السامري و عجل بني إسرائيل و أثر الرسول:
فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا

أحمد بغدادي Ýí 2023-03-06


( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا )

قصة السَّامري مع بني إسرائيل من القصص القرآني التي امتزج في تفسيرها الكثير من الخيال والظن… ولقد مال أغلب المفسرين والقصاصين إلى مُصدِّري الإسرائيليات من أجل قَبَسٍ من معلومة عنه، مع أن القرآن نفسه هو الذي يقصُّ على بني إسرائيل أغلب الذي كانوا فيه يختلفون.

ماذا قالت المعاجم في معنى ( السامري ) :

{ السَّامريّ: أحد بني إسرائيل من قبيلة السّامرة، رحل إلى مصر بعد إقامة بني إسرائيل فيها، فلما صعَد موسى الجبلَ أخذ يُؤَلِّبُهُم ضِدّ الإيمان حتى أخذ حُليَّهُم وصنع العجلَ وعبده ودعا قومه إلى عبادته في غياب موسى عليه السَّلام
سَمِرَ سَمِرَ سُمْرَةً:
كانَ لونُه في مَنْزِلةٍ بين البياض والسَّوادِ.

سَمَرَ: (فعل)
سمَرَ يَسمُر ، سَمْرًا وسُمُورًا ، فهو سامِر
سمَر الشَّخصُ: تحدّث مع جليسه ليلا
سَمَرَ البَابَ : شَدَّهُ بِالمِسْمَارِ
سَمَرَ عَيْنَهُ : سَمَلَها، فَقَأَهَا
سَمَرَتِ الْمَاشِيَةُ : رَعَتْ
سَمَرَتِ الْمَاشِيَةُ النَّبَاتَ : رَعَتْهُ
سَمَرَ اللَّبَنَ :جعلَهُ سَمَارًا ، رَقَّقَهُ بِالْمَاءِ
سَمَرَ الخَمْرَ : شَرِبَهَا
لا أَفعلُه ما سَمَرَ السميرُ، أو ابنُ سمير، أَو ابنَا سمير: أَي لا أَفعله أَبدًا
سَمَرَ الإِبلَ: أَهملها وخلاها
سَمُرَ: (فعل)
سمُرَ يَسمُر ، سُمْرَةً وسَمَارًا ، فهو أسمرُ
سمُر الشَّخصُ: كان لونه بين السّواد والبياض
سَمِرَ: (فعل)
سمِرَ يَسمَر ، سُمْرَةً ، فهو أَسْمَرُ، وهي سَمْراءُ والجمع : سُمْرٌ
سَمِرَ سَمِرَ سُمْرَةً: كانَ لونُه في مَنْزِلةٍ بين البياض والسَّوادِ
سمِر الشَّخصُ :سمُر، كان لونه بين السّواد والبياض لونٌ أسمرُ
سَمَر: (اسم)
الجمع : أسمار
السَّمَرُ : : الحديثُ بالليل
السَّمَرُ : الحكايات التي يُسْمَرُ بها
السَّمَرُ : مجلس السُّمَّارِ
السَّمَرُ : ضوْءُ القمَرِ
السَّمَرُ : الدَّهْرُ
لا أُكلمه السَّمَرَ والقَمَرَ: أي أَبدًا
السَّمَرُ : حديث المتسامرين، حفلات السَّمرَ } انتهى الاقتباس….

إذاً السَّامري هو فردٌ من قبيلة السّامرة، وهو نفسه كان في منزلةٍ بين البياض و السَواد في لونه، وسمَرت الماشية، اي قامت بالرعي… و سمَر الباب أي شدَّهُ….ومن هذا المعنى ظهر مِسمار و كذا… سمَر الشَّخصُ : تحدّث مع جليسه ليلاً..

من الواضح أن الغائب فيما ظَهَرَ هو معنى الكلمة الحقيقي…ذلك أن معنى كلمة السَامري الحقيقي وحده كفيل بإبطال كمٍّ ضخمٍ من التفاسير ذات الخرافة التي تألَّفت في ظل قوله تعالى ۞ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا ۞، والذي هو عينُ هذا البحث.

