مجدي خليل Ýí 2009-03-28
فى مارس عام 2001 خرج نشطاء الأقباط فى امريكا فى مسيرة سلمية أمام البيت الابيض اثناء مقابلة الرئيس مبارك الاولى لنظيره الامريكى جورج بوش،وفى مواجهة هذه المسيرة السلمية حشدت السفارة المصرية بواشنطن مسيرة أخرى مضادة ترحب بالرئيس المصرى.الغريب فى المظاهرة التى رعتها السفارة المصرية إنها لم تكتفى بمن قبل هذه المهمة من المسلمين المصريين وانما استعانت ببعض المسلمين من دول أخرى وبعض ممثلى المنظمات الإسلامية فى واشنطن. كنت ترى المرحوم الدكتور شوقى كراس &iacutacute;هتف فى مظاهرة الأقباط مطالبا بوقف الظلم الواقع عليهم فى ناحية ونهاد عوض، المدير التنفيذى لمنظمة كير الإسلامية، يقف مع الذين يهتفون بحياة مبارك فى ناحية أخرى، وقد استضاف التليفزيون المصرى السيد نهاد عوض وقتها وسمعته يقول اننا ساهمنا فى هذه الترتيبات.
"هم يمثلون صورة حقيقية للتاريخ الإسلامى الذى يشكل سلسلة من المظالم والإستبداد وإحتقار العدالة وإضطهاد غير المسلمين وإذلالهم."
هنا يدعي مجدى خليل بجرأة شديدة ـ لا تتوفر لأى باحث جاد على الاطلاق ـ أن كل تاريخ المسلمين يشكل سلسلة من المظالم والإضطهاد إلخ هذه التهم الكاذبة. ليس من المنهج العلمى على الاطلاق تعميم الأحكام على كل الناس فى وقت معين ، أو على بعض الناس فى كل الأوقات. وليس من الأمانة العلمية أن تقول حكما قاطعا شاملا دون أن تتاكد مما تقول وتبرهن عليه .
إن حركات التعصب فى تاريخ المسلمين ـ لم تكن سياسة لازمة سائدة ، بل كانت فى أغلبها جملة اعتراضية فى تاريخ متصل أغلبه تسامح مع غير المسلمين. لذا تاثرت بعوامل طارئة بعضها أفرزه الصراع الحربى والسياسى بين أوربا والمسلمين خلال قرون متصلة شمال وجنوب البحر المتوسط, ولكن فى كل الأحوال لم تبلغ درجة التعصب مثيلتها فى أوربا فى نفس العصر.
مع سيادة وسيطرة هذه الثقافة العصر أوسطية المتعصبة على أوربا والمسلمين فإن ما ارتكبته أوربا المسيحية أفظع مما ارتكبه العرب والمسلمون، اى كانت أوربا المسيحية ـ بزعامة الكنيسة الكاثولوكية ـ أكثر من المسلمين إخلاصا لثقافة التعصب والتطرف والارهاب الدينى والحروب الدينية ومحاكم التفتيش. يكفى أنه لم توجد للمسلمين مؤسسة دينية كهنوتية رسمية كالبابوبة الكاثولوكية وغيرها تقود باسم المسيحية الحروب الصليبية والكشوف الجغرافية والاستعمار وابادة الآخر ، وإحراق المخالف فى المذهب من سافونا رولا الى اضطهاد جاليليو وغيره.
من أصول المنهج العلمى التاريخى أن نحكم تاريخيا على العصر التاريخى بثقافته وليس بثقافة عصرنا . مجدى خليل ينظر للمسلمين فى العصور الوسطى بمنطق عصرنا وثقافتنا الراهنة ـ ثقافة حقوق الانسان والديمقراطية ـ ويحاسب المسلمين منذ أكثر من ألف عام على أنهم لم يتقيدوا بثقافة عصرنا ، ويؤاخذهم لأنهم تمسكوا بثقافة عصرهم القائمة على الاستبداد والاستبعاد والاستعباد واضطهاد المخالف لهم فى الدين والمذهب. فطالما لم تطبق الدول "الإسلامية" سواء اليوم أو في الماضي أهم مبادئ الشريعة مثل "لا إكراه في الدين" والشورى فهي ليست دولا إسلامية. لا أريد أيضا أن أذكّره بمن كتب من الباحثين الغربيين المنصفين عن سماحة الاسلام كدين وسماحة الكثيرين من الحكام المسلمين ، ولكن أنصحه بالقراءة لهم قبل أن يطلق أحكامه الخاطئة. ( مقتبس من مقال للدكتور أحمد صبحي منصور بعنوان "في تسامح المسلمين").
"ولهذا لم استغرب من مساندة كافة المنظمات الإسلامية للهارب من العدالة عمر حسن البشير، والمتهم بقتل مئات الالاف من سكان دارفور،(لم يشذ من الإسلاميين سوى حسن الترابى وذلك لثأر شخصى من البشير شريكه السابق فى الحكم والظلم والإرهاب)."
مرة أخرى يعمم مجدي خليل ويتهم كل المنظمات الإسلامية بمساندة عمر البشير بإستثناء الترابي الذي عارض البشير, في رأي مجدي خليل, لا لشئ سوى لخصوماتهم السياسية, وكأن مجدي خليل دخل في عقل الترابي وعرف السبب الحقيقي لمعارضته موقف البشير, ولكن هكذا يعتقد مجدي خليل في من يخالفه الفكر, فهو دائما يفترض فيه الأسوأ بدون أدنى دليل.
هناك الكثير من المنظمات الإسلامية التي عارضت موقف البشير من الحكم الصادر ضده, منها على سبيل المثال لا الحصر المنتدى الأمريكي الإسلامي للديمقراطية, تجمع المسلمين الأحرار الأمريكي, المركز العالمي للقرآن الكريم, مركز التعددية الإسلامية, مجلس الديمقراطية والتسامح.
"بل ويا للعجب زارت وفود من هذه المنظمات السودان لا لتضميد آلام الضحايا،كما تفعل المنظمات التى يتهمونها بالكفر، بل لتبرئة البشير."
هنا أيضا يتجاهل مجدي خليل المنظامت الإسلامية التي قدمت العون والمساعدة لسكان دارفور مثل منظمة المؤتمر الإسلامي على سبيل المثال لا الحصر.
"أما الناشط الإسلامى عبد الله الاشعل، الذى يصف نفسه باستاذ القانون الدولى، فقد وصف قرار المحكمة الجنائية بانه لا يقوم على أى سند قانونى، والمحكمة لا يقوم عملها على أى سند من القانون!!!. "
كلامه صحيح طبعا. فهذه المحكمة بالفعل لا تقوم على أي سند قانوني ولا تتبع الأمم المتحدة. هذا لا يعني أن البشير يجب ألا يحاكم. بل يجب أن يحاكم ومعه كل مجرمي الحرب من أولمرت وليفني وباراك إلى بوش ورمسفيلد ورايس عن طريق محكمة محترمة منبثقة من الأمم المتحدة.
"وليس لى تعليق سوى القول بأن هناك أزمة اخلاقية وضميرية وإنسانية خطيرة فى التفكير العربى والإسلامى تجعل تحقيق العدل فى هذه الدول ضربا من الخيال، وتسهل مهمة الحكام الطغاة الظلمة،وتحتقر الروح الإنسانية، وتحول البشر إلى قطيع فداء للأمة الإسلامية، وتجعل الآمل يتراجع يوما بعد يوم من أن تلحق هذه المجتمعات بالنادى الإنسانى. "
هذه المجتمعات ستلحق بالنادي الإنساني عندما تتخلص من الأفاقين والمتطرفين الطائفيين الذين يتخفون تحت أجندة "علمانية" و"ليبرالية". مجدي خليل يعرفهم جيدا! والأزمة الأخلاقية والضميرية والإنسانية الحقيقية يا عزيزي مجدي هي محاولة تصفية حسابات فكرية وحتى عقائدية باستغلال مأساة ومعاناة مئات الآلاف من البشر. إنها حقا أزمة أخلاقية.
عماد جاد : نموذجا لمثقف الأمن!
الطعن على عدم دستورية قانون بناء الكنائس
دعوة لمسيرة سلمية أمام البيت الأبيض
دعوة للتبرع
عن الملائكة: ارجوا تشرح دور الملا ئكه ولو بشكل مختصر . في...
معنى الزنا: اريد ان اسأل حول كلمة الزان ية والزا ني حسب...
الاسراء 101 : 103: هذا سؤال من ( أم محمد ) وهى سيدة قرآني ة فاضلة ....
المكى والمدنى القرآن: رسالة أولى : سؤال لحضرت ك ولا مانع من نشره في...
الطريق المستقيم: عزيزى الدكت ور احمد صبحى منصور ، بعد وافر...
more
كعادته وفي أغلب مقالاته يقوم مجدي خليل بالتعميم على جميع من يخالفه في الفكر والعقيدة بل ويقوم كذلك بإدراج أمور تاريخية وعقائدية لا تزيد معرفته بها عن معرفتي باللغة الصينية! نفس الأمر ينطبق على هذا المقال حيث يقوم مجدي خليل بتصفية حسابات, مع من يختلفون معه في الفكر أوحتى في العقيدة, عن طريق التظاهر بالحرص على تطبيق العدالة والشفقة على ضحايا دارفور.
"فى مارس عام 2001 خرج نشطاء الأقباط فى امريكا فى مسيرة سلمية أمام البيت الابيض اثناء مقابلة الرئيس مبارك الاولى لنظيره الامريكى جورج بوش،وفى مواجهة هذه المسيرة السلمية حشدت السفارة المصرية بواشنطن مسيرة أخرى مضادة ترحب بالرئيس المصرى.الغريب فى المظاهرة التى رعتها السفارة المصرية إنها لم تكتفى بمن قبل هذه المهمة من المسلمين المصريين وانما استعانت ببعض المسلمين من دول أخرى وبعض ممثلى المنظمات الإسلامية فى واشنطن. كنت ترى المرحوم الدكتور شوقى كراس &iacutacute;هتف فى مظاهرة الأقباط مطالبا بوقف الظلم الواقع عليهم فى ناحية ونهاد عوض، المدير التنفيذى لمنظمة كير الإسلامية، يقف مع الذين يهتفون بحياة مبارك فى ناحية أخرى، وقد استضاف التليفزيون المصرى السيد نهاد عوض وقتها وسمعته يقول اننا ساهمنا فى هذه الترتيبات.
المنظمات الإسلامية التى تقول إنها تدافع عن حقوق المسلمين فى امريكا،تساهم فى نفس الوقت فى تبرير المظالم التى تقع على غير المسلمين فى الدول الإسلامية!!. "
أولا من قال أن خروج هؤلاء في مسيرة سلمية كان تبريرا لل"مظالم" التي تقع على غير المسلمين في الدول "الإسلامية"؟ إنهم مجرد أناس بسطاء ومنظمات تحاول مد الجسور بين بلد عربي كبير ومهم وأمريكا. أمريكا نفسها, التي دائما يروج ويطبل مجدي خليل لسياساتها أي ما كانت, كانت وما زالت ذات علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية رفيعة مع مصر ومع باقي البلاد العربية. هل يعني هذا أن أمريكا التي استقبلت مبارك, وتستقبل باقي القادة والرؤساء الديكتاتوريين من مختلف أنحاء العالم وفقا لمصالحها, تساهم في تبرير "المظالم" التي تقع على غير المسلمين في الدول "الإسلامية"؟ أرأيت كيف تناقض نفسك يا عزيزي مجدي؟
ثانيا القارئ الذكي سيكتشف هنا أن مجدي خليل لا يتهجم فقط على المنظمات الحقوقية في أمريكا بل حتى على المسلمين المصريين الذين من المفترض أنهم شركاؤه في الوطن!! إنها قمة الطائفية والتعصب والتطرف الذي عادة ما يتهم بهم مجدي خليل مخالفيه.
"فى يوم 16 مارس استضافتنى المذيعة اللبنانية ماريا معلوف فى برنامج عن محاكمة البشير، وظهر فى البرنامج رضوان المصمودى، رئيس مركز الإسلام والديموقراطية فى واشنطن، مدافعا عن البشير ومبررا ذلك بوجود ازدواجية فى المعايير الدولية بعدم محاكمة الإسرائيليين،وقال " أين محكمة الجنايات الدولية مما حدث فى غزة...الذى اغضب العرب والمسلمين هى العدالة المزدوجة". العجيب أن رضوان المصمودى الذى دافع عن مجرم هارب من العدالة هو نفسه كان أحد الرعاة الرسميين للخطاب الذى وقعه أكثر من 80 من المثقفين فى امريكا وارسل للرئيس اوباما يوم 4 مارس مطالبا اياه بدعم الديموقراطية فى الشرق الأوسط وعدم الهلع من فوز الإسلاميين بالحكم هناك."
رضوان المصمودي لم يدافع عن البشير كما يدعي مجدي خليل. رضوان المصمودي فقط هاجم "العدالة" المزدوجة التي تطبق على الضعيف وتترك البلطجي (إسرائيل). ما أغضب العرب فعلا ليس قرار المحكمة "الدولية" وإنما الإزدواجية والكيل بمكيالين.
هكذا هم الإسلاميون ضميرهم حساس جدا لما يقع على المسلمين من مظالم فى العالم كله وضميرهم يبلع الجمل فيما يقع على غير المسلمين من إضطهادات فى الدول الإسلامية،""
لست من الإسلاميين ولكن إحقاقا للحق فلقد دافعوا عن اضطهاد الأقليات غير الهندوسية وغير المسلمة في الهند على سبيل المثال. هم من دافعوا عن المسيحيين الإسرائيليين ضد إهانة معتقداتهم في إسرائيل في الوقت الذي لم نسمع من مجدي خليل وأمثاله من الطائفين أي كلمة ضد حبيبته إسرائيل! هؤلاء الإسلاميين الذين تتهجم عليهم بمناسبة وبدون مناسبة كانوا أكثر اعتدالا وتسامحا منك يا عزيزي مجدي!