سجال حول برهان تواتر التشكيل
سجال فكري حول تواتر التشكيل في القرآن.
والذي بدأ بشكل تعليق على مقالة تواتر القرآن وتواتر الحديث ويمكنم الرجوع إلى هذا الرابط للإصطلاع عليها :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3274
ولقد جاء سؤالي التالي تعليقاً على المقال وسؤالاً عن تواتر التشكيل :
المستشار الأخ في قراءة النص شريف هادي الموقر.
اسمحو لي بالزيارة الثانية لموقعكم الموقر ونزولاً عند رغبة الدكتور أحمد منصور الذي ودعنا برده الآخير لنا وصرح فيه لي ولوالدي مرحباً بنا دائماً في هذا الموقع للكتابة فيه وللحوار , , نستطيع في وبإدلاء رأيي في هذا الموضوع بالذات (موضوع التواتر في القرآن والتواتر في الحديث ) والذي سأنشره أيضاً على موقع نهرو طنطاوي مستقبلاً بعد سماع الرد.
لقد قرأت رآيكم تحت الموضوع اللأول : الكتابة. والذي ينقصه البرهان, وكان رأيكم يطغوا عليه حماس الشباب المدافع عن القرأن الكريم بعنفوان "الهداية الإيمانية" بالحقائق الواقعية والملموسة للتاريخ واللغة وتاريخ اللغة بالتحديد وتاريخ الكتابة التي لم تذكرها في مقالكم الموقر إما لإخفاء حقيقتها عن القارئ أو لعدم الإلمام بها أصلاً.
لأنك تعتقد, أن واقع الأمر وتاريخه, بأن النسخة التي أشرتم لها في مقالكم (النسخة الأصلية لمصحف الرسول) والتي كتبها الرسول بخط يده, والتي تم جمعها عن طريق الخليفة عثمان, بعد أن ذكرت أبا بكر بأنه جمع أشياءً لم توضحها لنا, "أنه استنسخ نسخاً من الأصل....!!”, وأن تلك النسخة الأصلية بذاتها, نسخ منها النسخ الأخرى, وأن كل ما تم كتابته عن طريق كتبة الوحي ولم يكتبها الرسول بخط يده جمعها عثمان وأحرقها.
فيستنتج القارئ من حديثكم أن هذه النسخة الأصلية لم تحرق وأنها موجودة فعلاً....! “أين هي"....! ؟
لا أعلم يا عزيزي من أين أتيت بهذا التاريخ وهذا العلم الذي يدعونا للتصديق أن الشمس لا تشرق من الشرق بل من الغرب.
بل وقلت أيضاً في مقالكم أن دليل كتابة الرسول للقرآن بيده ......وأتيت بآيتان من القرآن : قوله سبحانه وتعالى:
(وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا) الفرقان 5
ولكنكم اعترفتم أن القائل لهذه العبارة هم الكفار, وماقاله الكفار في هذه الآية أيضاً أن القرآن جملة وتفصيلاً هي "أساطير الأولين" فهل هذا دليل صدقهم أيضاً وكلنا نعلم أن كلمة أساطير تعني الخيال المبالغ به والغير حقيقي, فلقد كان هذا استهزاءً بمواضيع النص علماً أن القرآن ليس كله قصص (وليس أساطير), وما قالوه الكفار أيضاً أنه اكتتبها فهل نأخذ كلام الكفار ونقول قال الله تعالى : ...... ونستشهد فيه يا سيدي المستشار, :
مثال (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) 2/80
فهل ما قاله الكفار يؤخذ به ..........أم ما قاله الله...؟
ثم أتيت لنا بشاهد آخر من القرآن :
"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون"العنكبوت48
وهذا هو تصريح الله الحقيقي بأن الرسول لم يكن يتلو (يقرأ ) أو يخطه بيمينه (يكتب) لأنه إن كانت هذه في مقدرته. لأرتاب المبطلون (الكفار) وبعدها لادعوا كذباً أنه( اكتتبها), ولتعلم يا عزيزي أن كلمة "أمي" في القرآن حقيقة واقعية وتعني : الأمم الأخرى التي لم ينزل عليها كتاب (أي ليس من أهل الكتاب) وأنا لا أختلف فيه معك بل ويؤيده النص بكل وضوح, في آيات عديدة نعلمها أنا وأنت تماماً.
أما جملة الآية التي أتت في سورة العنكبوت رقم 48 المذكورة أعلاه تتكلم وبشكل صريح عن "الكتابة والقراء وعدمها" لأنها ابتدأت بكلمة (وما كنت), وأنا أعلم تماماً يا عزيزي المستشار أن كلمة (كنت) هي في الماضي, ولكن ما نرغب بالإستفادة فيه هو شرحكم الذي لم توضحوه لنا بالبرهان ولم تذكروه لنا في مقالكم الموقر عن (متى أصبح الرسول عارفا للكتابة والقراءة)..؟
لأن تصور المعجزة الجديدة للرسول الكريم والتي لم يعلم بها إلا موقعين إلى حد علمي والى الآن وهو موقع رشاد خليفة subbmition.org وموقع أهل القرآن, فأين دليل هذه المعجزة ورجاءً أن يكون من القرآن لأننا تحت مظلة "القرآن وكفى”.
أما عن موضوع الحفظ (الإستحفاظ) فأنا أوافقكم الرآي فيه لأني متأكد منه ولأن المسلمين الأمريكان أيضاً يحفظونه عن ظهر قلب وقد ثبت فعلاً في صدورهم سبحان الله يا أخي إنها مسألة إعجازية وأوافقكم بها.
لكنه تبين لي أن لفظهم للغة ركيك لسببين أولهما جهلهم بمعاني النص العربي ولغته, والثاني هو صعوبة إخراج الأحرف بالنطق, فتعلم أن القارئ ليس عربي الأصل, وأما عن أخطاء التشكيل فحدث ولا حرج. (لجهلهم بقواعد اللغة العربية)
وأما موضوع "اتفاق الغرماء" فأنا يا عزيزي أرفع لك قبعتي في هذا الدفاع الرائع (وحبك) الموضوع "بفتح الحاء وسكون الباء". ورسم صورة إنقسامات الأمة إلى ثلاث فرق, ثم إنقسام الفرق الثلاثة إلى سبع فرق في "السُّنة" وسبع فرق من "الشيعة" وفرقتين من "الخوارج”, وأن كل هؤلاء "الغرماء" اتفقوا على القرآن...!
لكنني يا عزيزي إنني قد اضطلعت شخصياً على مصاحف أغلب "الغرماء" فوجدت إختلافين فقط, الأول هو طريقة كتابة الألف الممدودة والألف المقصورة فبعضهم كتب (مالك) وبعضهم كتب (ملك) وبعضهم اعتبر كلمة (صراط) يجب درجها دائماً بالمد وبعضهم رأى أن كلمة (ضالين) يمكن كتابتها (ضـلين) أي بالمقصورة.
والإختلاف الثاني كان في التشكيل, ومن أجل التشكيل واختلافاته قامت القراءات السبع وبعدها قالوا أنها زادت إلى عشرة ثم صححت في رواية أخرى تقول أنها أصبحت 17 قراءة وآخر رقم دون في التواريخ أنها تعدت العشرين قراءة.
أما إذا كان اضطلاعكم أنتم عليها فيه برهان على تطابقها لا نعرفه نحن فأهلاً بالبرهان.
أما موضوع "كم التواتر" فأنا قرأت الموضوع عشر مرات لأتأكد هل أنتم تقبلون بالمعوذتين أم ترفضوها,, لكنني لم أفهم ما قصدتم فأطلب منكم الشرح لو تفضلتم.
وموضوع الحديث الذي أوافقكم عليه تماما ولا آخذه كمرجع إلا أني لا أستطيع أن أقارن طريقة تدوينه الزمانية والبعيدة عن النص في المتن إلى درجة التنافر, والتي أتت بلغة تختلف جذرياً عن لغة القرآن القرشية والتي استخدمت بعض الكلمات والمصطلحات بشكل معاكس للقرآن ومفرداته فجاءت لغة الحديث حديثة "المحكية" في عصر التدوين, وبالرجوع إليها ستعلم ما أقصد.
مثال : حاول أن تبحث مثلاً عن كلمة مطر في القرآن فستجد أنها أتت دائماً بمعنى "المصيبة" كـ مطر السوء.
وحاول أن تبحث عن كلمة مطر في الحديث فستجد أن كلمة مطر أتت في معنى الخير والبركة. والذي قال الله عنها أنها في لغة القرآن "غيث". وهذا دليل أن عصر التدوين قد تم فعلاً في عصر مختلف اختلفت فيه المصطلحات والمفردات, لتوسع دائرة اختلاف الشعوب في استخدام النطق والكلام لمصطلحاتهم.
ويمكن أن تبحث في كلمة ثناء التي تعني الشكر والتي أتت بالحديث بهذا المعنى وأتت في القرآن بمعنى الثنائيات وأما الشكر فجاء في الشكر فقط واختلف عن معنى "الحمد" لأن الشكر جائز لله وللعبد أما الحمد فلله وحده.
أما التصريح والنتيجة الذي أعلنتها في نهاية فقرة "كم التواتر" بأن تواتر الحديث الضعيف الذي أتى في عصر بعيد عن زمن القرآن وتواتر القرآن والفرق بينهم شاسع, والذي شرحته لنا في مقدمة المقال "الكتابة" والذي طلبنا منكم بالبرهان عليه فإني سأعلق عليه بعد البرهان على نظرية تواتر القرآن.
وعندما ختمتم مقالتكم بفقرة الإعجاز الذاتي للقرآن وضربتم الأمثال بالإعرابي الذي استهجن قراءة المقرئ لعقاب الله التي أتت بالغفران والرحمة (غفور رحيم) ثم صحح المقرئ كلامة وختمها بالعزة والحكمة (عزيز حكيم), لهي مثال رائع يا أخي فإني أرجح أن استهجان الإعرابي لها هي التفكر في المعنى وليس الحفظ عن ظهر قلب.
ثم أنك قد وقعت في فخك في الكلام الذي وجهته اتهاماً لغيرك بأن لا يحاول الإنسان أن يبدأ بكلامه فيصيغه على شاكلة الآية التي يرغب بالإستشهاد بها فقلت :
إقتباس أول
وقولي هذا لا يتعارض مع حرية الفكر ، فكر كما تشاء وشك كما تشاء ، وأطرح فكرك على الناس مهما كان فيه من شطط أو إفراط أو تفريط ، ولكن أطرحه من باب البحث عن الحقيقة وسؤال أهل العلم ، وستجد الجميع بجانبك ، سوف نفكر معا بصوت عال للوصول للحقيقة وسوف تتكامل ثقافاتنا وسنسأل من هم أعلم منا وسنبحث في جميع المسائل وفقا لأصول البحث العلمي القائم على تجميع الأدلة وإستقراءها وتقديرها وليس البحث القائم على الجهل وأقتطاع الآيات من سياقيها ، والدخول على القرآن بنتائج مسبقة مع البحث عن أدلة لها من كتاب الله.
فلقد كان دخولكم على القرآن بنتائج مسبقة لإيراد دليل الآية التي ترغبون بعرضها فقلتم التالي :
اقتباس ثاني
ولا يستطيع أحد أن يميز بينها إلا بالاسناد ، ولو ردوها كلها لكتاب الله لوجدوا فيها أختلافا كثيرا، وقد تنبأ رب العزة بذلك وقال تعالى" افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" النساء 82
وأما عن ربط الموضوع والخروج بالنتيجة التي اختتمت بها المقال لتريح القراء وتدعوهم إلى معرفة أن الحديث يختلف إختلاف جذري وترفضه تماماً لأن الإختلاف يأتي من
النصوص الأرضية, والقرآن من عند الله فهل سألتم نفسكم يا أيها القراء هذا السؤال :
هل التشكيل الذي تم أيضاً في زمن بعيد عن زمن نزول القرآن هو من الزيادة الأرضية أم من عند الله..؟
وإن كانت من عند الله فعلاً فلماذا فيها اختلاف كثير......؟
قال تعالى" افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" النساء 82
في انتظار البرهان
ملاحظة سيتم نشر هذا المقال في موقع نهرو بالكامل.
أخوك في قراءة النص
وسام الدين اسحق
الرد الأول على تعليقي : من المستشار شريف هادي
الأخ الفاضل والاستاذ الكريم / وسام إسحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأهلا بكم معنا دائما نتدارس في كتاب الله من أجل إظهار الحق وليس من أجل فرض الرأي ، فلا نفرض رأينا عليكم ولا تفعلون وكل منا يأتي بأدلته في جدل صاعد كل منا فيه يبتغي وجه الحق والحقيقة ، ولكم أسعدني مروركم الكريم وقراءتكم المتأنية للمقالة والتي وصلت لعشر مرات كما صرحتم أخي الكريم ، كما أسعدني تدبركم ومداخلتكم أيما سعادة حتى يتحقق المعنى الذي قصدته من مقالتي وصرحت به في قولي (سوف نفكر معا بصوت عال للوصول للحقيقة وسوف تتكامل ثقافاتنا وسنسأل من هم أعلم منا وسنبحث في جميع المسائل وفقا لأصول البحث العلمي القائم على تجميع الأدلة وإستقراءها وتقديرها وليس البحث القائم على الجهل وأقتطاع الآيات من سياقيها ، والدخول على القرآن بنتائج مسبقة مع البحث عن أدلة لها من كتاب الله).
وقبل أن أبدأ في التواصل معكم ولا أقول في الرد عليكم والفرق واضح لكم ، أرجوا أن تحملوا تحياتي لوالدكم الكريم ، كما أكرر شكري لصاحبة السؤال الأول الأستاذة / آية والتي لولا سؤالها ما حدث مثل هذا التواصل.
أخي الكريم: نبدأ بقولكم (وكان رأيكم يطغوا عليه حماس الشباب المدافع عن القرأن الكريم بعنفوان "الهداية الإيمانية" بالحقائق الواقعية والملموسة للتاريخ واللغة وتاريخ اللغة بالتحديد وتاريخ الكتابة التي لم تذكرها في مقالكم الموقر إما لإخفاء حقيقتها عن القارئ أو للجهل بها أصلاً)
الحمد لله أنه مازال من عباد الله من يتوسم في حماس الشباب (شباب تحت الستين) ، كما أحمده سبحانه أن عنفوان الهداية الايمانية كان بادي في مقالتي حتى أستظهرتموه وأن هذه الهداية الايمانية كانت على قاعدة من الحقائق الواقعية والملموسة للتاريخ واللغة.
أما عن عدم ذكري لتاريخ الكتابة (كتابة القرآن) لم يكن إخفاء أو جهلا ، ولكن لأنها تحتاج لبحث متخصص ظننت أن هذه المقالة القصيرة ليست المكان المناسب له ، ولذلك أخذت بالنتيجة المحسومة (لدى أهل القرآن) بأن الرسول هو من كتبه بيديه ، مع إشارة بسيطة لبعض الإدلة بما يخدم البحث المطروح ، ولكن حسنا سأتعرض في عجالة غير مخلة لتاريخ كتابة المصحف ولكي أصل معكم للنقطة التي تريدون الوصول إليها ، مع الوضع في الاعتبار أن حقائق القرآن مطلقة وحقائق التاريخ نسبية ، لذلك لزم علينا عرض التاريخ على القرآن فما توافق معه قبلناه وما أختلف معه كذبناه (التاريخ طبعا) ، وكذلك الوضع في الاعتبار أن تاريخ هذه المرحلة بالذات لم يكتب أو يدون خلالها ولكن تواكبت كتابة تاريخ هذه المرحلة مع كتابة الأحاديث ، فيما يعرف بتاريخ السيره ، كسيرة ابن هشام ، وابن كثير ، مع ما في هذه الكتب من مبالغات ، وتأثرها بالاحداث السياسية والميول الطائفية في وقت كتابتها.
القصة التاريخية:
أن رسول الله كان لا يكتب ولا يقرأ ، ولما نزل عليه الوحي وأمره بالقراءة قال ما أنا بقارئ وكان الوحي يضمه ثم يأمره ثلاث حتى قال له (أقرأ بسم ربك الذي خلق ..... الآيات) ، وأن رسول الله كان له كتبة للوحي ومنهم على سبيل المثال صاحب الشهرة الواسعة رأس الفرقة الباغية معاوية بن أبي سفيان ، وأن الوحي كان يكتب على الجلود وسعف النخيل وكل ما يمكن الكتابة عليه ، وأن طريقة حفظ هذا الوحي كانت طريقة صبيانية – تعالى الله عن ذلك اللغو علوا كبيرا – فكان بعضها محفوظ في بيوت أمهات المؤمنين ، وبعضها محفوظ عند بعض الصحابة وكتبة الوحي ، حتى أن بعضها كان محفوظا تحت سرير النبي صلى الله عليه وسلم وأكلته الداجن أو الماعز حال إنشغال أهل بيته بجثمانه الطاهر عليه أفضل صلاة وأكمل تسليم ، وكان على خط متوازي مع هذه الطريقة البدائية في كتابة المصحف يوجد الكثير من الحفاظ الذين حفظوا كتاب الله عن ظهر قلب تعبدا لله وحبا لكتابه ، وبعد موته صلى الله عليه وسلم قامت حروب الردة لتربص أعداء الاسلام به وإمتناعهم عن دفع الزكاة التي كانوا يؤدونها لرسول الله ، مع إدعاء بعض الكذابين النبوة ، من أمثال مسيلمة الكذاب والاسود العنزي وسجاح وغيرهم ، وفي حروب الردة لاسيما حرب اليمامة مات كثير من الحفظة للقرآن الكريم ، وهنا تفتق زهن عمر عن ضرورة كتابة المصحف وجمعه في كتاب واحد بدلا من وجوده على هذه الهيئة في الرقاع والجلود وعسف النخيل ، وطلب من أبي بكر ذلك مرارا حتى شرح الله قلب أبو بكر لذلك وتم جمع المصحف وتكليف الصحابي المشهور زيد بن ثابت بهذا العمل وقد شرح الله قلبه لهذا العمل ، وتقول الروايات أيضا أن القرآن لم يكن مكتوب كاملا على العسب واللخاب ، ولكنه أيضا كان بعضه محفوظ فقط في صدور الرجال ، وتتبعه زيد بن ثابت في مواضعه حتى جمعه حتى أنه وجد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الانصاري ولم يجدها مع غيره وقد وضع زيدا قاعدة مؤداها أنه لا يأخذ بأي نص لا يشهد عليه رجلين على الأقل.
اتسعت رقعة الأرض الاسلامية ودخل الاسلام بلادا ودانت له شعوب لم تكن تتكلم العربية وهي ليست لغتها الأصلية فحدث إختلاف للقراءات ولحن كثير ، فعرض أبو حذيفة بن اليمان الأمر على عثمان وكان قد ترامى إلي مسامعه هذا الأمر فأرسل إلي زيد بن ثابت الأنصاري وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشيين فأمرهم أن ينسخوها في المصاحف وأن يكتب ما اختلف فيه زيد مع رهط القرشيين الثلاثة بلسان قريش فأنه نزل بلسانهم ، وجمع المصاحف في مصحف واحد والرسم واحد على قراءة واحده وحرق باقي المصاحف والمصحف الذي كان محفوظا عند حفص أم المؤمنين ، وجمع المسلمين على مصحف واحد.
كما قيل أنه عند الكتابة الأولى للقرآن كان لدى علي بن أبي طالب نسخة كان يضعها على بغل ويطوف بها المدينة ولكن أحدا لم يسمع له أو يأخذ بهذه النسخة.
عرض الرواية التاريخية على الحقائق القرآنية يتضح الآتي:
أولا: مما لا شك فيه أن أحدا لا ييستطيع أن يجزم برواية بدأ نزول الوحي وذلك لأن الرسول كان وحيدا فضلا عن رواية الحوار ، وحتى الأحاديث والروايات التاريخية لم تذكر لنا متى حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اللحظات بكل تلك التفاصيل ، وهي على هذا النحو رواية مشكوك في صحتها ، ثم أن أول نص قرآني نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إقرأ ، والأمر بالقراءة لا ينزل على جاهل بالقراءة والكتابة – حاشا لله – لأن أمر من يجهل القراءة بالقراءة لهو من قبيل الهزل والله سبحانه وتعالى يقول "إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) [سورة الطارق] ، والأقرب أن رسول الله لم يكن يقرأ ويكتب قبل نزول القرآن لقوله سبحانه وتعالى"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون" العنكبوت48 ، وعند نزول الوحي كان قيامه بالقراءة هو دليل نبوته ومعجزة رسالته له هو وليس لأمته ، أي أن الله يؤكد له أن دليل أنك نبي أنك منذ هذه اللحظة تستطيع القراءة وأن الله هو الذي علمك القراءة في قوله تعالى"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) [سورة العلق]
وذهابنا هذا يتفق مع كتاب الله على النحو التالي
1- قال تعالى"ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا" الأحزاب 38 ، وهذه الآية تعني أن ما سرى على الأنبياء السابقين يسري على رسول الله ، وما سرى على الأمم السابقة يسري على أمتنا ، وقال تعالى"قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى الي وما انا الا نذير مبين" الأحقاف9 ، وهذه الآية أيضا تؤكد أن رسول الله ليس بدعا من الرسل ولكنه كباقي الرسل لا يعلم الغيب ويتبع فقط ما يوحى اليه وهو نذير مبين
2- رسول الله موسى عليه السلام كانت له بعض الآيات دليل نبوته وليعلم أنه على الحق ولنتدبر الآيات التالية قال تعالى"وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)[سورة طه] فكانت الحية والأيدي البيضاء دون مرض أو علة أية لموسى ليعلم أنه على الحق وأنه منذ هذه اللحظة أصبح مرسلا من عند الله ، ورسول الله عيسى عليه السلام كانت له آيات لنبوته كلنا يعرفها ، قال تعالى"اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين" المائدة110
3- ورسول الله محمد عليه السلام كانت آية نبوته أنه أستطاع أن يقرأ بعدما كان لا يقرأ ولا يكتب ،مثله مثل باقي الرسل والانبياء على النحو الذي أسلفنا ، وهذا الطرح يتفق مع القرآن والمنطق السليم ويكون تفسيرنا لقوله تعالى علم الانسان ما لم يعلم يحمل على وجهين وجهة عام مقصود به جميع البشر ، ووجه خاص مقصود به رسول الله عليه السلام (الإنسان) وما لم يعلم (من قبل) القراءة والكتابة ، وقد تعلمها لحظة نزول الوحي لتكون الشاهد والدليل على نبوته ورسالته ، ولذلك يقول الله تعالى في موضع آخر "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون" العنكبوت48 ، فيكون تفسير قوله تعالى(من قبله) الضمير في ظرف الزمان عائد على القرآن ، أي من قبل نزول القرآن لم يكن الرسول ليقرأ من كتاب أو يكتب ويخط بيمينه ، ولكن اختلف الوضع (من بعده)
ثانيا: رسول الله عليه السلام الذي يؤكد في كل لحظة أنه يتبع ما يوحى إليه ، والقرآن بالنسبة لأتباعه هو الوحي الألهي المتجدد التنزيل وهو أكبر وأظهر بل هو الدليل الوحيد على نبوته فكيف نتصور أنه يتعامل معه بهذا الشكل (يحفظ بعضه على الرقاع والجلود والعسب واللخاب) بل وبعضه في صدور الرجال ، وهذه الروايات التاريخية تناقض الرواية القرآنية في قوله سبحانه وتعالى"لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)[سورة القيامة] ، فكيف وهو الذي يحرك به لسانه ليعجل به حتى يكتبه بعد زوال الوحي خوفا من ضياع حرف واحد منه بالنسيان ، حتى طمأنه الله بأن الله وحده هو الذي عليه جمعه وقرآنه والرسول هو الذي عليه إتباع قرآنه ، فكيف بعد كل هذا الحماس في الحفظ والاستعجال في الإدراك ، يفتر كل هذا ويترك القرآن عرضة للضياع على رقاع متفرقة بعضها عنده وبعضها عند غيره بل وبعضها في صدور الرجال ، وحتى وسيلة الحفظ للمادة المكتوبة غاية في البساطة والبدائية حتى أن الداجن أو الماعز أستطاع أن يأكلها ، ويخطئ قوله تعالى" انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الحجر9 – تعالى الله عن ذلك اللغو علوا كبيرا- قل لي بالله عليك.
ثالثا: تناقض الروايات مع نفسها ، فكيف تقول الرواية أن زيدا وضع قاعدة مؤداها عدم قبول أي نص لا يشهد عليه شاهدين على الأقل ، ثم تقول أنه قبل آخر التوبة من أبي خزيمة الانصاري وحده ولم يجدها عند غيره ، ناهيك عن الغث من الروايات التي تكلمت في نقصان القرآن حال جمعه ، فالأحزاب كانت أكبر من البقرة ، وآيات الرجم كانت يتعبد بها على عصر رسول الله ، فما منع عمر من إضافتها وهو يقول أنه يتعبد بها ، ولم يخبرنا أن رسول الله عليه السلام هو الذي منعه من التعبد بها ، وكذلك آيات رضاع الكبير وغيرها
رابعا: تفوح من الرواية التاريخية رائحة السياسة فالسنة يهمهم بالمقام الأول الذب عن أبي بكر وعمر ، فجعلوهما محور حفظ القرآن رفعة لشأنهما ، والشيعة تطعن في سلامة نية الصحابة لاسيما أبو بكر وعمر لذلك وضعوا رواية البغل والقرآن الذي هو عند علي ، فكل يكتب التاريخ ويدلسه وفقا لموقفه من أحداث الفتنة الكبرى ، ووفقا لخطه السياسي والطائفة التي يتبعها.
إذا فالرواية التاريخية وللأسباب التي سقناها رواية مشكوك في أمرها ، وليست صحيحة ولا يمكن أن يستفاد منها يا سيد وسام أنه يمكننا تعديل تشكيل القرآن بالنظر للطريقة التي جمع بها والرواية الباطلة والأحداث الصبيانية التي يريد المشككون في القرآن أن يقبلوها كحدث حقيقي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه ، ولكن في الحقيقة الأحداث المروية باطلة ومخالفة لصحيح المنقول وهو القرآن وصريح المعقول وهو المنطق الذي تلاعبت به الروايات ، فكيف تكون مثل هذه الروايات دليلكم وقاعدتكم على إحداث تغيير في تشكيل القرآن " مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (157)[سورة الصافات]
الرواية المتفقه مع القرآن الكريم:
أن الله سبحانه أنزل الوحي على رسول الله عليه السلام ومنذ لحظة نزول الوحي تغير حال رسول الله فبعدما كان لا يكتب ولا يقرأ أصبح يقرأ ويكتب ، وكان على رسول الله مهمة عظيمة بصفته النبي الخاتم ، كان عليه البلاغ لأم القرى ومن حولها ولكن ليس فقط بل للناس جميعا ، وتعدى ذلك ليكون للإنس والجن معا ، ثم تخطى حاجز الزمان والمكان ليكون رحمة للعالمين ،
وأظنكم لا تحتاجون للأدلة من القرآن فأنتم جميعا تعلمونها ، فإذا كان رسول الله يؤدي مهمته في إنذار أم القرى ومن حولها بنفسه ،
فكيف سيؤدي مهمته عبر المكان والزمان؟ ، طبعا سيكون ذلك بتكليفه بكتابة القرآن وحفظه حتى يصل لمن بعده كما هو ، وطبعا الرسول مسئول فقط عن هذه النقطة أما كيف سيتم حفظ القرآن بعد كتابته فهي من أمر الله وحده وفقا لما جاء بالقرآن ، فهو سبحانه عليه قرآنه وبيانه ، ومسئولا عن حفظه ، ويتوقف عمل الرسول عند كتابته وتنفيذ ما به من أوامر لوضع المنهاج لمن سيأتي بعده ، كتب رسول الله القرآن بيديه الشريفتين ،
أما دليل الكتابة فهي قوله تعالى"وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا" الفرقان 5 ، سيقول الاستاذ وسام
(أن القائل لهذه العبارة هم الكفار, وماقاله الكفار في هذه الآية أيضاً أن القرآن جملة وتفصيلاً هي "أساطير الأولين" فهل هذا دليل صدقهم أيضاً؟) ، أقول له عندما تتعرض للبحث العلمي في القرآن
يجب أن تفرق بين أمرين مهمين جدا أولهما
أستباط الحدث التاريخي ، وثانيهما
استباط الحكم والعبرة ، فمن باب استنباط الحكم من هذه الآية الكريمة أن الكفار قالوا ظلما وعدوانا أن الرسول يكتب أساطير الأولين وهذا ليس دين ، وهي تملى عليه في
إشارة إلي الشياطين تأتيه لتملي عليه هذا القرآن ، وقد كذب الكفار في ذلك ورد عليهم رب العزة بقوله " قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" الفرقان6 ، فلم تمليه الشياطين بل أنزله رب العزة
أما الحدث التاريخي فهو في كتابة الرسول للقرآن ومشاهدة الكفار له ، وهم يعلمون من قبل أنه ما كان يكتب أو يقرأ ، فكان عليهم القبول بدليل نبوته كما أسلفنا في شرح آيات سورة العلق أو أن يدحضوا الدليل فدحضوا الدليل بأنه من أساطير الأولين التي تمليها عليه الشياطين ، فكذبهم الله في قولهم ، وصدق على الحادثة التاريخية برمتها في قوله "قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ... الأية" ، أنظر كيف لا يوجد تعارض بين إيماننا بالحدث التاريخي في الآية وتكذيبنا لشبهة الكفار (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين)
مات رسول الله عليه السلام والقرآن مكتوب نسخة واحدة كاملة ، وبعض النسخ عند من يكان يعرف الكتابة من الصحابة وهم قليل ، قامت حروب الردة ومات فيها ممن يعرفون الكتابة وحضروا الوحي بالتنزيل الكثير ، وخاف عمر وأبوبكر أن نسخة واحدة من القرآن ليست كافية لكل المسلمين والدولة آخذة في القوة والسيطرة بعدما كتب الله لهم النصر في حروب الرده ، فقرروا نسخ عدة نسخ من الأصل وأبقى أبو بكر الأصل معه ولما مات أنتقل الأصل لبيت عمر ولما مات أنتقل لبيت حفص أم المؤمنين ، في عهد عثمان وقد تعددت القراءات لتعدد صيغ الكتابة والنطق بين العرب أنفسهم لإختلاف ألسنتهم وبين باقي المسلمين حديثي العهد باللغة العربية وكادت تحدث فتنة ،
فقرر عثمان إحراق جميع النسخ الغير مطابقة للأصل وكتابة نسخة واحدة برسم واحد وحرف واحد وهي النسخة المتفقة مع لسان قريش والتي كتبها رسول الله
والمحوفظة لدى أم المؤمنين حفص ، ومن الطبيعي أن يحفظ القرآن بلغة قريش لقوله تعالى"وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم" ابراهيم4 ، ورسول الله من قريش وقد حفظ الله لنا هذا القرآن إلي يومنا هذا برسمه وكلماته دون تغير أو تبديل
وليس لنا أن نفتح باب من أبواب الشيطان بمحاولة إعادة تشكيل بعض آياته وإلا كان هذا أعتراف ضمني منا أن القرآن قد أمتدت إليه يد التحريف ونحن نعيد الأمور إلي نصابها الصحيح ، وفي ذلك تكذيب لقوله تعالى"انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الحجر9 ، تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا
أرجوا أن أكون قد شرحت لكم ، ما غم عن فهمكم في استشهادي بالايات الكريمة من كتاب الله فأنتم مثلا نظرتم للأية الكريمة(وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا) من باب تكذيب الكفار فقد دون محاولة استخلاص الأحداث التاريخية من سياق النص القرآني المتكامل ، كما أنكم فهمت النص القرآني(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون) على أنه دليل أثبات أن الرسول لا يقرأ ولا يكتب دون
إعتبار لظرف الزمان في الآية الكريمة ، ودون محاولة جمع الأدلة القرآنية ليعضد بعضها بعضا في استخراج النتائج والأحكام
وهو الدليل في قوله تعالى (أقرأ) والذي لا يكون إلا لقارئ فعلا لأن القرآن لا هزل فيه وهو دليل آخر وأن الرسول تسري عليه سنن الأولين ، وجميع الآنبياء الأولين بدأت بعثتهم بأدلة تبرهن لهم أنهم على الحق كما ذكرنا ، فهل بعد ذلك كله إذا قلت لك
أن طريقتكم في التفكير سطحية وينقصكم العلم الديني ومعرفة طريقة الاستنباط للأحكام من الأدلة الشرعية أكون بذلك قد تهجمت عليكم حاشا لله وينبري من الموقع من يهاجمني ويغمز ويلمز ويحقر ،
وأنا عندما أقول ذلك لا أقوله من باب السب حاشا لله ولكن من باب الشرح وإقرار الواقع.
وأنظر أيها المفكر وسام نيازي كيف أنني لم أدخل على القرآن بنتائج مسبقة ولم أقتطع الآيات من سياقها كما أتهمتني ولكن كان فهمي لها أكثر عمقا وأعدل وظيفة من غيري
ثم أنكم وضعتم فرضية غير علمية ، وأبعد ما تكون عن قواعد البحث العلمي بقولكم (هل التشكيل الذي تم أيضاً في زمن بعيد عن زمن نزول القرآن هو من الزيادة الأرضية أم من عند الله..؟) ،
فمن قال لكم أن التشكيل كان في زمن بعيد عن زمن النزول ، فهذه المقولة وهذه المعلومة التاريخية تتضارب مع قول الله سبحانه وتعالى" وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم" ابراهيم 4 ، فقوله سبحانه بلسان قومه ، يتخطى حاجز الكلمات إلي طريقة تشكيلها وفقا للسان قريش دون عداها ، وتختلف مع قوله تعالى "بلسان عربي مبين" الشعراء 9 ، إذا ليس لسان فقط
بل لسان وتشكيل في قوله (مبين)
وأخيرا أستاذ وسام رغم ما رميتوموني به من جهل وإخفاء للحقائق وإندفاع وطفولة ، فقد كان الحديث معكم شيقا وقد سامحتكم فيما أملك وأدعوا الله لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق وذلك فيما لا أملك ، وأرجوك عندما تقوم بالنشر على موقع نهرو توخى الحرص والأمانة وهي شهادة نسألكم عنها أمام الله وعهدي بنهروا أنه في الآمانات من المخلصين
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
شريف هادي
ردي الثاني : من وسام الدين اسحق
إلى الأخ المستشار شريف هادي الموقر
شكراً لكم وعلى ردكم السريع لأسئلتي المتواضعة.
ولقد تبين لي من خلال ردكم حلاً لمشكلة التفاهم فيما بيننا ولقد بينتها في قولكم يا سيادة المستشار بالتالي:
اقتباس :
ويكون تفسيرنا لقوله تعالى علم الانسان ما لم يعلم يحمل على وجهين وجهة عام مقصود به جميع البشر ، ووجه خاص مقصود به رسول الله عليه السلام. وعلى هذا الأساس الوجه العام والوجه الخاص نكون أنا وأنتم قد اقتربنا إلى وضع مفهوم المصطلح الذي نعتبره في تحليلنا للآيات المحكمة (الوجه الخاص .. بشخص الرسول أو فئة معينة من الأشخاص) و (الوجه العام وجميع الفئات بعد الرسول وبعد كل الفئات أي الآن وغداّ)
وعلى هذا الأساس بدأنا في قراءة النص.
وعند قراءة الآيات من سورة القيامة وسورة العلق وجدنا أنها تخاطب الإنسان ولا تخاطب فئة معينة أو شخص الرسول (علماً أن النظرية السلفية تؤكد على أنها خطاب للرسول.
أما الإختلاف الثاني فهو يكمن في تعريف البرهان.
فالبرهان يا عزيزي هو كالتالي: 1- البرهان الرياضي 2 البرهان الحسي (الملموس) 3 البرهان العملي .
4- ويكمن استخدام النص الصريح
والذي لا ينبني على الإستنتاج, على أنه برهان نوجهه فقط للمؤمنين بالنص.
وأما ما قدمتموه لنا في اعتبار الآيات من سورة القيامة وسورة العلق على أنه خطاب مباشر لشخص الرسول وأننا يمكننا أن نستشف منه الخطاب العام للإنسان, فهذا ما لا أوافقكم عليه لأن الآيات تنقسم أولا إلى قسمين إما عام أو خاص وهذا بتعريفكم أنتم أما أن نقول أنها حاملة للوجهين, فهذا يجب أن يكون عليه دليل, أما أن نتلاعب بالألفاظ ونقول الحمل للوجه الثاني يأتي بالعبرة (فأقول ليس هناك حشو أو زيادة في القرآن كله يأخذ منه العبرة.. وكله رسالة وكله من النص) فلا أحد يطلب إلغاء النص هنا ولكن نحن في صدد التمييز بين الخطاب العام والخطاب الخاص. وأمثلة سورة التوبة والقتال والمعاهدة ومدة إنتهاء المعاهدة وبدء القتال بعد انتهاء الأشهر الحرم كانت أكبر دليل على الخطاب الخاص والتي وضعناها تحت اسم الآيات المحكمة زمانيا وأنتم تقولون عن هذا المصطلح (الخطاب الشخصي)
أما إذا قرأنا آيات سورة القيامة وسورة العلق فسنجد أنها خطاب عام ليس له أي علاقة بالخطاب الخاص أو الموجه للرسول أو لأي فئة معينة وبذاتها دوناً عن البقية.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ
الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) 96/1-5
أَيَحْسَبُ
الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ {3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ {4} بَلْ يُرِيدُ
الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ {5} يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ {6} فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ {7} وَخَسَفَ الْقَمَرُ {8} وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ {9} يَقُولُ
الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ {10} كَلَّا لَا وَزَرَ {11} إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ {12} يُنَبَّأُ
الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ {13} بَلِ
الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ {14} وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ {15}
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {16} إِنَّ عَلَيْنَا
جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ {19} كَلَّا بَلْ
تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ) 75 3-19
يتبين لنا من الآيات لأن الخطاب للإنسان, ويتبين لنا أن تحريك السان في لغة الكتاية هي التشكل وعدم الإستعجال بها أي أن نتروى في قرائتها, ثم يتبين لنا أن:
1- جمع القرآن.....2- قراءة القرآن.......3 بيان القرآن. كلهم تعهد الله بهم وليست هي مهمة الإنسان, وإن
مهمة الإنسان هي ان لا يستعجل أمر القراءة وأن لا يضع الحركات التي تحرك اللسان في النطق.
وعليه فإن البرهان الملموس لنص القرآن الموجود بين أيدينا اليوم لا يطابق النصوص الأصلية الموجودة في المتاحف والتي حصل عليها علماء التاريخ, لان تلك المصاحف تختلف بالأشياء التالية:
1- الهمزة غير موجودة في المصاحف القديمة والتي تعود للقرن الأول الهجري. هؤلاء (هولا) مؤمنون (مومنون
2- إختلاف كتابة حرف الألف والياء ( سماوات ) سموت كافرين (كـفرين) على (علا ) حتى (حتا )
3- التشكيل . غير موجود إطلاقاً في المصاحف القديمة وإن وجدت فهو دليل على حداثة النسخة.
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/yem1e.html
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/yem1b.html
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/yem1a.html
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/yem1f.html
أما أن نبني برهاناً لا ينطوي على تعريف البرهان وإنما يأتي تحت مظلة الرأي الشخصي من استنتاج غير موثق ونعتبر هذا الرأي والإستنتاج هو أساس في العقيدة فهذا هو الأساس الغير متين يا عزيزي, وإن إعتبار النص الواضح والصريح برهان ملموس ومحسوس عند المؤمن بالقرآن ونصوصه قد يوافقك كل من يؤمن بالنص ولكن من لا يؤمن بالنص بعد ولم ينشرح قلبه بالإيمان بعد وإنما هو في مجال الوصول لإلى الحقيقة, كيف نخاطبه ؟
البرهان يجب ان تنبع عن إيمان أساسي بالنص أولاً قبل اعتماده كبرهان, وبما أنني أؤمن بالنص الصريح وليس الإستنتاج( وتعريف الإستنتاج أنه الرأي الشخصي فقط) فعليه فإنني أجد أن استنتاج برهانكم (رأيكم الشخصي) على أن الرسول قد وقعت عليه معجزة سمائية بعد كلمة (إقرأ) وأصبح يقرأ ويكتب ولم يعلمنا نحن المؤمنين بالنص أساساً بأي نص صريح في القرآن بهذه المعجزة سوى ما قاله الكفار في الآية التي استشهدت بها يا عزيزي فأنا لا آخذ بما قاله الكفار وإنني آخد ما قاله الله تعالى.
وأما عن موضوع تواتر التشكيل : وهو كان عنوان مداخلتي لكم فإنني أعلم أنكم لم تنظروا إليها ولم تدرسوها لأنكم تجاهلتموها تماماً لعدم علمكم أو معرفتكم بها.
وشكراً
وسام الدين اسحق
الرد الثاني للمستشار شريف هادي
أستاذ وسام
لا أعرف سببا أنكم ترمونني بالجهل في كل تعليقاتكم
ففي تعليقكم الأول على مقالتي قلتم بالحرف الواحد (وتاريخ الكتابة التي لم تذكرها في مقالكم الموقر إما لإخفاء حقيقتها عن القارئ أو للجهل بها أصلاً.) وأنتم تعلمون أن موضوع كتابة القرآن لا يخفي على مسلم عادي متديين (في غالب الأحيان) ، فكيف به يجهله مسلم يحاول جاهدا البحث في دين الله؟ ، ثم لماذا وضعتم فرضين فقط مع أن ذلك ليس من الأمانة العلمية لآنه توجد فروض كثيرة منها النسيان والتاجيل وغير ذلك
ومع ذلك لم أشأ أن أجعلها نقطة خلاف ، وقمت بالرد عليكم تفصيليا
ثم علقتم مرة ثانية ولم تنس أيضا أن رميتني بالجهل مرة أخرى في قولك (وأما عن موضوع تواتر التشكيل : وهو كان عنوان مداخلتي لكم فإنني أعلم أنكم لم تنظروا إليها ولم تدرسوها لأنكم تجاهلتموها تماماً لعدم علمكم وجهلكم بها) ، وكان يمكنكم على أقل تقدير وقوفكم عند كلمة عدم علمكم وهي مرادف مؤدب للجهل ، ولكنكم أبيتم إلا أن ترموني بالجهل مرة أخرى
وسؤالي: هل سوء الأدب دستورا لديكم مع من تحاورنه والتعريض به ممن لا يقتنع بفكركم؟. أرجوا الاجابة
وعليه فقد قررت عدم إستكمال الحوار معكم حتى تقوموا بتعديل التعليق وحذف الجملة وإعادة صياغتها بعيدا عن رمي بالجهل ، وطبعا مع تقديمكم لإعتذار وفقا لشروط النشر والكتابة على هذا الموقع
شريف هادي
الرد الثالث : من وسام الدين اسحق
إلى الأخ المستشار شريف هادي الموقر
إنني يا أخي خجلاً منكم كثيراً والله إني لم أقصد الإهانة الشخصية حاشا لله وأنا عندما أقول ذلك لا أقوله من باب السب حاشا لله ولكن من باب الشرح وإقرار الواقع ليس إلا.
تقبلوا اعتذاري
ولكم جزيل الشكر
وسام الدين اسحق
ملاحظة: إنقر على هذا الموقع للتتعرف على تواتر التشكيل والقراءات السبع وما جاء فيها :
وهناك الكثير منها على النت.
http://www.islampedia.com/mie2/ooloom/koran7.html#ahrof
وهذا برهان على أن التشكيل تم في زمن بعيد عن زمن نزول القرآن هو من الزيادة الأرضية وينظر إليه كما ينظر إلى الحديث وبتعريفكم يندرج تحت مصطلح (النسخ.. التثبيت) أي ليس من عند الله..؟
وإن كانت من عند الله فعلاً ..........فلماذا فيها اختلاف كثير......؟
قال تعالى" افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" النساء 82
وشكراً لكم
والله ولي المؤمنين
وسام الدين اسحق
اجمالي القراءات
4130
اولاً بدأنا بإلغاء الحديث واعتبرناه أنه جملة وتفصيلاً بعيد عن الدين
والآن التشكيل.... !
الأفضل أن نعود إلى أهل السلف يا إخوان ونعود إلى خرافاتهم ... لأنه سيلأتي يوم يقال فيه أن أحرف القرآن ليست صحيحة.
فماذا يجب أن نصدقه يا إخوان.. لقد احتار عقلي
أجيبوني
سمير الأعرج