من هو السَّامري إذاً ؟؟؟

السَّامري تسميةٌ تعبرعن صفةٍ غالبة كغيرها من التسميات في القرآن الحكيم..وكان يقوم بعمله متقدماً بني إسرائِيل … لحاقاً بموسى عليه السلام الذي أعْجَلَ عنهم …

– اولاً - الجذر الثلاثي الحرف - - سَمَرَ / ثَمَرَ :

كنت قد تحدثتُ في بحثٍ سابق عن الحروف التوأمية للحَرف الأسَاس : السِين - س - والذي يتفرَّع الى الحروف التوأمية التالية حسب درجة كثافتها :

س > ث > ص

ونحن هنا سنتناول معنى الثُلاثي ( سَمَرَ ) و توأمه في اللفظ ( ثَمَرَ) دون الرجوع للجذر الثنائي اختصاراً على القارئ.

( سَمَرَ ) هو من سَلَكَ أو سَرَبَ من بُؤْرَة استَقْطَبَته .

( ثَمَرَ ) نرى هنا التأثير الثلاثي الأبعاد ل الثَاء في المعنى. عندما تغلق الزَهْرةُ على نفسها بعد التَلقِيح، يَسْلُك الجُزء المُلَقَّح نفسه بِارِزاً عبر تِيجَان و قاعدة الزَهْرة. لا ينطبق هذا التوصيف حصراً على الزَهْرة فقط… فكل ما يَبْرُزُ من خلال معنى هذا الفعل هو( ثَمَرَة ).. مثل نسبة التزايد السكاني و الحيواني و غير ذلك.

۞… مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ… ۞ ﴿٩٩ الأنعام﴾
۞ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥ البقرة﴾


– الثَمَر و الثَمَرات في القرآن :



الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٢ البقرة﴾
۞ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥ البقرة﴾
۞ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦ البقرة﴾
۞ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢٦٦ البقرة﴾


- - السَامِرِي :

في تسلسل احداث خروج بني إسرائيل من مصر ..نرى من مجمل الآيات في السور المتعددة التالي:

١- يمكثُ موسى مع بني إسرائيل سنيناً في مصر يتلقى فيها فرعون و قومه الضربات المتتالية حتى أذنوا لهم بالخروج مقابل رفع الرجز عنهم.

٢-يسري موسى بقومه و يتبعهم فرعون و جنوده، فينفلق البحر بأمر الله تعالى ، ويغرق الظالمون.

٣-يمر موسى و قومه على قومٍ يعكفون على أصنامٍ لهم، فيسألونه أن يجعل لهم آلهةً مجسَّمة كحال أولئك القوم ، فيُنكِر عليهم موسى ذلك ( ۞ وَجَٰوَزْنَا بِبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍۢ يَعْكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصْنَامٍۢ لَّهُمْ ۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجْعَل لَّنَآ إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ۞ ( 138) إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَٰطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (الأعراف - 139)

٤-يواعد الله تعالى موسى ثلاثين ليلة و يتمُّهن بعشر، فيتم بهذا ميقات ربه أربعين ليلةً…

٥-يوصى موسى هاررن ب بني إسرائيل - متعجِّلاً - و متقدماً عن قومه، مسرعاً إلى ربه عزَّ و جَل، ألى حيث كُلِّمَ أول مرة وهو راجعٌ من مدين.

٦-يتخلَّف بنو إسرائيل عن موسى لأنهم يحملون أوزاراً من زينة القوم… فقذفوها - متعجِّلين- أيضاً…من اجل الميعاد ، هنا يتعجَّل السامري، فألقى منها، اي من الزينة : أي جعل أجزاءً منها - تلتقي - مع بعضها البعض = قام بتركيبها - بتعجُّل - أيضاً …. وقال لهم هذا هو إله موسى وقد نَسِيَ .

٧-يسأل موسى الله تعالى أن يُرِيَه يَنظُر إليه… يتجلَّى الرحمن للجبل فيجعله دكَّاً، ويخر موسى صعقاً… و بعدها يتلقى الالواح.

٨-ينبئه الله سبحانه بفتنة قومه و إضلال السامري لهم بالعجل…

٩-يعجل موسى راجعاً لقومه، يُلقي الألواح، أي يرتبها و، يضعها كل جنب الأخرى، ويأخذ بلحية أخيه…، يعترف السامري بفعلته وكذلك يبرر بنو إسرائيل…

١٠-يطلب بنو إسرائيل من موسى أن يُريهم الله تعالى جهرةً، ثم يُمِيتُهم ربُّهم ثم يَبعثُهم ويظلِّل عليهم الغَمام و ينزل عليهم المن و السلوى …تقع بعد ذلك أحداث القرية التي طُلِبَ منهم أن يدخلوها فلم يفعلوا …يُحكَم عليهم بالتِيه… يتم تسبيط بني إسرائيل اثني عشر سبطاً …وبعد ذلك طلبهم السُقْيَا وانفجار ١٢ عَيْنَاً… ثم هبوطهم مصراً مذلولين بعد طلبهم نباتاً من الأرض كانوا يأكلونه في - مصر- الأخرى.

إذاً - يستعجَّل - بنو إسرائيل ويطلبون الهاً صنماً مجسَّماً … يتعجَّل موسى عن قومه و في نفسه سُؤال ربه تعالى بأن يُرِيَهُ يَنْظُر إليه.…. يُبصِرُ السَامِرِي سبب تعجُّل موسى عن قومه واستباقه لهم، و يُبصِرُ ايضاً سبب طلب بني إسراىيل إلهاً مُجَسَّماً لهم يعكفون عليه… فيصنع لهم العجل.

والعجل ليس له بالبقر علاقة ولا حتى في أية مرحلةٍ من مراحل النمو…هو شيءٌ صنعه على - - عُجالة - - و سنفرد له ، بمشيئة الله تعالى، بحثاً مفصلاً.

آياتٌ بيِّناتٌ من سورة طه :

۞ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ﴿٧٧﴾ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴿٧۸﴾ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ ﴿٧۹﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ﴿۸۰﴾ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ﴿۸۱﴾ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴿۸۲﴾ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿۸۳﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿۸٤﴾ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ﴿۸٥﴾ فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي ﴿۸٦﴾ قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ﴿۸٧﴾ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴿۸۸﴾ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿۸۹﴾ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ﴿۹۰﴾ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ ﴿۹۱﴾ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴿۹۲﴾ أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ﴿۹۳﴾ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴿۹٤﴾ قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿۹٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿۹٦﴾ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﴿۹٧﴾ إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿۹۸﴾ ۞ طه

يبرز من بين الآيات ما يدل على وظيفة السَامِري :

وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿۸۳﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿۸٤﴾ طه

إذاً لقد كان موسى يترك علاماتٍ دالَّة ، آثارَاً ، لكي يتتبعها قومه اثناء لحاقهم به إلى موعدهم …

ومن سيتتبعُ تلك الآثَارَات متقدماً بني إسرائيل هو:

۞ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴿۹٦﴾ طه

إذاً كانت وظيفة السَامِري تتبعُ آثار موسى عليه السلام… ففي أرضٍ صحراويةٍ منبسطة، سَيَتِيهُ بنو إسرائيل حتماً و لن يستطيعوا الخروج منها ، أو انهم قد يدورُون في دَوَائر حتى يهلكوا… وكانت وظيفة السَامِري - سَمْرَ - مُتيِّهَات الصَحْراء وجغرافيتها الصعبة، وتجاوز متشابهات تضاريسها…

و كان موسى، عليه السلام، له رَسُولاً خَاصَّاً…. أي للسَامِري فقط، في وظيفته تحديداً . ونعني هنا الآثَار/الرَسَائِل التي كان موسى يتركها خلفه، فيعرف السَامِري من خلال فَرَاسَتِه مضمُون ما يريد - الرَسُول - قوله ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ).

ما فعله السَامِرِي متعمداً لإضلال بني إسرائيل هو أنه في آخِر أثَرٍ وجدها، قام بِنَبَذَهَا ( فَنَبَذْتُهَا )... تخلَّص منها ، و رَمَاها بعيداً… و عندما أتَاه بنو إسرائيل… أخرج لهم العِجل مُعلناً ان هذه هي نهاية الطريق وانتهاء آثَار - الرَسُول - … و أن هذا العِجل هو إله موسى الذي كنتم على موعدٍ معه وهنا كلَّم هذا الإله موسى … موسى الذي - نسِيَ - أي استمر في طريقه بعد أن أتمَّ موعده…

لم يستقر العِجل على زاويةٍ أو جهةٍ محددة، فكان يَخِرُّ يُمنةً و يُسْرَةً ثم يعود لمكانه ( لَهُ خُوَارٌ ) حتى سقط في أيديهم وعرفوا فداحة ما اقترفوه.

و الله تعالى أعلم
اجمالي القراءات 1089

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-29
مقالات منشورة : 13
اجمالي القراءات : 19,838
تعليقات له : 152
تعليقات عليه : 95
بلد الميلاد : Syria
بلد الاقامة : Syria