الغزوة الدنماركية الثاني وحرب الدعاء
بعيدا عن الحديث الإنفعالي .. لازلنا نؤكد علي ضرورة تحديث الخطاب الديني في عالمنا الإسلامي ، وأن مخاطبة الغرب يحتاج إلي لغة أخري وحديث مختلف ، ورد ذلك بخاطري بمناسبة رد فعل الصحف الدنماركية بإعادة نشر الرسوم ( المسيئة للرسول محمد ) .
ففي عام 2005 نقلت إلينا وسائل الإعلام العربية والإسلامية أن إحدي الصحف الدنماركية قامت بنشر رسوما كاريكاتير تسيئ إلي النبي محمد ومن دون أن نري تلك الرسوم لنعرف ما إذا كانت بالفعل مسيئة من عدمه ؟ ومن غير أن نعرف أبعاد الأمر أو ندرس المسألة ؟ ولم نحاول أن نجهد أذهاننا في الإجابة علي السؤال لماذا يحدث ذلك ؟ وما هي خلفية نشر تلك الرسوم ؟ وهل المقصود بها مهاجمة رسالة الإسلام أم إنها مجرد إسقاطات سياسية لواقع متخلف تعيشه امة الإسلام ؟
اشتعل الشارع العربي والإسلامي بثورة لمواجهة الغزوة الدنماركية الأولي .. حتي أن الخرافات تحكمت في توجيه الرأي العام الإسلامي نحو الهاوية .. فسمعنا عن حملات تدعو المسلمين في كل مكان للدعاء علي الرسام الدنماركي الذي نشر تلك الرسوم .. وتحقيقا لترسيخ الوهم في أذهان المسلمين بعد فترة من تدشين حملات الدعاء.. انتشرت الأخبار تهنيء المسلمين بنجاح حرب الدعاء وتبشرهم بان الرسام الدنماركي الذي رسم تلك الرسوم قد أصيبت يده بالشلل .. وتدعيما لتحقيق نتائج الحرب الدعوية أكدت الأخبار من قبل أئمة الحرب الدعوية تبشر بخبر وفاة هذا الرسام بعد فترة من إصابته بالشلل .. وبالطبع إنطلقت المظاهرات التي تزود عن رسول الله والمصاحبة بالملصقات والشعارات العاطفية مثل ( إلا رسول الله .. وفداك أبي وأمي يارسول الله ) ، بل أكثر من ذلك إنطلقت في الفضاء قنوات فضائية قيل أنها خصصت بثها للدفاع عن رسول الله .
وإذا عدنا إلي أصل الموضوع .. فمعلوماتي أن الغزوة الدنماركية الأولي كما يسميها أئمة الجهاد في عالمنا الإسلامي كانت عبارة عن مجموعة رسوم كاريكاتيرية رسمها نحو 12 رساما دنماركيا ونشرتها إحدي الصحف الدنماركية ، وهي تعكس رؤية هؤلاء عن دين الإسلام كما تقدمه جماعات الإسلام السياسي عالية الصوت والفعل في العالم الإسلامي والغربي والتي تتخذ من العنف سبيلا كتنظيم القاعدة وخلافه ، وعليه فإن المجتمع الدنماركي وهؤلاء الرسامين لم يعرفوا عن الإسلام أكثر مما قدمته لها تلك التنظيمات التي تعلق لافتة الإسلام كدستور ومنهج لها وتمارس العنف وترتكب جرائم إرهابية تهدد الأمن والأمان للمواطنين في بلدان كثيرة ، فجاءت تلك الرسوم تعكس تلك الرؤية السياسية قبل أن تكون دينية وفق المعطيات التي قدمناها لهم وكونوا من خلالها قناعاتهم .. ومؤداها أن من يحمل قنبلة يفجر بها نفسه ليقتل آخرين معه يضمن أن يكون مجاهدا وشهيدا ويحجز له مكانه في جنات النعيم .. تلك ملخص الرؤية ومضمون الرسوم .
وبدلا من مواجهة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبدلا من تقدير الأمور بقدرها ، وبدلا من فهم وإدراك خلفية الحدث ، أعلن أئمة الجهاد الثورة علي الدنمارك .. حكومة وشعبا ، رغم أن الحكومة ليس لها دور أو يد فيما حدث ، وإنما هي برؤية المجتمع الدنماركي تدور في مدار حرية الرأي والتعبير ، ولأننا لا ندرك حقيقة الأمر .. إنهالت الفتاوي غير المسئولة بإهدار دم هذا الرسام .. ونقلت الأخبار أنه تم القبض علي ثلاثة أحدهم تونسي والآخرين من المغرب يقال أنهم من تنظيم القاعدة كانوا يخططون لقتل الرسام الدنماركي .. فقامت الصحف الدنماركية جميعها أو معظمها بإعادة نشر تلك الرسوم التي سبق نشرها عام 2005 تضامنا مع زميلهم المهدر دمه والذي إتضح أنه حي يرزق ولم يستجيب الله لدعاء المسلمين بإصابته بالشلل وأنه لم يتوفي أثر إصابته بالشلل كما بشرونا أئمة حرب الدعاء .
وتلك هي الغزوة الدنماركية الثانية وهذه المرة هي غزوة جماعية من الصحف كلها أو معظمها .. فماذا سيكون رد الفعل يا تري في عالمنا الإسلامي ؟ هل نستعد لمواجهة الغزوة بحرب الدعاء والملصقات والمظاهرات وإهدار دم العاملين بالإعلام الدنماركي ؟ هل سيبقي الخطاب الديني في عالمنا الإسلامي في يد أئمة الجهاد وتنظيمات العنف ؟
اجمالي القراءات
15241
السلام عليكم.
في البداية كلامي ليسا دفاعا عن الدنمارك أو إنقاصا لقيمة الحبيب عليه السلام في قلوبنا بل هو مشاركة للأستاذ عبد اللطيف فيما ذهب إليه حول واقعنا الإسلامي البائس فعندما نشرت الدنمارك الصور الكاريكاتورية الناقمة على شخص النبي الكريم سرعان ما أصدر فقهاء آخر الزمان فتوى تكفر كل من سولت له نفسه مشاهدة الكاريكاتور لأن الصور ستكشف ببساطة عوراتهم و انحطاط دينهم الأرضي ثم صرنا نسمع خطبا عتترية تتوعد الدنمارك بمصير عاد و ثمود و قوم فرعون اللذين طغوا في البلاد و من الخطب العصماء سمعنا دعاء الخطباء الأجلاء على الكفرة و النتيجة سنتان من الدعاء و لم يستجب المولى تعالى لنا هل تعلمون لماذا. الجواب عن لماذا هو قوله تعالى( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)) في الأخير فليدفع النبي و حاشاه فاتورة من كذب عليه من قومه اللذين يتباكون من أجله ليلا و نهارا و يهتفون إلا رسول الله و هو منهم براء و حسبنا الله و نعم الوكيل. سامحوني لقد نسيت إضافة قولي أنه في مجال الأحلام و في إطار اذهب أنت و ربك فقاتلا إننا هنا قاعدون قال المسلمون أنه ذات يوم عثروا على جثة أخرى متفحمة لرسام كاريكاتوري دنماركي و لمن لا يصدقني فالدليل أن هذا الرسام ما زال حيا يرزق إلى هذه اللحظة. تصبحون على خير.