غابريل غارسياا ماركيز:
رسالة وداع ,غابريل غارسيا ماركيز

زهير قوطرش Ýí 2009-05-07


عندما تشتد الخلافات والاختلافات ما بين الأخوة الاحباء على هذا الموقع الكريم ,أشعر أنه علينا أن نتجنب هذا الجو المشحون  بقراءة شيئاً من الادب العالمي الإنساني ,ونرتاح قليلاً .....’حتى تبرد ردود الفعل.لهذا أحببت أن أنقل لأخواتي وأخوتي  رسالة الوداع للكاتب  غابريل ماركيز .هذا الإنسان الحائز علي جائزة نوبل في الآداب.وصاحب رواية مئة عام من العزلة.يكفيه شرفاً أنه قضى عمره مدافعاً عن الفقراء والمعذبين .تميز بمبدئية عالية ,وإنسانية راقية  .قرأت له كل مؤلفاته تقريباً ,و&sz;كنت كلما قرأت كتاباً له أصاب بحالة وجدانية أشعر معها وكأن الكاتب أصبح جزءاً من تكويني .كنت أتوحد معه في مواقفه الإنسانية .ومشاعره المرهفة .

هذه الرسالة  التي أقدمها أليكم هي رسالة الوداع قبل الاعتزال. في هذه الرسالة  التي هي بمثابة خبرة حياة طويلة بتجاربها .سيجد القارئ  لها أن سعادة الإنسان لاتكتمل إلا بمقدار ما يعطي الأخرين من حوله من الحب الصادق .

لا تنتظر أكثر
بقلم غابرييل غارسيا ماركيز



"لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك". * رسالة الكاتب إلى أصدقائه ومحبيه إثر قراره إعتزال الكتابة

اجمالي القراءات 27808

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   Inactive User     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38489]

صديقى الحبيب زهير قوطوش

تحية حب وتقدير على هذه السيمفونية النثرية التى نقلتها لنا ، فقد عزفها مؤلفها بأصابع فنان ورسمها بريشة محب موهوب عاشق للحب والسلام والسعادة والبساطة ، جميلة أفكاره ، رائعة عباراته ، معبرة كلماته ، شجية نغماته ، إنها رقصة الحياة والرضا والقناعة والبساطة والجمال ، أين هم أصحاب هذه الأفكار النبيلة ؟ ليتنى أعرف طريقهم كى أتلمسه وأصل إليه .. أعلم أن هناك بشر أشباه الملائكة ، عاشوا وماتوا من أجل سعادة الآخرين ، وقدموا فكرهم وعلمهم على طبق من فضة للراغبين فيه ، لم يتكبروا على مخلوق ، ولم يتعالوا على أحد ، بل قدموه حباً وكرامة لله ومن أجل الله تعالى وجمال الحياة الأبدية ، قدموا أفكارهم بحب وسعادة ، فنهل منها من نهل وأهملها من أهمل ، أعرف أن الله تعالى على كل شىء قدير ، وكان أقرب وأعز مخلوق على الله تعالى هو ( العقل البشرى ) لذلك كرمه الله تعالى ورفعه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.


أخى الفاضل سعدت بإقتباسك الكريم وأشكرك على هذه الوجبة الدسمة وكل عام وأنتم بخير .


2   تعليق بواسطة   زهير الجوهر     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38496]

شكرا أستاذ زهير

على نقلكم لهذه السمفونية الجميلة.


مع التقدير


3   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38504]

يا راجل خضيتنا عليك

عنوان مرعب يمااااااااااااااااااااااااااااا


الف سلامه ليك


4   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38507]

الأخت سارة , ا لأخوة الاعزاء ألدكتور حسن ,زهير جوهر .وعمار نجم

في البداية أعلن اسفي لاختياري هكذا عنوان , ومعكم كل الحق .بعد أن  قرأت تعليق الأخ عمار نجم والأخت الفاضلة سارة حميد ,شعرت بتأنيب الضمير, وكأني باختياري هذا العنوان أردت أن أشير الى نفسي معاذ الله .اعتذر منكم وأرجو قبول اعتذاري.


أخي الحبيب الدكتور عمر .قد لا تصدقني ولكنها الحقيقة ,عندما وقعت عيني على رسالة الوداع هذه ,وقررت  أن أنقلها الى  مو قع أهل القرآن أول ما تبادر لذهني هو شاعر الحب والسلام  لأنه بأفكاره الرائعة ,ومبدئيته في الدفاع عن المظلومين والفقراء يتطابق في الفكر مع  كاتب الرسالة .وهذا فعلاً ما تصورته حيث كنت  أنت أول المعجبين  والمعلقين.


وشكراً للأخ الذي  أحترمه وأقدره زهير جوهر  على مروره .واتفق  معه بأن هذه الرسالة هي من أجمل السمفونيات الإنسانية الرائعة.


الأخ عمار نجم والأخت الفاضلة سارة, عذراً مرة أخرى ’وسوف انتبه عند اختياري العنوان ,حتى لا أكون نذير شؤم ,مع أني من الناس المتفائلين جداً في هذه الحياة.


5   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38512]

أخي الحبيب الأستاذ زهير قوطرش تحية من عند الله مباركة طيبة،

أخي الحبيب الأستاذ زهير قوطرش تحية من عند الله مباركة طيبة،

وأنا كذلك قد روعتني بعنوانك وبمقدمته، سامحك الله لأن ما جئت به مفيد لأولي الألباب، فشكرا جزيل على ذلك.

أرجو لو أنك تغير العنوان إلى ( رسالة وداع عن غابريل غارسيا ماركيز) حتى لا تروع المؤمنين المحبين لك ولأهل القرآن.

لك حبي وتقديري.إبراهيم دادي.


معذرة لقد كتبت هذا قبل أن تغير العنوان، وأردت أن أبقي عليه.


6   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الجمعة ٠٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38517]

بعد ايش ههههه

يا اخي زهير مر شريط براسي حالما قرات كلمة وداع----------------


الله يرضى عليك دنيا واخرة


7   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   السبت ٠٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38539]

الأخت سارة ألأخ ابراهيم دادي الحبيب

أختي الفاضلة أشكرك على شعورك النبيل.


أخي الحبيب ابراهيم .مرة اخرى اعتذر على عنونة مقالي بعنوان أثار  روعة ألاحباء .فا أنا والله اعلم أحبكم جميعاً.وأشكركم فردا فرداً .فقد أصبحتم الأهل الذين أراعي مشاعرهم وأشتاق لحبهم.منكم تعلمت كل شيء عن ديني وحتى  عن دنياي.منكم تعلمت أصول التوحيد الخاص فأغنيتم حياتي واخرتي بحب الخالق بعيداً عن الشرك .أليست هذه أكبر ثروة أجنيها في حياتي .أحببت يا أخي نقل أفكار هذا الكاتب الإنساني الكبير لأنني أتوافق معه فيما قاله ألا وهو علينا ان نتعلم كيف نقول شكراً,سامحني ,لكم الفضل ,أحبكم.والأجمل من هذا طلب العون من الله تعالى أن يعطيه القوة ليقول لمن يحب ولكل الناس هذه الكلمات المعبرة. صدقني بالحب وبأخلاق القرآن نحن قادرون على أن نبني المستحيل.


شكراً لك وعذراً.


8   تعليق بواسطة   sara hamid     في   السبت ٠٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38577]

خلاص باء حعيط-

مسكين الانسان مخلوق ضعيف ونفسي اعرف كيف يتجبر وينسي بدايته وخاصة نهايته


فالنتسابق لفعل الخيرات بحب الاخرين ومساعدتهم والصبر عليهم


اخي زهير هل تعلم انني احس انه في هذا الموقع اناس في قمة النقاء النفسي ولا يريدون بذلك سوي وجه الله تعالى


هؤلاء الذين يصعب اللقاء بهم الا في هذا الموقع  لانك اذا كنت كما ذكرت تعيش منعزلا في مجتمعك 


يا رب 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,709,143
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia