شادي طلعت Ýí 2025-07-15
كانت قصة حب قصيرة المدى، عظيمة المعنى، جمعت بين قلبي (إيهاب وغادة)، وما إن اشتعلت شرارتها حتى أسدل عليها ستار الزواج العجول.
كان إيهاب رجلاً يزن الحب بميزان الروح، ويقدره كأنه لؤلؤة لا تكررها البحار.
لم يكن يرى في الدنيا سوى وجه غادة، ولم يكن يسمع نداء فوق نداء قلبها.
كلما بكت، سالت دموعه قبلها، وكلما تألمت، انفطر لها قلبه.
كان يسكب من شفتيه عسلاً مصفى، ويمنحها من حنانه ما يدفئ الأرواح الميتة، ويحيي في الحجارة نبض الحياة.
لكن غادة .. كانت صامتة الشعور، باردة الوجدان، تتلمس في داخلها ندماً خفياً على زواج لم يشتد عوده بعد.
كانت تكذب الصدق، وتطفئ وهج الكلمات.
لم تبادله يوماً عذب القول، ولا لانت أمام سيل مشاعره الجارف.
كانت تنظر إليه كواجب، لا كعاشق، وتستقبل حنانه كما يستقبل الشتاء قطرات الندى، بلا اكتراث.
ورغم ذلك، ظل (إيهاب) عاشقاً بلا شروط، معطاءً بلا حدود.
لم ينقطع عن البوح، ولم يتوقف عن الغفران.
لم يكن يأبه بجفائها، ولا يهتز لتجاهلها.
حتى إذا تأخر عن العودة من العمل ذات مساء، لم تسأل.
لم يقلقها غيابه، ولم تهتز أنفاسها لغيوم المساء المتثاقلة بدونه.
ومرت الساعات كأنها أعوام، حتى جاوزت عقارب الليل منتصفه.
فإذا بهاتف غريب يهز سكون البيت، ورعشة غامضة تطرق قلبها لأول مرة.
أجابت على الهاتف بخوف غامض، ليأتيها صوت الطبيب كصاعقة ..
قال الطبيب :
زوجك في غرفة الطوارئ، حادث أليم، وجراحة دقيقة، نحتاج موافقتك على الجراحة، لقد تأخرنا كثيراً بسبب البحث عن أحد من أهله.
هوت الكلمات على قلبها كجبل انهد، وشعرت للمرة الأولى بأنها .. زوجته حقاً.
خرجت تركض لا تبالي بشيء، تدعو الله بين الأنفاس أن يبقيه حياً، ولو للحظة، لتراه.
وحين وصلت المستشفى، طلبت رؤيته، فأخبرها الأطباء : لن تريه إلا بعد الجراحة .. إن قدر الله له النجاة.
سألتهم غادة برجاء : هل هناك أمل ؟
أجابها الأطباء بصمت ثقيل : تعلقي بالدعاء، فالميزان دقيق، والقدر قاب قوسين أو أدنى.
آنذاك .. انفتح باب في صدرها كانت قد أغلقته طويلاً، وشعرت بأن قلبها الذي كان غافلاً، بات يصيح بأعلى صوته : أحبك يا إيهاب .. أحبك أكثر مما كنت أعلم.
تساءلت غادة :
– أهذا كابوس؟ أم حقيقة تتجسد أمامي ؟
– ماذا لو مات قبل أن أقول له (احبك) ؟
– كيف أعيش بغيره .. وأنا لم أخبره أبداً أنني كنت أعشقه سراً، وأتظاهر بالجفاف خوفاً من الانكسار ؟
رفعت يديها نحو السماء، تبتهل : يا رب .. فقط دقائق .. أريده أن يسمعني، أن يعلم، أن لا يرحل وهو يظن أنني ما أحببته !
لكن الباب فتح، وخرج الطبيب منكس الرأس.
لم تكن بحاجة إلى أن تسمع، فقد فهمت كل شيء من صمته ..
ومات إيهاب.
وغابت غادة .. بين الدمع والصمت، بين الحسرة والندم، تردد كلمات كسيف يقطع فؤادها :
ليتني ما كتمت مشاعري ..
ليتني صارحته بحبي له ..
ليتني أخبرته قبل أن يرحل ..
ليتني، ليتني، ليتني ..
الكاتب : شادي طلعت
#شادي_طلعت
#ليتني_قصة_قصيرة
دعوة للتبرع
هدى القرآن : أنا تونسي "مسلم" جغراف يا أي ولدت في تونس بلد...
عند الموت: لماذا عند الموت يقال للمؤم ن لا خوف عليهم ولا...
الورد والرفد : جاء فى سورة ( هود ) كلمة الورد وكلمة الرفد فى...
أكاذيب (علمية).!!: يقال ان لبس الرجا ل الذهب يتفاع ل مع الدم عند...
كورونا والسلفيون: قد قامت الحكو مه باغلا ق المسا جد وفرض حظر...
more