للجن فقط !!

ابراهيم المسلمى Ýí 2006-12-15



القرآن خطاب من الله للجن والإنس معا
فكل آيات القرآن موجهة للجن كما هى موجهة للإنس
ومن الجن من آمن ومنهم من كفر
ولما كان عالم الجن مختلفا عن عالمنا ، وغيب كامل بالنسبة لنا فلابد أن ما سيعنى الجن من هذا القرآن سيكون عموميات الدين وكلياته وليس فقط الشكليات السطحية كالحيض والجنابة والطهارة واللحية والسواك والخمار ... الخ الخ الخ
وبالنسبة لأمم الجن - ولأن عالمهم غيب مجهول بالنسبة لنا فإنك ربما تستشعر فى بعض المواضع بالقرآن شيئا من الغرابة فى التعبير أو حتى فى الأفكار .. وتشعر عندها أنها تعنى الجن أكثر مما تعنى بنى البشر.
ومن هذه المواضع مثلا - آية سورة البقرة

واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا .. الآية

وكذلك مجموعة الآيات المتعلقة بذى القرنين فى سورة الكهف .. فإن لدى اعتقاد راسخ تماما بأن هذا الملك كان من ملوك الجن المؤمنين ( وهو ذو قرنين ) وأن يأجوج ومأجوج هم من الجن وليسوا من البشر وإلا لماذا لم نكتشف محبسهم الى اليوم ؟
فهو أمر غير منطقى وغير مقبول علميا أن يكون مجموعة من البشر مقيدين معتقلين فى قمقم أو محبس مجهول كل تلك الآلاف من السنين – شىء سخيف غير مقبول عقلا

وبالتالى فإن الأقوام الذين اشتكوا من فساد يأجوج ومأجوج هم أيضا من عالم الجن

كذلك فإن غروب الشمس فى عين حمئة كلام لا يفهمه الا الجن .. فهم أدرى بالسماء وشموسها وحممها الملتهبة وأقطارها .. وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا 

 ثم ان مصطلحات مثل القطر الذى استعمله ذو القرنين فى بناء السد ( والذى أسال الله عينه أيضا لداوود وسليمان ) وقول ذى القرنين للقوم انفخوا أفرغ عليه قطرا هى أمور غريبة .. فبالتأكيد النفخ هنا ليس نفخا بشريا لأن نفخ البشر بأفواههم لا يجدى شيئا فى عمل ضخم كهذا لكن الأمر قد يختلف لو كان النافخون هم من الجان وهم أدرى بالنيران وأحوالها
نفس الغموض يكتنف مصطلح العين الحمئة التى تغرب فيها الشمس .. فنحن هنا أمام عينان .. عين القطر التى أسالها الله لداوود وسليمان والعين الحمئة التى جاءت فى سورة الكهف – ونحن لا ندرى شيئا لا عن عين القطر ولا عن العين الحمئة التى تغرب فيها الشمس وكلها مصطلحات يبدو أن المعنيين بها هم الجن فقط .. فتاريخ العلوم والى يومنا هذا لم يعرف للنحاس المصهور عينا ينبع منها أو ما يسميه القرآن بعين القطر - ونفس الكلام بالنسبة لمصطلح مثل شواظ من نار ونحاس تلك التى يقذف بها الجن من كل جانب كما ورد فى سورة الرحمن اذا هم حاولوا النفاذ من أقطار السموات والأرض وغير ذلك من المبهمات .. وهى كلها مصطلحات يعرفها الجن ويدركونها بوضوح لأنها تخصهم ولا تخصنا ولأنهم المعنيون بها ولسنا نحن. 

 قد يكون من الطريف أن نعيد تصحيح تصوراتنا عن الجن وقدراتهم ، فالكثير من الدجالين وأصحاب الكتب الصفراء - حتى المرحوم شيكسبير سامحه الله - يحلو لهم وصف الجن بأنهم مخلوقات صغيرة الحجم - وقال بعضهم انها فى حجم الخفاش وهذا نوع من الرجم بالغيب وكل ما يجب علينا أن نعلمه بشأن الجن هو ما ذكره القرآن من أن لهم قدرات كونية خارقة تمكن الواحد منهم من نقل عرش بلقيس مثلا من اليمن الى فلسطين فى ظرف دقائق معدودة أو تجعله يجوب السماء متسمعا الى الملأ الأعلى ويلقى فى ذلك من الوان الزجر العارم ما يلقى .. وكل هذا يصور لك ما يتمتع به الجان من قوى هائلة

ختاما

من الواجب علينا أن نمر بأمثال تلك المصطلحات القرآنية الغيبية مرور الكرام مفوضين الأمر فى فهمها لله تعالى وحده وبالتالى على الجن أن يفعل نفس الشىء فيما يتعلق بالآيات التى تتناول الشئون البشرية التى لا تخصه .

ومن هنا نستطيع الاستنتاج بأن فى القرآن منطقة مشتركة تخص الجن والإنس معا

هذه المنطقة هى جوهر الدين الخالص والهدى الحقيقى والباقى الى يوم القيامة وهى المنطقة الصالحة بالفعل لكل زمان ومكان.

اجمالي القراءات 6617

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   عبداللطيف سعيد     في   السبت ١٦ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1000]

رأى جدير..

الأخ الفاضل الأستاذ حسن عبداللطيف
رأيك جدير بالمناقشة وفى حالة صحته سيكون فتحا عظيما والأمر يحتاج إلى الدراسة قبل الحكم جعلكم الله ممن يفتح لهم القرآن كنوزه ..
وأقترح أن ترصد ما تتصور أنه للجن أو للانس وما هو مشترك بين العالمين فلعل ذلك مما ينفع به المسلمين ويقربنا أكثر من القرآن الكريم..

2   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   السبت ١٦ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1002]

فكرة تستحق التفكير

مرحبا بك أولا يا أخي حسن .. ومقالك فكرة تستحق التفكير .. واسمح لي أن أقول لك أول ماورد علي عقلي عتدما قرأت مقالك .. جن بصحيح يا حسن ..
أما أكثر ما أثار عقلي في مقالك هو ما ختمت به مقالك:
هذه المنطقة هى جوهر الدين الخالص والهدى الحقيقى والباقى الى يوم القيامة وهى المنطقة الصالحة بالفعل لكل زمان ومكان.

مرحبا بعقل حر ومفكر يستطيع أن يضيف الكثير ..

3   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   السبت ١٦ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1005]


الأخ الكريم حسن عبد اللطيف بعد قراءة مقالك نبهنى لأشياء كثيرة كنت لا أفكر فيهامنها على سبيل المثال يأجوج وماجوج وكونهم من الجن وأيضا( زو القرنين) كانت الفكرة لدى قديما أن هؤلاء ينتمون إلى الجنس البشرى ولكن فعلا ربما يكون رأيك واستنتاجك صحيح ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث ولكن كما قلت يجب أن نسلم بأن هذه غيبيات لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى ولا يجب علينا كثرة الخوض فيها.

4   تعليق بواسطة   الهاوي الهاوي     في   الأحد ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1017]


كلام جديد و معلومات جديرة بالبحث و الدراسة - شكرا على هذه الخواطر/ عند قراءتي لموضوعك - وجدت أن تسائلاتك في محلها و قد تصح فقط لولا وجود في القرآن الكريم آيات تأمرنا بتدبر آياته وتأويله و إتباع تأويله الصحيح / و هذا يجعلني أعتقد بوجود تناقض فيما تفضلت به و فيما أفهمه من آيات التدبر / فكيف يستخدم الله سبحانه وتعالى كلمات خاصة بالجن لا نفهمها و لن نفهمها حتى نكون من الجن !!؟؟
على العموم - لن أتسرع و سآخذ الوقت الكافي لدراسة ما تفضلت به من معلومات جديدة بالنسبة لي

5   تعليق بواسطة   ????? ?????     في   الإثنين ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1031]

كلام جميل جدا

أخي الكريم حسن عبد اللطيف و الله انه اجتهاد رائع.
لنقرأ معا هتان الآيتين الكريمتين:

((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ )) الأحقاف الآية 29

((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)) الجن الآية 1

وفقك الله أخي الكريم

تحياتي و احترامي لكم

6   تعليق بواسطة   Hatem me     في   الثلاثاء ١٩ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1049]

أختلف مع الأخ

أعتقد إنه غير صحيح ما ذهب إليه الأخ في مقالة ( و لا مشكلة في ذلك و أنا عن نفسي أخطيء و أصيب )

حاولت أن أرد في هذا المكان لكن إكتشفت أني احتاج مساحة أكبر من الألفين كلمة التي يسمح بها التعليق

لذا أعتذر للأخ حسن عبد اللطيق لإضطراري أن أضع الرد في مقالة منفصلة

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-12-12
مقالات منشورة : 0
اجمالي القراءات : 0
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 32
بلد الميلاد : Turkey
بلد الاقامة : Turkey

احدث مقالات ابراهيم المسلمى
more