لماذا كل هذا العنف؟ :
سورة التوبة

????? ????? Ýí 2006-11-15


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أجريت بحثا عن هذه القضية أتمنى من الله تعالى أن أكون قد وفقت فيه. من يراني قد أخطأت أرجو منه أن يوضح لي في التعليقات حتى نبدأ حوارا انشألله.
بالنسبة لي حسب ما فهمت عندما قرأت سورة التوبة فانها لا تتحدث عن أمر من الله تعالى للمسلمين للقتال في كل زمان و مكان. لكنها تتكلم عن قصة في زمن الرسول عليه السلام عن اتفاقية بين الرسول عليه السلام و بين المشركين و لكن المشركون قاموا بنقضها و قاموا فيها بالهجوم على المسلمين.
فلنبدأ بعون الله تعالى تحليلها آية بآية:
( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِن المشركين) التوبة الآية 1
عاهدتم. أعتقد أنها تتكلم عن تلك الاتفاقية

إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُم وَلَمْ ْيُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة الآية 4
أمر من الله تعالى أن يلتزم المسلمون بالاتفاقية

(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْث ُوَجَدْتُمُوهُم ْوَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّه َغَفُورٌ)التوبة الآية5
فاذا انسلخ الأشهر الحرم توضح أنها تتكلم عن قصة معينة في زمن معين و لا تتكلم عن كل الأوقات.
بعد ذلك تقول أن من أسلم وجب عدم قتاله

(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَع َكَلَامَ اللَّه ِثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) التوبة الآية6
أمر من الله في ذلك الوقت للمسلمين انه اذا طلب أحد من المشركين الحماية من المسلمين حتى و لو لم يسلم فيجب أن يحموه حتى يرى رحمة الله و الاسلام.

(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِين) التوبة الآية 7
أمر من الله تعالى للمسلمين في ذلك الوقت أن يلتزموا بالاتفاقية مع انها مع مشركين.

(كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّة ًيُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) التوبة الآية 8
تنبيه للرسول عليه السلام بأن المشركين (المكيين) يخططون لشيء ما

( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُم سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون) التوبة الآية 9

(لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُم ُالْمُعْتَدُونَ) التوبة الآية 10

(فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)التوبة الآية 11
من أسلم حقا (آتوا الزكاة) منهم فهو آمن.

(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) التوبة الآية 12
أمر من الله تعالى بأنه لا يجب مقاتلتهم الاّ اذا بدأوا الطعن في دين المسلمين.

(أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّه أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْه ُإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة الآية 13
أعتقد بان التوضيح جاء هنا. لقد بدأ المشركون الاعتداء

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُم ْعَلَيْهِمْ و يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) التوبة الآية
14

توضح كم الاعتداء من المشركين على المسلمين و كم تعذب المسلمون منهم. فانتصار المسلمين يشفي غليل المسلمين.

ثم تتحدث الآيات الأخرى عن مواضيع أخرى ثم تعود لتتحدث عن الجهاد مرة أخرى في الآية 73

(يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) التوبة الآية 73
كلنا يعلم أن الجهاد في الحرب هو للدفاع فقط لا للهجوم

(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة الآية 190
ثم تتحدث الآيات عن أشياء أخرى و تعود للحرب في الآية 123

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) التوبة الآية 123ْ

تحديد واضح للمكان حيث أن الذين يلونكم تعني القراب منكم. و هنا نتحدث عن قصة لا أمر. و الغلظة حتى لا يظن من يعتدي على المسلمين بأنهم ضعاف نظرا لطبع المسلمين المسالم جدا عندما لا يعتدي عليهم أحد.

بالنهاية أريد أن أقول بأن القرآن لا يمكن أن يأمرني بأن أكون مسالما و معتديا بنفس الوقت و الاّ لكان متناقضا.تعالى الله عن ذلك. أتمنى أن أكون قد وفقت و هيا بنا الى الحوار.

(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة الآية 32


أخوكم,
شادي الفران




اجمالي القراءات 18860

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   ????? ?????     في   الجمعة ١٧ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[686]

أخي الحبيب HS

أشكرك على هذا التعليق الرائع. مثل هذه التعليقات تشجع على الاستمرار.

أما بالنسبة للاقتراح فانني بصراحة أردت أن أجعل الأيات بألوان مختلفة. أردت أيضأ أن أحدد بعض الكلمات من الأيات مثل نكثوا أيمانهم, بدؤوكم, هم المعتدون , ألذين يلونكم. و لكنني بصراحة لم أعرف كيف.

تقديري و احترامي لك

2   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الأحد ١٩ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[701]

الإسلام ليس دين عنف

أخي العزيز شادي شكرا لك على هذا الاجتهاد المحمود والذي أتفق معه تماما ، وهذا فعلا ما فعلت ردا على أحد المستشرقين وفي مواجهته وإليك نص ما كتبته تحت العنوان أعلاه ، لذا أعتقد أن لي كل الحق في إقتراحي بعمل مائدة للحوار تحت عنوان مائدة أهل القرآن حتى يتسنى لنا الاتفاق حول قضايا لا نعيد ونزيد فيها لكي ننتقل إلى قضايا أخرى فيكون انتاجا علميا يمكن تقديمه من خلال منهجية بفكر ثاقب . المحاضر تحدث عن أخطر قضية تواجه الإسلام والمسلمين في عصرنا الراهن ، وفحواها أن آيات العنف في القرآن نسخت آيات التسامح وعليه فالإسلام من خلال القرآن يدعوا ويحض على العنف . وكانت المداخلة على النحو التالي : بالنظر سنجد معظم آيات العنف والقتل وردت في سورة التوبة ، وهى 129 آية جميعها تتحدث عن مجتمع المدينة في وجود سينا رسول الله ، ولا يجب إخراج النصوص عن سياقها ( خلفيتها ) التي تقول أن هذا المجتمع كان في حالة حرب لا أحد يستطيع إنكار هذا ، وكان هناك معاهدات ومواثيق مبرمة بين المسلمين وبعض من الكفرة والمشركين وأهل الكتاب ، ثم هلت الأشهر الحرم فتوقف القتال ( هدنة ) ، ووجد من خان العهود والمواثيق ، ثم نزلت الآيات لتقول بعد انسلاخ الأشهر الحرم تحترم العهود والمواثيق من جانب المسلمين لمن إلتزم بها من الجانب الآخر ويستمر القتال لمن يقاتلوكم ، وفرض الجزية بعد النصر لمن خانوا العهود ( كالعقوبات الدولية اليوم ) .
وبإنتهاء هذه الظروف كان يجب أن توقف هذه الأحكام ، ولكنها مازالت مستمرة نتيجة المرض الاجتماعي الخطير " التسلط " الذي أصاب الأمة نتيجة نتيجة التلقين للتدين الخاطئ .
وعليه نحتاج إلى منهجية علمية للتعامل مع القرآن بديلا عن التلفيق والترقيع ، والتي أخرجت النصوص عن سياقاتها ، ولم تراعي ما هو مطلق مما هو مقيد ، البحث عن وسيلة لعلاج أمراضنا الاجتماعية التي مازالت تلازمنا حتى هذه اللحظة .
وأخيرا يا أخي لك مني كل الحب والتقدير .

3   تعليق بواسطة   ????? ?????     في   الأحد ١٩ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[703]

أخي الحبيب أحمد شعبان

أشكرك على هذا التعليق. و أتفق معك فيما قلت. تقديري و احترامي لك.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
بطاقة ????? ?????
تاريخ الانضمام : 2006-11-15
مقالات منشورة : 8
اجمالي القراءات : 207,414
تعليقات له : 139
تعليقات عليه : 219
بلد الميلاد : La
بلد الاقامة : a