إبراهيم دادي Brahim Daddi Ýí 2025-02-10
عزمت بسم الله،
من حين لآخر يخرج علينا شيخ من رجال الدين، ليتعدى حدود الله تعالى بحماس مفرط، فيُحل أو يُحرم ما لم يأذن به الله تعالى في الكتاب المنزل، في هذه الأيام وقع بين يدي فيديو لشيخ (داعية)، له دروس كغيره من رجال الدين الأرضي، الذين يعتمدون على الروايات الظنية المنسوبة إلى خاتم الأنبياء، الذي بلَّغ رسالة ربه بأمانة ولم يتقول على الله تعالى ولم يخرج عن النص القرآني أبدا، رغم محاولة قومه استفزازه مرارا وتكرارا ليأتيهم بآية مثل الأولين أو بقرآن غيره، لكن الله تعالى طمأنه وتحداه وربط على قلبه قائلا: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِمَن يَخَافُ وَعِيدِ. سورة ق 45. وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍوَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ. الأنعام 35.
أما بعد وفاة النبي فقد تدخل الأمويون في شرع الله تعالى، فحرموا ما لم يوافق هواهم، مثل تحريم الوصية للوالدين والأقربين، وغير ذلك مما بدلوا وغيروا مما يوافق هواهم، وجاء العباسيون بعدهم فدوَّنوا ذلك مع بروز المحدثين الأعجميين، مثل محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وغيرهما، فما أشبه اليوم بالباحة، فإننا نجد شيوخ الدين الأرضي يُحلون ويُحرمون على هواهم ما لم يأذن به الله تعالى، ولقد حرم النبي محمد عليه السلام (بصفته نبي) على نفسه ما لم يحرم الله تعالى، فأنَّبه في قرآن يتلى ويتعبد به. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. التحريم 1. فكيف ببشر عادي ويتجرأ على الله تعالى فيحرم ما لم يحرم الخالق؟
بينما نجد أن الله تعالى أرسل الرسل مبلغين ومنذرين ولا شأن لهم بالتشريع في دين الله تعالى إلا البلاغ المبين. قال رسول الله عن الروح عن ربه:
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا* وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا. الكهف 56/57.
إن سبب هذا المقال المتواضع من تلميذ حنيف لا يُشرك الله تعالى بشيء، يريد تذكير بعض رجال الدين الذين غرتهم الحياة الدنيا وزينتها، فأصبحوا يسمحون لأنفسهم تحريم ما لم يحرم الله تعالى في كتابه (القرآن)، لقد حرم الشيخ أحمد حمو كروم علاوة الأجراء التي يقدمها أرباب العمل كهدية للأجراء، فهي إعانة لهم من أجل تحفيزهم للمزيد من النشاط في العمل، وهذا شيء مشروع ولا غبار عليه، لكن الشيخ قال: أنا أحرم (la prime)هذه العلاوة. كان من المفروض أن يحض أرباب العمل على الوفاء بالعقود كما أمر الله تعالى فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ... الأنفال 1. لا أن يحرم ما لم يحرم الله تعالى!!!
إن الرُّسل من الله تعالى كانوا مبلِّغين لرسالة ربهم فقط، ولا دخل لهم في التشريع أو التحريم والتحليل أبدا.يبين الله تعالى مهمة الرُّسل المرسلين إلى أقوامهم وهو تبليغ رسالة ربهم فقط، إنما عليهم البلاغ المبين. يقول سبحانه:
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. آل عمران 20.
وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ. المائدة 92.
مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ. المائدة 99.
وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ. الرعد 40.
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍكَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. النحل 35.
فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. النحل 82.
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْوَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. النور 54.
وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. العنكبوت 18.
قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ* قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ* وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ. يس 15/17.
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُوَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ. الشورى 48.
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ. التغابن 12.
كل هذه الآيات ضُرب بها عرض الحائط، فأصبح أكثر رجال الدين يشركون الرسول في التشريع، ومنهم من يحرم ما لم يحرم الله تعالى، افتراء على الله سبحانه ورسوله، وجعلوا قول الله تعالى وراء ظهورهم الذي قال فيه رسول الله عن الروح عن ربه: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ. النحل 116.صدق الله العظيم.
لقد أوهمهم الشيطان أنهم يحسنون صنعا وأنهم مهتدون، بينما الملائكة الحفظة يكتبون أعمالهم وسوف يسألون. يقول سبحانه:
وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ* حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ*
وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْأَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ* أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ* أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ* فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ. الزخرف 36/44.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
بحث أكاديمي: حجّية الوحي القرآني وحدود الاحتجاج بالروايات.
نقد كتاب الحديث للسنة الثالثة متوسط من طرف الذكاء الاصطناعي.
نقد لكتاب الحديث النبوي، السنة الثالثة متوسط، تنسيقية المعاهد الثلاثة الحياة، عمي سعيد، الإصلاح.
نقد المناهج الشرعية في ضوء القرآن الكريم، لأن أكثرها مخالف لاحسن الحديث (القرآن)
دعوة للتبرع
الصلاة بغير العربية: Dear Dr. Ahmed Mansour S alamu alaikum I have a Bangladesh i friend he...
حساسية منى شخصيا : هل يحق لنا ان نقتطع من منشور اتك مقاطع...
الماعز تقدس الصحابة: أنت قاسى فى هجومك على الذين يقدسو ن الصحا بة ...
أوقات الصلاة قديما: تحدثت فى كتاب الصلا ة عن أن الصلا ة متوات رة ...
الركعة فى الصلاة: إذا أدركت الإما م في صلاةا لجماع ة وهو راكع...
more