيا بدلا من الشقاء والعاقبة الوخيمة التي تلحق الكثيرين ممن يتولى أمور الحكم ومهامه فقليل من يحاول إرضاء الخالق سبحانه وتعالى فنراه يترك السلطة وينتعد عنها قبل فوات الأوان .


5   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الثلاثاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51560]

الأخ الفاضل / نسيم بسالم / معك حق .. ولكن تمهل قليلا

الأخ العزيز / نسيم بسالم    أهلا بك في بيتك موقع أهل القرآن


معك حق ولكن اسمح لي في هذا التوضيح والتبيين


أولا : البحث في القرآن الكريم  وتدبر آياته فرض على كل مسلم ومسلمة ، ومن المفروض علينا ان نجعل القرآن الكريم أول اهتماماتنا جميعا وهذا ما نحاول جاهدين في تحقيقه ولن تجد تيار فكري على وجه الأرض يقدر القرآن الكريم حق قدره كما يفعل هذا التيار القرآني وهذه ليست مجاملة ولكنها حقيقة واقعية وملموسة ومحسوسة ومحسومة أيضا ، وامامك فضاء الإنترنت ومن الممكن ان تتأكد بنفسك من هذا.


ثانيا: تقديس القرآن الكريم كما قلت فرض على كل المسلمين ، وهذا التقديس مرتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ وبالتراث تحديدا ، ولمزيد من الإيضاح من يقولون بأن التراث مقدس وأن الأحاديث ضمن التراث ومن كتبوا التراث وأرخوا له عاصروا وشاركوا في الرواية وعصر الرواية ، التراث كتب في نفس البيئة والجو والحياة السياسية والظروف الاجتماعية التي كتبت فيها الأحاديث ، ومن هنا كان المؤثر البيئي واحد على التاريخ التراثي والأحاديث ، ولكن التقديس البشري حين ظهر طال الاثنين معا التاريخ التراثى والأحاديث وأصبح أي شخص تم كتابة اسمه فى كتب التراث معصوم ومقدس وله أفضلية عند الله على جميع الخلف مهما صنعوا ، وهذا حسب زعم من قدسوا التراث ومن فيه من أشخاص وأحداث ومن هنا جاء الارتباط بين توضيح حقائق القرآن الكريم وتوضيح أكاذيب التراث فهما طريقان يسيران جنبا إلى جنب كما انكشفت حقيقة من حقائق القرآن يجب ان تنكشف أمامها العديد من الأكاذيب التراثية والفشل فى تنفيذ كلام الله جل وعلا من السلف الغير صالح .


ثالثا: وهو لا يقل أهمية علماء التراث المعاصرين والمدافعين عن الصحابة وعن السنة التي لا يعرفون معناها والمدافعين عن كل الأسماء التي كتبت في كتب التراث دفاعا أعمى مبني على الجهل يقومون باتهام الدكتور منصور بأنه جاهل وغير قاريء للتاريخ الاسلامي ، ولا يملك ادوات كي يتمكن من الكتابة فيه ، فهم يتهمون الرجل بما ليس فيه وبما يتمتعون به من جهل وفشل زريع ، فهم يدافعون عن جهلهم وعدم قدرتهم على قراءة التاريخ باتهام الرجل بالجهل وأنه يلفق التهم للسلف ، فكان يجب عليه أن يدافع عن نفسه بذكر حقائق من قلب كتب التراث الذي يقدسه معظم المسلمين ليقراوا بأنفسهم كيف كان يعيش هؤلاء الذين كانوا يحملون اسم الاسلام ويستغلونه ظلما وعدوانا لأغراض سياسة ودنيوية.


رابعا : ليس بين الدكتور منصور وبين أي من هؤلاء السلف أي عداوة شخصية أو ميراث شرعي أو محاكم او قضايا ولكن هي قضية البحث عن الحق والحقيقة مهما كان الثمن ومهما كانت النتيجة ومن الأمثلة الشهيرة التي تفوق فيها الدكتور منصور على نفسه بحثه فى أصول جماعة الأخوان وفي منشاها وعلاقتهم بآل سعود وهذا الأمر كان له أعظم الأثر في كشف جماعة قامت على الكذب والنفاق واستغلال الدين لأهداف سياسية شخصية ، وهم يتعاونون مع الشيطان لأجل تحقيق اهدافهم المنشودة ومصالحهم وإقامة دولة الخلافة ، وكان سبب قيام الدكتور منصور في بحث هذا الموضوع ليس خلافا شخصيا بينه وبين الخوان لكن لأنه طلب منه التحدث عنهم في ندوة فكي لا يظلمهم قرأ عنهم جيدا وبحث في كل صغيرة وكبيرة عن نشأتهم لكي لا يظلمهم إذا تحديث عنهم ، فالأمر يخص الأمانة العلمية من ناحية ومن ناحية اهم يخص تجلية حقائق الإسلام وإبعاده عن كل أفعال البشر الخسيسة





