تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول | تعليق: لمحة رائعة و استدلال مفحم حول زواج المنافقين من بقية الناس في المدينة . | تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | خبر: الجبهة الشعبية: مشروع قانون الإيجار القديم خروج على الدستور وتهديد للسلم الاجتماعي | خبر: الورقة البيضاء البريطانية تهدد الكفاءات العربية | خبر: أعلى الوظائف أجراً في مجالات الأمن السيبراني لعام 2025 | خبر: خالد البلشي: أكثر من ٢٣ صحفيًا خلف القضبان.. ونداء عاجل لإنقاذ حياة ليلى سويف | خبر: السودان على شفا كارثة صحية.. هل خرجت الكوليرا عن السيطرة؟ | خبر: المحكمة العليا تجيز لإدارة ترامب إلغاء الوضع القانوني لنصف مليون مهاجر | خبر: مصر: حبس 60 مواطناً بينهم فتاة بعد اختفاء قسري دام أشهراً | خبر: إيلون ماسك يغادر منصبه كمستشار في إدارة ترامب | خبر: محكمة أمريكية توقف الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب | خبر: 10 تخصصات جامعية مستقبلية تمنحك وظيفة في أي دولة بالعالم | خبر: اكتشاف رائد لتشخيص وعلاج الفشل الكلوي المزمن | خبر: العراق نحو إنهاء الحظر البحري... أسطول السفن مكبّل منذ 30 سنة | خبر: الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا | خبر: نشطاء مصريون أمام البرلمان الهولندي ينددون بالدعم الأوروبي المستمر لحكومة السيسي | خبر: أعيدوا الأوقاف المصرية لأصحابها |
يهود من بلدنا:
يهود من بلدنا

نبيل شرف الدين Ýí 2008-11-25


هل يمكن أن تتقدم الأمم بالمكابرة والتبرير، أم بفضيلة التواضع وشجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه؟

يبدو السؤال محسوماً لجهة المنطق، لكن على أرض الواقع «إنسى»، فثقافة التبرير والمكابرة شائعة فى مجتمعاتنا لدرجة أصبحت معها إحدى سماتنا، خلافاً لشعوب فى الغرب مثل الألمان، وأخرى فى الشرق مثل «اليابان»، فبعد الحرب العالمية الثانية اعترف الألمان بأن النازية كانت صفحة سوداء فى تاريخهم وطويت للأبد، ولم يتفرغ اليابانيون للانتقام من الأمريكيين الذي&te;ن ضربوهم بالنووى، بل تجاوز الشعبان هذه المرارات، وانكبوا على صناعة مجتمع منتج متصالح مع ذاته، لا يسكن جحور الماضى، ويسعى لإعادة عجلة التاريخ للخلف، وركزوا طاقاتهم صوب المستقبل، فأصبحت ألمانيا خلال عقود «أميرة أوروبا» المتوَّجة، وتصدرت اليابان اقتصاديات العالم.

تقودنا هذه المقدمة لمأساة اليهود المصريين المعاصرين، بمناسبة انقراض هذه الطائفة المصرية الأصيلة، التى لم يتبق منها سوى بضعة عجائز، وبوفاتهم سيتحول يهود مصر لفصل بائس من فصول تاريخنا المفعم بالمرارات والخيبات.

«لماذا أدفع وأسرتى ثمن خلاف سياسى لم أكن طرفاً فيه بين العرب وإسرائيل؟».. تساءل «إيزاك»، وهو يهودى مصرى، التقيته مصادفة فى سويسرا قبل أعوام، كان الرجل يتحدث عن نشأته فى حى «السكاكينى» بحنين جارف حتى سالت دموعه، وهو الثمانينى الذى أدرك حقائق الحياة وحكمتها وعبثيتها أيضاً، وبات موقناً بأن عقارب الزمن لن ترجع للخلف، ولن يعود أبناؤه وأحفاده للإقامة فى مصر، لأنهم ببساطة لا يعرفونها.

فى مطعم أنيق بإحدى المناطق الجبلية الساحرة فى سويسرا، بدا المكان كأنه مشهد من فيلم مصرى قديم، يلعب بطولته منير مراد، وتغنى فيه شقيقته ليلى، كانت الأرض مفروشة بالكليم الصوف، وفى صدارة البهو عود وبجواره طربوش أحمر، وفى مواضع كثيرة علق العلم الأخضر الجميل بنجومه الثلاث يحتويها الهلال، حتى أفيشات الأفلام المصرية القديمة وجدت مكاناً على الجدران، بينما تنساب الأغانى المصرية القديمة عبر جهاز «جرامافون» يضفى على المكان حميمية، بينما يشدو عبدالوهاب برائعته «النهر الخالد».

بدا «إيزاك» متململاً من سرد قصة خروجه من مصر، مكتفياً بالقول إنها واحدة من آلاف القصص المتكررة ليهود مصر فى خمسينات وستينيات القرن الماضى، وقد آثروا السلامة فهاجروا بعد أن سجن بعضهم وحوصر آخرون بأصابع الاتهام بموالاتهم لإسرائيل، لا لشىء إلا لأنهم يهود.

تساءل الرجل بمرارة: لماذا تصر الأم العاقلة على تخيير أبنائها بينها وبين أبيهم؟ نحن ولدنا يهوداً، ولكننا أيضاً مصريون، وإنكارنا يعنى محو صفحة من تاريخ مصر، وما يردده البعض عن ضبط «عملاء» من بين الطائفة الإسرائيلية فى مصر، هكذا هو اسمها حتى الآن بالمناسبة، فهناك «عملاء» من بين المسلمين والأقباط، وليس من العدل أن نعاقب طائفة بذنب بعض أبنائها.. توقف «إيزاك» لحظة وابتسم قائلاً بسخرية مريرة: «كان ينبغى أن يكون هذا المطعم على ضفاف النيل، أو وسط القاهرة».

سألته: هل تفكرون حقاً فى رفع دعاوى تعويضات ضد مصر؟ فأنكر بشدة قائلاً: «ليست لى شخصياً مطامع مالية، بل غاية ما أنشده هو الحفاظ على معابدنا ومقابرنا، فلا تتركها الدولة نهباً للإهمال، لأن هذه شواهد حيّة على أن اليهود كانوا هناك ذات يوم، فهل هذا كثير؟».

والجواب، دون أدنى تحفظ، أننا مدينون لإخوتنا اليهود المصريين باعتذار تاريخى عما لحق بهم، حتى اندثرت طائفة أصيلة، ترجع جذورها فى مصر لعهد النبى موسى، وأسهم أبناؤها فى صناعة نهضة مصر فى الاقتصاد والفنون والأدب والقانون وجميع مظاهر الحياة، ولم يشفع لهم كل هذا بل اختزلهم العنصريون فى معتقدهم، واعتبروهم مجرد «طابور خامس» لإسرائيل، وكان بوسعنا أن نستوعبهم، وأن نهيئ مناخاً مواتياً لبقائهم، لأن خصومتنا ليست مع اليهودية، بل ضد اغتصاب أراضى الغير استناداً لمعتقدات دينية.

اجمالي القراءات 11185

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-01
مقالات منشورة : 61
اجمالي القراءات : 811,959
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 108
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt