شادي طلعت Ýí 2011-12-03
قبل أن أبدأ مقالي أريد أن أروي قصة سبقت كتابة مقالي بساعات قليلة كنت فيها ضيفاً ثم تحولت لباحث عن أسباب إقبال الشعب على إنتخاب الإسلاميين، و تبدأ القصة بأني إلتقيت ببعض الشباب العاديين جداً ليس لهم أي ميول سياسية فلا هم ليبرالييون أو علمانيون أو إخوان مسلمين أو حتى سلفيين، كانوا مجموعة من 4 أفراد شباب عادي ملوا من كثرة الحديث في السياسة حياتهم لا تختلف عن حياة الكثير من الشباب فهم مدخنون و يسمعون الأغاني و يحبون السينما و المسرح، أحوالهم الإقتصادية قبل الثورة لم تكن بحال أفضل مما هي عليه بعد الثورة، نظراً لتردي الأوضاع الإقتصادية، فهي نوعاً ما غير مستقرة علماً بأنهم ليسوا بالفقراء فجميعهم يملكون سيارات فخمة، منهم ثلاثة من القاهرة و واحد من الجيزة، سألت من هم من القاهرة من إنتخبتم فقالوا لي الثلاثة أنهم إنتخبوا الكتلة المصرية، و سألت من هو من الجيزة من ستنتخب فقال لي إن شاء الله الإخوان المسلمين، فقلت لماذا ؟ فقال لي نريد لمصر أن تنهض سياسياً و إقتصادياً، فقلت له و لكنك من الممكن أن لا تستطيع شرب السجائر لأن الإسلاميين قد يمنعونها فقال لي .. يا ريت ! فكررت أسئلتي حول الحرية و السهر و السينما و المسارح و كانت إجابته في كل ذلك ياريت كل ده يمنع ! إجابة كانت لي صادمة، فسألته و لماذا كل ثقتك هذه في الإسلاميين فقال لي أنه سينتخب الإخوان و ليس السلفيين لأنه مقتنع بالإخوان نظراً لأن لديهم برنامج سيصلح من مصر في خلال 100 يوم فقط !
فقلت له و إن لم يتمكنوا في خلال 100 يوم من الإصلاح فقال لي يبقى يمشوا و مش عاوزنهم تاني، فسألته مرة أخرى و هل هذا رأيك أم رأي كل من هم في منطقتك بالجيزة، فقال لي أن هذا ليس برأيه وحده و إنما رأي الجميع، و الواقع أنه فعلاً رأي الأغلبية من شعب الجيزة.
من هنا أريد أن أبدأ مقالي هذا، فالإخوان قد نزلوا معركة الإنتخابات بشعار واسع جداً و هو (نحمل الخير لمصر) و تعهدوا بسياسات تحقق التغيير و الإصلاح في خلال 100 يوم فقط، و قد صدقهم الشعب و أعطاهم ثقته في الإنتخابات و ها هم سيكون بأيديهم أكبر مصدر من مصادر القوة و هو البرلمان، و سيكون الرهان عليهم بأنهم سيحققوا التغيير في خلال 100 يوم فقط، و لاحظوا أني قد كررت المدة ثلاث مرات، لأنني أنا شخصياً إن تحقق التغيير في خلال 100 يوم كما وعد الإخوان المسلمين سأكون أول من يؤيدهم فيما بعد، و أنا لا أقلل من قدراتهم إلا أنني سأكون حقاً معجباً بقدرتهم التي ستفوق قدرات أي إنسان طبيعي و بالمنطق سأويدهم إن لإستطاعوا الوفاء بعهودهم.
و لكن دعونا نلقي نظرة على الوضع العام في مصر و عن الأطماع الموجودة و التي تريد أن تستفيد من مصر في ظل ظروفها الحالية و حالة الفراغ السياسي، لنجيب على السؤال المهم، هل حقاً يمكن للإخوان أن يصلحوا مصر في 100 يوم فقط ؟
بداية أعود وأقول أن مصر الآن مسرحاً كبيراً مليئ بالممثلين و لكن لكل مجموعة ممثلين مخرج مختلف و كل مجموعة من الممثلين تخرج لأداء عرضها و الشعب هو المتفرج و الممثلين هم الساسة و المخرجون هم أصحاب الفكر، و المنتجون دول مختلفة الإتجاهات، فأمريكا لها رجالها من أصحاب الأعمال و بعض المثقفيين، و السعودية لها رجالها من رجال الإعلام و الأعمال و السلفيين، و إيران لها رجالها من بعض الجماعات الإسلامية، و أوربا أيضاً لها رجالها و هم بعض من رجال المال و قلة من المثقفيين، و تركيا لها مريديها و هم من المؤسسة العسكرية، و لكن في كل من ذكرت يكون الأقوى أمريكا نظراً لحجمها و قوة تأثيرها، و مالها و سلطتها و نفوذها، و أيضاً السعودية لفكرها الوهابي و أموالها التي لا تعد و لا تحصى و لأن مريديها أكثر من خمسة و عشرون مليون مصري زارو السعودية و تشبعوا بالفكر الوهابي على مدار 40 عاماً مضت مع بدأ ظهور الطفرة النفطية، ثم تأتي إيران بمالها و لهويتها الشيعية التي تغازل بها الأغلبية من شعب مصر الشيعي الهوى بطبعه.
بقي أن نعرف دور كل دولة في الأحداث التي تمر بها مصر الآن من صراعات سياسية، و التي من شدتها قد تبعث على الضحك خاصة في الصراع الليبرالي الإسلامي، و الذي بلغ أشده في الآونة الأخيرة فأمريكا بداية دولة على علاقة قوية باللليبراليين، و الآن علاقتها أصبحت وثيقة أكثر بالإخوان المسلمين ! فهي تريد أن تعمل مع القوة الجاهزة على الأرض و قد رأت ذلك في الإخوان، لذلك ناصرتهم في معاركهم الإنتخابية بل و باركتها أيضاً كما أن أمريكا لا تعادي السلفيين فهم أصحاب فكر وهابي و السعودية دولة عميلة لأمريكا بكل ما أتاها الله من قوة و بالتالي السلفيون قريبون من أمريكا و ليسوا بعيدين عنها !
أما السعودية فإنها ترغب بوجود الإخوان المسلمين على أسوأ الفروض و لكن إذا جاء السلفيون فإنهم سيكونون الأولى نظراً لهيمنة الفكر الوهابي عليهم ! و هو المطلوب إثباته.
بقي إيران و هي دولة على علاقة ببعض الجماعات الإسلامية و المعادية للإخوان المسلمين و السلفيين أيضاً و هوة الخلاف بينهم كبيرة.
و بعلم المنطق الآن نجد أن الليبراليين تساندهم قوة واحدة من ثلاثة بينما الإخوان تساندها قوتين و السلفيين تساندها قوتين.
بقي لنا الداخل و هو الشعب و الذي عليه المعول الأكبر لكافة التيارات السياسية، و الشعب قد إنقسم ثلاثة أقسام القسم الأكبر منه يساند الإخوان و القسم الذي يليه يساند السلفيين و القسم الأصغر يساند الليبراليين، بهذا تكون النتيجة كالآتي:
المركز الأول/ الإخوان المسلمين.. بحظى بالقسم الأكبر من الشعب و مساندة قوتين من الخارج.
المركز الثاني/ السلفيين.. يحظى بالقسم الثاني من الشعب و مساندة قوتين من الخارج.
المركز الثالث/ الليبرالييون.. يحظى بالقسم الأصغر من الشعب و مساندة قوة واحدة خارجية.
و الآن و بعد وصول الإخوان و السلفيين إلى الحكم، هل سيظل مركزهم قوي و سيحظون بالتأييد الشعبي و الخارجي أم أنه عرضة للإهتزاز داخلياً و خارجياً ؟ حتى نجيب على السؤال فإننا سنعود إلى وعد الإخوان بتحقيق الإصلاح في 100 يوم، و الواقع أنني برؤيتي الشخصية أرى أنهم قد وعدوا بما لا يقدروا عليه، و أرى أنهم قد ظلموا أنفسهم عندما ألزموا أنفسهم بفترة وجيزة لن يستطيعوا من خلالها تحقيق شئ فمئة يوم فترة تصلح لأن تكون فترة إستكشافية قبل البدأ في أي خطط ! إلا إذا كان الإخوان كانوا قد إستكشفوا كل شئ و يقفون فقط على آليات التنفيذ !؟ و إن حققوا عهدهم للشعب فسيكون هذا إنجاز يحسب لهم بكل تأكيد، و إن لم يحققوه هذا العهد أرى أن الشعب سيلفظهم كما لفظ نظام مبارك الذي وعد قبلهم بما لا يقدر عليه !
أما السلفيين فإنني أرى أن أموال شعب الجزيرة العربية ستنهال عليهم من عائلة آل سعود و في بعض التقديرات قد تدخل مصر إستثمارات سعودية بالشراكة مع رجال السلفية المصريين أمثال الريان و أشرف السعد و السويركي و غيرهم، و هي إستثمارات قد تتجاوز الخمسين مليار دولار، و السبب في هذا هو أن العائلة المالكة في السعودية تريد توطيد حكم السلفيين أصحاب الفكر الوهابي في مصر حتى تضمن لنفسها البقاء و الإستمرار في الحكم ! حتى تأمن شر الثورات عندها و التي إذا ما قامت في السعودية فإنها ستطيح بعائلة آل سعود فرداً فرداً و ستتم ملاحقتهم في كل بقعة من بقاع العالم و سيكون مآلهم إما السجون أو القتل و دفنهم أو حتى عدم دفنهم ! إن الثورة إذا ما قامت في السعودية ستأكل معها كل شئ حتى الوهابية و ستقضي على النظام الشمولي فيها، و لكن قبل أن نسبق الأحداث تعالوا معاً نفترض وصول الإستثمارات السعودية إلى مصر لنعرف آثارها، و التي أرى أنها ستحول مصر إلى مركز تجاري قد يعرض البضائع و لكنها لا تستطيع أن تنشأ المصانع لإنتاج ما تعرضه من بضائع ! إن الإستثمارات السعودية ستحول مصر إلى مجتمع مستهلك و ليس إلى مجتمع منتج، بمعنى آخر تذكرون المثل الصيني الذي يقول (لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطاد) فما سوف تفعله السعودية هو أنها ستعطي المصريين السمكة و لكنها لن تعلمهم كيفية اصيد، لسبب معروف و هو أنها من الأساس لا تعرف كيف تصطاد و فاقد الشئ لا يعطيه ! إلا أنها بإستثماراتها ستوفر بعض فرص العمل، و طبقاً لأحدث الدراسات فإن تكلفة فرصة العمل الواحدة ثلاثمائة و خمسون ألف جنيه، أي أن مليار جنيه مصري يوفر 2857 فرصة عمل، و إذا ما إستثمرت السعودية خمسون مليار دولاد أي ما يعادل ثلاثمائة مليار جنيه مصري، فإنها ستوفر 875142 ثمانمائة و خمسة و سبعون ألف و مائة إثنان و أربعون فرصة عمل، و هذ أقصى ما تستطيع السعودية تقديمه، أي أنها ستوفر قرابة المليون وظيفة لسد حجم بطالة يتجاوز أكثر من ستة ملايين عاطل، أي سيبقى أكثر من خمسة ملايين عاطل، أضف إلى ذلك بطالة أخرى ستأتي من خلال تقليص عمل السياحة و البنوك و خلافة في ظل الحكم الإسلامي، في النهاية أقول أن السعودية حتى و إن قامت بضخ إستثمارات بقيمة خمسون مليار دولار فإنها ستساهم بجزأ صغير في حل الأزمة، و لكنها لن تقضي على الأزمة، فالقضاء على الأزمة بحاجة إلى ضخ إستثمارات حقيقية و هذا أمر يتطلب مساعدات أمريكية، و قد يحاول الإخوان أو السلفيون الإستعانة بأمريكا خاصة و أن اللوبي السعودي هو ثاني أكبر لوبي في أمريكا بعد اللوبي اليهودي، و لكن في هذه الحالة سيكون للوبي اليهودي رأي آخر لأنه لن يسمح بأي حال من الأحوال بأن تقدم أمريكا أي مساعدات لمصر لتوطيد الحكم الإسلامي فيها فإسرائل لن تأمن للإخوان و لا للسلفيين حتى و إن وعدوها بالأمن أو بالسلام، و بالتالي علينا أن نستبعد أي مساعدات أمريكية، بهذا التحليل أستطيع القول بأن الإخوان و السلفيين لن يتمكنوا من تحقيق وعودهم نظراً لأن المبالغ الباهظة التي ستأتي من السعودية لن تكفي لسد الثغرات الموجودة، يبقى لنا أن نفكر بالإستعانة بإيران من قبل الإخوان و هذا أمر وارد و لكن لا ننسى أن السلفيين قد يكونون على قدم المساواة مع الإخوان في الحكم، و لن يسمحوا للإخوان بعقد مثل تلك التحالفات إذ أن الفكر الوهابي السلفي يكفر إيران نظراً لكونها دولة شيعية ! و لكونها دولة تعادي السعودية، و لكون السعودية لن تسمح بذلك أيضاً.
من خلال ما تم سرده أقول :
لقد وضع الإسلاميون أنفسهم في وضع صعب جداً، فقد يمسكوا بمقاليد الحكم، و قد إستخدموا الدين لنيل مطلبهم الذي كانوا عطشى له، و نسوا أن الشعب الذي إختارهم هو شعبُ العامة فيه فقراء منهم من يموت من الجوع و قد آثرهم لأنهم سيغيرون حياته إلى الأفضل، إن الجياع في مصر تنتظر الطعام الذي وعد به الإخوان و السلفيون، و العامة تنتظر العدالة الإجتماعية، و لكن الشعب المسكين لا يعلم أن الإسلاميين هم من أنصار الرأسمالية، لقد حمل الإسلاميون أنفسهم مسؤلية في ظل ثورة لم تنتهي، و في ظل فراغ أمني لازال قائماً، لقد تخلوا عن الدعوة و آثروا السياسة و لم ينتبهوا إلى أن السياسة هي لعبة لا مبادئ فيها فصديق اليوم قد يكون عدو الغد، لا أريد النيل من الإسلاميين في ما كتبت و إن كنت أتمنى أن يستطيعوا حقاً أن يحققوا شيئاً من أجل مصر.
أقول قولي هذا و أستغفرو الله لي و لكم
شادي طلعت
حياة الماعز .."ظُلمٌ ڪبير لشعبٍ عريق"
عوائق تعويض المتضررين من الحبس الإحتياطي
دعوة للتبرع
يا حسرة على العباد.!: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا تة اولا اود...
تعدد الزوجات لماذا ؟: هناك سؤال يلح علي كثيرآ ويشغل تفكير ي وهو...
الكفيل : فى دول الخلي ج هناك ثقافة ( الكفي ل ). هل يتفق...
سؤالان : السؤا ل الأول من الاست اذة ام محمد : ما معنى (...
ثلاثة أسئلة: عندى أسئلة عن يوسف عليه السلا م : 1 ـ هل يوسف هو...
more
لقد اجتمعت كل الاطراف في مصر على اسقاط الدولة القائمة واستطاعوا اقناع الاغلبية الصامتة بضرورة الموافقة على ذالك والتي وافقت بدورها منتظرة ان يقدم لها البديل
ومن المعلوم ان الاغلبية الصامتة تنتظر من يقدم لها الدولة اي الاستقرار والامان
وبما ان هناك في العالم نوعان من التفكير القيادي احدهما الرجعي والاخر تقدمي
فقد بدات الرجعية التاريخية بتقديم دولتها التاريخية متسلحة بالصراخ والضجيج الذي علا في مصر ومن الدعم الاعلامي والمادي الذي قدمه له متكرش قطر وقناته الجزيرة
والذي زاد في مصداقية الرجعية التاريخية المصرية هو ارتفاع عويل وضجيج ما يسمى بالليبراليون ولكنه عويل وصراخ لا يجدي نفعا امام الرجعية التاريخية التي احترفت العويل والصراخ والذي يعتبر اهم اسلحة الرجعية التاريخية)
اذا امام الاغلبية الصامتة فريقين ليبراليون بصراخ وعويل من دون تقديم دولة حقيقية ورجعية تاريخية بصراخ وعويل لكن بدولة وان كانت تاريخية
اذا كان ا الخيار للاغلبية الصامتة هو ان ترمي بثقلها خلف الرجعية التاريخية لان لديهم دولة وان كانت تاريخية فالمهم ان تكون دولة
ومن المهم ذكره ان الرجعية التاريخية لعبت الدور ببراعة متناهية اذ انها لم تصطدم بالجيش(اهم اسلحة الدولة والذي يشكل دائما مغناطيسا للاغلبية الصامتة من يمتلكه فانه سيمتلك ثقتها) بل على العكس كانت دائما تشدد على اهمية المهادنة مع الجيش تاركة القوى التي تسمى ليبرالية بعويلها هي التي تصطدم مع الجيش ذالك العويل الذي لم ينتهي لغاية الساعة مما جعل الاغلبية الصامتة تزداد كرها لها
ان الوضع الحالي في مصر مخيف فقد وضعت الرجعية التاريخية اساسات دولة التاريخ في مصر وستبدا حروبها التاريخة ضد الاقليات والمراة والطفل