خامسا: إن البحث والتعمق فى

أمهات كتب التاريخ للبحث عن الحقائق ليس مضيعة للوقت فلابد أن نشكر الدكتور منصور على ما يفعله وليس معنى انه يشتكي دوما من ضيق الوقت أنه يريد العطف من أحد ولكن أعتقد ان شكواه تكون طلبا للصبر على من يطلبون منه الكتابة في عدة موضوعات في آن واحد ..


 


6   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الثلاثاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51562]

بعض المعلومات والأحداث عن سليمان بن عبدالملك

سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (54-99 هـ/674-717 م)، الخليفة الأموي السابع، وهو يعد من خلفاء بني الامية الاقوياء, ولد ب دمشق وولي الخلافة يوم وفاة أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ. ومدة خلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة شهور. (حكم: 96-99 هـ/715-717 م).


كان الناس في دمشق يسمونه مفتاح الخير ويحبونه ويتباركون به اشاع العدل وانصف كل من وقف ببابه، والخليفة سليمان بن عبد الملك يتصف بالجمال والوقار عظيم الخلقة طويل القامة أبيض الوجه مقرون الحاجبين فصيحآ بليغآ، عمل في فترة تولية الخلافة كل مافيه مصلحة الناس وحافظ على اتساع وقوة الدولة الأموية وأهتم بكل مايعني الناس أطلق الأسرى وأخلى السجون واحسن معاملة الجميع فكسب محبتهم وكان من اعدل خلفاء بني أمية والمسلمين واستخلف عمر بن عبد العزيز من بعده.


في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك استمرت الفتوحات الأموية في آسيا وفتحت جرجان وطبرستان، وجهز جيشا كبيرا من سواحل الشام وأعد الأسطول الأموي وسيره في السفن لحصار القسطنطينية، وسار مع الحملة وعزم ان لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت فمات مرابطاً في دابق شمال مدينة حلب.




أبرز المحطات والحوادث في عهد سليمان


* عدلة بين الناس الواضح في تعاملة وإطلاق اسم مفتاح الخير عليه من قبل العامة.

* اختياره للخليفة عمر بن عبد العزيز لتولى الخلافة من بعده.

* لم يكن متساهلآ في التعامل مع المخطئين ومن ثبت أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء:


* فعزل محمد بن القاسم الثقفي (فاتح السند)، وأُتي به مقيدا، حيث وضع في السجن وظل به إلى أن لقي ربه. ومن العجيب أن هذا البطل الذي قتله أهله وعشيرته حزن عليه أهل السند الذين فتح بلادهم لما رؤوا فيه من عدل وسماحة وحرية.

* وكذلك بموسى بن نصير حيث عاقبه في بادئ الأمر بعد فتح الأندلس، ثم لم يلبث أن عفا عنه، حتى إنه صاحبه في حجته (سنة 97هـ = 716م).

* أما قتيبة بن مسلم الباهلي، فاتح ما وراء النهر وهو من قادة الحجاج، فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 هـ = 715م)، وقيل أنه لم يتمرد ولكن وقع ضحية مؤامرة حاكها بعض الطامعين بالولاية.




وفاته


في أثناء الحصار توفي الخليفة سلميان بن عبد الملك وهو مقيم بمرج دابق يتابع الأخبار عن الجيش في (10 من صفر 99هـ). يقول ابن كثير في البداية والنهاية "تعهد ألا يرجع إلى دمشق حتى تفتح أو يموت؛ فمات هناك فحصل له بهذه النية أجر الرباط في سبيل الله".


توج سليمان بن عبد الملك أعماله بما يدل على حرصه على مصلحة المسلمين؛ فاختار عمر بن عبد العزيز قبل موته ليكون وليا للعهد ويخلفه من بعده، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أصدر أوامره بسحب القوات الإسلامية المحاصرة للقسطنطينية والعودة إلى الشام.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,451,855
تعليقات له : 5,328
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي